رواية ما وراء الغيوم الحلقة الرابعة عشر 14 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية
رواية ما وراء الغيوم الحلقة الرابعة عشر 14 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية |
لقراءة باقي حلقات رواية ما وراء الغيوب كاملة بدون ردود (الأرشيف) للكاتبة رشا الخيالية : اضغط هنا
رواية ما وراء الغيوم الحلقة الرابعة عشر 14 مكتوبة البارت الرابع عشر كامل بدون ردود للكاتبة رشا الخيالية
14))ما وراء الغيوم..
"أصدق الكلمات.. ابتسامات الإمتنان"
'
،
.
لاحظت سكوتها المفاجئ بعدما قرر الخروج،ذلك لغز يحيرها،لا يبدوان متخاصمين ومع ذلك هو ينام في المجلس!/الشموس؟
تركت فنجانها على الطاوله وأنتبهت اليها/سَّمي
↔
تحدثت بحيره/غرفتكم مخلصه من زمان،متى بتسكنونها؟اشوف كل واحد ينام بجهه!!!
عادت لترتشف من فنجانها بابتسامه/ماخبرتك ملقوفه يا عمتي!تراقبينا؟!!
هند بعبوس/شيء واضح ما يحتاج مراقبه،انتي تنامين بغرفتك وهو بعدما كان يصعد فوق علشانك،صار ينام بالمجلس ويترك القصر بكبره!!!
تشعر بالغيره وهي تراه ينام بدونها ولكن هي تستحق، هي من جعلته يبتعد/ابد مافي شي بس كل واحد ينام بالمكان اللي يريحه، وش مزعلك انتي؟!
غضبت من برودها المُقَنّع/لا ما يصلح هالكلام ، افرضي احد جاء فجأه ولقاه نايم بالمجلس؟!!!وش بيقول؟!هاا
لحظات لتسمعان صوت نيفادا وليال لتناديهم الشموس/بناااات تعالوا، ترى عزام راح
حاولت إقناعها/خليك بارده كذا، لا تلومين الرجال لو يروح صبره ويدور وحده غيرك.
ردت عليها بابتسامه/تعااالي انتي خليني مع زوجي ننفلق، وقوليلي ليه رافضه صالح؟! عااد صالح العبدالهادي ينرفض؟!!
عبست وهي ترد بجديه/اكيد انهبلتي! من صدقك يا الشموس تبيني اتزوج بهالعمر؟!!
تحدثت ببساطه/عاادي جداً وحده من موظفاتي ماتزوجت الا بعمرظ£ظ§ يعني فرق سنتين ونص يمكن تزوجت واحد اصغر منها بعد ، ومبسوطه جابت توأم وش حلاتهم، ليه انتي مصعبتها ومقفلتها كذا؟!!
هند بخوف متردده/بس انا سبق وتزوجت و عندي عيال يالشموس وعيال كبار وهذي بنتي بسن زواج بعد مايصير!
بابتسامه جانبيه، ما دامت متردده فهناك امل ولو بسيط/وهذا أدعى انك تتزوجين، يمديك تلتفتين لنفسك وبسك محاتاه ، صالح مافيه منه يام شهد..هذي بنته بتتزوج وبيقعد لحاله بعد، تزوجيه وانسي تعب قلبك مع ابو هند يا هند
حضرت وهي تبتسم بصحبتها وسام ،و قد سمعت اطراف الحديث/ومسمي بنته على اسمك بعد، يختي مافي مثله هاليومين.
التفتت اليها هند/انتي بالذات تسكتين يام وسام،،تحسبين اذا جبتي هالولد للبيت بيمنعك من الزواج؟!
تحدثت وهي تجلس وتضع وسام في حجرها وتلمح لها/و ليه امنع نفسي من الحب علشان ولدي، اذا هو مثل "ابو هند" متقبلني بظروفي، ليه ارفض بالله؟!!بعدين وين عيالك يا حسره، حتى تركي من هذاك اليوم منحاش لاهله!!
وقفت هند غاضبه/اتحدتوا علي يا بنات راكان! ..اروح لشهد وام رواد بالمطبخ احسن لي
ذهبت غاضبه وسط ابتسامات ليال والشموس التي اختفت ابتسامتها تدريجياً..
لتلتفت اليها ليال/راح عزام؟!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تحاول ان لا تتحدث عنه/اشوفك ارتحتي بعدما اخذتي وسام، وجلستي بالبيت! تركتي العمل؟!
حركت رأسها بالنفي وهي تبتسم/لا.. بس ماخذه اجازه ادلل نفسي واقعد مع وسام، ابي اخلص غرفته و افكر اطلع هالسبوع مع التوأم ووسام للبارك تروحين معنا؟!
ضلتا يتبادلن الاحاديث''
،
.
،
،
.
،
وصل الى صاحبه في ملتقاهم الدائم، ليلقي التحيه ويصافحه/السلام عليكم
وليد/وعليكم السلام، هلا بالقاطع!
جلس بابتسامه خافته/هلابك، تعرف اشغالي مالها حد، الله يعين
تردد وليد في الحديث معه/الله يعيننا جميع ، اخاف تاخذنا اشغال هالدنيا وننسى بعض يا عزام!
تنهد وهو يتكئ بجلسته/والله يا وليد، ما اكذب عليك الاشغال عندي مالها حد، عندي سفر ولازم اروح بنفسي ما ينفع مندوب..تخبر للحين مارحت اشوف املاك عمي برا و لا إلتقيت بالموظفين هناك.
تسائل وليد/وين طيب؟!
عزام/نيويورك و لندن ولوس انجلس.. وتعرفني انا حدي بالسفر كم مره لدبي و مره رحت لندن مع قاسي نحضر مباراه لتشيلسي و ماتعدينا اسبوع ورجعنا..
وليد/مشوااار الله يعينك بتروح لحالك؟!
عزام/اكيد.
وليد بابتسامه جانبيه/وبترضى المدام؟! هاللحين منت لحالك!
ضحك/الود ودي تروح معي لأن هي الافضل بهالامور، بس مضطره تجلس هنا تدير الشغل و تقعد مع اخواتها بعد
سكت وليد وهو يفكر كيف يخبره بأمر ليال،يجب ان يكون اسلوبه مناسباً، تردد قليلاً ثم رفض الإفصاح، سيبلغه لاحقاً ليس الآن، بعدما رآى قاسي قادماً/ما شاء الله و هذا قاسي وصل
ألقى تحيته بابتسامه/السلام عليكم شباب
عقد حاجبه وهو يرد على مضض/وعليكم السلام
مد يده ليصافحه ولكنه لم يجد استجابه منه/افااا
وليد بابتسامه متوتره/يا جماعه تعوذوا من ابليس لا يفرقنا
وقف عزام وهو يريد الرحيل/انا ماشي يا وليد اشوفك على خير
أوقفه قاسي بإمساك يده/عزام وش بلاك علي؟! انا وش سوويت غلط؟!
تحدث من بين اسنانه/انت تعرف وش سويت بي يا قاسي، متى مانفذت اللي طلبته تعال ساعتها اعتذر
شعر بنار تتقد بداخله ورفيقه لا يبالي به/وان ما نفذت اللي طلبته؟! وش بتسوي؟!
عزام بحرقه/بيكون لي حساب ثاني معك، لازم تشيلها من راسك تفهم؟! ماراح تنولها طول ما انا وصي عليها.. احسن لك نفذ اللي قلته لك بهدوء وبدون بلبله مالها داعي.
وليد لم يفهم هذا الحوار المليء بالشد ونظرات الوعيد/شباب اجلسوا خلونا نتكلم بهدوء العالم قامت تناظر، عزام انا حلفت ماتروح وتترك عزيمتي
جلس على مضض وهو يبعد يد قاسي عن يده، مافعله قاسي به لا يغتفر!
جلسوا ثلاثتهم وتحدث وليد بهدوء حذر/وش المشكله يا شباب؟! وش اللي مادري عنه؟!
كلاهما سكت فليس باستطاعتهما البوح بما جرى،،
عزام يشعر بالخزي مما وضعه به قاسي مازال يتذكر موقفه أمام كاتب العدل ذلك يعرف عائلته يعرف صالح الهادي جيدآ ويتعامل معه كثيراً، ماحدث يمسه بشكل شخصي!
وقاسي هو الآخر لا يستطيع التحدث والإفصاح عن شيء الآن،يعلم انه وضع عزام بموضع حرج ولكن هو مضطر لذلك... آه الوضع معقد جداً وليس هذا وقته أبداً..!!
باتت هذه الجلسه صامته كئيبه وهي التي لطالما كانت مليئه بالضحكات واحاديث الاصحاب..!
،
.
،
.
لم تستطيع النوم..!
تقلّبت كثيراً وهي تستغرب عدم رد إبنها على اتصالاتها، لماذا اصبح قاسياً عليها من مجرد صفعه،صحيح انها المرّة الأولى التي تصفعه بها و لكن لا يحق له ان يهجرها،
لماذ يصر ان يؤلم قلبها بانقطاعه عنها؟!!
ومن جهة أخرى خطبة صالح واحاديث بنات اخيها عن حثها على الزواج منه،تعرف أنه رجل صالح مثل إسمه ولكنه يعرف بخبايا علاقتها المضطربه مع طليقها ومع راكان، تخاف كثيراً من فكرة تجربة الزواج ، آه لطالما طلبها راكان ان تطلب الطلاق ولكنها كانت ترفض وتتحمل من اجل اطفالها حتى كبروا..
لم تعد تريد ان تتحمل ضغوط مزاجية الرجال الذين شوه صورتهم بنظرها طليقها..لن تنسى ذلك اليوم الذي طلّقها فيه أمام أهله و كلماته المهينه لها وكأنها ساقطه؟! بعدما اتهمتها أمه انها على علاقه سريه بأحد موظفيه الذي يزورونه باستمرار، قد لمحته ام زوجها ذات مره وهو يخرج بعدما لم يجد ابو شهد فاتهمتها بهتانآ!!!
(كل شي بتحمله منك الا انك تخونيني انتي طالق يا هند، من الليله مالك جلسه ببيتي ولا لك دخل بتربية عيالي)
كيف يتهمها بالخيانه ويتشدق بأنه لا يحتملها وهي تعلم تمام العلم انه يخونها سراً ويستغفلها وهي التي كانت تتغافل لتسير السفينه!.
