رواية ما وراء الغيوم الحلقة الحادية عشر 11 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية
رواية ما وراء الغيوم الحلقة الحادية عشر 11 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية |
لقراءة باقي حلقات رواية ما وراء الغيوب كاملة بدون ردود (الأرشيف) للكاتبة رشا الخيالية : اضغط هنا
رواية ما وراء الغيوم الحلقة الحادية عشر 11 مكتوبة البارت الحادي عشر كامل بدون ردود للكاتبة رشا الخيالية
11))ما وراء الغيوم..
.
تلك الغيوم "دفعتها"غيوم اخرى
*غيوم عاصفه*
بدأت تبلله بل تغرقه
شيء من غضبها وعنفوانها
كان منعزلاً في قوقعة الماضي
ولكن صاعقةً ما خسفت به..
ثم انسته امر تلك القوقعه!!
.
،
اعلنت المآذن عن ذبول اخر خيوط الليل..
وميلاد يوم جديد''
خرجت من غرفتها وهي تستغفر وتذكر الله وتهلل ستوقظ من كان نائماً للصلاة كعادتها ..
اتجهت الى غرفة نيفادا فهي الاقرب لغرفتها..لم تجدها، غريب اين ذهبت..
تفاجأت بها قادمه من المصعد بالبيجاما و هاتفها بيدها، استغربت يبدو انها لم تنم/يالله صباح خير.. وين كنتي فيه؟
ابتسمت وهي تقف امامها/كنت تحت اشوف فيلم
ام رواد/بس عندك تلفزيون بغرفتك.. وشو له تنزلين لحالك
طبعت قبله على رأسها وهي تبتسم/خااالتي تراني قلت بالصاله مو بالسينما.. مليت من غرفتي وقلت اغير المكان
تخاف جداً عليها فهي متهوره/طيب ما قلنا شي.. روحي صلي ..و رددي اذكار الصباح قبل تنامين.. فااهمه؟
هزت رأسها بالموافقه/من عيوني.. يلا باي
راقبتها حتى دخلت واغلقت باب غرفتها،ثم اتجهت لغرف البقيه.. تذكرت ان الشموس ليست هنا.. لتذهب الى ليال..
.
كانت تقف امام المرآه بعدما توضأت.. تراقب وجهها هل من تغيرات جديده ابتسمت فمازالت بشرتها مخمليه كما عهدتها هي تدلل نفسها كثيرا مازالت تتذكر والدها وهو يبتسم وقد رآها ذات صباح( تذكريني بأمك الله يرحمها تشبهين لها بالحيل) ، هي تشبه كثيرا والدتها ذات ملامح عربيه حاده انف دقيق وعينين عسليتين و سحنة سمرا مخمليه تضفي سحرا شرقيا اصيلا على ملامحها'
لكن ذلك الغثيان لا يجعلها تعيش حياتها كالسابق يجب ان تراجع طبيبها،لترى تتطورات ما تمر به.. قد اسلمت أمرها ورضيت ..
… كان اصعب شي عليها هو الاستمرار في حياتها والتمثيل بأنها بخير وبأنها شعلة تفاؤل متقده،و في الحقيقه هي تذوب من الداخل و تنقص كل يوم!
اشغلها مرض وسام باليومين الماضيين، فانشغلت عن مرضها لله در وسام الذي يهديها سلاما داخليا يشعرها بالرضا
سمعت صوت زوجة أبيها تطرق الباب و تناديها للصلاه، ابتسمت لتلك السيده الرائعه،..
.
،
خرجت هند من غرفتها وهي تتجه الى الاسفل ..ستوقظ ابنها لصلاة الفجر..اتجهت للملحق بابتسامه، تود لو تدعه ينام معها في غرفتها ولكن هنالك نساء لسن محارم..
دخلت لتنصدم بما رأته.. فراشه مبعثر ..هنالك على الطاوله علب مشروبات فارغه، وصحون شيبسات،..وكأن احداً كان برفقته!!
نادته وهي تستغرب/ترركي يمه وينك؟
لحظات ليخرج من دورة المياه متخصراً بمنشفته و يبتسم بخوف/أمي!!
نظرت اليه بحزم/من اللي سهران معك هااه؟
تردد/اا محد كان عندي يمه.. رواد اوول الليل كان هنا وراح .
ابتسمت لتلك الملامح التي تعشق/الله يصلحك.. اجل البس ثوبك وروح صل بالمسجد جعل عيني ماتبكيك
بادلها الابتسامه وهو يراها تخرج.. ليتنفس براحه( الحمدلله ان نيفو راحت قبل الاذان، والا وش بيفكني من محاضرات أمي)
،
.
،
.
،
اغلق باب الشقه وهو يخرج.. نظر الى ساعة معصمه التي تشير للسابعه، اتجه للمجموعه وهو يتذكر ماقد يفيده للوصول اليها..
اوقفته الإشاره ليقف ينتظرها.. ااه يبدو كل شي مثيرا للتوتر ..يجب ان يقف ليحتسي فنجان قهوته حتى يستطيع بدأ يومه بشكل جيد..
لابد من فنجان قهوه والا انه سيفقد تركيزه واعصابه..
اتجه مباشرة لذلك المقهى الذي يأتيه دائماً ..
اوقف سيارته وهو يلمح سياره سوداء بالقرب من سيارته.. و يخرج منها صوت فيروز وهي تغتي( تذكر آخر مره شفتك سنتها تذكر وقتها آخر كلمه قلتها.. ماعدت شفتك.. وهلأ شفتك..)
تجاهل ما يسمعه ويراه و اخذ نظارته السوداء ليغطي عينيه التي تفضح مزاجه دائماً..
دخل المقهى وهو في مزاج سيء.. طلب قهوته المعتاده وجلس.. نزع نظارته ثم اخرج هاتفه يريد معاودة الاتصال بها ولكن هيهات ، جوالها مازال مغلقاً منذ البارحه..
اغلقه وهو يضعه على الطاوله امامه، إنه ليكرهها وتستفزه بهروبها وأفكارها لأنها معتده و مكتفيه بنفسها ، لأنها بعيده وسعيده وهذا الشيء يخنق عنده رغبات كامنة!
لمح تلك التي نزلت من السياره السوداء تنزل للمقهى طلبت ماتريده وهي تشيح بنظراتها له بين اللحظه والاخرى ..وضعها لم يعجبه بل يجلب الريبه له هو..
قرر النهوض ولكن حضر طلبه ..اخذه وهو يراها تخرج ..
اخرج الحساب ولكن الموظف رفض واخبره ان تلك السيده دفعت عنه الحساب..
لم تعجبه تصرفاتها ولا نظراتها له.. ترك كوب القهوه على الطاوله وطلب غيره… ليأخذه ويخرج لسيارته سيرتشف قهوته وهو في السياره..
ليتفاجئ بملصق لونه اصفر على مقبض باب سيارته.. نزعه ليقرأه ["يولد النهار، بنظره من عيون الشمس.. وانت منحتني ذلك… اشكرك♥"]
فتح باب السياره وهو يلتفت يبحث عنها.. و اذا بها ذاهبه لكنها جعلته يتذكر أمراً مهماً وهو يركب سيارته وينسى تلك الورقه بيديه وضع كوب قهوته و سقطت منه الورقه بجانب الكوب..
اتجه مسرعاً الى المؤسسه وهو يرى نفس السياره التي أقلتها البارحه.. هو متأكد من ذلك..
دخل وهو يتجه لمكتبه بسرعه ويلقي تحيته من بعيد.
.
،
لمحه ذلك يخرج من مكتبه القريب من الاستقبال وهو يرمقه بحقد (ابو حظيظ)
رن هاتفه ليخرجه من جيبه ويرد/هلا والله، ههه هانت كلها اسبوع واجيب لك العلم اللي ينهيها لك .
على الطرف الاخر بصوت جدي وتهديد مبطن/اقسم بالله يا حامد اذا ما صار اللي انت تقوله، ليكون عقابك ماله طب ابد
ابتلع ريق الخوف/اعتمد.. نهاية الاسبوع بتكون هناك واكيد راح يجيك الخبر.. بس ابي منك وعد اذا صار اللي انت تبيه وما تجحدني
بصوت اكثر حده/ماراح اجحدك ..بس سو اللي عليك.
اغلق الخط وهو يرى عزام يخرج مسرعا..!!
اراد اللحاق به لولا ان والده ناداه..
.
،
.
،
.
،
.
جلست على طرف طاولة المطبخ تراقب زوجة ابيها تُعد القهوه وهي ترجوها/تكفييين يا خااله ابي اطلع الاستراحه .. شفيها الشموس رافضه، ما يسوى علي طلعه
بهدوء/يا بنتي الاستراحه بعيد نخاف عليك، سويها هنا وش بتخسرين يعني
نيفادا باصرار/يعني هنا ماراح ناخذ راحتنا و بنزعجكم.. بنسهر للصبح..
التفتت اليها مستغربه/صديقاتك هذولي ماعندهم اهل؟ شيقعدكم هناك للصبح!! مايصير يا بنتي
باحباط/طيب رااضيه اقعد هناك للساعه 12..بس اقنعي الشموس اروح هالويكند
تريد الرفض ولكن سيكون حازما من الشموس/مع اني ضد هالروحه اللي مالها داعي، بس ماعليه بكلمها
ابتسمت وهي تنزل وتعانقها/قراسيااس احلى خاله
خرجت منتشيه وهي تخرج هاتفها من جيب بنطالها وتتصل به/تركي اتفقناا نطلع العصر للمووول ..خالتي وافقت تكلم الشموس واكيد الشموس بتوافق
على الطرف الاخر/حلوو.. طيب تعالي نلعب game بهالمناسبه، اخوك رواد زلابه كل شوي افوز عليه
لمحت شهد تجلس هناك و معها اميره وعمتها هند/لا ماقدر هاللحين.. بنتواجه العصر بااي
اغلقت هاتفها وهي تتجه اليهم/هااي
هند بنصف عين/من هاللي عالتلفون
بابتسامه وهي تجلس/ياحبك للتحقيق يا عمته هههه.
شهد بتساؤل/ليال وينها.. ماجلست معها من جيت.. جد اشتقت لها هي والشموس
وقفت هند بحيره/والله مادري شبلاها ليال.. بروح اشوفها
حضرت وهي تبتسم لتفاجئ عمتها بتقبيل رأسها/صباااح الرضا لعمتنا الاموره الحلوه
عبست هند وهي تعود وتجلس/هاللحين يا ليال؟!!.. والبارح كنتي تنفخين علي!!
ضايقتها بالجلوس بجانبها وهي تمسك بيدها/هنووده والله ماقصدت اضايقك، كان عندي حرقان متعبني.. سامحيني عااد
شهد بابتسامه/سامحيها يمه تقولك ماكانت تقصد
رفعت ليال رأسها وهي ترى شهد وتقف لها وتسلم عليها/اهلللين بنت العمه حي الله الشهد، تكفيين توسطي لي عند امك ،شكلها شاايله علي
نيفادا/عاد عمتي هند من امس وهي تهزئ فينا، مدري شبلاها،
هند وهي ترمقها بحده/تستاهلون التهزئ والله،
شهد وهي تبتسم لوالدتها/يمه ابتسمي علشاني
ابتسمت هند بخفوت ثم التفتت الى ليال، بعصبيه مزيفه/تستغلون بنتي ضدي ..الله يسامحكم.. لعاد ترفعون ضغطي.. تسنعوا يا بنات اخوي
ضحكت ليال وهي تجلس وترى ام رواد قادمه وخلفها الخادمه تضع القهوه بابتسامه/بنات اخوك متسنعات بس ادعيلهم ربي يهدي نيفا ويلين راس الشموس
هند/الشموس من امس مع زوجها وامورها طيبه..
ليال بتساؤل/طيب ليه مقفله جوالها؟،تبي تقنعني جولييت انها مررره مشغله عمرها مع روميو.. اتصل بها ابي اكلمها بموضوع مهم، علشان توصله لعزام،بس ماترد
نيفادا/انا امس اتصلت فيها ابي استاذنها نروح للاستراحه وصرخت بوجهي تقول انسسي هالسبوع تروحين هناك.. وقالت انها بتقفل جوالها ولا نقلق عليها.
شعرت ام رواد ،بالريبه،"اغلاق هاتف الشموس مريب،هي لم تغلقه وهي خارج المنزل ابداً!!
هند باهتمام/وش عندك من موضوع مهم يا ليال
ليال بجديه/اتفقت مع الاستاذ طلال مدير الدار انه يضبط اوراق تبني وسام وضبطها لي.. بس ابي عزام يوافق كونه راعي البيت، و اذا شرحت له بيوافق اكيد
سكتت هند وهي تفكر بموضوعها.. يبدو ان ليال جاده فيما تنوي فعله..!!
شهد بفضول/انتي تشتغلين هناك من كم سنه وش خلاك تفكرين بالتبني.. ووش معنى وسام؟
هي لا تعرف سوا ان ذلك الوسام يمثلها بشكل او بآخر، بصمته بألمه بتوحده، بالرحمه التي زرعت في قلبها له، ذلك الطفل هو بقعة الضوء في حياتها التي تدفعها للتغلب علئ ما تعاني منه/بنظر الناس انا جالسه اتصدق عليه واحتويه .. لكن في الحقيقه طول ما انا اعتني بوسام واهتم فيه و ربي منعم على قلبي برضا و طمأنينه ما تنشرى باموال الدنيا، المستفيد في القصه هي انا ماهو بس وسام الله يشفيه، اتمنى يا عمه انك توقفين معي وتتكلمين مع عزام عن الموضوع
ألتزمت هند صمتها، هي في حيره منه تماماً..!
.
،
.
،
.
،
.
،
.
شيء من الجنون يتلبسها!!!
حين يتعلق الأمر بالمساس بكيانها.
خيار الهرب وان جاء إرتجاليا
إلا انه منفذ وان كان مؤقت!
فهي لا تراه يقترب منها بل يقتحمها..
وضعت فنجان قهوتها على الطاوله امامها لتسترخي بملل، وتفكر بما ستفعل، هي فكره مجنونه، لكن ستجرب،،
ستفيدها عبير فيما تنوي عليه .
اتجهت الى غرفتها وهي تأخذ هاتفها المغلق، وتفتحه فهو مغلق منذ البارحه!
لتنهمر الرسائل القصيره والمكالمات الفائته..اتصل بها كثيراً ، وهذه اتصالات من نوره ..لفتتها رسالته لتقرأها بغضب
[ جبانه.. ]
خافت لا تعرف ولكنه شعور انتابها فقط..اتصلت بعبير و راحت تجلس على اريكتها المقابله للشرفه المطله على المسبح والمسطحات الخضراء/الو عبير السلام عليكم
ردت تلك على الطرف الآخر/هلا والله بالعروس وعليكم السلام والرحمه،
ابتسمت لسماع صوتها/شلونك عبير
عبير/بخير يا راعية الاحمر
استغربت/اي احمر يالخبله؟!
ضحكت عبير/ليال ارسلت لي صورتك سناب خاص، عاد احمرر يا بنت ههههه
استرخت في جلوسها و هي تستمع لضحكاتها/خليني بمزاجي رجاءاً المهم شخبار النونو اشتقت له يا ناااس
عبير/هاللحين شدي حيلك وجيبي لك نونو، اتركي ولدي منك
فكرت بالامر واستصعبته على نفسها/انا ماني لهالسوالف،صحيح احب ألعب على الاطفال ، لكن احمل فيهم ببطني واعتني فيهم لااا مااحب
ضحكت عبير/بيني وبينك حتى انا ماكنت متخيله اني احمل واولد ، لكن وربي يا شوشو احلى شعور بالدنيا، جيبي واحد ع الاقل قبل الثلاثين
حاولت تغيير الموضوع الذي يستفزها/المهم خلينا من المواضيع البايته.. بغيت اسألك،،
عبير بغضب/مواضيع بايته يا بنت راكان هاااه!!. بعدين بتعرفين قيمة كلامي
الشموس/عبيييرر ماتصلت اسمع مواعظ، عندي سؤال يا بنت ..وابشري اذا تواجهنا مره ثانيه قولي كل محاضراتك…
عبير/وش عندك من سؤال يا خانوم؟
بجديه/حابه اسافر لحالي يمدي زوجك يطلعني بما انه يشتغل بالمطار؟!
استغربت واستشفت شيئاً لم يعجبها/انهبلتي رسمي، انتي وش ناويه عليه بالضبط؟! اللي اعرفه انك مع زوجك بالرتز كارلتون من امس,
نظرت لاظافرها وهي تداعبها بابتسامة تهكم/ايوه من قال لك هالكلام
عبير باستغراب/امي اتصلت اليوم بعزام تبارك له وقالها
ضحكت وهي تجيبها/اجل شايل هم لا احد يدري اني تاركته ههه
اجابتها عبير وهي تستنكر مافعلته/ليه انتي وينك فيه؟!!
الشموس بجديه ممزوجه بسخريه/من امس بالاستراحه حقتنا .. وطبعاً هو محتاس مايدري ويني هاللحين.
عبير بغضب/الشموس انتي عاقله لكن تصرفك هذا حتى البنت الصغيره ماتسويه.. مايجوز اللي سويتيه تدرين والا لا،
تحدثت بلامبالاه./خليه يعرف يحسب حسابي مره ثانيه.
عبير/شوشو انا ابي مصلحتك،تدرين ان كان زوجك يبيك وهربتي منه تلعنك الملائكه طول ليلتك وانتي بعيده
تعرف ان عبير معها الحق فيما قالته ولكن لن تستطيع ان تسمح له بلمسها، ولا تستطيع منعه الا بالهرب، هي في حيره، قد اخبرها أنه لا يحبها وليست حلمه فلماذا تتحمل الإثم وحدها؟!! سكتت قليلاً ثم تحدثت/المهم يا عبير عمتي لولوه لا تدري، بتسويلي سالفه انا في غنى عنها
،
دخل وهو ينظر حواليه في المكان تبدو الاستراحه اجمل مما توقعها، واسعه وانيقه في تفاصيلها..
هي مكان رائع للاستجمام.. ليست كتلك الاستراحات التي يعرفها، فهذه اشبه بقصر..وحوله معشبات خضراء واسعه..