كيف من أول شك طلقها.. وهي التي صبرت مليا عليه واوهمت نفسها بأنه لن يستطيع تطليقها بعد هذا العمر و الاولاد!
ما أوجع قلبها أن اولادها شهدوا ذلك الطلاق وسمعوا ما قاله في حقها!!
تنهدت وهي تجلس تحاول التنفس ولكن تراكمات السنين التي تبتلعها بصمت باتت كالغصه تسد مجرى تنفسها..
لمحتها شهد تتقلب كثيراً لتجلس وهي تُضيء الابجوره/يُمّه شفيك؟
تنهدت وهي تحاول ان تبتلع الغصه/ولا شيء يمه ارجعي نامي
شهد/يمه انتي من زمان ماتنامين زين، كله من تركي الله يهديه، تلقينه هاللحين ناايم مرتاح ببيت جدتي ،بعدين ترى كلها اسبوع ويرجع ابوي وجدتي وترتاحين من همه
هزت رأسها بالنفي/مارتاح من تفكيري فيكم لين اموت يا بنتي، انتم من قلبي
امسكت بيد والدتها وقبلتها/الله لا يحرمنا منك يالغاليه، يمه بغيت اطلبك طلب
استغربت/وش بغيتي؟!
شهد بدون تردد/يمه وافقي على صالح، سمعت من ليال وهي تتكلم عنه انه حيل طيب
استنكرت طلبها/شهوود اسكتي ولا كلمه بهالموضوع، زواج ماعندي
بإلحاح/يالحبيبه انتي تستاهلين من يحبك بدون ما يسمع فيك، مو اللي يسمع كلام أمه ويصدق كلام اخته عنك وهو اللي عايش معك ويعرفك
استغربت حديثها عن والدها بهذا الشكل/شقصدك؟! بعدين هذا ابوك احترميه ما يجوز تحكين فيه كذا
شهد بعين لامعه/ابوي له علي البر و تقوى الله فيه، لكن بعد انتي أمي جنتي والله اوصى بالعدل، وأنا يمه كم مره اسمع سوالف جدتي وعماتي لأبوي،ماعدا عمتي مريم، فيهم غل عليك مادري ليه؟!! وهو كان ساكت ومنصت لهم عمره ما اعترض، وكنت اسمع صوت ضربك وصراخك المكتوم واسكت قهر وادعي على ابوي وانا طفله مادري ..
اجتمع الدمع على اهدابها وهي تسمع ذلك من طفلتها، قد فتحت جروحاً لطالما نزفت و أوجعتها...
أردفت بإلحاح/يمه اذا انتي رافضه الزواج علشاننا، خلاص إنّا كبرنا ،كفايه تضحيه و تزوجي الرجل اللي ينسيك وجعك..
هزت رأسها بالنفي/لا تتكلمين عن زواجي مره ثانيه..نامي يا حبيبتي احسن لك واتركي هالمواضيع انسيها..
شهد بابتسامه وهي تفكر بمكيده،يجب ان تتزوج والدتها من رجل يستحقها،هي اكثر من يعرف معاناتها/يمه اذا تبيني اسكت اوعديني
هند/وش تبيني اوعدك فيه بعد؟!
شهد/نطلع بكرا ندلعك، حابه اطلع معك كم مشوار و بعدها اروح الصالون انا وياك، نقص شعورنا ونصبغها وندلع بشرتك اللي صايره باهته ، متى اخر مره طلعت انا وياك مشوار؟ شرايك؟!
عقدت حاجبها/مافيه قص لشعرك والا ترى بقص اذانك
ردت بإحباط/لييه يمه؟!
هند/حلات شعر البنت يكون طويل، شوفيه على الشموس يهبل ما شاء الله
شهد/ترى الشموس دايم تقصه تحت كتفها انا اول مره اشوف شعرها طويل كذا
هند/الززبده ناامي مافيه قص لشعرك لو تنقزين ، نامي ترى بصحيك بدري مافيه نومه للظهر
شعرت بالاحباط وهي تعود لوسادتها/طيب تصبحين على خير
ابتسمت هند بفتور وهي تفكر بأحاديث طفلتها التي نضجت . تمنت لها نصيباً اكثر سعاده وحظاً افضل من حظها و زوجاً لا يزرع البؤس في قلبها..
،
.
،
.
،
.
،
دخلت غرفتها الجديده..تريد حياه جديده، حياه مليئه بالألوان..بداخلها احلام ميته تريد إنعاشها و قلب طفله يتوق للإحتواء واللعب..!
لعلها فقدت مشاكساته و استماتته في طلب ودها، وعناقه الذي يحب ان يداهمها به.. كان يحاول التقرّب جاهداً ولكنه توقف فجأه و انسحب!!،
بات لا يتدخل في أمورها، بل انه اصبح يستشيرها في كل امور العمل، ذلك اعتراف عملي منه بأهميتها و بقيمتها كسيدة أعمال ناجحه..
لكن شيء ما يحدث بداخلها بعد إنسحابه من علاقتهما كزوج وزوجه..ليس له الحق بإتخاذ قرار الطلاق العاطفي لوحده هي أيضاً طرفاً في هذه العلاقه، آه تباً لتفكيرها المتشبع بالغرور!!
ألقت نظره على صف عطورها الفاخره وهي تتجه إليها ثم أخذت إحداها و رشت منه و هي تتمتم بداخلها ماذا لو ان زجاجة عطره مصفوفه بجانب هذه العطور!
تركت عطورها واتجهت الى السرير..كم هو كبير كيف لم تلاحظ حجمه وهي تختاره .. لم تشعر بمساحته من قبل!!
جلست على طرفه لكن، لم تستطيع الإستلقاء عليه!
...ستغادر هذه الغرفه الجليديه و ستعود الى غرفتها، تلك ادفى.
تركت غرفتها عائده للمصعد ستتفقد اخواتها ثم ستلوذ بغرفتها..
اتجهت الى الغرفه التي في بداية الممر.. فتحت الباب لتجد
نيفادا نائمه وبجانبها اميره لأول مره ..وصوت التلفزيون مرتفع، دخلت واخذت جهاز التحكم الذي ملقى بجانب نيفا لتغلق التلفزيون...
و تتجه الى اميره وتأخذ من يدها كوب الفشار وتضعه جانباً وهي تبتسم وتتنهد، لم تصدق حتى الآن ان نيفادا بخير (الله يحفظكم لي من كل مكروه) .
خرجت من غرفة نيفادا متجهه الى غرفة ليال ، لتجدها تنام هادئه وبجانبها وسام، الذي باتت هي تتقبل وجوده هنا منذ اسبوع، معها حق ليال في ان تحب هذا الطفل الجميل..
إذا كانت هكذا تعامل طفلاً ليس لها فكيف ستعامل اطفالها، لا تستطيع التنبوء!
كم هي محظوظه بحب هذا اليتيم!
خرجت من غرفة ليال لتصل الى غرفتها منهكه، لو انها نامت باكراً لكان ذلك افضل لها من التفكير العقيم، ولكن ذلك ليس بيدها، قلبها بات شغوفاً فكيف ستنام؟!!!
اتجهت لشرفتها تريد رؤية ما إذا كان قد عاد أم لا.
من الصعب فقدان اتصالاته و شغفه بها..
لمحت سيارته تدخل باحة القصر الآن، فعبست لماذا يتأخر الى هذا التوقيت؟ ومالذي يؤخره؟!!
اغلقت الشرفه وهي غاضبه فدخلت حمامها تريد الاستحمام ومن ثم النوم...ذلك افضل لها من تفكيرها الذي أذاقها السهاد دون جدوى..!
،
.
،
.
،
دخل المجلس وهو مرهق، يفكر بحديث قاسي، لن يُصغي الى ذلك الاحمق ولن ينصاع له ولن يتحدث اليه حتى ينفذ ما طلبه منه..
نزع قميصه وملابسه العلويه وهو يُلقي بنفسه على الأريكه، كم سيطول هذا الوضع، متى سيعود نايف إن كان سيعود؟!
اغمض عينيه وهو يدير نفسه لجانبه الأيمن يريد ان يغط في نومه.. ولكن هيهات!
تبا لها لماذا ترسل وسادتها و أغطيتها كل ليله؟! قد جزم ان يكف عن السعي للنيل منها ولكنها مصره ان تثير جنونه بها..!
دفع الوساده بعيداً عنه.. لكنه عاد ليلتقطها مجدداً ليحتضنها ويدس وجهه فيها، الله وحده يعلم كم يريد ان تمتد يدها إليه وان تتقبله بدون اقتحام وبدون اي ضغوط.. عليها ان تعطيه الإشاره فقط.. وان لم تفعل فلن يهينها أبداً و ان مات شوقاً للهفة عناق واحده منها ..!
06-07-16, 11:33 PM #140
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
? العضوٌ?ھہ » 216
? التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 82,571
? نُقآطِيْ »
.
.
،
اليوم التالي؛
اغلق هاتفه من اخته وهو غاضب مما اخبرته به..لابد وأنها تمزح،من ذلك الذي تجرأ وخطب والدته؟ولم تخبره؟!!!
وقف وهو يهم بالخروج ليجد والده يناديه"تركي"..
إلتفت الى السلّم حيث يقف والده/سم يبه
تقدم اليه وهو يتسائل/كلمت اختك تتجهز؟!
هز رأسه بالموافقه/ايه يبه وهذا انا طالع بروح اجيبها
هز رأسه وجلس يسترخي، ليس بخير منذ غياب هند، لم يدعها تعيش بسلام معه ولم يطلقها الا في اشد الظروف التي كادت تقتلها عرف لاحقاً أنه ظلمها ، يعرف انه خسر كل شيء بإتباعه والدته لكن وما يفيد الندم الآن بعدما فعله بها،يعرف انها رغم تحملها له إلا انها لن تتحمل قذف شرفها وبذلك لن تعود له، تردد ولكنه بادر بالسؤال/شلون أمك؟!
تنهد ولكن يجب ان يخبر والده ويستفزه لربما يستعيدها/امي بخير ، وهذا هي مخطوبه بعد
اعتدل في جلسته/وشوو؟!! امك انهبلت اكيد؟! ناويه تتزوج مره ثانيه بهالعمر؟!
استغرب ردة فعله/هذا اللي صار، وش اسوي
زم شفتيه بغضب ثم تحدث/انت هاللحين رجال، وتقدر تفرض رايك عليها، تقدر ترفض وهي غصبٍ عنها تسمعك وتطيعك.. انت وليها.
سكت قليلاً ثم أردف/ واذا ودها ترجع ماعندي مانع، بس ترى بترجع بالسر
شعر بنشوه غريبه، هو فعلاً لا يريد لأمه ان تتزوج رجلاً آخر، فكر فيما قاله والده جيداً/صدق يبه بترجعها؟!
هز رأسه بالموافقه، هو يعلم ان هند لن تعود له أبداً بعدما تعرضت له، ولن لن يسمح لها بالتمتعِ واستمرار حياتها يريد ان يكون آخر رجل عرفته/انت اول شي امنعها من الزواج، وبعدين نتكلم بالرجوع..ولحد يدري من عمامك
،
.
،
،
.
.
اغلقت هاتفها وهي تكفكف دموعها، صوت ندى وهي تبكي يعذبها، يالله مالذي فعلته بنفسها وبأطفالها!
لمحتها أمها وهي قادمه من الاعلى/وش فيك تبكين بعد يالله مساء خير!!
مسحت دموعها بسرعه لأن قاسي قادم لا تريد منه ان يحمل همها/ابد يمه،
فهمت والدتها ردها وهي ترى قاسي يجلس/السلام عليكم، وين عزام.
ام قاسي/نايم.. انت وينك من صبح طالع!!
استرخى بجلسته وهو يأخذ نفساً ويجيبها/،احاول اخلص بيتي من كل شيء، قررت اسوي العشاء بمناسبة نزولنا البيت هالاسبوع ان شاء الله نعزم جيراننا الجدد و عزام واهله وخوياي، واللي تبين اعزمي يمه
نفضت يدها بحسره/مالي احد بالرياض كلهم في الديره
سكتت تلك بعدما ذكر أهل عزام، من المؤلم ان اصبح له عائله بالتأكيد سينسى، يا ترى من تلك المحظوظه التي نالت سعادتها بالزواج منه؟!!
استغرب سكوتها منذ وصل تبدو شاردة الذهن/وين وصل بك مداك يا مدى
ردت بإبتسامه مصطنعه/افكر متى بيمدي اختي ساره تجي، اشتقت لها
قاسي بابتسامه صغيره/بيمديها تجي ان شاء الله ، توني متصل بها وبزوجها وعازمه .المهم شوفوا وش اللي ناقص وقولوا لي.
تذكرت ماتريد سؤاله عنه/اقول يمه قاسي؟
كان يهم بالوقوف ولكنه عاد ليجلس يسمعها/سمي يمه،.
بتساؤل/يا وليدي اول ما نزلنا البيت قلت مانبي نأثث الا اللي تحت لكن اشوفك مدهر تأثث وتزين الدور الثاني وش عندك
ابتسم/ابد يمه ودي أخلص البيت كله مره وحده افضل
تقسم ان خلف ذلك الاهتمام انثى جديده، وإلا لماذا يقف على رؤوس العمال ويدقق في كل شارده ووارده، ليس من عادته ان يهتم بالتفاصيل/الظاهر فيه نية زواج والا لا؟!
وقف بنفس ابتسامته وهو ينظر لساعة معصمه ويهم بالخروج/ههه يمكن ليش لا، انا هاللحين طالع اشوف غرفتي خلصت وسووها مثلما أبي والا لا، سلام.
راقبت إبنها حتى خرج،لديها فضول/نفسي اعرف وش وراه مشتط بعمره، حتى بزواجه من ريم ما سوى هاللي يسويه بنفس
اجابتها تلك وهي تطلق تنهيدتها/بين الثقل و هوى القلب شعره.
عقدت حاجبيها/قصدك انه يكون صدق ناوي يتزوج!!، ياويله ياخذ غير ريم ماااله الا بنت اخوي، ماهو بكيفه
إلتفتت إليها مستغربه استماتت والدتها لريم والدفاع عنها حتى الآن/يمه لو مره احترمي قراراتنا ورغباتنا، كفايه انا خربت حياتي..واتركي قاسي يلحق هواه
بضيق/انا للحين مقهوره من زواج ساره اللي ما خلاني أبوك اتدخل فيه، وتبيني اسكت عن طلاقه!
استرخت مدى بإبتسامه جانبيه وهي تفتح هاتفها المحمول/وهذي ساره مبسوطه بحياتها، تزوجت رجال على قد حاله بس رزين وعاقل ويعزها بالحيل، و ربك رزقهم من واسع فضله، هاللحين بيتهم مُلك و هو صار راعي محلات وبزنس معاد يعتمد على راتب وظيفته..ساره احسنت ليتيم وربي وفقها بحياتها.
فهمت أنها تقصدها بجملتها الاخيره/وانتي وش سوى بك حب اليتيم هااه؟!!يالعوبا
نزلت دمعتها وهي تلتفت إليها بقهر السنين/حرمتيني منه بكراهيه انا ماعرف سببها ، وهاللحين تبينه لي لأنه صار غني .. وبكلا الحالتين انا لعبه بين يديك..وش قد تحبين تعذبين يمه؟! ما ألوم قاسي إذا بيخبي علينا زواجه الثاني وبيخلينا فيه مجرد ضيوف..
قالت ماعندها وذهبت.. بداخلها نيران تزيد اشتعالاً ولا تعلم ماذا سيطفئها..حياتها تبدو بنهايه غامضه، لم تعتاد على فراق اطفالها كل هذا الوقت..و منيف يقسم انها لن تربيهم..وأنها لن تحظى بحضانتهم وهاهي تعد الأيام تخاف أن يُسلب منها عزام الصغير في أي وقت..!
مابين هوى الماضي الذي لم يغادرها وأطفالها تاه قلبها على اي وجع ستبكي!
،
.
،
خرجا من المحكمه صعدا سيارة عزام معاً ..وصالح يلتفت إليه مبتسماً/مبرووك يابو عبدالله
عزام بابتسامه/الله يبارك فيك..
صالح بإلحاح/وين ناوي تروح؟! انزل معي تقهو بالبيت
يفكر في رؤيتها الآن والحديث معها لم يراها منذ يومين/ودي يا بو هند بس عن اذنك بروح الاهل يبوني
صالح بعد تردد/ما قلت لي وش علوم الخطبه،ترى السالفه طالت ياولد.
تذكر ما قالته عمته لا يعرف ما ستكون ردة فعله/بصراحه هي حملتني لك جواب..و انت لك حرية الرد
بفضول يدفعه الحب النقي/سمعني الجواب
تحدث وهو يحاول ان ينتبه للطريق أمامه/ ان كان الايام يوم مَرّتك غنت لك،،
انا الزمن يوم مرني سوا بي سوايا.
ماني على خبرك، انساني احسن لك
وش تبي بي أنا و انت حلم الصبايا؟!
هز رأسه بصمت بعد سماع ابياتها، إذن هي شاعره!.. صد وهو يفكر بالرد، لو انه يفكر بصبيه صغيره لتزوج كثيراً ولكن هند ظلت حسره بقلبه، لولا أنه يتجلد بالصبر..
استنطقه وهو يرى الصمت يُخيّم عليه/هااه وش قولك يابوهند؟!'
ابتسم وهو يحاول مجاراتها/
لا تسألين ليه ابيك والقلب ينبض لك
ولا تقارنين هامت جمالك بالصبايا
انتي منوة الروح و النفس ترخصلك
و أنا اللي "بُعدك" سوى بي سوايا
.
،
هاهي بمكتب والدها كالمعتاد، ترتدي نظارتها وتدقق في أوراق بين يديها واللابتوب أمامها..وكأن حياتها بدأت تعود طبيعيه..بات يعتمد عليها عزام كثيراً..
رن هاتفها الذي أمامها لترى إسمه يزين الشاشه،إبتسمت بخفوت ثم إلتقطته لترد/الوه.. انا بالمكتب..لا مافي احد تعال..
لحظات قليله ليدخل وكأنه كان خلف الباب/مساء الخير
بنفس الابتسامه الخافته/مساء النور..ظنيتك برا البيت !
اتجه اليها وهو يجلس في الكرسي الذي امام المكتب/لا توني واصل، رحت المحكمه مع صالح كان عندنا مشكله.
استغربت/مشكلة إيش؟!
تحدث وهو يفرك جبينه بإصبعيه/ابداً، تسجيل عقود شراء، تعرفين الارض اللي شراها عمي بثلاثين مليون هي ارض ورثه والظاهر بينهم مشاكل، عقد البيع كان واضح وكامل شروط البيع لكن الظاهر عند هالرجال زوجه ثانيه مسببه لباقي عياله مشاكل
استغربت/هذا شي خاص فيهم مالنا علاقه بعدما اخذنا الارض و بصك الملكيه
ازاح شماغه من على رأسه ووضعه جانباً وهو يرد/بس زوجة ابوهم طعنت بصحة العقد والبيعه وتقول انها ما وكلت احد ومن هالاتهامات بينهم، اظن ماعرفوا بزواجه الا بعد وفاته
نزعت نظارتها متفاجئه/شلون مايدرون ان ابوهم متزوج الا بعد وفاته؟!
يراها تداعب نظاراتها بين أناملها كما تتلاعب بقلبه/و انا وش دراني عنهم.. المهم ان القضيه انحلت وخلاص ثبت حقنا
وضعت نظارتها على الطاوله وهي تعتدل بجلستها/الحمدلله ان ابوي الله يرحمه مايخبي عني شيء وكل شي يسويه يعطيني خبر فيه وياخذ رايي
ابتسم لنبرتها/اجل واضح انك ماعندك مشكله مع التعدد والدليل تأييدك لزواجات الوالد!
لم يعجبها ما قاله بشأن التعدد،لتصغر عينيها وتجيب لا إرادياً/بس ابوي ما سبق و جمع زوجتين على ذمته..ماتزوج الا بعد سنوات من وفاة أمي وطلق بعدها أم نيفادا ثم استقر مع ام رواد..الزواج ما كان يهم ابوي.