الشرفات و الواجهات الزجاجيه ذات الاطلالات الساحره على خضرة المكان توحي بشعور منعش..ويبعث للهدوء، هي لا تشبه الاستراحات التي يعرفها..
ولكن ما اغضبه انها جداً بعيده، كيف لها ان قضت ليله هنا لوحدها..؟ ألا تخاف؟
فتح باب الاستراحه الداخلي بأمر براتاب كبير العمال!!!
هذه تتحدا كل شي ولا تخاف،
سمع صوتها قادم من تلك الغرفه، يبدو أنها تتحدث في الهاتف !
اقترب حتى أطل عليها وتوقف يرمقها بحقد..وهي تقف هناك وتدير ظهرها وتطل على الشرفه، ترفع شعرها كذيل فرس وترتدي بيجامه فضفاضه..
تراجع حتى ابتعد عن غرفتها… واخرج هاتفه واتصل بها.. لم ترد.. كانت مشغوله بالاتصال. وتتجاهله..!
ولكنه اعاد الاتصال ..
،
لاحظته يُلح بالاتصال،لتودع عبير/عبير معي مكالمه.. عن اذنك بعدين بكلمك.
اخذت نفساً قبل ان ترد/نعم؟!
على الطرف الآخر/الله ينعم عليك حبيبتي..
لم ترد، خفق قلبها بتوتر، صوته الهادئ يثير رعبها..
ابتسم وهو يراقب غرفتها من بعيد/شفيك ساكته يا عمري المفروض تكون صباحيتنا اليوم، وش رايك باللي صار؟
باصرار/اللي صار ماظنه يضايقك.. انت ماتحبني وانا ما انجبر .
حاول كبح غضبه/واذا ماحبك..هذا مايلغي واجباتك كزوجتي.. ولا يبرر لك هروبك يالجبانه!
شعرت بالغصه، فتسامت عليها واجابت/ماني مجبوره بعلاقه بهالشكل، لازم تقتنع اني مابيك وان زواجي منك ماراح يتعدى محرميه فقط.
استدرك سؤالها/اوكي افرضي انه هذا هدف زواجنا، ليه الهرب؟! يالجبانه
ابتسمت وهي تسترخي جالسه/قول اللي تقوله
جارا برودها/طيب دامك رايقه هاللحين، وش تقترحين عقابك.. اذا لقيتك.
هنا ضحكت/بالأول ألقاني بعدين فكر بعقابي
ابتسم وهو يفكر بخبث ويتجه الى غرفتها/طيب وان لقيتك؟
هدأت من ضحكتها وهي خائفه يبدو رائقاً حقاً، واثار شكها فيه/عموما هي حدا ثنتين مالها ثالث.. يا انك بتقتلني يا بتطلقني وهذي الامنيه اللي اتمناها.. لان بصراحه مستخسره اموت علشانك.
*هنا ضحك وهو يدخل ثم اغلق الباب خلفه لتنتبه اليه..!
لتلتفتت وهي تغلق الهاتف/انت هنا..!!
تقدم بخطوات واثقه، و هو يتحدث بتهكم/اجل ماتبين تموتين علشاني هاه.. وتتمنين الطلاق!! .. للاسف انتي بالذات ماراح اطلقك وانتي عارفه ليه
كيف وصل الى هنا، ظنت انه لن يعرف لها طريق.. تمنت ان يكون هذا مكانها السري فهو لم يعرفه بعد/كيف عرفت مكاني؟!!
ابتسم وهو مازال يتقدم اليها بخطوات واثقه/تحسبين انك هزمتيني بالذكاء وخذيتي فيه صوله وجوله؟! لا و جالسه تحتفلين لحالك بوسط عمال الاستراحه يا محترمه..!!
تركت مكانها وهي تتراجع خشية أن يلمسها ، تعرف انه غاضب جداًوان لم يصرخ ..هي لم تحسب حساب انه قد يجدها، على الأقل اليوم!!
ذلك العُزوف المتمكن منك والذي جعلني متأكد أنكِ لا ترحِّبين بأي رجل في حياتك.. هو نفسهُ الذي ملأ قلبـي رغبة الاكتساح الكامل لحياتك... ،تحدث بغيّره/علميني وش جابك هنا لحااالك؟، ناويه تجلطيني!.. افرضي جاء واحد من هالعمال وكسر ظهرك بدون محد يدري، تكلللمي؟!!!
خافت من احمرار عينيه وهي تتراجع بصمت لم تعرف انها ستخاف منه كل هذا الكم ، كانت توهم نفسها/..
أردف/لين متى بتهربين مني يعني؟يالجبانه! ماعندك غير الهرب وتقفيل الجوال، عايشه دور الرجل!! انتي بنت عمي فااهمه يعني وشو بنت عمي قبل زوجتي يعني انتي عرضي شعر وجهي قدام الناس وسمعة عايلتك كلها، تقدرين تشترين كل شي الا سمعتك اذا ضاعت..
لم تستطيع الرد كانت تتراجع فقط/..
اردف بصرامه/ الزواج وصار .الا اذا كنتي تظنين ان الهرب يفسخ العقد هذا شي ثاني بعقلك الصغير.
استعجلت في تراجعها تريد ان تتحاشى السقوط او ان يمسك بها/محد عقله صغير وحركاته صبيانيه غيرك.. والا تبيني اذكرك
.. اقترب منها بغضب حتى كادت تسقط لولا امساكه بها و سرعان مااعتدلت وهو يلف خصرها بذراعه وعينيه بعينيها، يعرف كيف يعاقبها الآن/دام كذا، انا اقول خلينا نذكر بعض احسن وازيد لك الحركات بحركات جديده؟
حركات جديده اكثر من تلك!!
هو حقاً لا يخجل و يريدها جسديا فقط حاولت افلات نفسها وهي تشعر بمغص/لا عزام ، الله يخليك ماهو وقته والله
نزع شماغه و قذفه جانباً و بدأ بفتح ازاير ثوبه من اعلى وهو مازال ممسكاً بها بيده الاخرى/ادري ماهو وقته ولا مكانه بعد، تدرين يالشموس ما اخفيك سر كنت ابي ليلتنا الاولى تكون اكثر من مجرد اثنين يجمعهم سرير و السلام ..
اردف وهو ينزع تلك الربطه من شعرها ويداعبه/كنت عاقد العزم اني اعاملك كزوجه محترمه ماكنت ناوي لك أذيّه، كنت مسوي لك قيمه لكن انتي اثبتي امس انك ماتستاهلينها..
بعينيها رأت الغضب يقدح شراراً من عينيه، فعرفت عمق حماقتها وهي تتحدى غيرة رجل ورغبته/عزام فكني انا ماني..
قاطعها وهو يغلق ثغرها بقبله حاقده..و يجتاحها بلمسات ناريه و هو يهمس باذنها/ماراح اتركك لو تموتين بين يدي اليوم ..انا عسافك يالشموس..
حاولت ابعاد يده المتمرده ولكن هيهات قوته تفوقها بمراحل، لتضطر ان ترفع صوتها المبحوح/عزام تكفى خلاص. انا ماني مستعده لشي ، والله العظيم ماني مستعده. .
اردفت وهي مرعوبه/انا عندي عذر شرعي، مايجوز لك تقرب، تفهم؟.
استوعب ماتقوله الآن،وهو ينظر لعينيها التي تغرق في دموعها، رباه كم يكره رؤية انكسارها وضعفها، ولكن لم يعد يثق بها سبق وان تهربت/ماراح يمشي علي كذبك. محتاج اتأكد..
استغربت هدوءه فجأه، وارتخاء يده/اقسم بالله ماصليت اليوم ولا صلاه.. عندي عذر من امس.
يقسم انها ستقتله ذات يوم، كم عقبه يجب عليه ان يتخطاها ليصلها، تنهد وهو يعانقها عناقاً مطولاً وكأنه سيسكنها صدره، انهكته حقا، ثم همس في أذنها/استناك برا لا تتأخرين علي.
تركها واإلتقط شماغه ثم خرج مسرعاً وهو يتحاشى النظر اليها، يثير استغرابها، ماذا قصد بهذا العناق الذي جعلها تطال الغيوم.. توقعت انه سيقتلها او يطلقها او يفعل اي شيء يؤذيها ولكنه ختم خصامه بعناق طويل، اخذها به بعيداً..هل يريد ان ينتقم منها بلذة عناقه وجنون اقترابه؟!!
.
تلك الغيوم "دفعتها"غيوم اخرى
*غيوم عاصفه*
بدأت تبلله بل تغرقه
شيء من غضبها وعنفوانها
كان منعزلاً في قوقعة الماضي
ولكن صاعقةً ما خسفت به..
ثم انسته امر تلك القوقعه!!
↔
....
،
اعلنت المآذن عن ذبول اخر خيوط الليل..
وميلاد يوم جديد''
خرجت من غرفتها وهي تستغفر وتذكر الله وتهلل ستوقظ من كان نائماً للصلاة كعادتها ..
اتجهت الى غرفة نيفادا فهي الاقرب لغرفتها..لم تجدها، غريب اين ذهبت..
تفاجأت بها قادمه من المصعد بالبيجاما و هاتفها بيدها، استغربت يبدو انها لم تنم/يالله صباح خير.. وين كنتي فيه؟
ابتسمت وهي تقف امامها/كنت تحت اشوف فيلم
ام رواد/بس عندك تلفزيون بغرفتك.. وشو له تنزلين لحالك
طبعت قبله على رأسها وهي تبتسم/خااالتي تراني قلت بالصاله مو بالسينما.. مليت من غرفتي وقلت اغير المكان
تخاف جداً عليها فهي متهوره/طيب ما قلنا شي.. روحي صلي ..و رددي اذكار الصباح قبل تنامين.. فااهمه؟
هزت رأسها بالموافقه/من عيوني.. يلا باي
راقبتها حتى دخلت واغلقت باب غرفتها،ثم اتجهت لغرف البقيه.. تذكرت ان الشموس ليست هنا.. لتذهب الى ليال..
.
كانت تقف امام المرآه بعدما توضأت.. تراقب وجهها هل من تغيرات جديده ابتسمت فمازالت بشرتها مخمليه كما عهدتها هي تدلل نفسها كثيرا مازالت تتذكر والدها وهو يبتسم وقد رآها ذات صباح( تذكريني بأمك الله يرحمها تشبهين لها بالحيل) ، هي تشبه كثيرا والدتها ذات ملامح عربيه حاده انف دقيق وعينين عسليتين و سحنة سمرا مخمليه تضفي سحرا شرقيا اصيلا على ملامحها'
لكن ذلك الغثيان لا يجعلها تعيش حياتها كالسابق يجب ان تراجع طبيبها،لترى تتطورات ما تمر به.. قد اسلمت أمرها ورضيت ..
… كان اصعب شي عليها هو الاستمرار في حياتها والتمثيل بأنها بخير وبأنها شعلة تفاؤل متقده،و في الحقيقه هي تذوب من الداخل و تنقص كل يوم!
اشغلها مرض وسام باليومين الماضيين، فانشغلت عن مرضها لله در وسام الذي يهديها سلاما داخليا يشعرها بالرضا
سمعت صوت زوجة أبيها تطرق الباب و تناديها للصلاه، ابتسمت لتلك السيده الرائعه،..
.
،
خرجت هند من غرفتها وهي تتجه الى الاسفل ..ستوقظ ابنها لصلاة الفجر..اتجهت للملحق بابتسامه، تود لو تدعه ينام معها في غرفتها ولكن هنالك نساء لسن محارم..
دخلت لتنصدم بما رأته.. فراشه مبعثر ..هنالك على الطاوله علب مشروبات فارغه، وصحون شيبسات،..وكأن احداً كان برفقته!!
نادته وهي تستغرب/ترركي يمه وينك؟
لحظات ليخرج من دورة المياه متخصراً بمنشفته و يبتسم بخوف/أمي!!
نظرت اليه بحزم/من اللي سهران معك هااه؟
تردد/اا محد كان عندي يمه.. رواد اوول الليل كان هنا وراح .
ابتسمت لتلك الملامح التي تعشق/الله يصلحك.. اجل البس ثوبك وروح صل بالمسجد جعل عيني ماتبكيك
بادلها الابتسامه وهو يراها تخرج.. ليتنفس براحه( الحمدلله ان نيفو راحت قبل الاذان، والا وش بيفكني من محاضرات أمي)
،
.
،
.
،
اغلق باب الشقه وهو يخرج.. نظر الى ساعة معصمه التي تشير للسابعه، اتجه للمجموعه وهو يتذكر ماقد يفيده للوصول اليها..
اوقفته الإشاره ليقف ينتظرها.. ااه يبدو كل شي مثيرا للتوتر ..يجب ان يقف ليحتسي فنجان قهوته حتى يستطيع بدأ يومه بشكل جيد..
لابد من فنجان قهوه والا انه سيفقد تركيزه واعصابه..
اتجه مباشرة لذلك المقهى الذي يأتيه دائماً ..
اوقف سيارته وهو يلمح سياره سوداء بالقرب من سيارته.. و يخرج منها صوت فيروز وهي تغتي( تذكر آخر مره شفتك سنتها تذكر وقتها آخر كلمه قلتها.. ماعدت شفتك.. وهلأ شفتك..)
تجاهل ما يسمعه ويراه و اخذ نظارته السوداء ليغطي عينيه التي تفضح مزاجه دائماً..
دخل المقهى وهو في مزاج سيء.. طلب قهوته المعتاده وجلس.. نزع نظارته ثم اخرج هاتفه يريد معاودة الاتصال بها ولكن هيهات ، جوالها مازال مغلقاً منذ البارحه..
اغلقه وهو يضعه على الطاوله امامه، إنه ليكرهها وتستفزه بهروبها وأفكارها لأنها معتده و مكتفيه بنفسها ، لأنها بعيده وسعيده وهذا الشيء يخنق عنده رغبات كامنة!
لمح تلك التي نزلت من السياره السوداء تنزل للمقهى طلبت ماتريده وهي تشيح بنظراتها له بين اللحظه والاخرى ..وضعها لم يعجبه بل يجلب الريبه له هو..
قرر النهوض ولكن حضر طلبه ..اخذه وهو يراها تخرج ..
اخرج الحساب ولكن الموظف رفض واخبره ان تلك السيده دفعت عنه الحساب..
لم تعجبه تصرفاتها ولا نظراتها له.. ترك كوب القهوه على الطاوله وطلب غيره… ليأخذه ويخرج لسيارته سيرتشف قهوته وهو في السياره..
ليتفاجئ بملصق لونه اصفر على مقبض باب سيارته.. نزعه ليقرأه ["يولد النهار، بنظره من عيون الشمس.. وانت منحتني ذلك… اشكرك♥"]
فتح باب السياره وهو يلتفت يبحث عنها.. و اذا بها ذاهبه لكنها جعلته يتذكر أمراً مهماً وهو يركب سيارته وينسى تلك الورقه بيديه وضع كوب قهوته و سقطت منه الورقه بجانب الكوب..
اتجه مسرعاً الى المؤسسه وهو يرى نفس السياره التي أقلتها البارحه.. هو متأكد من ذلك..
دخل وهو يتجه لمكتبه بسرعه ويلقي تحيته من بعيد.
.
،
لمحه ذلك يخرج من مكتبه القريب من الاستقبال وهو يرمقه بحقد (ابو حظيظ)
رن هاتفه ليخرجه من جيبه ويرد/هلا والله، ههه هانت كلها اسبوع واجيب لك العلم اللي ينهيها لك .
على الطرف الاخر بصوت جدي وتهديد مبطن/اقسم بالله يا حامد اذا ما صار اللي انت تقوله، ليكون عقابك ماله طب ابد
ابتلع ريق الخوف/اعتمد.. نهاية الاسبوع بتكون هناك واكيد راح يجيك الخبر.. بس ابي منك وعد اذا صار اللي انت تبيه وما تجحدني
بصوت اكثر حده/ماراح اجحدك ..بس سو اللي عليك.
اغلق الخط وهو يرى عزام يخرج مسرعا..!!
اراد اللحاق به لولا ان والده ناداه..
.
،
.
،
.
،
.
جلست على طرف طاولة المطبخ تراقب زوجة ابيها تُعد القهوه وهي ترجوها/تكفييين يا خااله ابي اطلع الاستراحه .. شفيها الشموس رافضه، ما يسوى علي طلعه
بهدوء/يا بنتي الاستراحه بعيد نخاف عليك، سويها هنا وش بتخسرين يعني
نيفادا باصرار/يعني هنا ماراح ناخذ راحتنا و بنزعجكم.. بنسهر للصبح..
التفتت اليها مستغربه/صديقاتك هذولي ماعندهم اهل؟ شيقعدكم هناك للصبح!! مايصير يا بنتي
باحباط/طيب رااضيه اقعد هناك للساعه 12..بس اقنعي الشموس اروح هالويكند
تريد الرفض ولكن سيكون حازما من الشموس/مع اني ضد هالروحه اللي مالها داعي، بس ماعليه بكلمها
ابتسمت وهي تنزل وتعانقها/قراسيااس احلى خاله
خرجت منتشيه وهي تخرج هاتفها من جيب بنطالها وتتصل به/تركي اتفقناا نطلع العصر للمووول ..خالتي وافقت تكلم الشموس واكيد الشموس بتوافق
على الطرف الاخر/حلوو.. طيب تعالي نلعب game بهالمناسبه، اخوك رواد زلابه كل شوي افوز عليه
لمحت شهد تجلس هناك و معها اميره وعمتها هند/لا ماقدر هاللحين.. بنتواجه العصر بااي
اغلقت هاتفها وهي تتجه اليهم/هااي
هند بنصف عين/من هاللي عالتلفون
بابتسامه وهي تجلس/ياحبك للتحقيق يا عمته هههه.
شهد بتساؤل/ليال وينها.. ماجلست معها من جيت.. جد اشتقت لها هي والشموس
وقفت هند بحيره/والله مادري شبلاها ليال.. بروح اشوفها
حضرت وهي تبتسم لتفاجئ عمتها بتقبيل رأسها/صباااح الرضا لعمتنا الاموره الحلوه
عبست هند وهي تعود وتجلس/هاللحين يا ليال؟!!.. والبارح كنتي تنفخين علي!!