مازال مبتسماً يمازحها/الزواج يهم كل الرجال..لا يغرّك كونه أبوكِ
بإبتسامه جانبيه أرخت جلستها،و نظرت اليه وكأنها محقق/اوكي دكتور عزام، وليه حضرتك انت ماتزوجت؟!دامك تقول مهم!!
تذكر تلك الايام وغضبه من طريقة عمه في محاولته تزويجه لها، ثم حديثه الاحمق لها بعد عقد الزواج..صمت قليلاً وهو يرمقها/مادري،..يمكن لأني ماكنت اعرفك
لن تصدقه ابداً، رغم صدق نبرته، هي متأكده من وجود انثى اخرى وان كانت بالماضي، لترد بإبتسامه/اشكثر محترف تمثيل؟!!
ابتسم بخيبه، معها حق في عدم تصديقه، قد هدم كل شيء بينهما منذ البدايه...التفت ناحية الباب المغلق من جهة البيت/وين عمتي هند؟!غريبه بالعاده تنط علينا هنا!!
ضحكت/عزاام لا تقول عنها كذا تراها بالحيل تغليك.
تنهد بابتسامته/وأنا أحبها بعد..
حاولت تغيير ما هم فيه/عموماً عمتي هند راحت مع بنتها مشوار ..
عم صمت لثواني ليتذكر/شلون ليال؟!عسى معاد داخت بعد هذيك المرّه
بإبتسامة رضا/لا الحمدلله و هذا هي ماخذه اجازه وجالسه مع وسام
صمت قليلاً ثم تذكر/وهالصغير اللي معها كيف صحته؟! ،ماله حس ابد!!
يعجبها اهتمامه بالجميع، لا يكاد يمر يوم دون ان يسأل عنهم ، تذكرت اتهاماتها له بالانتهازيه كم كانت عجوله، حاولت تجاوز شعورها الأليم والتحدث إليه عن اعراض التوحد التي اخبرتها بها ليال/غالباً مايتكلم وما يرد على احد يناديه، يتوتر من الازعاج ، ويتمسك باللي يحبهم لدرجه غريبه والدليل تعلقه بليال. ويعبر عن احتجاجه بشكل مؤلم وممكن يضر نفسه بعد..هذا تقريباً اللي عرفته من ليال
استعجب كثيراً مما سمعه، تبدو ليال شخصيه معطاءه/لو فيه من ليال كثير، كان انحلت مشاكل واجد، الله يعطيها العافيه ويعينها.
عادت لتلتقط نظارتها مجدداً وهي تحاول تجاوز مشاعر الغيره التي تكرهها حينما يظهر اعجابه بغيرها وان كانت اختها، قامت بإعطاءه ملفاً/المهم قبل انسى تفضل هذا الملف اللي طلبت ادرسه خلصته لك.
تأمل الملف مستغرباً/بسرعه خلصتيه!طيب وش رايك بعدما اطلعتي عليه؟!
بجديه اكثر/برأيي تنسى أمر الاستثمار بهالشركه.
استغرب اكثر/ليه طيب؟!الربح مضمون!!
عدلت نظارتها بطرف اناملها وهي تكمل بجديتها/صحيح الربح مضمون لكن ماتدري وش يستثمرون فيه! ، بمعنى أدق الشغل اللي يتم بدون معرفتنا تفاصيله ، استثمار مافيه خير ومجازفه غنيين عنها.
صمت مبهوراً من تحليلها الرصين.. ثم تحدث/معك حق..
ابتسمت بثقه/طبعاً معي حق.
بادلها بابتسامة اعجاب/عندي هالاسبوع دعوه لإفنت شباب الاعمال في الرتز كارلتون وماني متحمس اروح،
بحماس/وانا بعد ارسلوا لي دعوه، كنت برفض، بس دامهم دعوك، فلازم نروح مع بعض.
تفتنه بذكاءها وثقتها/انا توني داخل السوق ماعندي ذيك الخبره اللي تخليني احضر هالمناسبات يعني ما عندي مرونه لهالاشياء
بابتسامه جانبيه/مو على اساس كنت دكتور بالجامعه، كيف ماعندك مرونه؟ !
بواقعيته/دكتور جامعه ومُحاضر غير رجل اعمال ..
اردفت بحماس تريد ان يكون رجلها هو سندها الاول كما كان والدها تماماً/لا مو غير، كل تجربه لازم تضيف لك،انت الدكتور عزام المناع حضورك بين رجال الاعمال مهم، لازم تكون الاول ولازم تكون لك بصمتك .
لا يعرف من هذه التي تشع بالحياه وهي تتحدث اليه براحه كما وأنها تعرفه منذ سنين؟!!، كل يوم تدفعه للحياه ، تسائل لماذا يشعر انها تريده ان يكون افضل منها؟!،
فعلاً هكذا هي الانثى الكامله، تثق بعلمها وبنفسها فلا تخاف ان يغلبها رجل وان كان زوجها فإن نجح سيُنسب النجاح إليها..كم هي ذكيه...
استغربت سرحانه الذي طال/شفيك سكتت فجأه؟!
بابتسامه صغيره/لا.. بس انا هالسبوع أجهز لسفر مهم مثلك عارفه.. ماظنتي بحضر الافنت.. انتي تكفين عني..
عادت لتصمت هي بدورها.. سيسافر ويترك الامور معلقه هنا.
،،
.
،
.
،
.
،
'مساءاً.. .
دخلت وهي تبتسم من تعليقات ابنتها التي دفعتها لتغيير لون شعرها من الاسود للبندقي، مع لمسات تنظيف بشره و عنايه كانت تفقدها بريقها و احمر شفاه زاهي يضفي الحياه لملامحها الهادئه،بدت متغيره ولو قليلاً..
خرجت ليال هذه اللحظات من المصعد بصحبة اميره ووسام لتبتسم تلقائياً/وااااو.. لا لا هذي عمتي هند؟!!
التفتت إليها هند بإبتسامه خجوله/شايفه وش سوت فيني بنت عمتك
ليال بسعاده/كفو شهد، يا بنتي وينك من زمان عن أمك، فعلاً البنت سر أمها..
وقفت مبهوره وفخوره بوالدتها،تلك الصبوره تستحق الافضل/شايفه كيف يمه، هذي ليال اعجبها التغيير،
اقتربت منها وهي تمسك بطرف شعرها/حبيييت الصبغه عليك.. تصدقين شجعتيني، كنت خايفه ماتضبط الصبغه على بشرتي، لكن شايفتها لااايقه بالحيل عليك.
شهد بتأييد/اي بتطلع لايقه، بالعكس متشوقه اشوفها عليك
رفعت حاجبها وهي تمازحها/هيييه لو سمحتوا بدون تقليد..
ليال بتلميح/اهم شي طلعت حلوه عليك يا عروس
عبست/لياال!!
رن هاتف شهد لتخرجه من حقيبتها وترد/هلا تركي.. طيب سلم بالاول!!.. اي جاهزه طيب..
استغربت انه يتصل بأخته ولا يتصل بها/وينه؟!
اشارت بيدها للخارج/يقول انه برا بالمجلس وينتظرني اطلع، ابوي رجع الدمام ويبيني ارجع..
استغربت ليال ما يفعله، لكنها سكتت وهي ترى تغير ملامح هند، التي خرجت إليه غاضبه..!
خافت ليال/اخوك هذا ما يستحي؟! من كم له ما جاء يسلم على امك ولا حتى يتصل بها؟! من وين جايب قسوة القلب هذي
إلتزمت صمتها فهي تعرف ان ما يفعله أخيها عقوق، لكن تعرف من يحرضه، لابد انها جدتها التي تقود أبيها بدأت تقوده هو ولربما أبيها نفسه يؤثر عليه..!
.
،
دخلت المجلس وهي تعقد حاجبيها وتقف امام الباب لتراه يجلس هنالك ويخفض رأسه لهاتفه المحمول الذي بين يديه/أخيراً جيت يا روكي؟!!
رفع رأسه وهو يسمع صوتها،كان مشتاقا حقاً لها ولكن لفت نظره تغييرها و زينتها ليندهش، لابد وأنها متزينه لذلك الخطيب/أمي..!
اقتربت منه معاتبه، لم تقوى على خصامه، هو قطعة قلبها التي تمشي على الأرض/كذا يا تركي وأنا امك تهجرني؟! اتصل بك وما ترد؟! ليه يا تركي وش شفت مني هاه؟! ماتحملت كف واحد مني؟! مالي حق امد يدي عليك واربيك هاه؟!
رد بإستعلاء وغرور/يعني بتقنعيني انه يهمك أمري يمه؟!
لم يعجبها اسلوب سؤاله المغلف بالجحود، حتى انه لم يبادر بتقبيل رأسها ولم يسلم/وش هالسؤال؟! طبعاً يهمني امرك انت ولدي
رفع حاجبه/ولدك هو ولي امرك وواجب عليك تستشيرينه اذا جالك عريس، صح؟!
صدمت مما نطقه، لماذا تغيرت نبرة تخاطبه معها!!، هنالك من يعبث بطفلها ضدها/بالله؟ ولي أمري هاه! يعني بترفض والا بتوافق عني؟؟
ارتفعت نبرته/طبيعي برفض، انا وكيلك لازم تسمعين كلامي، انتي زوجة ابوي وبس، وهو مستعد يسامحك و يرجعك، اذا صدق تبيني تعالي البيت
شعرت بأن كل خليه بجسمها تصرخ من وجعها المكبوت، حتى بعد انفصالها عنه لم يكف عن وضع الخطأ عليها، ويلعب أمام طفلهما دور الطرف المضحي في العلاقه/هذا ماهو كلامك انت! .. هذا كلام ابوك.. لكن وش اقول غير ان الناقص طول عمره ناقص، ومن شب على شيء شاب عليه،
رفع صوته اكثر وهو يقاطعها/الرجال ماهو بناقص،المره هي اللي ناقصه
صفعته مجدداً وهي تبتسم بقهر السنين التي أمضتها تحت رحمة ذلك الحقير سيء المعشر من اجل طفل كبر واصبح يصرخ في وجهها ويعاملها بغرور ويتهمها بالنقص/روح قول للي ارسلك ترى زواج أمي قريب.. اذا وده يحضر 'الله لا يسمح دروبه' <<شددت عليها
تركي بغضب/والله ما أخليه يتهنى بك والله، والله لاخرب زواجك من غير ابوي.