ضايقتها بالجلوس بجانبها وهي تمسك بيدها/هنووده والله ماقصدت اضايقك، كان عندي حرقان متعبني.. سامحيني عااد
شهد بابتسامه/سامحيها يمه تقولك ماكانت تقصد
رفعت ليال رأسها وهي ترى شهد وتقف لها وتسلم عليها/اهلللين بنت العمه حي الله الشهد، تكفيين توسطي لي عند امك ،شكلها شاايله علي
نيفادا/عاد عمتي هند من امس وهي تهزئ فينا، مدري شبلاها،
هند وهي ترمقها بحده/تستاهلون التهزئ والله،
شهد وهي تبتسم لوالدتها/يمه ابتسمي علشاني
ابتسمت هند بخفوت ثم التفتت الى ليال، بعصبيه مزيفه/تستغلون بنتي ضدي ..الله يسامحكم.. لعاد ترفعون ضغطي.. تسنعوا يا بنات اخوي
ضحكت ليال وهي تجلس وترى ام رواد قادمه وخلفها الخادمه تضع القهوه بابتسامه/بنات اخوك متسنعات بس ادعيلهم ربي يهدي نيفا ويلين راس الشموس
هند/الشموس من امس مع زوجها وامورها طيبه..
ليال بتساؤل/طيب ليه مقفله جوالها؟،تبي تقنعني جولييت انها مررره مشغله عمرها مع روميو.. اتصل بها ابي اكلمها بموضوع مهم، علشان توصله لعزام،بس ماترد
نيفادا/انا امس اتصلت فيها ابي استاذنها نروح للاستراحه وصرخت بوجهي تقول انسسي هالسبوع تروحين هناك.. وقالت انها بتقفل جوالها ولا نقلق عليها.
شعرت ام رواد ،بالريبه،"اغلاق هاتف الشموس مريب،هي لم تغلقه وهي خارج المنزل ابداً!!
هند باهتمام/وش عندك من موضوع مهم يا ليال
ليال بجديه/اتفقت مع الاستاذ طلال مدير الدار انه يضبط اوراق تبني وسام وضبطها لي.. بس ابي عزام يوافق كونه راعي البيت، و اذا شرحت له بيوافق اكيد
سكتت هند وهي تفكر بموضوعها.. يبدو ان ليال جاده فيما تنوي فعله..!!
شهد بفضول/انتي تشتغلين هناك من كم سنه وش خلاك تفكرين بالتبني.. ووش معنى وسام؟
هي لا تعرف سوا ان ذلك الوسام يمثلها بشكل او بآخر، بصمته بألمه بتوحده، بالرحمه التي زرعت في قلبها له، ذلك الطفل هو بقعة الضوء في حياتها التي تدفعها للتغلب علئ ما تعاني منه/بنظر الناس انا جالسه اتصدق عليه واحتويه .. لكن في الحقيقه طول ما انا اعتني بوسام واهتم فيه و ربي منعم على قلبي برضا و طمأنينه ما تنشرى باموال الدنيا، المستفيد في القصه هي انا ماهو بس وسام الله يشفيه، اتمنى يا عمه انك توقفين معي وتتكلمين مع عزام عن الموضوع
ألتزمت هند صمتها، هي في حيره منه تماماً..!
.
،
.
،
.
،
.
،
.
شيء من الجنون يتلبسها!!!
حين يتعلق الأمر بالمساس بكيانها.
خيار الهرب وان جاء إرتجاليا
إلا انه منفذ وان كان مؤقت!
فهي لا تراه يقترب منها بل يقتحمها..
وضعت فنجان قهوتها على الطاوله امامها لتسترخي بملل، وتفكر بما ستفعل، هي فكره مجنونه، لكن ستجرب،،
ستفيدها عبير فيما تنوي عليه .
اتجهت الى غرفتها وهي تأخذ هاتفها المغلق، وتفتحه فهو مغلق منذ البارحه!
لتنهمر الرسائل القصيره والمكالمات الفائته..اتصل بها كثيراً ، وهذه اتصالات من نوره ..لفتتها رسالته لتقرأها بغضب
[ جبانه.. ]
خافت لا تعرف ولكنه شعور انتابها فقط..اتصلت بعبير و راحت تجلس على اريكتها المقابله للشرفه المطله على المسبح والمسطحات الخضراء/الو عبير السلام عليكم
ردت تلك على الطرف الآخر/هلا والله بالعروس وعليكم السلام والرحمه،
ابتسمت لسماع صوتها/شلونك عبير
عبير/بخير يا راعية الاحمر
استغربت/اي احمر يالخبله؟!
ضحكت عبير/ليال ارسلت لي صورتك سناب خاص، عاد احمرر يا بنت ههههه
استرخت في جلوسها و هي تستمع لضحكاتها/خليني بمزاجي رجاءاً المهم شخبار النونو اشتقت له يا ناااس
عبير/هاللحين شدي حيلك وجيبي لك نونو، اتركي ولدي منك
فكرت بالامر واستصعبته على نفسها/انا ماني لهالسوالف،صحيح احب ألعب على الاطفال ، لكن احمل فيهم ببطني واعتني فيهم لااا مااحب
ضحكت عبير/بيني وبينك حتى انا ماكنت متخيله اني احمل واولد ، لكن وربي يا شوشو احلى شعور بالدنيا، جيبي واحد ع الاقل قبل الثلاثين
حاولت تغيير الموضوع الذي يستفزها/المهم خلينا من المواضيع البايته.. بغيت اسألك،،
عبير بغضب/مواضيع بايته يا بنت راكان هاااه!!. بعدين بتعرفين قيمة كلامي
الشموس/عبيييرر ماتصلت اسمع مواعظ، عندي سؤال يا بنت ..وابشري اذا تواجهنا مره ثانيه قولي كل محاضراتك…
عبير/وش عندك من سؤال يا خانوم؟
بجديه/حابه اسافر لحالي يمدي زوجك يطلعني بما انه يشتغل بالمطار؟!
استغربت واستشفت شيئاً لم يعجبها/انهبلتي رسمي، انتي وش ناويه عليه بالضبط؟! اللي اعرفه انك مع زوجك بالرتز كارلتون من امس,
نظرت لاظافرها وهي تداعبها بابتسامة تهكم/ايوه من قال لك هالكلام
عبير باستغراب/امي اتصلت اليوم بعزام تبارك له وقالها
ضحكت وهي تجيبها/اجل شايل هم لا احد يدري اني تاركته ههه
اجابتها عبير وهي تستنكر مافعلته/ليه انتي وينك فيه؟!!
الشموس بجديه ممزوجه بسخريه/من امس بالاستراحه حقتنا .. وطبعاً هو محتاس مايدري ويني هاللحين.
عبير بغضب/الشموس انتي عاقله لكن تصرفك هذا حتى البنت الصغيره ماتسويه.. مايجوز اللي سويتيه تدرين والا لا،
تحدثت بلامبالاه./خليه يعرف يحسب حسابي مره ثانيه.
عبير/شوشو انا ابي مصلحتك،تدرين ان كان زوجك يبيك وهربتي منه تلعنك الملائكه طول ليلتك وانتي بعيده
تعرف ان عبير معها الحق فيما قالته ولكن لن تستطيع ان تسمح له بلمسها، ولا تستطيع منعه الا بالهرب، هي في حيره، قد اخبرها أنه لا يحبها وليست حلمه فلماذا تتحمل الإثم وحدها؟!! سكتت قليلاً ثم تحدثت/المهم يا عبير عمتي لولوه لا تدري، بتسويلي سالفه انا في غنى عنها
،
دخل وهو ينظر حواليه في المكان تبدو الاستراحه اجمل مما توقعها، واسعه وانيقه في تفاصيلها..
هي مكان رائع للاستجمام.. ليست كتلك الاستراحات التي يعرفها، فهذه اشبه بقصر..وحوله معشبات خضراء واسعه..
الشرفات و الواجهات الزجاجيه ذات الاطلالات الساحره على خضرة المكان توحي بشعور منعش..ويبعث للهدوء، هي لا تشبه الاستراحات التي يعرفها..
ولكن ما اغضبه انها جداً بعيده، كيف لها ان قضت ليله هنا لوحدها..؟ ألا تخاف؟
فتح باب الاستراحه الداخلي بأمر براتاب كبير العمال!!!
هذه تتحدا كل شي ولا تخاف،
سمع صوتها قادم من تلك الغرفه، يبدو أنها تتحدث في الهاتف !
اقترب حتى أطل عليها وتوقف يرمقها بحقد..وهي تقف هناك وتدير ظهرها وتطل على الشرفه، ترفع شعرها كذيل فرس وترتدي بيجامه فضفاضه..
تراجع حتى ابتعد عن غرفتها… واخرج هاتفه واتصل بها.. لم ترد.. كانت مشغوله بالاتصال. وتتجاهله..!
ولكنه اعاد الاتصال ..
،
لاحظته يُلح بالاتصال،لتودع عبير/عبير معي مكالمه.. عن اذنك بعدين بكلمك.
اخذت نفساً قبل ان ترد/نعم؟!
على الطرف الآخر/الله ينعم عليك حبيبتي..
لم ترد، خفق قلبها بتوتر، صوته الهادئ يثير رعبها..
ابتسم وهو يراقب غرفتها من بعيد/شفيك ساكته يا عمري المفروض تكون صباحيتنا اليوم، وش رايك باللي صار؟
باصرار/اللي صار ماظنه يضايقك.. انت ماتحبني وانا ما انجبر .
حاول كبح غضبه/واذا ماحبك..هذا مايلغي واجباتك كزوجتي.. ولا يبرر لك هروبك يالجبانه!
شعرت بالغصه، فتسامت عليها واجابت/ماني مجبوره بعلاقه بهالشكل، لازم تقتنع اني مابيك وان زواجي منك ماراح يتعدى محرميه فقط.
استدرك سؤالها/اوكي افرضي انه هذا هدف زواجنا، ليه الهرب؟! يالجبانه
ابتسمت وهي تسترخي جالسه/قول اللي تقوله
جارا برودها/طيب دامك رايقه هاللحين، وش تقترحين عقابك.. اذا لقيتك.
هنا ضحكت/بالأول ألقاني بعدين فكر بعقابي
ابتسم وهو يفكر بخبث ويتجه الى غرفتها/طيب وان لقيتك؟
هدأت من ضحكتها وهي خائفه يبدو رائقاً حقاً، واثار شكها فيه/عموما هي حدا ثنتين مالها ثالث.. يا انك بتقتلني يا بتطلقني وهذي الامنيه اللي اتمناها.. لان بصراحه مستخسره اموت علشانك.
*هنا ضحك وهو يدخل ثم اغلق الباب خلفه لتنتبه اليه..!
لتلتفتت وهي تغلق الهاتف/انت هنا..!!
تقدم بخطوات واثقه، و هو يتحدث بتهكم/اجل ماتبين تموتين علشاني هاه.. وتتمنين الطلاق!! .. للاسف انتي بالذات ماراح اطلقك وانتي عارفه ليه
كيف وصل الى هنا، ظنت انه لن يعرف لها طريق.. تمنت ان يكون هذا مكانها السري فهو لم يعرفه بعد/كيف عرفت مكاني؟!!
ابتسم وهو مازال يتقدم اليها بخطوات واثقه/تحسبين انك هزمتيني بالذكاء وخذيتي فيه صوله وجوله؟! لا و جالسه تحتفلين لحالك بوسط عمال الاستراحه يا محترمه..!!
تركت مكانها وهي تتراجع خشية أن يلمسها ، تعرف انه غاضب جداًوان لم يصرخ ..هي لم تحسب حساب انه قد يجدها، على الأقل اليوم!!
ذلك العُزوف المتمكن منك والذي جعلني متأكد أنكِ لا ترحِّبين بأي رجل في حياتك.. هو نفسهُ الذي ملأ قلبـي رغبة الاكتساح الكامل لحياتك... ،تحدث بغيّره/علميني وش جابك هنا لحااالك؟، ناويه تجلطيني!.. افرضي جاء واحد من هالعمال وكسر ظهرك بدون محد يدري، تكلللمي؟!!!
خافت من احمرار عينيه وهي تتراجع بصمت لم تعرف انها ستخاف منه كل هذا الكم ، كانت توهم نفسها/..
أردف/لين متى بتهربين مني يعني؟يالجبانه! ماعندك غير الهرب وتقفيل الجوال، عايشه دور الرجل!! انتي بنت عمي فااهمه يعني وشو بنت عمي قبل زوجتي يعني انتي عرضي شعر وجهي قدام الناس وسمعة عايلتك كلها، تقدرين تشترين كل شي الا سمعتك اذا ضاعت..
لم تستطيع الرد كانت تتراجع فقط/..
اردف بصرامه/ الزواج وصار .الا اذا كنتي تظنين ان الهرب يفسخ العقد هذا شي ثاني بعقلك الصغير.
استعجلت في تراجعها تريد ان تتحاشى السقوط او ان يمسك بها/محد عقله صغير وحركاته صبيانيه غيرك.. والا تبيني اذكرك
.. اقترب منها بغضب حتى كادت تسقط لولا امساكه بها و سرعان مااعتدلت وهو يلف خصرها بذراعه وعينيه بعينيها، يعرف كيف يعاقبها الآن/دام كذا، انا اقول خلينا نذكر بعض احسن وازيد لك الحركات بحركات جديده؟
حركات جديده اكثر من تلك!!
هو حقاً لا يخجل و يريدها جسديا فقط حاولت افلات نفسها وهي تشعر بمغص/لا عزام ، الله يخليك ماهو وقته والله
نزع شماغه و قذفه جانباً و بدأ بفتح ازاير ثوبه من اعلى وهو مازال ممسكاً بها بيده الاخرى/ادري ماهو وقته ولا مكانه بعد، تدرين يالشموس ما اخفيك سر كنت ابي ليلتنا الاولى تكون اكثر من مجرد اثنين يجمعهم سرير و السلام ..
اردف وهو ينزع تلك الربطه من شعرها ويداعبه/كنت عاقد العزم اني اعاملك كزوجه محترمه ماكنت ناوي لك أذيّه، كنت مسوي لك قيمه لكن انتي اثبتي امس انك ماتستاهلينها..
بعينيها رأت الغضب يقدح شراراً من عينيه، فعرفت عمق حماقتها وهي تتحدى غيرة رجل ورغبته/عزام فكني انا ماني..
قاطعها وهو يغلق ثغرها بقبله حاقده..و يجتاحها بلمسات ناريه و هو يهمس باذنها/ماراح اتركك لو تموتين بين يدي اليوم ..انا عسافك يالشموس..
حاولت ابعاد يده المتمرده ولكن هيهات قوته تفوقها بمراحل، لتضطر ان ترفع صوتها المبحوح/عزام تكفى خلاص. انا ماني مستعده لشي ، والله العظيم ماني مستعده. .
اردفت وهي مرعوبه/انا عندي عذر شرعي، مايجوز لك تقرب، تفهم؟.
استوعب ماتقوله الآن،وهو ينظر لعينيها التي تغرق في دموعها، رباه كم يكره رؤية انكسارها وضعفها، ولكن لم يعد يثق بها سبق وان تهربت/ماراح يمشي علي كذبك. محتاج اتأكد..
استغربت هدوءه فجأه، وارتخاء يده/اقسم بالله ماصليت اليوم ولا صلاه.. عندي عذر من امس.
يقسم انها ستقتله ذات يوم، كم عقبه يجب عليه ان يتخطاها ليصلها، تنهد وهو يعانقها عناقاً مطولاً وكأنه سيسكنها صدره، انهكته حقا، ثم همس في أذنها/استناك برا لا تتأخرين علي.
تركها واإلتقط شماغه ثم خرج مسرعاً وهو يتحاشى النظر اليها، يثير استغرابها، ماذا قصد بهذا العناق الذي جعلها تطال الغيوم.. توقعت انه سيقتلها او يطلقها او يفعل اي شيء يؤذيها ولكنه ختم خصامه بعناق طويل، اخذها به بعيداً..هل يريد ان ينتقم منها بلذة عناقه وجنون اقترابه؟!!
دخلت قسم التنويم وهي تحمل سلال حلويات وهدايا للمرضى، شكراً لله الذي انقذ وسام، تريد ان يشاركها الجميع فرحتها،
اخذت على عاتقها الاعتناء به حتى تعود به للدار سالماً، ستحتسب الاجر لها ولوالديها قررت انها ستتحدث مع عزام بخصوص تبني هذا اليتيم، ورعايته، لن تستطيع البقاء بعيده عنه بعد الآن..
ظلت تراقبه وهو مغمض العينين وينام بسلام، وتمسك بكفه الناعمه كنعومة القطن ،تسائلت السؤال الذي جعلها تكبر سنيناً ، منذ عملت في دار الايتام، ليس جميعهم لقطاء ولكن البعض ومنهم وسام.. "كيف لأم ان ترمي طفلها"
كيف يُرمى طفل كـ وسام؟!
ابتسمت لنفسها بسخريه ودمعت، الآن عرفت لماذا القدير لم يكتب لها الزواج لتنجب اطفالاً، قلبها مرهق لوجع طفل ليس لها فكيف بحجم الوجع لو كان لها؟!!
فعلاً لله في خلقه شئون..
دخل يُطل على مرضاه ممن اجرى لهم عمليات كعادته ، لاحظ القسم يعج بالهدايا للاطفال ، والوان المرح،.واخبروه انها من تلك مرافقة "وسام"..انتهى من جولته .
ليطل بفضول من بعيد ويرى يدها تمسك بيد ذلك الطفل وتداعبها بلمسات ناعمه وتتمتم له بتمتمات لم يسمعها جيداً ،صدق الله العظيم حين قال(ألم يجدك يتيماً فآوى)، الله وحده سخّرها لهذا اليتيم المريض.
ظن انها متكشفه الوجه ليصدر صوتاً يخبرها بوصوله/السلام عليكم
اسدلت نقابها وهي تقف له، ثم تلتفت اليه/وعليكم السلام،
اهتمامها يثير فضوله، حتى مفرش سرير وسام غيرته له. و محيط سريره يدعو للبهجه/ما شاء الله يا اخت ليال النفسيه اليوم مرتاحه
ردت بامتنان/الحمدلله، بركات يديك بعد الله، يعطيك العافيه دكتور،
شاهد العلامات الحيويه له وكشف على جرحه/الحمدلله اموره طيبه.. يمكن الليله نشيل عنه المسكنات
خافت/تظن بيتألم اذا وعى؟!
وليد باهتمام/اكيد بيتغير عليه ، بس وجع خفيف وبيروح ماراح يطول
دخلت في هذه الاثناء رفيقتها اماني وبيديها كوبين قهوه ساخنه/السلام عليكم
الجميع/وعليكم السلام
خجلت اماني من تواجد الدكتور مدت القهوه لليال بيد غير متوازنه لتندلق القهوه على يد ليال التي لم تصدر اي ردة فعل!
شهقت اماني بخوف/بسم الله عليك ليال اسسفه يا قلبي
كان يهم بالخروج لولا اندلاق القهوه وصراخ اماني وسكوت ليال المريب!!
ليال وهي تبعد اماني مندهشه/ماحسيت بسخونة القهوه
التفت اليها وليد بانتباه/ابداً ماحسيتي؟!
هزت رأسها بالنفي وهي خائفه وتنظر ليدها المحروقه، للمره الاولى لا تشعر بهكذا احساس وهي ترى احمرار يدها/لا
اماني بخوف/يا ويلي كيف ماحسيتي، يدك راحت فيها انتفخت
وليد بتردد/انزلي للطوارئ يحطون لك مرهم حروق علشان جلدك ولازم تراجعين عند طبيب اعصاب، انتي عندك مشكله يا اعتلال اعصاب او مشكله في الراس، احدها <لم يستطيع الافصاح اكثر
التفتت اليه بخوف كيف شخّص حالتها من عارض واحد فقط، هو حتى لم يرى اشعتها!!
انتبهت لخروجه وهي تفكر فيما قاله،،من ذلك الطبيب؟!!
.
،
.
،
انتهت من لبسها جينز ضيق طويل و بلوزه خفيفه وساعتها واساورها الناعمه ..لترتدي عبائتها وتأخذ الشيله وتخرج بظنها ليست محتاجه للاستئذان من احد فهي خارجه مع تركي وهو ليس بغريب!
ملت من جلوسها في المنزل طوال الوقت لا احد يلتفت إليها الكل مشغول بأموره..
ستذهب مع تركي كما طلبها للخروج لساعتين فقط لا اكثر..وستزور اخيها ايضاً..
رن هاتفها لترد وهي تهم بالخروج/هلا تركي.. خلاص هذا انا نازله ، شفييك مستعجل يالخبل انا جااايتك
اغلقت غرفتها بمفتاحها وخرجت..
،
.
،
فكر كثيراً فيما حدث اليوم امام عينيه.. هو يجزم ان هنالك امرٌ ما.. ماحدث امامه ليس عادياً..
التفت اليه زميل مهنته "المعتصم" دكتور استشاري سوداني، ليسأله/دكتور وليد مالك يا زول، مو المفروض تطلع، الشفت حقك انتهى..
التفت اليه وليد فزميله "معتصم" يعتبر من افضل اطباء الاعصاب الذين عرفهم وهو الاول بالمستشفى/محتار يا دكتور معتصم، ابي اسألك، ايش رايك بعدم الاحساس بالماء الساخن حد الغليان على الجلد ، رغم ان هذا الماء سبب حروق فالجلد!!
الدكتور معتصم جمع يديه تحت ذقنه باهتمام وهو يتكئ على مكتبه/احياناً يمكن تكون علامات اعتلال في العصب وهي خطيره لكن الأغلب شبسبب ورم في الراس وتحديداً بيكون غالباً في مؤخرة الراس و بيؤثر شديد على الحواس.
""ابتسم المعتصم وأردف/ هذا تخصصك يا دكتور كيف تسألني؟!
فرك جبينه وهو يحتار كيف يجيبه/والله يا دكتور متأكد من هالاسباب ولكن حبيت استشيرك انت عارف اني ماستغني عنك،
ابتسم المعتصم براحه/المهم انتا وعدتني توريني طريقتك الجراحيه الجديده، شوف يا وليد عايز اكون اول واحد يتعلمها منك
ضحك وليد وهو يتكئ على كرسيه، فالمعتصم كبير استشاريي القسم والافضل/الله يجبر بخاطرك يا دكتور معتصم.. ياليت بالمستشفى حقي واحد مثلك
دكتور معتصم بهدوء/شوف يا دكتور وليد ازا انت حابب تطور من نفسك تجاهل كل المحبطين ،امشي ناحية هدفك وحققه، اهم شي تكون واثق من نفسك
ابتسم وليد لتلك الكلمات المحفزه ، لربما كان يعرفها ولكن هو يحتاج ان يسمعها من شخص آخر..شخص قدوه و ناجح في مجاله كالدكتور معتصم..
.
،
.
،
،
،
،
.
بكل وقاحه واستهتار يخرجان معاً..!
صوت الاغاني يكاد يصم الاذن في تلك السياره
مدت يدها لترخي الصوت و تتحدث معه/تركي وين بنروح؟! اي مول
التفت اليها بعدما توقف عند الإشاره/شرايك انتي؟!ماعرف مولات الرياض مرره!
ابتسمت بحماس وهي تتذكر المول الذي تريده/روح سنتريا مول هنا قريب بالتحليه
حاول تذكره/ايه عرفته،
بعبثها فتحت الدرج الذي أمامها "علبة سجائر"سوداء اخذتها وفتحتها بفضول/الله الله تدخن يا ترركي؟!!
انتبه لها/لااا هذي زقاير ابوي رجعيها مكانها بلا لقافه يا بنت
إلتقطت واحده بعدما رآت القداحه/خااطري اجرب اولع وحده بس، ماراح نخسر شي
خاف تركي/نيفو والله لو تشم امي معنا ريحة زقاير بتولع فينا
اعطته القداحه واخذت عقب سيجاره واحد بلا مبالاه ووضعتها بين شفتيها وهي تُخرج هاتفها وتصور/يلا ولع لي بس، ترى ماراح نصير مدخنين يالخوااف ههههه
ضحك تركي وهو يراها تضعها بين شفتيها ليشعلها لها وهي تمثل انها تدخن/والله محترفه،منتي هينه
ضحكت وهي تقدمها له وتمازحه بغمزة عينها/يلا استرجل و اخذ لك نفس واحد يا أسد،
حاول اخذها منها ولكنها سحبتها ..لتفتح الاشاره وتنطلق سيارتهما..
،
للمصادفه المريره كان يقف بالسياره المجاوره لهم !!
شعر بالغليان وهو يراها بهذا الانحطاط الاخلاقي!!
تسائل من هذا الذي تخرج معه تلك التي ترتدي قناع البراءه، وتضحك هكذا وتدخن أيضاً!!
لم يستطيع منع نفسه من تتبع سيارتهما، لا إرادياً اصبح يلاحقها، لن يسمح لهذا المراهق ان يختلي بها، يعرف تماماً ان لا رجل سوى عزام في ذلك القصر وهو الآن غائب، لابد وانها استغفلته في غيابه مع عروسه ..لتخرج!!
الآن بات يعرف انها ليست ملاكاً بريئاً كما كان يظنها..بل هي ابليس بعينه، لو عرف عزام بما تفعله خلفه لربما جن جنونه وقتلها، تردد هل يخبره أم لا..؟!
لن يسمح لها بأن تكسر ظهر عزام بالعار الذي ستجلبه..
،
.
،
.
،
.
خرجا من المطعم،و الصمت يعقد هدنه بينهما، مازالت تشعر بالريبه تجاه تصرفاته، كيف يتصنع الهدوء بهذه الاحترافيه، كيف يضبط اعصابه و مافعلته يستحق العقوبه!!
ركبا السياره ولكنه تذكر انه نسي هاتفه على الطاوله بالداخل/نسيت جوالي بروح اجيبه ماني بمتأخر
لم ترد، اخرجت عطرها من حقيبتها وهي ترش منه ثم اعادته الى الحقيبه لتلمح تلك الورقه الصفراء عند قدميها!، رفعتها ورأت ماكتب فيها، انتابها الغضب وهي تقرأها، من الواضح انها من احدى اللاتي يعرفهن او يعرفنه، تباً..
لمحته قادم ويركب السياره ثم يحركها عائدين للمنزل، لم تستطيع الصمت اكثر، لتريه الورقه/واضح ان موضة رسايل الورق مانتهت بعد الجوالات؟!
لمحها وعاد ليراقب الطريق، ويجيبها ببرود، تذكر انه لم يرمي تلك الورقه/يبقى خط اليد على الورق ادفى من رساله معلبه بجوال..
ازداد غضبها، الذي تكبته،حديثه البارد يعني انه لا يكترث بها كونها زوجته.. لم تجد ماتقوله بعد تجاهله لها وعدم محاولته انكار الرساله!!
بلا مبالاه/فيك شي؟
تمنت تقطيعها قطع صغيرها ولكن احتفظت بامنيتها لنفسها وهي تضع الورقه بالقرب منه/لا ..بس احتفظ بالورقه .يمكن تحتاجها بعدما ينتهي زواجنا
رد ببرود، وهو مستمتع بغضبها،اراد استفزازها فقط/زواجنا ما يمنع اني احتاج غيرك.. القلب له رغبات ويصغي للي يحبه اكثر
سيجعلها تجن ببروده لمحت يديه و ذلك الخاتم الذي يزينها وهو يمسك بالمقود ، اثار داخلها ذلك السؤال الذي يخنقها منذ تلك الليله/رغبات!! هذا يفسر ليه انت ما تزوجت للحين؟!!
اعاد ترتيب شماغه وهو يجيبها ببروده/لا هذي تفسيرها شي ثاني..
عادت لتلتزم صمتها مجدداً وهي تتكتم على حرائقها الداخليه..،
آه لماذا تهتم وهو قد اعترف انه لم يحبها وليست حلمه، هذا يؤكد لها ان هناك من يحلم بها بالتأكيد..
التفت اليها وهو يحدثها بهدوء/اسمعي يا بنت عمي، انا هاللحين زوجك،اللي يجري عليك يجري علي، انتي بذمتي وامانتي وانا ان شاء الله ماخون الامانه..انتي وخواتك مسؤلات مني...
شاهدته يقف في ساحة القصر لتهم بفتح الباب لا تريد سماع مواعظه ولا خطبه، ولكنه امسك بيدها/اسمعي.. احسبي حسابي ترى بنام معك بغرفتك، لين تخلص غرفتنا اللي تحت..
اتسعت حدقة عينيها بإستنكار/نعم!!
بجديّه اتضحكت على ملامحه/مثلما سمعتي، يلا انزلي انا عندي مشوار مهم .
بجديتها هي/انسى تجمعني بك غرفه ببيت ابوي، فااهم؟
ضغط على كفها وهو يتحدث بجديه/الحمدلله يعني ماعندك مانع تجمعنا غرفه خارج البيت، هذا اهم شي وانا بعد نفس رايك ودي اسكن انا وياك ببيت لحالنا، لكن مثلما انتي عارفه الوضع.
دهشت من تغييره لمقصدها/انت وش انت؟!
ترك يدها بابتسامه تثير غضبها اكثر/انزلي يلا.. بعدين بعلمك وش أنا .
نزلت وهي تحاول تجاوز اعاصير داخلها ..وذهب هو مسرعاً لموعد سيجمعه برفيقي دربه..
.
،
.
لم تجد بالصاله سوى التوأمين،، الذين ركضا يستقبلانها
عانقتهما ثم اتجهت لصالة الاستقبال،مصطحبه رواد لتذهب وتجلّسه بجانبها ممسكةً بيده/شلونك حبيب اختك
ابتسم بسعاده/بخير الحمدلله، وين عزام؟!
مسحت على رأسه وهي ترقبه بعين الامل/راح عنده مشوار،كيف دراستك
عبست اميره وهي تراها تتجالها ووقفت ..
لم تتجاهلها فهمت تصرفها ومحاولة انصرافها فنادتها/ايمي حبيبي تعالي اجلسي جنبي هنا اشتقت لكم
التفتت اليها مبتسمه وهي تتجه نحوها..
خرجت من المصعد بصحبة ابنتها، لتقف متفاجئه بوجود الشموس وبهذه الهيئه بدون اي رتوش بل بوجه صافي وشعر مرفوع باهمال/الشموس!!
نظرت لعمتها بحقد فهي من دبرة تلك الخطه مع عزام بدون ان تخبرها/الله الله، ليه مستغربه
ابتسمت شهد وهي تتجه اليها وتسلم/هلا بالشموس،الف مبروك زواجك
بادلتها الابتسامه/الله يبارك فيك شهوده،شلونك؟!اخيرا زرتونا
اقتربت هند لتسلم وترى جفائها/علامك يا بنت مو بتقعدون اسبوع
جلست بعد السلام/ابد والله، اشتقت لكم
حضرت ام رواد لتسلم هي الاخرى/هلا والله بعروستنا عساه الف مبروك يالشموس
بادلتها الابتسامه/الله يبارك فيك ام رواد .. غريبه وين نيفادا وليال
ام رواد/ليال رجعت من شوي وهذا هي بغرفتها، ام نيفا والله مادري خبري بها
تحدث رواد بغضب/قلت العبي معي بالونات مويه برا و عيت مدري
اميره/انا شفتها دخلت غرفتها تقول بتسبح
شهد/شكلها نامت بعد الشاور ،
هند بابتسامه/يمه شهود قومي حضري لنا قهوه ،ذوقينا قهوتك
شهد بابتسامه/ابشرري يمه ، هاللحين بتذوقون احلى لتشيز كيك بهالمناسبه الحلوه
ابتسمت الشموس/تعرفين تطبخين؟ما شاء الله
شهد/طبعاً و انا بنت هند
ام رواد/ونعم من هند وبنتها
هند بابتسامه/يازينكم وانتم تعززون لي، ترى كلها كم طبخه
الشموس وهي تراقب ذهاب شهد/كم طبخه بالنسبه لك تعتبر انجاز بنظري،انا فاشله بالطبخ
ام رواد/مالقيتي فرصه للطبخ، لو لاقيه بتقدرين، لا تحكمين على نفسك بالفشل وانتي ماجربتي
هند بفضول/هااه بشري وش العلوم؟!
الشموس استرخت بتنهيده وكأنها لم تسمعها/محتاجه قهوه من جد.
ضحكت ام رواد لتتبعها الشموس بالضحك..وسط عبوس هند/شيضحككم هاااه
،
،
بعد ساعتين دخلت المنزل وهي تراه خالي سوى!! اتجهت للاعلى مرت من جناح اختها لتشم رائحة بخور ممتزجه مع عطور اذهلتها، هذه الرائحه في الممر المؤدي لغرفة الشموس،لابد وانها هنا اتجهت الى جناحها وهي ترى الباب شبه مفتوح لتراها تقف هناك تبدو للتو خرجت من استحمامها وهاهي تبخر شعرها المبلول/sorpresa شوشو عندنا اليووم.
رفعت رأسها لتلك القادمه من الخارج في هكذا وقت، مستنكره حضورها هذا التوقيت/تو الناس!!
داهمتها وهي تعانقها وتحدثها بالاسبانيه/felicitaciones اختي الحبيبه
ابعدتها وهي تستفسر/وين رايحه ومع من دام سنجاي مايدري عنك
بنفس ابتسامتها/مع تركي ولد عمتي هند
اتسعت حدقتيها/وتقولينها بكل بجاحه؟!!
استغربت/وش فيها
صفعتها بلا مقدمات/هذي علشان تستوعبين انك خلاص كبرتي ولازم تلتزمين بحدودك، عبايتك هذي تتغير و ماتطلعين قدام الرجال الا متحشمه ، حتى تركي صار رجال مو هذاك الصغير اللي من سنتين يراكض بالسيكل انتي وياه،استحي
زمت شفتيها بغضب وهي تخرج وتصطدم بليال التي للتو استيقظت من نومها/وش صاير العروس تجي علشان تكفخ اخوانها؟!!
سلمت على ليال وهي غاضبه/بتجنني بنت الاسبانيه هذي، تخيلي طالعه من العصر مع تركي وتوها راجعه، فقدت اعصابي وسطرتها،اتعبتني
عبست ليال/الله يصلحها بس ولو ماكان له داعي تضربينها...تراها تقول تبي تسافر لأمها وخايفه تروح وماترجع
اتجهت للمرآه وهي تأخذ كريم ترطيب ليديها/امعصي تروح هذا اللي ناقص ما حنا قادرين نسيطر عليها بالسعوديه علشان تروح لي اسبانيا
حاولت تهدأتها/الشموس هدي شوي
الشموس وهي تلتفت اليها بانفعال/ليه انتي ماتدرين انها من ساعات مع تركي طالعين لحالهم يتمهيصون!!
استنكرت ليال/لا والله علبالي بغرفتها
هزت رأسها وهي تجزم ماتنوي فعله/حلم ابليس فالجنه تسافر لأمها، حنا رجعناها منها بعمر ثمان سنوات ومعلقه لها صليب تبيني ارجعها لها وهي بسن مراهقه و ضياع هويه!
معها كل الحق في غضبها ولكن قد زادت قليلاً تبدو اصلاً متوتره، لطالما كانت تغضبها نيفادا ولكن لم تصفعها يوماً/خلاص هدي اعصابك صار خير بقول لعمتي تنتبه لولدها الله يصلحه، اهدي وكلميني عنك وش سويتي بهاليومين اللي ماشفتك فيهم؟!
هدأت قليلاً/عادي، اهو زواج و السلام، انتي اللي بشريني عنك رجع لك صداعك اللي هذاك اليوم والا لا شفتك تغمضين عيونك، ليه مارحتي تقيسين النظر عندك ترى يمكن صداعك كله من ضعف النظر
كتمت مابداخلها/لا تطمني مافي شي بس صداع عادي
التفتت اليها مستغربه/يمكن عندك نقص حديد
حركت ليال يدها وهي تبتسم/ما في الا العافيه لا تخافين
انتبهت للشاشه التي بيدها/ليال وش بيدك بسم الله عليك
وهي تلتفت للسرير/ولا شي حرقت نفسي بالقهوه بالمكتب اليوم، المهم وش صار بهاليومين هاااه
امسكت بيدها وهي تتأكد/بسم الله عليك ، فكي اللفه وغيريها لا تخلين الحرق مكتوم
ابعدت يدها/يا بنت الحلال،ماهي اول مره انحرق،اجلسي وقولي لي وش صاار
تركتها وهي تتجه للخزانه وتبحث عن ما تريد لبسه/وش صار يعني، قلتلك عادي
ضحكت وهي ترى اختها تحاول الصدود/امما عاادي كثري منها، اجلسي واحكي
التفتت اليها وهي خجله مما ستقوله/ليال بليز، انا محتاسه من عزام اللي طلعت براسه و يبي ينام بغرفتي الليله وانتي تحققين معي!