دخل عزام وهو عاقدآ لحاجبيه بعد سماع زمجرة صوت تركي على والدته/بس ياولد!!.. قصر حسك و حط عينك بالارض وانت تتكلم مع أمك
تركي بلامبالاه/انت مالك دخل.. انا ارفع صوتي متى ما بغيت.
لم يحتمل قلة أدبه فإتجه إليه غاضباً وهو يمسك بياقته، ويرفعه ليهدده من بين أسنانه/تأدب مع امك والا اقسم بالله لأعلمك السنع.. لو تركتك امك وانت صغير سن كان عرفت قيمتها لكنك ماتستحي وباين ان اللي ارسلك ما يستحي بعد ، اخذ قشك وانقلع و مثلما قالت أمك زواجها قرب ومانبي مشاكل.. انقلع
صرخ بصوت متهور بعدما قذفه عزام بعيداً/ناادوا لي شهد باخذها ونروح..وانتي اقسم بالله لأحرق زوجك واقهره والله
شاهدته يخرج غاضباً لتجلس محبطه باكيه تحيط بها غيوم الخذلان وتحجب عنها سعادتها التي أضفتها شهد بوجودها بجانبها... إبنها العاق سيضل جرحاً ينزف بداخلها، اي صدمه تركها لها، كم ضحت بالبقاء عند والده من أجله حتى كبر واشتد عوده ، كيف يجازيها بهكذا نكران؟!!!
شعر بحزنها يكاد يقطع قلبه، الامهات لا يجب ان تعانق اعينهن الدموع، الأم مهما بلغت من السوء لا يجوز ان تشتم أو تساء معاملتها، الأم جزء من النعيم..و هو اكثر من قد يعرف قيمة الأم، جلس امامها وهو يحاول رفع رأسها، حتى حديث صالح و رده عليها لم يستطيع إيصاله لها/لا تشيلين هم يا عمه ولا يضيق لك صدر، توه صغير و مصير الدنيا تخليه يعرف قيمتك.
رفعت عينيها الدامعتين له وهي تهز رأسها بالنفي/لا تقولها، مابي الدنيا تخليه يعرف قيمتي يا عزام ، مابيه يذوق حزنها ولا ضيقها.. ان ما جاني راضي و مسرور قلبه وإلا الله يوفقه ويحفظه لو كان يهجرني ، دعواتي ماراح تفارقه يوم لين اموت.
لذلك هو يقدس الأمهات، قلوب لا تكره اطفالها مهما أساؤا،..تذكر تلك الراحله.. لن ينسى دموع ذلك الطفل امام باب المقبره ولن ينسى الفراغ الذي سببته بعد رحيلها.. ذلك الرحيل الذي جعله يشيب باكراً جداً..
.
،
.
،
.
،
.
،
.
خرجت من جناحها وهي تغلقه وتتجه لصالة الاستقبال و تتفاجئ بليال وشهد اللاتي تقفان امام الشرفه بتصرف غريب منهن/بنات وش فيكم واقفات عندكم وش تطالعون فيه؟!
التفتت ليال وهي تبتعد عن الشرفه بصحبة شهد/عزام وعمتي هند بيدخلون و انا وشهد بنروح، وانتي علمينا وش صار بالمجلس
مازالت مستغربه وهي تراقبهن يتركن المكان لها، ثم انفتح الباب لترى دخول عزام بصحبة عمته ويده تمسك بيدها وهو يحدثها بلطف وكأنه يواسيها/روحي ارتاحي و مثلما قلت لك لا تشيلين هم.
تركته وهي تذهب للمصعد بصمت رهيب، شعور الخذلان من الأبن خانق و قاسي جداً، خلق في قلبها حزناً لم تعهده من قبل، حتى انه فاق حزنها حينما اتهمت في شرفها!،،
اتجهت لعزام متسائله/عزام وش صاير؟!، ليه عمتي ساكته!
رد بضيق/هالتبن ولدها جاي ومضيق صدرها، لا تخلينها لحالها، خليك جنبها.. وترى على فكره قررت تتزوج صالح.
عبست/الله يهدي تركي، شبلاه هالولد كبر وانهبل كل شوي مسبب لنا مشكله؟!!
استغرب وهو يصغر عينيه، ذلك يعني ان لديه سوابق/وش مسوي بعد؟!
خافت ولكن عزام رجل البيت الآن ويجب ان يكون مطلعا على كل شيء و بالاخص هكذا امور/كان ياخذ نيفادا معه مشاوير يتمشون، وبدون علم أحد
غضب بشده/وانتي كيف عرفتي وليه ساكته؟!
الشموس/انا عرفت من نيفادا، نيفادا تفكيرها برئ لدرجة مخيفه، حتى انها ماتخبي شي عني مع ذلك ضربتها اول ماعرفت منها.
زم شفتيه بغضب ثم نطق وهو يحرص عليها/خلي عينك مفتوحه على اختك، انا كفيت يدي عن ضربها اللحين لكن ما اقدر اكفها بعدين.. انتبهوا والله ان تركي هذا ماعجبني ابد.. اللي ما يحترم أمه ينخاف منه.
ابتسمت بخفوت/طيب عن اذنك عزام انا رايحه لعمتي اواسيها..
تذكر موضوع شهد وهو يراها تدير نفسها ليمسك بيدها/لحظه
ابتلعت ريق اللهفه، قد لامس يدها أخيراً، ألتفتت إليه بعين التساؤل وهي تنتظر حديثه/!!
يلاحظ نظرتها و دهشتها لإمساكه بيدها، ليفلتها بسرعه/نادي شهد لأخوها برا.. و خليها تاخذ اغراضها معها هو ينتظرها بسيارته
هزت رأسها بالموافقه/ان شاء الله...
ليس متأكدا ان تلك النظرات الراجيه تدعوه، هو في حيره، لا يريد إرخاص نفسه، ولكن التجلد بالصبر أمام واحده مثلها صعب جداً..!
خرج هارباً من بريق عينيها الذي يصعب عليه تفسيره/عن اذنك.
راقبته حتى خرج لتطلق تنهيدتها وتدخل.. تريد تشتيته من تفكيرها ولو للحظات.. ذلك الرجل اقتحم حياتها من كل النواحي، لم يتردد ولم يستسلم لرفضها وشموسها بل فرض نفسه عليها، ثم أحاطها بحمايته فحافظ على مكانتها بعدما عرف قيمتها ، لذلك هو يستحق ان تلتفت إليه وتستمع لما يقوله وان تسمح له بالصعود إليها وان يشاركها عرشها.
خرج مجدداً الى تركي وهو يراه يجلس في سيارته ينتظر أخته مازال حديث الشموس عن اقترابه من نيفادا يُشعل غيرته ، مشى مسرعاً متجهاً إليه كالقطار من شدة ما يغلي داخله..!
فتح باب السياره بقوه ليجرّه ويُخرجه منها وهو غاضب..ثم يسنده بقوه على السياره وهو يمسكه من ياقة قميصه/انت من متى طالع مع نيفادا؟! هاااه ووين؟!
ابتسم بخبث/مال امك دخل، و اطلع مع نيفادا وين مانطلع واخذها وقت ما أبي فااهم؟!
عرف من نظرات عينيه مدى خبثه،ليصفعه ويلكمه/ماتستحي يا قليل المروءه تلعب على بنت خالك!! لابوك لابو من رباك ، اقسم بالله يا تركي ان لمحتك مهوب ناحيتها والا ناطق حتى اسمها على لسانك لو بالغلط لا اكسر ضلوعك فهمتني؟!!
شعر بأن وجهه ككرة اللهب من ضربه ، هذه المره الثانيه التي يُضرب فيها من اجل نيفادا، الويل لهم جميعاً/والله لاحرق قلوبكم كلكم والله..اصلاً بنت عمك هذي ارررخص من اني اناظر فيها
زم شفتيه بغضب من عديم الحياء هذا ثم لكمه مجددا وأدمى وجهه..قليلاً ما يضرب..ولكن بدأت يديه تتعود على الضرب في الآونه الاخيره/ادري ان ماعندك ماعند جدتك، لكن لسانك هذا قصّره ولا تقول كلام منت قده، لعاد اشوف وجهك بالرياض، انقلع لا بارك الله في عاق أمه
خرجت شهد في هذه اللحظات وشاهدة اخيها ينزف من شفتيه وقد تورم وجهه.. كان كالورقه بيد عزام الذي ضربه مجدداً ثم تركه لها وذهب للداخل..لتصعد السياره وهي خائفه من عضب اخيها/وش انت مسوي؟!
صرخ في وجهها بصوت يبين مدى احتقانه/اعقبي ولا كلمه اسمعها منك انتي ..فاااهمه؟!
شهد بغضب/اسكت انت، نسيت اني اكبر منك؟، الظاهر ماعاد تحشم احد خلاص
التفت إليها بإحتقار/خيرر يا طير اكبر مني!!! تراك بنت لا تشوفين نفسك علي وانطمي لا تسمعيني صوتك
صُدمت حقاً،هل هذا تركي اخيها؟!!، يالله كن بعون أمي ..دموع صدمتها لا تكاد تتوقف..
،
.
،
.
،
في المقهى المجاور للمستشفى يجلس برفقة زميل مهنته "المعتصم"الذي بات مقرباً جداً منه و هو أيضاً من وافق جنون افكاره..لما لا ان معظم الانجازات بدأت بالحلم و هاهو وجد اخيراً من يؤمن بحلمه و الاجمل انه شخص بنفس مهنته، لابد للمستحيل ان يخضع ويكون ممكناً يوماً ما...
، بات محتاراً من تلك التي لا تريده، لماذا تنفره؟ مالذي فعله لتكرهه؟!..يجب ان يتدارك نفسه وان لا ينجرف، يجب ان لا يُعيقه شيء عما يريد تحقيقه..
لاحظ سرحان زميله ليبتسم ويتحدث بلكنته السودانيه/عازمني تسرح بيا والا كيف يا زول؟!