بابتسامه جانبيه/يبي ينام بالغرفه بس هااه، يعني ما يبي ينام معك
اخذت تلك الدميه الكبيره التي بالقرب منها لتقذفها بها/لياااال
امسكت بالدميه وهي تضحك/لحظه بالله عطيني شعورك وهو ناوي يقتحم غرفتك غصب عنك
زمت شفتيها بغضب/ليااال نقطيني بسكاتك اللي في مكفيني والله
ابتسمت ليال بعد جملتها الاخيره/صدقيني لو عرفتي اللي بغيرك حمدتي ربك على اللي انتي فيه، بلاش دلع يا شوشو..بعدين تعالي جيتي والله جااابك
لم تفهم قصدها،ظنت انه حديث عابر فقط/خير يا قلبي وش تبين؟!
ليال وهي تعيد الدميه مكانها/ابيك تفاتحين عزام بموضوع تبني وسام، ابي اسمع رده علي بكرا، اوكي
استصعبته كثيراً فعلاقتها بعزام متوتره جداً،وموضوع وسام يبدو عاطفياً من ناحية ليال التي لم تحسب حساب المستقبل/وبعدين يا ليال، اذا كبر بيصير غريب بهالبيت وانتي اكيد بتتزوجين، انتي كذا بتوجعينه اكثر
ليال بإلحاح/ما راح اتزوج ابداً، وسام اذا مالقى عنايه حالياً ماراح يقدر يستمر بحياته ولا حتى يعيش لحاله، لا تنسين انه توحدي ومحتاج عائله و بيت مستقر مش اماكن ووجوه تتغير عليه بين فتره والثانيه، الوضع فالدار يربكه ويوتره..
تأثرت من وصف حالته لم تستطيع التعليق هي في حيره/..
اردفت ليال/الاجر بيكون لابوي وامي ولنايف الله يشفيه ويرجعه لنا، هااه وش قلتي شوشو
تنهدت/بشوف!!..رحتي لنايف قريب
اجابتها بوجع/من اسبوع ماشفته، اشتقت له لكن بروح له بعد بكرا ان شاء الله، بكرا عندي شغل
اتجهت لمرآتها وهي تأخذ مشبكاً و تجمع شعرها بصمت..
لفت نظرها عدم تغيير اي شيء بالغرفه لتذهب للخزانه/تقولين عريس الهنا بيجيك غرفتك وابداً مافكرتي تغيرين مفرش السرير ولا تزيدين وسايد؟!!
تأففت/ماراح اغير شي من غرفتي علشانه، يحمد ربه وجه وقفا يكفيه انه الغريب الوحيد اللي بيدخلها.
اخرجت احد المفارش من الخزانه/ياختي فيك شوفت نفس ماهي عاديه، تراه صار زوجك معاده غريب، تعالي شيلي معي هالمفرش بيناسب اكثر
وقفت في وجهها وهي تمنعها/حلفت ما يتغير المفرش ولا شيء بالغرفه.
صغّرت عينيها وهي تسألها بشك/انتي خليتيه يقرب منك والا ...
اشارت بالنفي وهي تقاطعها/علي الدوره...يلا خلاص فارقي
ضحكت ليال، وهي ترى تعابير وجهها/شفيك معصبه؟! معناته قرب منك ههه
كتمت ضحكتها لكنها ضحكت اخيرا من ضحكات ليال التي تصدّر الحياه لهذا المنزل،..
اخذت على عاتقها الاعتناء به حتى تعود به للدار سالماً، ستحتسب الاجر لها ولوالديها قررت انها ستتحدث مع عزام بخصوص تبني هذا اليتيم، ورعايته، لن تستطيع البقاء بعيده عنه بعد الآن..
ظلت تراقبه وهو مغمض العينين وينام بسلام، وتمسك بكفه الناعمه كنعومة القطن ،تسائلت السؤال الذي جعلها تكبر سنيناً ، منذ عملت في دار الايتام، ليس جميعهم لقطاء ولكن البعض ومنهم وسام.. "كيف لأم ان ترمي طفلها"
كيف يُرمى طفل كـ وسام؟!
ابتسمت لنفسها بسخريه ودمعت، الآن عرفت لماذا القدير لم يكتب لها الزواج لتنجب اطفالاً، قلبها مرهق لوجع طفل ليس لها فكيف بحجم الوجع لو كان لها؟!!
فعلاً لله في خلقه شئون..
دخل يُطل على مرضاه ممن اجرى لهم عمليات كعادته ، لاحظ القسم يعج بالهدايا للاطفال ، والوان المرح،.واخبروه انها من تلك مرافقة "وسام"..انتهى من جولته .
ليطل بفضول من بعيد ويرى يدها تمسك بيد ذلك الطفل وتداعبها بلمسات ناعمه وتتمتم له بتمتمات لم يسمعها جيداً ،صدق الله العظيم حين قال(ألم يجدك يتيماً فآوى)، الله وحده سخّرها لهذا اليتيم المريض.
ظن انها متكشفه الوجه ليصدر صوتاً يخبرها بوصوله/السلام عليكم
اسدلت نقابها وهي تقف له، ثم تلتفت اليه/وعليكم السلام،
اهتمامها يثير فضوله، حتى مفرش سرير وسام غيرته له. و محيط سريره يدعو للبهجه/ما شاء الله يا اخت ليال النفسيه اليوم مرتاحه
ردت بامتنان/الحمدلله، بركات يديك بعد الله، يعطيك العافيه دكتور،
شاهد العلامات الحيويه له وكشف على جرحه/الحمدلله اموره طيبه.. يمكن الليله نشيل عنه المسكنات
خافت/تظن بيتألم اذا وعى؟!
وليد باهتمام/اكيد بيتغير عليه ، بس وجع خفيف وبيروح ماراح يطول
دخلت في هذه الاثناء رفيقتها اماني وبيديها كوبين قهوه ساخنه/السلام عليكم
الجميع/وعليكم السلام
خجلت اماني من تواجد الدكتور مدت القهوه لليال بيد غير متوازنه لتندلق القهوه على يد ليال التي لم تصدر اي ردة فعل!
شهقت اماني بخوف/بسم الله عليك ليال اسسفه يا قلبي
كان يهم بالخروج لولا اندلاق القهوه وصراخ اماني وسكوت ليال المريب!!
ليال وهي تبعد اماني مندهشه/ماحسيت بسخونة القهوه
التفت اليها وليد بانتباه/ابداً ماحسيتي؟!
هزت رأسها بالنفي وهي خائفه وتنظر ليدها المحروقه، للمره الاولى لا تشعر بهكذا احساس وهي ترى احمرار يدها/لا
اماني بخوف/يا ويلي كيف ماحسيتي، يدك راحت فيها انتفخت
وليد بتردد/انزلي للطوارئ يحطون لك مرهم حروق علشان جلدك ولازم تراجعين عند طبيب اعصاب، انتي عندك مشكله يا اعتلال اعصاب او مشكله في الراس، احدها <لم يستطيع الافصاح اكثر
التفتت اليه بخوف كيف شخّص حالتها من عارض واحد فقط، هو حتى لم يرى اشعتها!!
انتبهت لخروجه وهي تفكر فيما قاله،،من ذلك الطبيب؟!!
.
،
.
،
انتهت من لبسها جينز ضيق طويل و بلوزه خفيفه وساعتها واساورها الناعمه ..لترتدي عبائتها وتأخذ الشيله وتخرج بظنها ليست محتاجه للاستئذان من احد فهي خارجه مع تركي وهو ليس بغريب!
ملت من جلوسها في المنزل طوال الوقت لا احد يلتفت إليها الكل مشغول بأموره..
ستذهب مع تركي كما طلبها للخروج لساعتين فقط لا اكثر..وستزور اخيها ايضاً..
رن هاتفها لترد وهي تهم بالخروج/هلا تركي.. خلاص هذا انا نازله ، شفييك مستعجل يالخبل انا جااايتك
اغلقت غرفتها بمفتاحها وخرجت..
،
.
،
فكر كثيراً فيما حدث اليوم امام عينيه.. هو يجزم ان هنالك امرٌ ما.. ماحدث امامه ليس عادياً..
التفت اليه زميل مهنته "المعتصم" دكتور استشاري سوداني، ليسأله/دكتور وليد مالك يا زول، مو المفروض تطلع، الشفت حقك انتهى..
التفت اليه وليد فزميله "معتصم" يعتبر من افضل اطباء الاعصاب الذين عرفهم وهو الاول بالمستشفى/محتار يا دكتور معتصم، ابي اسألك، ايش رايك بعدم الاحساس بالماء الساخن حد الغليان على الجلد ، رغم ان هذا الماء سبب حروق فالجلد!!
الدكتور معتصم جمع يديه تحت ذقنه باهتمام وهو يتكئ على مكتبه/احياناً يمكن تكون علامات اعتلال في العصب وهي خطيره لكن الأغلب شبسبب ورم في الراس وتحديداً بيكون غالباً في مؤخرة الراس و بيؤثر شديد على الحواس.
""ابتسم المعتصم وأردف/ هذا تخصصك يا دكتور كيف تسألني؟!
فرك جبينه وهو يحتار كيف يجيبه/والله يا دكتور متأكد من هالاسباب ولكن حبيت استشيرك انت عارف اني ماستغني عنك،
ابتسم المعتصم براحه/المهم انتا وعدتني توريني طريقتك الجراحيه الجديده، شوف يا وليد عايز اكون اول واحد يتعلمها منك
ضحك وليد وهو يتكئ على كرسيه، فالمعتصم كبير استشاريي القسم والافضل/الله يجبر بخاطرك يا دكتور معتصم.. ياليت بالمستشفى حقي واحد مثلك
دكتور معتصم بهدوء/شوف يا دكتور وليد ازا انت حابب تطور من نفسك تجاهل كل المحبطين ،امشي ناحية هدفك وحققه، اهم شي تكون واثق من نفسك
ابتسم وليد لتلك الكلمات المحفزه ، لربما كان يعرفها ولكن هو يحتاج ان يسمعها من شخص آخر..شخص قدوه و ناجح في مجاله كالدكتور معتصم..
.
،
.
،
،
،
،
.
بكل وقاحه واستهتار يخرجان معاً..!
صوت الاغاني يكاد يصم الاذن في تلك السياره
مدت يدها لترخي الصوت و تتحدث معه/تركي وين بنروح؟! اي مول
التفت اليها بعدما توقف عند الإشاره/شرايك انتي؟!ماعرف مولات الرياض مرره!
ابتسمت بحماس وهي تتذكر المول الذي تريده/روح سنتريا مول هنا قريب بالتحليه
حاول تذكره/ايه عرفته،
بعبثها فتحت الدرج الذي أمامها "علبة سجائر"سوداء اخذتها وفتحتها بفضول/الله الله تدخن يا ترركي؟!!
انتبه لها/لااا هذي زقاير ابوي رجعيها مكانها بلا لقافه يا بنت
إلتقطت واحده بعدما رآت القداحه/خااطري اجرب اولع وحده بس، ماراح نخسر شي
خاف تركي/نيفو والله لو تشم امي معنا ريحة زقاير بتولع فينا
اعطته القداحه واخذت عقب سيجاره واحد بلا مبالاه ووضعتها بين شفتيها وهي تُخرج هاتفها وتصور/يلا ولع لي بس، ترى ماراح نصير مدخنين يالخوااف ههههه
ضحك تركي وهو يراها تضعها بين شفتيها ليشعلها لها وهي تمثل انها تدخن/والله محترفه،منتي هينه
ضحكت وهي تقدمها له وتمازحه بغمزة عينها/يلا استرجل و اخذ لك نفس واحد يا أسد،
حاول اخذها منها ولكنها سحبتها ..لتفتح الاشاره وتنطلق سيارتهما..
،
للمصادفه المريره كان يقف بالسياره المجاوره لهم !!
شعر بالغليان وهو يراها بهذا الانحطاط الاخلاقي!!
تسائل من هذا الذي تخرج معه تلك التي ترتدي قناع البراءه، وتضحك هكذا وتدخن أيضاً!!
لم يستطيع منع نفسه من تتبع سيارتهما، لا إرادياً اصبح يلاحقها، لن يسمح لهذا المراهق ان يختلي بها، يعرف تماماً ان لا رجل سوى عزام في ذلك القصر وهو الآن غائب، لابد وانها استغفلته في غيابه مع عروسه ..لتخرج!!
الآن بات يعرف انها ليست ملاكاً بريئاً كما كان يظنها..بل هي ابليس بعينه، لو عرف عزام بما تفعله خلفه لربما جن جنونه وقتلها، تردد هل يخبره أم لا..؟!
لن يسمح لها بأن تكسر ظهر عزام بالعار الذي ستجلبه..
،
.
،
.
،
.
خرجا من المطعم،و الصمت يعقد هدنه بينهما، مازالت تشعر بالريبه تجاه تصرفاته، كيف يتصنع الهدوء بهذه الاحترافيه، كيف يضبط اعصابه و مافعلته يستحق العقوبه!!
ركبا السياره ولكنه تذكر انه نسي هاتفه على الطاوله بالداخل/نسيت جوالي بروح اجيبه ماني بمتأخر
لم ترد، اخرجت عطرها من حقيبتها وهي ترش منه ثم اعادته الى الحقيبه لتلمح تلك الورقه الصفراء عند قدميها!، رفعتها ورأت ماكتب فيها، انتابها الغضب وهي تقرأها، من الواضح انها من احدى اللاتي يعرفهن او يعرفنه، تباً..
لمحته قادم ويركب السياره ثم يحركها عائدين للمنزل، لم تستطيع الصمت اكثر، لتريه الورقه/واضح ان موضة رسايل الورق مانتهت بعد الجوالات؟!
لمحها وعاد ليراقب الطريق، ويجيبها ببرود، تذكر انه لم يرمي تلك الورقه/يبقى خط اليد على الورق ادفى من رساله معلبه بجوال..
ازداد غضبها، الذي تكبته،حديثه البارد يعني انه لا يكترث بها كونها زوجته.. لم تجد ماتقوله بعد تجاهله لها وعدم محاولته انكار الرساله!!
بلا مبالاه/فيك شي؟
تمنت تقطيعها قطع صغيرها ولكن احتفظت بامنيتها لنفسها وهي تضع الورقه بالقرب منه/لا ..بس احتفظ بالورقه .يمكن تحتاجها بعدما ينتهي زواجنا
رد ببرود، وهو مستمتع بغضبها،اراد استفزازها فقط/زواجنا ما يمنع اني احتاج غيرك.. القلب له رغبات ويصغي للي يحبه اكثر
سيجعلها تجن ببروده لمحت يديه و ذلك الخاتم الذي يزينها وهو يمسك بالمقود ، اثار داخلها ذلك السؤال الذي يخنقها منذ تلك الليله/رغبات!! هذا يفسر ليه انت ما تزوجت للحين؟!!
اعاد ترتيب شماغه وهو يجيبها ببروده/لا هذي تفسيرها شي ثاني..
عادت لتلتزم صمتها مجدداً وهي تتكتم على حرائقها الداخليه..،
آه لماذا تهتم وهو قد اعترف انه لم يحبها وليست حلمه، هذا يؤكد لها ان هناك من يحلم بها بالتأكيد..
التفت اليها وهو يحدثها بهدوء/اسمعي يا بنت عمي، انا هاللحين زوجك،اللي يجري عليك يجري علي، انتي بذمتي وامانتي وانا ان شاء الله ماخون الامانه..انتي وخواتك مسؤلات مني...
شاهدته يقف في ساحة القصر لتهم بفتح الباب لا تريد سماع مواعظه ولا خطبه، ولكنه امسك بيدها/اسمعي.. احسبي حسابي ترى بنام معك بغرفتك، لين تخلص غرفتنا اللي تحت..
اتسعت حدقة عينيها بإستنكار/نعم!!
بجديّه اتضحكت على ملامحه/مثلما سمعتي، يلا انزلي انا عندي مشوار مهم .
بجديتها هي/انسى تجمعني بك غرفه ببيت ابوي، فااهم؟
ضغط على كفها وهو يتحدث بجديه/الحمدلله يعني ماعندك مانع تجمعنا غرفه خارج البيت، هذا اهم شي وانا بعد نفس رايك ودي اسكن انا وياك ببيت لحالنا، لكن مثلما انتي عارفه الوضع.
دهشت من تغييره لمقصدها/انت وش انت؟!
ترك يدها بابتسامه تثير غضبها اكثر/انزلي يلا.. بعدين بعلمك وش أنا .
نزلت وهي تحاول تجاوز اعاصير داخلها ..وذهب هو مسرعاً لموعد سيجمعه برفيقي دربه..
.
،
.
لم تجد بالصاله سوى التوأمين،، الذين ركضا يستقبلانها
عانقتهما ثم اتجهت لصالة الاستقبال،مصطحبه رواد لتذهب وتجلّسه بجانبها ممسكةً بيده/شلونك حبيب اختك
ابتسم بسعاده/بخير الحمدلله، وين عزام؟!
مسحت على رأسه وهي ترقبه بعين الامل/راح عنده مشوار،كيف دراستك
عبست اميره وهي تراها تتجالها ووقفت ..
لم تتجاهلها فهمت تصرفها ومحاولة انصرافها فنادتها/ايمي حبيبي تعالي اجلسي جنبي هنا اشتقت لكم
التفتت اليها مبتسمه وهي تتجه نحوها..
خرجت من المصعد بصحبة ابنتها، لتقف متفاجئه بوجود الشموس وبهذه الهيئه بدون اي رتوش بل بوجه صافي وشعر مرفوع باهمال/الشموس!!
نظرت لعمتها بحقد فهي من دبرة تلك الخطه مع عزام بدون ان تخبرها/الله الله، ليه مستغربه
ابتسمت شهد وهي تتجه اليها وتسلم/هلا بالشموس،الف مبروك زواجك
بادلتها الابتسامه/الله يبارك فيك شهوده،شلونك؟!اخيرا زرتونا
اقتربت هند لتسلم وترى جفائها/علامك يا بنت مو بتقعدون اسبوع
جلست بعد السلام/ابد والله، اشتقت لكم
حضرت ام رواد لتسلم هي الاخرى/هلا والله بعروستنا عساه الف مبروك يالشموس
بادلتها الابتسامه/الله يبارك فيك ام رواد .. غريبه وين نيفادا وليال
ام رواد/ليال رجعت من شوي وهذا هي بغرفتها، ام نيفا والله مادري خبري بها
تحدث رواد بغضب/قلت العبي معي بالونات مويه برا و عيت مدري
اميره/انا شفتها دخلت غرفتها تقول بتسبح
شهد/شكلها نامت بعد الشاور ،
هند بابتسامه/يمه شهود قومي حضري لنا قهوه ،ذوقينا قهوتك
شهد بابتسامه/ابشرري يمه ، هاللحين بتذوقون احلى لتشيز كيك بهالمناسبه الحلوه
ابتسمت الشموس/تعرفين تطبخين؟ما شاء الله
شهد/طبعاً و انا بنت هند
ام رواد/ونعم من هند وبنتها
هند بابتسامه/يازينكم وانتم تعززون لي، ترى كلها كم طبخه
الشموس وهي تراقب ذهاب شهد/كم طبخه بالنسبه لك تعتبر انجاز بنظري،انا فاشله بالطبخ
ام رواد/مالقيتي فرصه للطبخ، لو لاقيه بتقدرين، لا تحكمين على نفسك بالفشل وانتي ماجربتي
هند بفضول/هااه بشري وش العلوم؟!
الشموس استرخت بتنهيده وكأنها لم تسمعها/محتاجه قهوه من جد.
ضحكت ام رواد لتتبعها الشموس بالضحك..وسط عبوس هند/شيضحككم هاااه
،
،
بعد ساعتين دخلت المنزل وهي تراه خالي سوى!! اتجهت للاعلى مرت من جناح اختها لتشم رائحة بخور ممتزجه مع عطور اذهلتها، هذه الرائحه في الممر المؤدي لغرفة الشموس،لابد وانها هنا اتجهت الى جناحها وهي ترى الباب شبه مفتوح لتراها تقف هناك تبدو للتو خرجت من استحمامها وهاهي تبخر شعرها المبلول/sorpresa شوشو عندنا اليووم.
رفعت رأسها لتلك القادمه من الخارج في هكذا وقت، مستنكره حضورها هذا التوقيت/تو الناس!!
داهمتها وهي تعانقها وتحدثها بالاسبانيه/felicitaciones اختي الحبيبه
ابعدتها وهي تستفسر/وين رايحه ومع من دام سنجاي مايدري عنك
بنفس ابتسامتها/مع تركي ولد عمتي هند
اتسعت حدقتيها/وتقولينها بكل بجاحه؟!!
استغربت/وش فيها
صفعتها بلا مقدمات/هذي علشان تستوعبين انك خلاص كبرتي ولازم تلتزمين بحدودك، عبايتك هذي تتغير و ماتطلعين قدام الرجال الا متحشمه ، حتى تركي صار رجال مو هذاك الصغير اللي من سنتين يراكض بالسيكل انتي وياه،استحي
زمت شفتيها بغضب وهي تخرج وتصطدم بليال التي للتو استيقظت من نومها/وش صاير العروس تجي علشان تكفخ اخوانها؟!!
سلمت على ليال وهي غاضبه/بتجنني بنت الاسبانيه هذي، تخيلي طالعه من العصر مع تركي وتوها راجعه، فقدت اعصابي وسطرتها،اتعبتني
عبست ليال/الله يصلحها بس ولو ماكان له داعي تضربينها...تراها تقول تبي تسافر لأمها وخايفه تروح وماترجع
اتجهت للمرآه وهي تأخذ كريم ترطيب ليديها/امعصي تروح هذا اللي ناقص ما حنا قادرين نسيطر عليها بالسعوديه علشان تروح لي اسبانيا
حاولت تهدأتها/الشموس هدي شوي
الشموس وهي تلتفت اليها بانفعال/ليه انتي ماتدرين انها من ساعات مع تركي طالعين لحالهم يتمهيصون!!
استنكرت ليال/لا والله علبالي بغرفتها
هزت رأسها وهي تجزم ماتنوي فعله/حلم ابليس فالجنه تسافر لأمها، حنا رجعناها منها بعمر ثمان سنوات ومعلقه لها صليب تبيني ارجعها لها وهي بسن مراهقه و ضياع هويه!
معها كل الحق في غضبها ولكن قد زادت قليلاً تبدو اصلاً متوتره، لطالما كانت تغضبها نيفادا ولكن لم تصفعها يوماً/خلاص هدي اعصابك صار خير بقول لعمتي تنتبه لولدها الله يصلحه، اهدي وكلميني عنك وش سويتي بهاليومين اللي ماشفتك فيهم؟!
هدأت قليلاً/عادي، اهو زواج و السلام، انتي اللي بشريني عنك رجع لك صداعك اللي هذاك اليوم والا لا شفتك تغمضين عيونك، ليه مارحتي تقيسين النظر عندك ترى يمكن صداعك كله من ضعف النظر
كتمت مابداخلها/لا تطمني مافي شي بس صداع عادي
التفتت اليها مستغربه/يمكن عندك نقص حديد
حركت ليال يدها وهي تبتسم/ما في الا العافيه لا تخافين
انتبهت للشاشه التي بيدها/ليال وش بيدك بسم الله عليك
وهي تلتفت للسرير/ولا شي حرقت نفسي بالقهوه بالمكتب اليوم، المهم وش صار بهاليومين هاااه
امسكت بيدها وهي تتأكد/بسم الله عليك ، فكي اللفه وغيريها لا تخلين الحرق مكتوم
ابعدت يدها/يا بنت الحلال،ماهي اول مره انحرق،اجلسي وقولي لي وش صاار
تركتها وهي تتجه للخزانه وتبحث عن ما تريد لبسه/وش صار يعني، قلتلك عادي
ضحكت وهي ترى اختها تحاول الصدود/امما عاادي كثري منها، اجلسي واحكي
التفتت اليها وهي خجله مما ستقوله/ليال بليز، انا محتاسه من عزام اللي طلعت براسه و يبي ينام بغرفتي الليله وانتي تحققين معي!
بابتسامه جانبيه/يبي ينام بالغرفه بس هااه، يعني ما يبي ينام معك
اخذت تلك الدميه الكبيره التي بالقرب منها لتقذفها بها/لياااال
امسكت بالدميه وهي تضحك/لحظه بالله عطيني شعورك وهو ناوي يقتحم غرفتك غصب عنك
زمت شفتيها بغضب/ليااال نقطيني بسكاتك اللي في مكفيني والله
ابتسمت ليال بعد جملتها الاخيره/صدقيني لو عرفتي اللي بغيرك حمدتي ربك على اللي انتي فيه، بلاش دلع يا شوشو..بعدين تعالي جيتي والله جااابك
لم تفهم قصدها،ظنت انه حديث عابر فقط/خير يا قلبي وش تبين؟!
ليال وهي تعيد الدميه مكانها/ابيك تفاتحين عزام بموضوع تبني وسام، ابي اسمع رده علي بكرا، اوكي
استصعبته كثيراً فعلاقتها بعزام متوتره جداً،وموضوع وسام يبدو عاطفياً من ناحية ليال التي لم تحسب حساب المستقبل/وبعدين يا ليال، اذا كبر بيصير غريب بهالبيت وانتي اكيد بتتزوجين، انتي كذا بتوجعينه اكثر
ليال بإلحاح/ما راح اتزوج ابداً، وسام اذا مالقى عنايه حالياً ماراح يقدر يستمر بحياته ولا حتى يعيش لحاله، لا تنسين انه توحدي ومحتاج عائله و بيت مستقر مش اماكن ووجوه تتغير عليه بين فتره والثانيه، الوضع فالدار يربكه ويوتره..
تأثرت من وصف حالته لم تستطيع التعليق هي في حيره/..
اردفت ليال/الاجر بيكون لابوي وامي ولنايف الله يشفيه ويرجعه لنا، هااه وش قلتي شوشو
تنهدت/بشوف!!..رحتي لنايف قريب
اجابتها بوجع/من اسبوع ماشفته، اشتقت له لكن بروح له بعد بكرا ان شاء الله، بكرا عندي شغل
اتجهت لمرآتها وهي تأخذ مشبكاً و تجمع شعرها بصمت..
لفت نظرها عدم تغيير اي شيء بالغرفه لتذهب للخزانه/تقولين عريس الهنا بيجيك غرفتك وابداً مافكرتي تغيرين مفرش السرير ولا تزيدين وسايد؟!!
تأففت/ماراح اغير شي من غرفتي علشانه، يحمد ربه وجه وقفا يكفيه انه الغريب الوحيد اللي بيدخلها.
اخرجت احد المفارش من الخزانه/ياختي فيك شوفت نفس ماهي عاديه، تراه صار زوجك معاده غريب، تعالي شيلي معي هالمفرش بيناسب اكثر
وقفت في وجهها وهي تمنعها/حلفت ما يتغير المفرش ولا شيء بالغرفه.
صغّرت عينيها وهي تسألها بشك/انتي خليتيه يقرب منك والا ...
اشارت بالنفي وهي تقاطعها/علي الدوره...يلا خلاص فارقي
ضحكت ليال، وهي ترى تعابير وجهها/شفيك معصبه؟! معناته قرب منك ههه
كتمت ضحكتها لكنها ضحكت اخيرا من ضحكات ليال التي تصدّر الحياه لهذا المنزل،..
تمنى لو باستطاعته ان يتصل به ويخبره بما يجري خلفه،
ولكن خوفه عليه جعله يتراجع عن ذلك..
كيف له ان يخبره بأمر من تخرج بصحبة صديقها!!
وتدخن و و.. تباً هو في حيره من أمره..
وجد نفسه يتتبعها كحارس شخصي تباً لها كم هي طفله في تصرفاتها خبيثه بداخلها..
ذلك الذي الصبي الذي صحبها لا يعرف كم هو محظوظ وهي لا تشعر بقيمتها، ما جعله يغلي ان ذلك امسك بيدها وهي لم تعترض!!
هي ليست قريبته ولم يعرفها الا منذ مده ،فلماذا يحرق نفسه بتتبعها؟! تباً لها ولقلبه المريض مالذي اعجبه بها؟!!
وجد نفسه يخرح هاتفه سييتصل بعزام، قرر انه سيخبره، ولكنه تفاجئ باتصال عزام به/هلا عزام
تحدث ذلك باستعجال/قاسي، تعاال هاللحين للموقع اللي برسلك اياه بالجوال، ولا تتأخر
خاف/وش فيك
بنفس العجله/انا اتصلت بالشرطه وهم جايين تعال انت، تدري اني ماستغني عنك
اتجه اليه وهو يتتبع الموقع الذي ارسله له، اخذته الافكار والتخمينات كثيرا وتسائل كيف لعزام ان يذهب لتلك الاماكن المشبوهه
،
.
،
.
،
.
نزل من سيارته وهو يلحق به ولكنه هرب هو نفسه صاحب النظارات ذات الاطار الابيض معه رجل اخر يلتثم ولا تتضح ملامحه.. يراقبه منذ تلك الليله، كان يتردد على هذه الشقه التي عرف لاحقا انها شقه مشبوهه تستخدم للرذيله، امسك به داخل العماره.. و اخذ في ضربه كأنه لم يضرب احدا في حياته/اجل تقول لي انك حبيبها يالزلابه هاااه..
ضرب الرجل الملثم اولا ثم عاد لذي النظارات حاول افتكاك نفسن ولكنه واجه رجل ذو بنيه و قوه بدنيه لم يتوقعها/طال عمرك اسمعني انا مالي دخل والله فياض هو اللي دزني... وهو بعد اللي أرى ارسلني عليك وخلاني اتسبب عليك بالحادث،
ارتخت يديه وهو مصدوم/فياض،!!
لم يستطيع النهوض بعدما تلقاه من ضرب وتكسير/ايه هو اللي متلثم ودخل الشقه الأولى
بصق في وجهه وهو يخرج مسرعا لقد جنى على نفسه فياض
اتجه لسيارته ولمح سيارة قاسي قادمه ليشير اليه بأن لا يتوقف.. ليغادر هو الآخر.. وهو يشاهد سيارات الشرطه والهيئة تقف وتباشر مهامها في الشقه التي دخلها فياض، ظن ان عزام لم يعرفه'
.
،
.
،
.
ضرب بيده على السياره وهو غاضب/ليه ماعلمتني ان السالفه فيها هوشه
عزام بابتسامه عريضه بعد ذلك الانتصار/يا رجال طلعوا زلايب ماخذوا بيدي ثواني، انا يوم اتصلت بك قلت يمكن القى رجال عليهم الكلام بس طلعوا مايسوون ملء ثيابهم
ابتسم قاسي لسعادة رفيقه/اشوفك مستانس، ماظنيتك تحب الضرب
عزام بعدما هدأ/هالقصه يا قاسي من ليلة الاستقبال حق زواجي دخل علي هالزلابه مع الرجال وحاول يشككني ببنت عمي، الدم غلى بعروقي وش اسوي وهي وصية عمي ان ذبحتها محد بيقعد للباقيات، هداني ربي هذيك الليله وألهمني الصواب ومامديت يدي، غير اني جرحتها بالكلام وهي ماتستاهل المسبه يا قاسي، تتبعته وتتبعه السواق سنجاي عرفت اماكنه اللي يتردد لها وتأكدت منه وهذا انا خذيت حقي منه ومن اللي وزه علي.
الآن عرف لماذا انخفص ضغطه تلك الليله، قرر التراجع و جزم ان لا يخبره بما رآه من ابنة عمه الصغرى ، ماذا سيفعل لو عرف/كفو يابو ساره، دام ذي علومك تعال عازمك على العشاء بهالمناسبه يمال الغناه.
ضحك براحه بعد ضيق الليالي الماضيه، سينسى امر فياض فهو سينتهي بعد تلك الفضيحه التي أرادها له، فانقلبت عليه!! /قداااام وانا اخوك النفس انفتحت والله
.
،
.
،
.
،
.
في احد فنادق مدينة ميونخ..
تجلس في الطرف الآخر من السرير كعادتها بعدما ينام زوجها، تنظر للفراغ الذي يهوي بها في عمق لا نهاية له، تمنت لو كان اطفالها بصحبتها لخففوا وحشتها بصحبة هذا الرجل الذي ينام بجانبها منذ سنوات!
وكأن خبر زواج عزام يُشعل شموع ليالي الفراق ويذكي حُرقة مازال لهيبها يحرق جوفها،
نزلت من سريرها وهي تستعيذ من افكارها،يجب ان تنساه..
دخلت الحمام وهي تنوي اجراء طقوسها كلما تذكرتها نزعت قميصها الرقيق ووقفت تحت الماء المنهمر محاولةً غسل آثار اي ذكرى وقتيه له..
أطالت اغتسالها ثم خرجت تلتف بروب استحمامها الثقيل وتلف شعرها بمنشفه..
فتحت الثلاجه تريد إخماد ماتشعر به الآن لتنام يكفيها سهر..يكفيها قهر..
إلتقطت زجاجه وتأكدت منها ليست ويسكي ولا فودكا.. تبدو بدون كحول، جلست امام الشرفه البعيده عن سريره،
بدأت بإحتساء مشروبها الغازي..تلذذت بطعمه يبدو توتاً..
استمرت بشربه حتى انتهت منه..شعرت بالحر لتذهب للشرفه وتفتحها..نزعت تلك المنشفه التي تلف شعرها وقذفتها من اعلى الشرفه وضلت تراقبها تسقط بابتسامه ثم فتحت ذراعيها لنسمات الهواء البارده وهي ترفع وجهها للسماء وتغوص في ذاتها وفي احلامها..
كانت تتأرجح فوق الشرفه..بدون شعور!!
شعر بتيار الهواء يتسلل للغرفه رفع رأسه ولم يجدها بجانبه ولا في محيط الغرفه ولكنه لمح ستائر الشرفه تتطاير جراء الهواء ..
نزل من السرير وهو يتجه للشرفه ويستمع شيئاً فشيئاً لصوت ضحكاتها المبحوحه.. شاهد زجاجة المشروب على الطاوله ، شك انها احتست منه لينصدم بجلوسها على سياج الشرفه/يا مجنووونه وش مجلسك عنده
التفتت اليه وتحدثت باسلوب طفولي افتقدته منذ سنين/تعال شوف المنظر يجنن
اقترب منها بهدوء عرف انها شربت/طيب مدى انزلي ترى بتطيحين
هزت رأسها بالنفي باسلوب عناد، لم يعتاده منها/لاااا ماني طايحه تعال انت
اقترب منها وهو يجرجرها بالحديث/مدوووش حبيبتي هاتي يدك وانزلي يلا
لم تسمع بهذا الدلع منذ تزوجته، هذا الدلع مرتبط بطفولتها فقط،تذكرت وقوفه اسفل الأرجوحه القديمه وهو يرجوها تنزل، ابتسمت وذهبت بعيداً..حتى امسك بها وانزلها رغماً عنها و ثبتها نبدو مترنحه، ابتسمت وهي تعانقه بشده لم يعتادها منها/عزامي ليه تزوجت؟!.
استغرب بدأت تهلوس من زجاجه واحده حاول اخذها لسريرها/عزام ولدك بالبيت صغير ماتزوج
ضحكت وهي تسترخي وتضع رأسها على وسادتها بخدر تام/ولدي سميته على عزام.. بس هو تزوج بنت عمه و نساني خلاص، احس اني بموت، اخاف ينساني.....ادري هو مايبي يتزوج علشاني بس غصبوه اكيد زي ما.....غصبوني ارفضه..
ضل يسمع هلوستها وهو يشعر بالاهانه، فعلاً السكر يفضح الفكر..كل تلك السنوات كانت تعيش معه جسداً والروح عند غيره!!
.
،
.
،
.
،
.
لم يحدث وشعرتُ بالحاجة لِأنْ اكون بقرب احدهم كل هذا الاقتراب للحد الذي يشاركني تفاصيلي الصغيره والغير مرئيه تلك التي بين خلجات نفسي،وتفاصيل يومي...