ارتشف من فنجانه ووضعه/والله يا دكتور معتصم مادري وش اقولك؟!..لكن انا عارف انك بتهتم بكل هلوساتي ونظرياتي وماراح ابداً تستخف بي
استغرب رده/ومين يستخف بدكتور شاطر زيك؟! وليد انتا انسان مبدع ليه نبرة الاحباط اللي سامعها منك دي؟!
قدم له ملفاً يحوي تقرير عن حالتها، معتصم هو من سينصحه/هذي الحاله لو عُرضت عليك بتقبلها؟!
إلتقط الملف وبدأ بتصفحه بإهتمام، ثم ضل دقيقتين صامتاً..
إستنطقه بعدما رآه يطيل السكوت والنظر في الملف/هاه ما جاوبتني يا دكتور؟!
اخفض الملف وهو يضعه على الطاوله ورفع ناظريه إلى وليد/بكل تجرد لا..وليد دي الحاله الورم عندها في منطقه دقيقه جداً تتطلب طبيب محترف، سمعت بطبيب ألماني له محاولات..ولكن فاشله وهو مازال يعمل على تطوير نفسو ..عموماً عمليات مثل ديل نجاحها اقل من 38ظھ يرفض اي دكتور يسويها كل واحد بيخاف على سمعتو
سكت منصتاً حتى انتهى من حديثه ثم اخذ حقيبته وهو يُخرج حاسوبه الشخصي/اوكي...انت سبق وقلت لي انك حاب تكون اول شخص يعرف بدراساتي الخاصه وانا وعدتك.. و هذا انا اليوم عند وعدي يا دكتور معتصم
ابتسم وتحدث بحماس/اخيراً قررت توريني كنزك المدفون؟!!
توقف وليد قبل ان يُشغّل الحاسوب/انت فقط الوحيد يا معتصم اللي وثقت فيه، لأنك الوحيد اللي آمنت بي وما استهزيت في بحوثي.. انت حولت الشغف اللي عندي الى تحدي إثبات ذات ..
المعتصم بإعجاب وبحماس هو الآخر/انا معاك و تحت أمرك،
وليد بابتسامه/فاضي؟ ترى مطول بالشرح
المعتصم/يا زول احكي ما وراي أي حاجه وزوجتي عند اخوها في ألمانيا عندها دورة تقوية لغه يعني لمدة شهرين انا فاضي لك
وليد بحماس/حلو.. اسمعني انا جالس اعمل على تطوير ادوات ماهي موجوده بمعنى ادق إيجاد بدائل للتدخل الجراحي التقليدي و فعلاً بدأت اراسل دكاتره مشاهير اعجبهم توجهي و راسلت شركات و طلبت بعض المواد للشيء اللي جالس اعمل عليه..
اعتدل المعتصم في جلسته وهو يستمع له باهتمام، من الواضح ان وليد بات جاداً جداً بشأن إظهار دراساته و اختراعه للعالم.
.
،
.
،
.
،
.
،
بين اصوات الاجهزه..يخرج صوتها مبحوحاً..
كانت تتمتم بإسم نيفادا كثيراً..ثم تتخيل ذلك الغول يهجم عليها بلا رحمه، لتبكي بضعف فلا يكاد يُسمع لها صوتاً..قد فقدت الكثير من الأكسجين وكادت تموت بسبب ذلك ولكنه لم يحن موعد موتها الذي تمنته لأول مرّه!
ابتسم والدها وهو يسمع صوتها أخيراً، هي الباقيه من عائلته، هي النور الوحيد، يراها شديدة الصفار..بعدما كانت مشعه بنضارتها،قد عرف ما حدث لها ووُثق بمحضر جريمة إعتداء في الشرطه وعُرف عادل بعد الفحوص..مد يده التي امتلئت بتجاعيد الزمن و امسك بيدها ليهمس لها بحنان الأب/رهف أبوها؟ تسمعيني؟
نزلت دموعها وهي تسمع نبرته المشوبه ببحة الحزن الدفين ،التفتت إليه بعينين ذابلتين وهي تهمس/ابوي ..
شد على يدها وهو يناغيها/عين ابوها
ابتلعت الغصه من نبرة ضعفه ونطقت برجاء/ابي أموت
اخفض رأسه ليقبل رأسها ثم يحتضنها باكياً/لا يا بوك لا..
استغلت بكاءه وعدم انتباهه لتفصل انبوبة المغذي من يدها لتسمح بدخول الهواء الى وريدها،.شاهدت ذلك في فيلم وستطبقه الآن..عُبث بعفتها وذلك ليس بأمرٍ هين لتتقبله بسهوله بل ثقيل على نفسها جداً حد أن عافت الحياه ، فالموت بعد ذلك أرحم!!!
شعر بإنتفاضتها بين يديه ليرى المغذي ثم صرخ بالأطباء للقدوم إليها ومساعدة إبنته..
،
.
،
.
،
.
،
تجلس صامته يغلف قلبها الحزن، ما أقسى الشعور بالخذلان وان كان من الإبن فهو اشد وطأه.. سنوات مضت وهي تضحي للاشيء!!
بذلت من نفسيتها وصحتها ومشاعرها الكثير ولكنها لم تتلقى شيء بالمقابل...كانت تنتظر البر من أبنائها فقط، لا شيء اكثر..
الآن عرفت كم كانت غبيه وهي تظن انها عندما تتنازل عن اغلب حقوقها سيجعلها ذلك تحظى باحترام وحب زوجها..!
بل فقدت حتى احترامها لنفسها تحت سقفه و وجدت نفسها بدلاً من ذلك تستجدي الاهتمام من رجلٍ يراها إما للمطبخ او للسرير!!
مالذي جنته بالنهايه؟! ، شعورها الآن كشعور مسنه بائسه طرقت الثمانين و لا تنتظر سوى الموت فقط..!
خرجت من عندها الشموس بعدما تحدثت اليها كثيراً أرادت بشده ان تنتشلها مما هي فيه ،ولكنها عجزت من صمتها المطبق ثم خرجت..
سمعت صوت الباب يُفتح مجدداً لتتصنع النوم.،،
ابتسمت ليال وهي تراها تتحرك، اتجهت إليها وهي تجلس بالقرب منها/ادري انك مانمتي، لا تمثلين علي
لم ترد..ولكن تنفسها مضطرب..
ابتسمت ليال بخذلان/قلب العنى هو قلب الأم ،مافيه اشد من الجحود، انا عارفه وجع قلبك يا عمه ،ماجيتك ألوم دمعاتك..
سكتت قليلاً ثم أردفت ليال بواقعيتها/شوفي يا عمه، اللي حصل لك حيل يوجع،ما اختلفنا فيه بس اخذيه من ناحيه إيجابيه، يعني هالشيء اللي صار اليوم صحاك لنفسك بدري، علمك مصلحتك، انتي ما انتهيتي بطلاقك السابق بالعكس هذي بدايه لمرحله جديده بحياتك وبإذن الله تكون خير لك.. احيان الله يحب يختبر العبد ، وبعض الاختبارات تكون بعلاقه فاشله مع زوج حقير..وانا اسفه على هالكلمه بس هو فعلاً حقير!
تسمعها بقلبها الآن و لن تعترض،قد نفض طليقها كل ذرة إحساس وتعقل برأسها بعدما استعمل إبنهما ضدها..
اكملت ليال وهي تضع يدها على كتف هند/قومي يا عمه توضي وصلي ركعتين لله، واطلبي منه العوض والأجر..و اطلبيه يسخّر لك عباده الصالحين.. وطبعاً اولهم عريس الهناء صالح
ترددت ثم تحدثت وهي مازالت تدير ظهرها/حاسه اني تسرعت يا ليال، مدري كيف قلت لولدي اني بتزوج بهالسهوله؟!
ليال/الطيبه الزايده تُسمى سذاجه يا عمه، المفروض هو اللي يندم على فعايله مو انتي؟!! معليش دور المرأه المثاليه انسيه شوي وفكري بذكاء وألتفتي لنفسك، المثاليه ماتنفع مع اشكال طليقك.
تنهدت/انا منتهيه من داخل ما اصلح لأي علاقه جديده.. و ماقدر اتغير..
حاولت انتشالها من يأسها باسلوبها/إلا تقدرين ،مافي احد مننا ثابت عند نقطه، كلنا نتحرك ونتغير بس المفروض نتغير للافضل طبعاً ،. قوومي للمرايه و شوفي هند الحلوه البنت اللي خطيبها كان ومازال يبي قربها من سنين و للحين ينتظر جوابها وينتظر لفته منها..
حاولت مقاطعتها/ليااال!!
اردفت وهي تقاطعها/لازم تسمعيني للنهايه، تدرين وش كان يقول صالح لبنته اول ما طلبته يتزوج، قال اذا بتزوج باخذ حلم حياتي هند أو بقعد عزوبي، تعرفين وش معناته لمن تكونين حلم حياة لشخص عايش على امل لقياك؟! ، هذا معناته انه يعرف قيمتك صح و بيثمنك ..قومي وفكري قد ايش انتي مهمه لشخص ثاني..و عطي نفسك فرصه ، ماعندك شي تخسرينه بالعكس عندك حياه جديده و سعاده ممكن تكسبينها.
لم تعلّق ضلت صامته..تفكر بما سمعته..
وقفت ليال وهي تتمنى ان يتغير حال عمتها للافضل/يلا شكلك ناويه تكملين نومه..فكري صح و تصبحين على خير..
خرجت من غرفة هند تريد منها ان تفكر بما قالته..أما هي ذهبت تتجه للمصعد لترى قدوم الشموس اليها وهي تحمل هاتفها/غريبه مانمتي؟!
وضعت سماعتها في أذنيها/انا نازله لغرفتي بنام تحت
ابتسمت/خلاص قررتي تسكنين تحت؟!فككه
ضحكت/ايه بس ماراح ترتاحون مني غرفتي مكانها ومتى مابغيت جيتها
لاحظت عدساتها/وش عندها حاطه عسلي الليله؟!
ارمشت بعينيها بدلع وهي تدخل المصعد بصحبتها/كِذا
بابتسامه جانبيه وهي ترفع حاجبها/مهما سويتي ماراح تجين بجمال ليال وعيون ليال وسحر برونز ليال
ضحكت/ناااقص تقولين انا المليكااا،،
فتح المصعد وخرجتا منه الى المطبخ لترد ليال وهي تمازحها/لا عااااد مو لذي الدرجه انا متواضعه إلا اذا استفزيتيني ،.. اشوفك رايحه معي المطبخ خير ان شاء الله
اتجهت الى آلة القهوه/ابي قهوه، بكره ويكند وحابه اسهر على اي شي..الاسبوع هذا كان مرره مرهق وكله شغل
فتحت الثلاجه وهي تُخرج لها عصيراً/انا مابي اسهر بنام هاللحين وراي موعد بكرا، انتبهي لوسام بكرا يمكن اتأخر
ابتسمت وهي تراها تخرج/اووكي
.
،
.
،
يرى اتصالاته ولا يجيب عليها..مازال غير راضٍ عنه ولن يرضى حتى يفعل ما أمره به..
لحظات ليتلقى منه رساله نصيّه [بعد يومين بسوي عشاء لنزول بيتي الجديد وابيك تحضر انت اخوي~وهاللحين صرت اكثر من اخو]
غضب وهو يغلق هاتفه ويدخل مكتب عمه في المنزل رمى هاتفه على الأريكه، و لفت نظره حاسوبها الشخصي مفتوح امامه،..ليجلس امامه بفضول..،
دخلت في هذه اللحظات بلباسها بيجامه حريريه سوداء، لم تتوقع دخوله هنا وهو لم يتصل يخبرها لتمازحه/اهااا بدينا باللقافه؟!!
ابتسم كالمذنب/اففف كشفتيني وانا كنت ناوي افتش!!
اتجهت اليه بابتسامه واخذت جهازها/معليش بس مضطره آخذه الغرفه،
استغرب/ليه؟!
إلتفتت إليه وهي عند الباب/يعني..، ويكند و الكل نايم و ماعندي احد اسهر معه ، فقلت اشغل فيلم باللابتوت و اجلس اتفرج بسريري لين انام.،تبي شي قبل اروح؟!
استفزته بحديثها، لا يعرف بالضبط هل هي تلمّح له بالاقتراب ام لتشعل قلبه فقط/وليه تتفرجين باللاب توب وبغرفتك شاشه كبر الجدار؟!!
فهمت نبرته التي توضح استيائه/انا تركت غرفتي وصرت انام بغرفتنا الجديده اللي طلبت انت تكون تحت و ماحطيت فيها شاشات عرض ولا اجهزه ثانيه..،تامرني بشي؟!
اشار بيده/مشكوره..بروح المجلس وبحاول انام.. وراي بكرا عمل بالمكتب و سفر بالليل.. محتاج راحه..
هزت رأسها وهي تذهب.. بهدوء/تصبح على خير.
رآها تذهب بعد نظرات لم يستطيع تفسيرها،سوى ان قلبه يشتعل حقاً، هي خلف هذا الجدار لماذا لا يلحق بها ويترك كل ما يفكر به،
فتح زرّي ثوبه من اعلى وهو يقف ويخرج للحديقه هارباً من رائحة عطرها التي تجرّه نحوها بلا هواده!
سيُجن فهو يحاول الصدود و هي تجذبه، هنالك شيء يجب ان يناله منها وإلا فإنه لن يرتاح!!
جلس بإسترخاء على اقرب كرسي وهو يرفع وجهه للسماء ويغمض عينيه يجب ان يشتتها ويركلها بعيداً عن تفكيره على الاقل في الوقت الحاضر.. فهي ابعد ما يكون عنه..هي اصعب مما تخيل..
لحظات ثم شعر بـ يدٍ ناعمه تهبط على كتفه اشتم رائحتها بشكل اقوى، لم يكن سعيداً باقترابها، لابد وأنها تريد قتله الليله إلتفت إليها مستغرباً/انتي ماتقولين عندك فيلم بتشوفينه؟ وش جابك؟!!
هزت رأسها بالنفي/قلت خلني اشوف عزام وصل المجلس والا لا، و تفاجأت بجلوسك هنا!
رد وهو يحاول ان لا ينظر إليها/مافيّ نوم قلت بقعد هنا شوي .. خلاص روحي نامي انتي
صدوده الغريب لم يعد يعجبها امسكت بيده/بعد انا ماعندي نوم والفيلم ماعجبني احسن شي قوم معي نتمشى لين ما نتعب وننام..شرايك؟
وقف معها مستغرباً وهو يراها تمسك بيده، كان يريد ان يتناساها لينام ولكن هاهي تتسكع معه في هذا الليل..تنهد وهو يستمع لأحاديثها، في الحقيقه هو لا يركز الآن فيما تقول، اشغلته بها حتى وهي معه!!
لا تعرف مالذي دفعها للخروج إليه في هذه الساعه ولكن صدقت عبارة "إن مال القلب مال العقل معه!"
لم تكن يوماً صاحبة مبادره في الاقتراب من احدهم، ولكن ذلك المقتحم الذي بدأ بالتقهقر فجأه بات يثير فضولها!!،ابتسمت وهي تسأله/من انت؟!
استغرب سؤالها/هاه؟!!
ضحكت من نبرته ونظرات تعجبه، ثم هدأت بإبتسامه صغيره وهي تتسائل/من اول ما عرفتك وانت مُقتحم، تتجاوز كل الخطوط وتختصر المراحل بغضب لاجل تحكمني وتحاول تفرض نفسك وقراراتك علي و لكن هاللحين..! << سكتت وهي تتأمل سحر هدوءه بفضول
أحب تساؤلها الجرئ ذلك إن دل فهو يدل على عقل وشجاعه/وش غيرني فجأه صح؟!
توقفت وهي تلتفت إليه بـ حيره/و ليه بعد كل شيء؟!
حاول التهرب من رؤيتها بإشغال عينيه برؤية أي شيء/اكتشفت اني غلطان.. وانا ماعندي هوس الخوف من التراجع عن تصرف خطأ ارتكبته.. لذلك لاحظتي انتي التغيير لا اكثر
تلاحظ تهرب عينيه من مواجهة عينيها، تعرف أنها سبب ذلك و إن لم يصرّح/هالتغيير له دخل بالمشاعر؟!
إلتفت اليها وهو يستغرب تساؤلها "كيف لها ان تهتم بالمشاعر وهي تُحرّم على قلبها الشعور؟!!"، ثم مشى وهي تسير بمحاذاته و تسمع إجابته/احياناً نضطر لوأد مشاعرنا و دفنها،...
ثم اطلق تنهيدته وهو يُكمل بخيبه "اتعبتنا هالمشاعر"
صوته العميق وهو يتحدث عن المشاعر يؤكد انه بئر مليئ بها..لم تُعلّق، كان وافي الإجابه و دافئ النبره، حد أنه لامس شغاف قلبها و لم يجعلها تندم على سؤاله..!
دخلا أخيراً و وقف داخل المكتب وهو يلاحظ بعينيها نظرات ليست كباقي النظرات السابقه، حاول تجاوز اللحظه/انا خلاص تعبت بنام.. تعبتي؟!
هزت رأسها بابتسامة امتنان صامته، ونظرات لم يفهمها..ليكمل/مثلما قلتلك انا مسافر بكرا ويمكن ماتسمح الفرصه اجي اودعكم..
فرحت، لعله سيقول شيئاً تريده، بما أنه تذكر أمر الوداع/..
حاول ان يتجاوز رغباته وتفكيره بها، بالحديث بمواضيع اخرى/ابيك تنتبهين اكثر على نيفادا، فهميها انها كبرت خلاص، انا سويت الواجب مع تركي و ان شاء الله ماراح يقرب مره ثانيه..بس حذريها ترى بمد يدي و ماراح ارحمها مره ثانيه لو كررتها.
لماذا يحاول ادخال مواضيع اخرى الآن،همست/طيب.
جوابها الهامس اكبر دليل على انها لم تركز على ما قاله/يلا روحي غرفتك نامي ولا تعيدينها ثاني مره وتلحقيني. ترى برجع للاقتحام وازعجك وانتي السبب <<قالها بابتسامه ذابله! وهو يتمناها
مازالت واقفه أمامه ولكنها اقتربت خطوتين اكثر و هي تكاد تلتصق، لتلامس اطراف أنامله بأناملها ثم تمسك بها وتضغط عليها و عينيها تعانق عينيه بلهفه!
الآن فهم ما ترمي إليه "لله درّ حديث عينيها الفصيح حد البلاغه" ..ضغط بدوره على اناملها وهو ينحني لرغبتها بهدوء ويطبع قبلته على خدها محاولاً تركها فقط ليتأكد ويجس نبضها، ولكنها مازالت متمسكه بأنامله بتملّك لم يعهده منها..
عينيها تدعوه لها بإصرار فكيف لا يلبي النداء الذي لطالما انتظره، ظن انه سيهلك قبل هذه اللحظه..عجباً لها كيف كانت شموس وهو يقتحمها وكيف جذبته الآن حينما أرادت!
اكبر هزائمه الليله فهو لا يستطيع صدها والرد بالمثل.. بل ستستقبلها اضلاع صدره بسعاده إستقبال الفاتحين..!
خرجت من المنزل صباحاً بعدما أوصت نيفادا واميره والبقيه على وسام، ..
ارتشفت كوب قهوتها في السياره،ماذا ستخسر ان خضعت للعلاج؟، لا شيء!
المهم ان لا تعرف أسرتها بذلك، هي اقتنعت واكتفت بنصيبها مؤمنه حد الرضا بقدرها،
"لم تكن يوماً حالمه..لربما ذلك ما سهّل عليها تقبل ما أصابها"..
ستزورهم خالتها اليوم لم تراها منذ مده هاهي اليوم ستقابلها..هي متحمسه للعوده باكراً لرؤيتها..،
كل يوم تستيقظ فيه تعتبره هديه لذلك هي تبدو سعيده.. وممتنه لله الذي جعلها تعيش لهذا اليوم وتعمل ما يرضيه..
جلست في العياده تنتظر لوحدها الطبيب الجديد الذي سيستلم حالتها، تأخرت الممرضه!!..