حتى عرفتها عن كثب.
....هي كامله و مكتفيه بنفسها، معتده بذاتها، ليست نصفاً كالبقيه بل هي الكمال المحسوس على هيئة امرأه شرقيه "شموس" ..
هي من غيرت مفهوم المقاومه والاحتجاج...!
اعترف انني منبهر بجموحها الذي ألغى كل قناعاتي، لا ادري ان كان الانبهار احد روافد الحب او له علاقه بالمشاعر ..
لكنها بأي حال غيرت رغباتي ؛
من قال انني كنت ابحث عن نِصفٌ آخر؟! "أنا لا تعجبني النواقص"
عاد الى المنزل الساعه الثانيه عشر..كان مرهقاً فهذه كانت ليله حافله بالاحداث...
وجد عمته تجلس في الحديقه الخلفيه للمكتب هنالك تنتظره كما طلب منها..
اراد فتح موضوع خطبتها الليله يجب ان يعطيها فرصه للتفكير، ليست صغيره ليشرح لها كثيراً سيقول ماعنده ويترك لها حرية الاختيار،ط/مساكِ الله بالخير يا عمه
هند بابتسامة رضا/مساك الله بالرضا والعافيه، كيفك لبى قلبك؟ عساك مبسوط؟ ، تعشيت؟ والا احط لك؟!
ابتسم وهو ينحني لرأسها ويقبله/يا عمه عسى عمرك طويل ،ماتعودت على هالدلع ، بعدين تراني كبرت و لا تخافين محد يموت جوع لبى روحك المطاعم بكل مكان
هند بتنهيده/الله يخليك لي قل امين
جلّسها وجلس في المقابل لها في تلك الكراسي بوسط الحديقه/امين، ولا يحرمني منك بعد... اسمعي وش كنت بقولك
تذكرت/ايه انت قلت عندك موضوع لي، وش العلم؟!
استجمع قواه ليستطيع قولها/شوفي يا عمه انتي اكيد تعرفين المحامي صالح العبدالهادي
ابتسمت/شدعوه هذا رفيق راكان الله يرحمه وموكله بعد، وش فيه؟!
ارتاح لابتسامتها/انا عارف انك من فتره قصيره انفصلتي عن ابو شهد،و مادري وش سبب الخلاف بس انا متأكد انه ماهو بكفو وحده مثلك
استغربت تداخل المواضيع/الحمدلله على كل حال
حاول الهدوء اكثر/بصراحه يا عمه، صالح كلمني عنك، اللي اقصده انه خطبك و وده يتزوجك..
وقفت مستنكره هذا الحديث برمته، لم يجول بمخيلتها ان تسمع حديث كهذا بهذا العمر! كيف لسيده مطلقه طرقت الاربعين ان تتزوج، لن تدخل نفسها في معمعة القيل والقال/وش ذالكلام يا عزام؟!!!عيب عليك
ابتسم وهو يقف ويتجه اليها/كيف عيب؟! حاشاك من العيب ، مافيها شيء الرجال خطب، وانتي عليك تعطينه الجواب،انتي تستاهلين وزنك ذهب، بس فكري طال عمرك ودوزني امورك، والله لو انه غير صالح كان انا رفضت قبل انقلك الموضوع لكنه صالح، و الكل يشهد له بالصلاح.
تركته وهي تتناسى ما قاله لتدخل غاضبه من حديثه، هل فقدت عقلها لتتزوج مره اخرى ألم تكفيها سنوات عمرها والضغط النفسي الذي كانت تعيشه كل يوم تحت رحمة مزاج طليقها ووالدته ..!
شاهدها تذهب بصمت، ابتسم لهدوئها، وهو يُخرج هاتفه ويتصل بالشموس، انتظرها ترد ولكنها تأخرت، عودته ان تجعله ينتظر ، ..تنهد/اللهم طولك يا رووح، نامت اكيد
ردت بصوت هادئ/نعم؟!
غضب من برودها/مو ارسلت لك من نص ساعه اني راجع للبيت ليه مالقيتك تنتظريني؟! وينك فيه
تأففت بدلال واضح/انا ما انتظر احد، واللي يبيني لازم يتعنى لي
يالشموسها المنقطع النظير/وانا بالله كيف اعرف غرفتك هااه، اخاف خواتك او مرت ابوك قدامي!
ردت بملل/ماقدامك احد الكل نايم،ادخل من باب المكتب امشي شوي بتلاقي مصعد روح للدور الثاني انا بالجناح اللي على يسارك مافيه جناح باليسار غير جناحي
فعل ما تقوله وهي معه على الخط، دهش من رقي القصر من الداخل الجدران ملبسه بالاقمشه والديكورات انيقه بشكل عام، خرج من المصعد متجهاً للجناحها وهو مبهور/افتحي باب الغرفه
فتحت الباب والهاتف بيدها لتغلقه/الحمدلله على السلامه، هذاك انت ماضعت
حاول اخفاء دهشته من هذه الغرفه التي تعادل حجم شقته ولكن انيقه و تتحدث فخامه ،لم يسبق له ان نام وسط كل هذا الدلال، اتجه اليها وهو يُقبلها بين عينيها بعمق/مساء الخير
حاولت بفشل لملمت نفسها بعد قبلته، تُرى لماذا يعاملها بلطف، لا تريد ذلك منه، يجب ان يبادلها الجفاء بجفاء، لا بالحب!، ايظن انه بذلك سيكسبها؟!محاولات تقليديه فاشله! وخُطّه معروفه،لن تجعله يسيطر عليها بتمثيلياته..
وضع حقيبته الرياضيه على الاريكه وهو مازال واقفاً/ما شاء الله كل هالغرفه لك لحالك!!! وفيه عالم عندها ازمة سكن
اتجهت اليه وهي تُخرج له وساده /وانت جاي تناقش ازمة السكن بغرفتي؟!!
ضحك ثم هدأ بابتسامه/لا والله جاي اناقش ازمتي معك
وضعت الوساده واللحاف على الاريكه /مثلما انت شايف الصوفا حقتي حيل مريحه تقدر تنام عليها، يلا تصبح على خير
رآها تذهب لسريرها وتتركه ببرود، وتندثر تحت اغطيتها لا مباليه!!
وقف قليلاً وهو يلتقط انفاسه محاولاً مجاراتها ومداراتها..
فتح حقيبته واخذ منشفته وادواته الشخصيه ليدخل دورة المياه،تشطف سريعاً ثم خرج متخصراً بمنشفته اتجه لحقيبته واخرج منها سروالاً واسع يصل الى ركبته..ثم قذف منشفته بشكل مهمل واخذ هاتفه واتجه للسرير، متجاهلاً ما قالته قبل قليل...
شعرت به و التفتت اليه وهو يرفع اللحاف يريد ان ينام بجانبها هكذا وهو بهذه الهيئه عارياً من الاعلى!!
حاولت الصد وهي غاضبه/انت شلون تنام بسريري عاري كذا، عييييب عليك
جلس رغماً عنها ، وهو يراها تنسحب من السرير ولكنه امسك بيدها وسحبها ليتحدث اليها من بين اسنانه/طفح الكيل، عرفت ان عليك الدوره ماراح أسوي شي تطمني، انا انام بالشي اللي يريحني ، الشي الثاني من اليوم ورايح ماتنامين قبل اجي انام، يلا حطي راسك وتعوذي من الشيطان..
غضبت ولكن لم تعد تستطيع وضع رأسها على الوساده وبجانبها رجل لأول مره،ذلك شيء خارج عن ارادتها فهناك حاجز لم يكسر بعد،و هي بنت حتى الآن،
ستمثل عليه كل شيء الا هنا تعجز عن ذلك، ضلت جالسه محتضنه وسادتها الصغيره وهو يضع راسه وينام ،و قد منعها من النزول..!
شعر بخوفها وخجلها الذي لم تستطيع بكل غرورها ان تخفيه، ولكن يجب ان تتقبله، أدار وجهه للجهه الاخرى وهو يأمرها/حطي راسك ونامي
لم يشعر بأي حركه منها، إذن مازالت جالسه وخائفه، ادار وجهه اليها مره اخرى وهو يعتدل جالساً ويقترب منها،يجب ان يُريحها، يتضح انها مازالت قلقه،امسك بكفها البارد ،وهو يحاول ان يضمه لكفه ..
شهقت من لمسته وهي تلتفت اليه برجاء لا تستطيع النطق به، ..وهي تراه يقبل يدها و يهمس لها/والله والله ما المسك وانتي بهالحاله ارتااحي و عيني خير، نامي
مازالت تشعر بالخفقان وهي تتذكر لمساته لها وقبلاته،ابتلعت ريق الخوف كطفله تائهه، كم تكره شعورها بالضعف أمامه هذه اللحظات..
تذكر شيئاً ثم وضع يده على رأسها وهو يردد الدعاء، بصوت هامس سمعته(اللهم بارك لي في أهلي وبارك لهم فيَّ، اللهم اجمع بيننا ما جمعت بخير، وفرق بيننا إذا فرقت إلى خير)
،
شعرت بالراحه نوعاً ما وهو لا يلمسها كما كان يفعل، تتحاشى رفع نظرها الى صدر العاري امامها،بإخفاض رأسها..ولكنه رفعه بطرف اصبعه لتراه عن قرب بعينن مبلله، شعورها بضعفها الآن اشد عليها من سياط العذاب بل انه الجحيم بعينه، هذا المعتد برجولته هو الذي استطاع ان يقتحمها و هاهو يستمتع بضعفها ،تحركت شفتيها بضعف وهي تنطق بحقد/دخولك غرفتي ونومك على سريري، ما يعني انك ربحت، تذكر ان مقياس القوى بيننا يختلف.و الكفتين ما كانوا متساويات ابداً
رد بابتسامه ساخره/نسمي هذا اعتراف منك بقوة الرجل و افضليته اللي خلته وصي وصاحب قوامه على المرأه؟!
خبيث يستطيع قلب الطاوله متى شاء، ..ابتعدت عنه لآخر السرير وهي تدير ظهرها وتسطنع النوم ..
رد بابتسامه مكتنزه وهو يراها تهرب مجدداً،ليتك تنزلين من برجك العاجي إلى قلبـي، وإلى الجحيم الذي يعرفني. لا شيء يدعو لاكتراثك؛ فأنا الذي أحترق، وأنا الذي رغم هذا لا اموت!!
حاول تجاهل ما يمر به ثم ادار ظهره هو الآخر محاولاً جاهداً النوم،.
،
.
،
.
،
.
،
،
يوم آخر.. جديد
العاشره صباحا..
خرجت من العياده وهي منهاره.. بيدها ملف الأشعه.. وبأذنيها صدى صوت الطبيب وهو يأكد ما اخبرها به منذ فتره [ للاسف الورم براسك يزيد وهذا دلاله انه خبيث.. والمشكله ان مكانه صعب جداً ودقيق الطب ما بعد وصل لهالمرحله من استئصال الاورام المستعصيه،… .]
تنهدت وهي تجلس في سيارتها وتتحدث مع سائقها/سنجاي ودني سلام بارك
قاد السياره مستغربا الى حيث طلبت.. كانت ترخي رأسها للخلف، دموعها لا تتوقف،. بداخلها ثقب و فراغ من كل شيء، فقط تمشي كشبح انثى تساقط عمرها في بدايته.. ماتت روحها وقلبها ما زال ينبض كآله متهالكه، مهدده بالتوقف في أي لحظه..
كانت تعيش في الشهرين الماضيين على بصيص امل فقدته اليوم ولم يعد مرئيا..!!
توقف السائق امام الحديقه لتنزل.. الوقت ليس وقت ذروه، لا يوجد احد تقريباً ..ظلت تمشي بلا هدف..
كيف للدنيا ان تكون اضيق من خرم إبره في لمح البصر، بين الامل والطموح للمستقبل الباهر.. فجأه تتوقف عجلة احلامك وتسقط على صخرة النهايه.. يالبؤس حظها، لم تعد للحياه بنظرها طعم ولا لون و لا رائحه..
الغيوم السوداء تزداد في أفقها ولا أمل يلوح.. لربما لن تعيش اكثر من شهور لا تتعدا اصابع اليد الواحده.. ستلتحق بوالديها قريباً..لطالما راودها شعورٌ بأنها لن تعيش طويلاً..
شعور خانق باليأس،يحيط بها ويغلف قلبها الذي ينبض وجعاً وخوفاً فخطر الموت له هيبه على الاجساد الصحيحه فكيف بالمريضه، شعرت بقطرات مطر خفيفه بدأت تهطل عليها وعلى تلك المعشبات الخضراء والمسطحات المائيه ، هذه فرصة مطر نادره في وقت جفاف الرياض،.. رفعت رأسها للسماء وهي تتطلع لما خلف الغيوم المتراكمه بتأمل..
للمرة الأولى لا تفرح بالمطر فهذه ليست بشرى خير لابد ان تلك الغيوم تشاركها حزنها فقط، فهذا ليس فصلها!!
تمنت لو أنها كتلك الغيوم لا تعرف حزناً ولا هموم،فقط ترحل وتتبخر في السماء بلا ألم… أو كطيور عابره تطير فقط من غصن لغصن ومن مكان لآخر ، تغير مكانها كلما شحت فيه ينابيع السعاده..
رن هاتفها لينتشلها من غياهب حزنها، هذه المشرفه على وسام، آه يالهذا الطفل العاثر الحظ.. كم تمنت ان تكون له العوض في عالم لفظه كطفل غير مرغوب به فلقيط ،ثم كطفل توحدي يضجر الكل من التعامل معه، مسحت دموعها وهي تحاول ان تلين حنجرتها بعد بكائها/نعم يا اماني.. لا ماراح اتأخر بجيكم حالاً…
اغلقت هاتفها وهي تنسى همها، فهي على اسوأ الاحوال ستموت وسترتاح من عذاب ألمها ولكن وسام سيعود وحيدا وسيتبخر معه حلم تبنيه ورعايته..
.
،
.
،
.
يتبع..
ولكن خوفه عليه جعله يتراجع عن ذلك..
كيف له ان يخبره بأمر من تخرج بصحبة صديقها!!
وتدخن و و.. تباً هو في حيره من أمره..
وجد نفسه يتتبعها كحارس شخصي تباً لها كم هي طفله في تصرفاتها خبيثه بداخلها..
ذلك الذي الصبي الذي صحبها لا يعرف كم هو محظوظ وهي لا تشعر بقيمتها، ما جعله يغلي ان ذلك امسك بيدها وهي لم تعترض!!
هي ليست قريبته ولم يعرفها الا منذ مده ،فلماذا يحرق نفسه بتتبعها؟! تباً لها ولقلبه المريض مالذي اعجبه بها؟!!
وجد نفسه يخرح هاتفه سييتصل بعزام، قرر انه سيخبره، ولكنه تفاجئ باتصال عزام به/هلا عزام
تحدث ذلك باستعجال/قاسي، تعاال هاللحين للموقع اللي برسلك اياه بالجوال، ولا تتأخر
خاف/وش فيك
بنفس العجله/انا اتصلت بالشرطه وهم جايين تعال انت، تدري اني ماستغني عنك
اتجه اليه وهو يتتبع الموقع الذي ارسله له، اخذته الافكار والتخمينات كثيرا وتسائل كيف لعزام ان يذهب لتلك الاماكن المشبوهه
،
.
،
.
،
.
نزل من سيارته وهو يلحق به ولكنه هرب هو نفسه صاحب النظارات ذات الاطار الابيض معه رجل اخر يلتثم ولا تتضح ملامحه.. يراقبه منذ تلك الليله، كان يتردد على هذه الشقه التي عرف لاحقا انها شقه مشبوهه تستخدم للرذيله، امسك به داخل العماره.. و اخذ في ضربه كأنه لم يضرب احدا في حياته/اجل تقول لي انك حبيبها يالزلابه هاااه..
ضرب الرجل الملثم اولا ثم عاد لذي النظارات حاول افتكاك نفسن ولكنه واجه رجل ذو بنيه و قوه بدنيه لم يتوقعها/طال عمرك اسمعني انا مالي دخل والله فياض هو اللي دزني... وهو بعد اللي أرى ارسلني عليك وخلاني اتسبب عليك بالحادث،
ارتخت يديه وهو مصدوم/فياض،!!
لم يستطيع النهوض بعدما تلقاه من ضرب وتكسير/ايه هو اللي متلثم ودخل الشقه الأولى
بصق في وجهه وهو يخرج مسرعا لقد جنى على نفسه فياض
اتجه لسيارته ولمح سيارة قاسي قادمه ليشير اليه بأن لا يتوقف.. ليغادر هو الآخر.. وهو يشاهد سيارات الشرطه والهيئة تقف وتباشر مهامها في الشقه التي دخلها فياض، ظن ان عزام لم يعرفه'
.
،
.
،
.
ضرب بيده على السياره وهو غاضب/ليه ماعلمتني ان السالفه فيها هوشه
عزام بابتسامه عريضه بعد ذلك الانتصار/يا رجال طلعوا زلايب ماخذوا بيدي ثواني، انا يوم اتصلت بك قلت يمكن القى رجال عليهم الكلام بس طلعوا مايسوون ملء ثيابهم
ابتسم قاسي لسعادة رفيقه/اشوفك مستانس، ماظنيتك تحب الضرب
عزام بعدما هدأ/هالقصه يا قاسي من ليلة الاستقبال حق زواجي دخل علي هالزلابه مع الرجال وحاول يشككني ببنت عمي، الدم غلى بعروقي وش اسوي وهي وصية عمي ان ذبحتها محد بيقعد للباقيات، هداني ربي هذيك الليله وألهمني الصواب ومامديت يدي، غير اني جرحتها بالكلام وهي ماتستاهل المسبه يا قاسي، تتبعته وتتبعه السواق سنجاي عرفت اماكنه اللي يتردد لها وتأكدت منه وهذا انا خذيت حقي منه ومن اللي وزه علي.
الآن عرف لماذا انخفص ضغطه تلك الليله، قرر التراجع و جزم ان لا يخبره بما رآه من ابنة عمه الصغرى ، ماذا سيفعل لو عرف/كفو يابو ساره، دام ذي علومك تعال عازمك على العشاء بهالمناسبه يمال الغناه.
ضحك براحه بعد ضيق الليالي الماضيه، سينسى امر فياض فهو سينتهي بعد تلك الفضيحه التي أرادها له، فانقلبت عليه!! /قداااام وانا اخوك النفس انفتحت والله
.
،
.
،
.
،
.
في احد فنادق مدينة ميونخ..
تجلس في الطرف الآخر من السرير كعادتها بعدما ينام زوجها، تنظر للفراغ الذي يهوي بها في عمق لا نهاية له، تمنت لو كان اطفالها بصحبتها لخففوا وحشتها بصحبة هذا الرجل الذي ينام بجانبها منذ سنوات!
وكأن خبر زواج عزام يُشعل شموع ليالي الفراق ويذكي حُرقة مازال لهيبها يحرق جوفها،
نزلت من سريرها وهي تستعيذ من افكارها،يجب ان تنساه..
دخلت الحمام وهي تنوي اجراء طقوسها كلما تذكرتها نزعت قميصها الرقيق ووقفت تحت الماء المنهمر محاولةً غسل آثار اي ذكرى وقتيه له..
أطالت اغتسالها ثم خرجت تلتف بروب استحمامها الثقيل وتلف شعرها بمنشفه..
فتحت الثلاجه تريد إخماد ماتشعر به الآن لتنام يكفيها سهر..يكفيها قهر..
إلتقطت زجاجه وتأكدت منها ليست ويسكي ولا فودكا.. تبدو بدون كحول، جلست امام الشرفه البعيده عن سريره،
بدأت بإحتساء مشروبها الغازي..تلذذت بطعمه يبدو توتاً..
استمرت بشربه حتى انتهت منه..شعرت بالحر لتذهب للشرفه وتفتحها..نزعت تلك المنشفه التي تلف شعرها وقذفتها من اعلى الشرفه وضلت تراقبها تسقط بابتسامه ثم فتحت ذراعيها لنسمات الهواء البارده وهي ترفع وجهها للسماء وتغوص في ذاتها وفي احلامها..
كانت تتأرجح فوق الشرفه..بدون شعور!!
شعر بتيار الهواء يتسلل للغرفه رفع رأسه ولم يجدها بجانبه ولا في محيط الغرفه ولكنه لمح ستائر الشرفه تتطاير جراء الهواء ..
نزل من السرير وهو يتجه للشرفه ويستمع شيئاً فشيئاً لصوت ضحكاتها المبحوحه.. شاهد زجاجة المشروب على الطاوله ، شك انها احتست منه لينصدم بجلوسها على سياج الشرفه/يا مجنووونه وش مجلسك عنده
التفتت اليه وتحدثت باسلوب طفولي افتقدته منذ سنين/تعال شوف المنظر يجنن
اقترب منها بهدوء عرف انها شربت/طيب مدى انزلي ترى بتطيحين
هزت رأسها بالنفي باسلوب عناد، لم يعتاده منها/لاااا ماني طايحه تعال انت
اقترب منها وهو يجرجرها بالحديث/مدوووش حبيبتي هاتي يدك وانزلي يلا
لم تسمع بهذا الدلع منذ تزوجته، هذا الدلع مرتبط بطفولتها فقط،تذكرت وقوفه اسفل الأرجوحه القديمه وهو يرجوها تنزل، ابتسمت وذهبت بعيداً..حتى امسك بها وانزلها رغماً عنها و ثبتها نبدو مترنحه، ابتسمت وهي تعانقه بشده لم يعتادها منها/عزامي ليه تزوجت؟!.
استغرب بدأت تهلوس من زجاجه واحده حاول اخذها لسريرها/عزام ولدك بالبيت صغير ماتزوج
ضحكت وهي تسترخي وتضع رأسها على وسادتها بخدر تام/ولدي سميته على عزام.. بس هو تزوج بنت عمه و نساني خلاص، احس اني بموت، اخاف ينساني.....ادري هو مايبي يتزوج علشاني بس غصبوه اكيد زي ما.....غصبوني ارفضه..
ضل يسمع هلوستها وهو يشعر بالاهانه، فعلاً السكر يفضح الفكر..كل تلك السنوات كانت تعيش معه جسداً والروح عند غيره!!
.
،
.
،
.
،
.
لم يحدث وشعرتُ بالحاجة لِأنْ اكون بقرب احدهم كل هذا الاقتراب للحد الذي يشاركني تفاصيلي الصغيره والغير مرئيه تلك التي بين خلجات نفسي،وتفاصيل يومي...
حتى عرفتها عن كثب.
....هي كامله و مكتفيه بنفسها، معتده بذاتها، ليست نصفاً كالبقيه بل هي الكمال المحسوس على هيئة امرأه شرقيه "شموس" ..
هي من غيرت مفهوم المقاومه والاحتجاج...!
اعترف انني منبهر بجموحها الذي ألغى كل قناعاتي، لا ادري ان كان الانبهار احد روافد الحب او له علاقه بالمشاعر ..
لكنها بأي حال غيرت رغباتي ؛
من قال انني كنت ابحث عن نِصفٌ آخر؟! "أنا لا تعجبني النواقص"
عاد الى المنزل الساعه الثانيه عشر..كان مرهقاً فهذه كانت ليله حافله بالاحداث...
وجد عمته تجلس في الحديقه الخلفيه للمكتب هنالك تنتظره كما طلب منها..
اراد فتح موضوع خطبتها الليله يجب ان يعطيها فرصه للتفكير، ليست صغيره ليشرح لها كثيراً سيقول ماعنده ويترك لها حرية الاختيار،ط/مساكِ الله بالخير يا عمه
هند بابتسامة رضا/مساك الله بالرضا والعافيه، كيفك لبى قلبك؟ عساك مبسوط؟ ، تعشيت؟ والا احط لك؟!
ابتسم وهو ينحني لرأسها ويقبله/يا عمه عسى عمرك طويل ،ماتعودت على هالدلع ، بعدين تراني كبرت و لا تخافين محد يموت جوع لبى روحك المطاعم بكل مكان
هند بتنهيده/الله يخليك لي قل امين
جلّسها وجلس في المقابل لها في تلك الكراسي بوسط الحديقه/امين، ولا يحرمني منك بعد... اسمعي وش كنت بقولك
تذكرت/ايه انت قلت عندك موضوع لي، وش العلم؟!
استجمع قواه ليستطيع قولها/شوفي يا عمه انتي اكيد تعرفين المحامي صالح العبدالهادي
ابتسمت/شدعوه هذا رفيق راكان الله يرحمه وموكله بعد، وش فيه؟!
ارتاح لابتسامتها/انا عارف انك من فتره قصيره انفصلتي عن ابو شهد،و مادري وش سبب الخلاف بس انا متأكد انه ماهو بكفو وحده مثلك
استغربت تداخل المواضيع/الحمدلله على كل حال
حاول الهدوء اكثر/بصراحه يا عمه، صالح كلمني عنك، اللي اقصده انه خطبك و وده يتزوجك..
وقفت مستنكره هذا الحديث برمته، لم يجول بمخيلتها ان تسمع حديث كهذا بهذا العمر! كيف لسيده مطلقه طرقت الاربعين ان تتزوج، لن تدخل نفسها في معمعة القيل والقال/وش ذالكلام يا عزام؟!!!عيب عليك
ابتسم وهو يقف ويتجه اليها/كيف عيب؟! حاشاك من العيب ، مافيها شيء الرجال خطب، وانتي عليك تعطينه الجواب،انتي تستاهلين وزنك ذهب، بس فكري طال عمرك ودوزني امورك، والله لو انه غير صالح كان انا رفضت قبل انقلك الموضوع لكنه صالح، و الكل يشهد له بالصلاح.
تركته وهي تتناسى ما قاله لتدخل غاضبه من حديثه، هل فقدت عقلها لتتزوج مره اخرى ألم تكفيها سنوات عمرها والضغط النفسي الذي كانت تعيشه كل يوم تحت رحمة مزاج طليقها ووالدته ..!
شاهدها تذهب بصمت، ابتسم لهدوئها، وهو يُخرج هاتفه ويتصل بالشموس، انتظرها ترد ولكنها تأخرت، عودته ان تجعله ينتظر ، ..تنهد/اللهم طولك يا رووح، نامت اكيد
ردت بصوت هادئ/نعم؟!
غضب من برودها/مو ارسلت لك من نص ساعه اني راجع للبيت ليه مالقيتك تنتظريني؟! وينك فيه
تأففت بدلال واضح/انا ما انتظر احد، واللي يبيني لازم يتعنى لي
يالشموسها المنقطع النظير/وانا بالله كيف اعرف غرفتك هااه، اخاف خواتك او مرت ابوك قدامي!
ردت بملل/ماقدامك احد الكل نايم،ادخل من باب المكتب امشي شوي بتلاقي مصعد روح للدور الثاني انا بالجناح اللي على يسارك مافيه جناح باليسار غير جناحي
فعل ما تقوله وهي معه على الخط، دهش من رقي القصر من الداخل الجدران ملبسه بالاقمشه والديكورات انيقه بشكل عام، خرج من المصعد متجهاً للجناحها وهو مبهور/افتحي باب الغرفه
فتحت الباب والهاتف بيدها لتغلقه/الحمدلله على السلامه، هذاك انت ماضعت
حاول اخفاء دهشته من هذه الغرفه التي تعادل حجم شقته ولكن انيقه و تتحدث فخامه ،لم يسبق له ان نام وسط كل هذا الدلال، اتجه اليها وهو يُقبلها بين عينيها بعمق/مساء الخير
حاولت بفشل لملمت نفسها بعد قبلته، تُرى لماذا يعاملها بلطف، لا تريد ذلك منه، يجب ان يبادلها الجفاء بجفاء، لا بالحب!، ايظن انه بذلك سيكسبها؟!محاولات تقليديه فاشله! وخُطّه معروفه،لن تجعله يسيطر عليها بتمثيلياته..
وضع حقيبته الرياضيه على الاريكه وهو مازال واقفاً/ما شاء الله كل هالغرفه لك لحالك!!! وفيه عالم عندها ازمة سكن
اتجهت اليه وهي تُخرج له وساده /وانت جاي تناقش ازمة السكن بغرفتي؟!!
ضحك ثم هدأ بابتسامه/لا والله جاي اناقش ازمتي معك
وضعت الوساده واللحاف على الاريكه /مثلما انت شايف الصوفا حقتي حيل مريحه تقدر تنام عليها، يلا تصبح على خير
رآها تذهب لسريرها وتتركه ببرود، وتندثر تحت اغطيتها لا مباليه!!
وقف قليلاً وهو يلتقط انفاسه محاولاً مجاراتها ومداراتها..
فتح حقيبته واخذ منشفته وادواته الشخصيه ليدخل دورة المياه،تشطف سريعاً ثم خرج متخصراً بمنشفته اتجه لحقيبته واخرج منها سروالاً واسع يصل الى ركبته..ثم قذف منشفته بشكل مهمل واخذ هاتفه واتجه للسرير، متجاهلاً ما قالته قبل قليل...
شعرت به و التفتت اليه وهو يرفع اللحاف يريد ان ينام بجانبها هكذا وهو بهذه الهيئه عارياً من الاعلى!!
حاولت الصد وهي غاضبه/انت شلون تنام بسريري عاري كذا، عييييب عليك
جلس رغماً عنها ، وهو يراها تنسحب من السرير ولكنه امسك بيدها وسحبها ليتحدث اليها من بين اسنانه/طفح الكيل، عرفت ان عليك الدوره ماراح أسوي شي تطمني، انا انام بالشي اللي يريحني ، الشي الثاني من اليوم ورايح ماتنامين قبل اجي انام، يلا حطي راسك وتعوذي من الشيطان..
غضبت ولكن لم تعد تستطيع وضع رأسها على الوساده وبجانبها رجل لأول مره،ذلك شيء خارج عن ارادتها فهناك حاجز لم يكسر بعد،و هي بنت حتى الآن،
ستمثل عليه كل شيء الا هنا تعجز عن ذلك، ضلت جالسه محتضنه وسادتها الصغيره وهو يضع راسه وينام ،و قد منعها من النزول..!
شعر بخوفها وخجلها الذي لم تستطيع بكل غرورها ان تخفيه، ولكن يجب ان تتقبله، أدار وجهه للجهه الاخرى وهو يأمرها/حطي راسك ونامي
لم يشعر بأي حركه منها، إذن مازالت جالسه وخائفه، ادار وجهه اليها مره اخرى وهو يعتدل جالساً ويقترب منها،يجب ان يُريحها، يتضح انها مازالت قلقه،امسك بكفها البارد ،وهو يحاول ان يضمه لكفه ..
شهقت من لمسته وهي تلتفت اليه برجاء لا تستطيع النطق به، ..وهي تراه يقبل يدها و يهمس لها/والله والله ما المسك وانتي بهالحاله ارتااحي و عيني خير، نامي
مازالت تشعر بالخفقان وهي تتذكر لمساته لها وقبلاته،ابتلعت ريق الخوف كطفله تائهه، كم تكره شعورها بالضعف أمامه هذه اللحظات..
تذكر شيئاً ثم وضع يده على رأسها وهو يردد الدعاء، بصوت هامس سمعته(اللهم بارك لي في أهلي وبارك لهم فيَّ، اللهم اجمع بيننا ما جمعت بخير، وفرق بيننا إذا فرقت إلى خير)
،
شعرت بالراحه نوعاً ما وهو لا يلمسها كما كان يفعل، تتحاشى رفع نظرها الى صدر العاري امامها،بإخفاض رأسها..ولكنه رفعه بطرف اصبعه لتراه عن قرب بعينن مبلله، شعورها بضعفها الآن اشد عليها من سياط العذاب بل انه الجحيم بعينه، هذا المعتد برجولته هو الذي استطاع ان يقتحمها و هاهو يستمتع بضعفها ،تحركت شفتيها بضعف وهي تنطق بحقد/دخولك غرفتي ونومك على سريري، ما يعني انك ربحت، تذكر ان مقياس القوى بيننا يختلف.و الكفتين ما كانوا متساويات ابداً
رد بابتسامه ساخره/نسمي هذا اعتراف منك بقوة الرجل و افضليته اللي خلته وصي وصاحب قوامه على المرأه؟!
خبيث يستطيع قلب الطاوله متى شاء، ..ابتعدت عنه لآخر السرير وهي تدير ظهرها وتسطنع النوم ..
رد بابتسامه مكتنزه وهو يراها تهرب مجدداً،ليتك تنزلين من برجك العاجي إلى قلبـي، وإلى الجحيم الذي يعرفني. لا شيء يدعو لاكتراثك؛ فأنا الذي أحترق، وأنا الذي رغم هذا لا اموت!!
حاول تجاهل ما يمر به ثم ادار ظهره هو الآخر محاولاً جاهداً النوم،.
،
.
،
.
،
.
،
،
يوم آخر.. جديد
العاشره صباحا..
خرجت من العياده وهي منهاره.. بيدها ملف الأشعه.. وبأذنيها صدى صوت الطبيب وهو يأكد ما اخبرها به منذ فتره [ للاسف الورم براسك يزيد وهذا دلاله انه خبيث.. والمشكله ان مكانه صعب جداً ودقيق الطب ما بعد وصل لهالمرحله من استئصال الاورام المستعصيه،… .]
تنهدت وهي تجلس في سيارتها وتتحدث مع سائقها/سنجاي ودني سلام بارك
قاد السياره مستغربا الى حيث طلبت.. كانت ترخي رأسها للخلف، دموعها لا تتوقف،. بداخلها ثقب و فراغ من كل شيء، فقط تمشي كشبح انثى تساقط عمرها في بدايته.. ماتت روحها وقلبها ما زال ينبض كآله متهالكه، مهدده بالتوقف في أي لحظه..
كانت تعيش في الشهرين الماضيين على بصيص امل فقدته اليوم ولم يعد مرئيا..!!
توقف السائق امام الحديقه لتنزل.. الوقت ليس وقت ذروه، لا يوجد احد تقريباً ..ظلت تمشي بلا هدف..
كيف للدنيا ان تكون اضيق من خرم إبره في لمح البصر، بين الامل والطموح للمستقبل الباهر.. فجأه تتوقف عجلة احلامك وتسقط على صخرة النهايه.. يالبؤس حظها، لم تعد للحياه بنظرها طعم ولا لون و لا رائحه..
الغيوم السوداء تزداد في أفقها ولا أمل يلوح.. لربما لن تعيش اكثر من شهور لا تتعدا اصابع اليد الواحده.. ستلتحق بوالديها قريباً..لطالما راودها شعورٌ بأنها لن تعيش طويلاً..
شعور خانق باليأس،يحيط بها ويغلف قلبها الذي ينبض وجعاً وخوفاً فخطر الموت له هيبه على الاجساد الصحيحه فكيف بالمريضه، شعرت بقطرات مطر خفيفه بدأت تهطل عليها وعلى تلك المعشبات الخضراء والمسطحات المائيه ، هذه فرصة مطر نادره في وقت جفاف الرياض،.. رفعت رأسها للسماء وهي تتطلع لما خلف الغيوم المتراكمه بتأمل..
للمرة الأولى لا تفرح بالمطر فهذه ليست بشرى خير لابد ان تلك الغيوم تشاركها حزنها فقط، فهذا ليس فصلها!!
تمنت لو أنها كتلك الغيوم لا تعرف حزناً ولا هموم،فقط ترحل وتتبخر في السماء بلا ألم… أو كطيور عابره تطير فقط من غصن لغصن ومن مكان لآخر ، تغير مكانها كلما شحت فيه ينابيع السعاده..
رن هاتفها لينتشلها من غياهب حزنها، هذه المشرفه على وسام، آه يالهذا الطفل العاثر الحظ.. كم تمنت ان تكون له العوض في عالم لفظه كطفل غير مرغوب به فلقيط ،ثم كطفل توحدي يضجر الكل من التعامل معه، مسحت دموعها وهي تحاول ان تلين حنجرتها بعد بكائها/نعم يا اماني.. لا ماراح اتأخر بجيكم حالاً…
اغلقت هاتفها وهي تنسى همها، فهي على اسوأ الاحوال ستموت وسترتاح من عذاب ألمها ولكن وسام سيعود وحيدا وسيتبخر معه حلم تبنيه ورعايته..
.
،
.
،
.
يتبع..