مازالت مشغوله بما سيقوله الطبيب ما يقرره ليس مهماً ماعدا العمليه لن تتقبلها مهما حاولوا بذلك..
رن هاتفها لترد/هلا اماني..وعليكم السلام.. بخير الحمدلله، مافي مشكله..اصلاً حابه انزل السوق اليوم..عندي شوية شغلات..
دخل في هذه اللحظات وهو يراها تتحدث في هاتفها،ثم تفاجئ بوقوفها ويتضح اعتراضها...!
شعرت ان هنالك أمر غريب،حاولت اغلاق هاتفها/باي أماني اكلمك بعد شوي
لا يعرف سبب تزمتها من ناحيته،حاول ان يكون عادياً/السلام عليكم
ادخلت هاتفها في حقيبتها وهي ترد/وعليكم السلام!...اظن اتفقنا يكون الطبيب واحد غيرك!!
تنهد وهو يتجه للمكتب ويقلب أوراقه، ويتصنع عدم الاهتمام/صحيح، من قالك اني جاي العياده علشانك؟!..هالعياده لي ولطبيب ثاني بعد، انا بس جاي اخذ ورق مهم لحاله عندي وبطلع ، ارتاحي مكانك الطبيب بقسم الاشعه..
وجودها لوحدها معه يوتره،نبرته غريبه،لن تظل تنتظره هنا..
تحدث وهو يراها تتجه للباب تنوي الذهاب/يعلم الله ما بداخلي نيه سيئه تجاهك، انا بس اهتم زياده بعملي، واظن انتي نفس الشي متفانيه بعملك..
ألتفتت اليه مستغربه مناسبة حديثه وتوقيته/المطلوب؟!
أردف/ان كان إلحاحي على علاجك ازعجك، فطلبك تغييري كان اول فشل اتعرض له من بدأت مزاولة المهنه، لذلك اعذريني ان قلت لك مستحيل انساك.
شعرت بالذنب ولو لثانيه، ماتكرهه ان تكون ذكرى سيئه لأحد ولكن هي مضطره ان تغلق كل باب قد يبعث بداخلها حُب الحياه/طلبي لتغييرك هو شيء نفسي خاص فيني فقط ماله دخل بشطارتك من عدمها، لذلك لا تشخصن الموضوع ولا تدخل مهنيتك فيه..
هنا اتضح معدنها الذي ينبغي ان تكون عليه كما عرفها أول مره، وقف يهم بالخروج ثم توقف قبل ان يخرج وألتفت اليها/شلون وسام؟! عسى ارتاح بعدما كفلتيه عندك؟!
استغربت فهي لم تعلن الخبر ولا احد يعرف سوا اهلها فكيف له ان يعرف؟!..لم تحبذ الاطاله معه اكثر لطالما كانت تقطع دابر كل اتصال يقربها من الجنس الآخر/احسن من قبل..
هز رأسه وهو ينوي الرحيل/اكيد بيكون..اكيد..عن اذنك الدكتور جاي هاللحين..
عادت لتجلس في كرسيها مجدداً وهي تفكر ببذلك الطبيب، لماذا تشعر بالذنب تجاهه، لماذا لا يرتاح هذا الرأس المريض مما به؟!!!
.
،
خرج من غرفة ليال وهو ينظر لهدوء الممر والإضاءات الخافته..ذلك يريحه..الالوان البارده و الهدوء يجذبانه..كل شيء يبدو مرتباً في مكانه وذلك يبعث الراحه لمراكز النظر والتركيز عنده..
اتجه ناحية المصعد كعادته وهو يحمل لعبته التي يعشقها ومتعلّق بها!
ظل ينظر اليه وينتظر متى يُفتح ولكنه تأخر !
إلتفت إلى الجهه الآخرى من الممر ليرى رواد يخرج اليه كعادته من غرفته ولكنه يرتدي تيشرت بلون الاخضر الفاتح ، شعر بسعاده عجز ان يترجمها الى ابتسامه على شفتيه..
ابتسم رواد وهو يراه يقف بوضع طبيعي ، يبدو مرتاحاً في وقوفه،اتجه إليه/صح النوم يا وسام
تحركت شفتيه بشبح ابتسامه لا تكاد تتضح..،
فهمه ورفع يده ليكبس أزرار المصعد/تبي تنزل صح؟! هاللحين ننزل انا وياك ونفطر اتفقنا؟!!
هز رأسه بالموافقه..
،
.
،
.
،
.
الساعه الآن على الحائط تشير للعاشره..
رن المنبه للمره العشرون..لتفتح عينيها اخيراً بخدر شديد وهي تنظر للسقف بذهن صافي من أي شيء لم تستيقظ تماماً بعد. تحركت وانبعثت رائحة عطره المختلطه برائحة جسده..لم يكن بجانبها بل مازالت رائحته عالقه بجسدها!! ،..ماذا حدث؟! هل كانت البارحه حلماً ؟!
حاولت النهوض بخمول لتشعر بتنمل اسفل ظهرها جعلها تسترخي قليلاً وهي تلتفت ليسارها لا احد ولكن الفوضى تعم السرير..
إعتدلت جالسه اخيراً وهي ترى حجم الفوضى،تذكرت ماحدث البارحه وابتسمت بخجل وهي تلملم شعرها المنثور على ظهرها وكتفيها، وتتسائل تُرى متى خرج من هنا؟!
اخذت روبها الابيض المُلقى عند قدميها..ارتدته وهي تربطه من خصرها جيداً..
ثم نزلت وهي تلملم اغطية السرير وتغيرها فوراً..
ابتعدت عن سريرها بعدما أنهت تغيير أغطيته و اعادت ترتيبه ثم اتجهت للتسريحه تريد مشبكاً يجمع شتات خصلاتها، رفعت وجهها للمرآه بابتسامة خجل جعلتها تترك التحديق وتتهرب الى دورة المياه ..
منذ اليوم ستغير حياتها..لطالما غير هو معاملته واعترف بخطأه أمامها بشجاعه جعلته يكبر في عينيها اكثر، مما لم يدع للندم مجال في ان تحركت بعض مشاعرها نحوه،
ستتغير هي في معاملتها له..بالأصل هي غيرتها منذ مده ولكنها البارحه غيرتها فعلياً بجعله يشاركها سريرها..
ذلك المُقتحم بدا وكأنه صاحب حق في كل نفس تتنفسه بل جعلها تشعر بالامتنان لاقتحامه الذي حررها من افكارها التي كانت ضد الاقتران به ، ماذا كانت ستجني لو ضلت صامده شكلياً امام جيش رغباتها وهي مهزومه من الداخل؟!!..
.
،
.
،
.
،
.
مازال مشغولاً بعدم رد عزام عليه..!
لماذا يعامله بهذه القسوه؟!! لن يوافقه فيما طلب وسيُصر على طلب نيفادا ولو تطلب الامر الصبر لسنوات!!!
على عزام ان يفهم انه يريدها حقاً..وليس فقط ليكون محرماً!!
اتصل بأخته لعلها تساعده في ذلك فالوالده لا تصلح لذلك..،اهل عزام يجب ان يحضروا استقباله المعد لمنزله الجديد ولا مجال في التفريط بهكذا مناسبه للتعارف./الوه ..مدى ،اسمعيني زين ....
،
.
،
.
،
اغلقت الهاتف من اخيها وهي تستصعب ما طلب منها..كيف يطلب منها ان تزور الشموس؟!!وان تعزمها هكذا ببساطه؟!!
هي حتى لا تحبذ رؤيتها،و لا تعرف كيف ستكون ردة فعلها لو رأتها...آه تلك خطفت منها حبيبها هي فقط!
لحظات لتصلها رساله نصيه من أخيها يؤكد موعد حضوره تسائلت كيف يطلب منها التودد لمن تعتبرها عدوتها الاولى!!!
وقفت وهي تحاول ان تلتقط انفاسها لتهدئ من إحساسها بالخفقان، لكن الغيره جعلت اطراف قلبها تتآكل !!
،
.
،
.
،
.
انتهت من يوم شاق من الأشعه والتحاليل التي اعتادت عليها وهاهي تنتظر رد الدكتور المعالج لحالتها، ..
جلست تردد بداخلها (رباه انت انزلت السقم فأنزل له الدواء والشفاء)
لحظات ليُنادى بإسمها فتقف وتتجه للعياده بصحبة الممرضه..دخلت لترى دكتورها الجديد/السلام عليكم
الدكتور المعتصم/وعليكم السلام تفضلي اجلسي يا اختي
جلست وهي تسأل ببرود/هاه وش طلع معك بعد انت يا دكتور؟!
تحدث بجديه/انا الدكتور اللي راح اشرف على حالتك وبصراحه انا وافقت على حالتك دي لأنها مثلما قال الدكتور اللي قبلي مش مستحيله
استغربت وهي غاضبه من تقليلهم الغبي من بشاعة مرضها/كيف يعني مش مستحيله وهو ورم خبيث؟!!!
تبسم المعتصم وهو يتحدث وفق اوراق أمامه وضعها وليد/يا اخت ليال لو الورم اللي جوات راسك خبيث ما كان عشتي لليوم دا..! يمكن تعرضتي لخطأ تشخيص.
بتساؤل/وليه مو انتم اللي غلطانين بالتشخيص؟!
استغرب من برودها/ليه انتي مُصّره تكوني يائسه وقانطه ؟! انا اتكلم بناءاً على تقارير الدكتور السابق وتقاريري انا كلها بتأكد ان حجم الورم ما زاد سنتيمتر واحد! مما يعني انه حميد وغير قاتل ولكن مكانه جداً دقيق وحساس لدرجة انه بيأثر على بعض حواسك الحاجه المختلفه بحالتك دي انو لازم نشيل الورم علشان ماتفقدين البصر زي ما فقدتي الإحساس بالمياه الساخنه و البارده!
هنالك بصيص أمل هذا ما فهمته منه، ولكن لا تريد عمليه ولا ان تتعلق بأمل مستحيل/وكيف برأيك راح تتم ازالة الورم؟! دام ان مكانه صعب و دقيق !!
هنا تردد فالعمليه جداً خطيره ..ثم تحدث/العمليه جداً دقيقه وصعبه لكن مش مستحيله
تعرف جيداً ان العمليه مجازفه كبيره/من الآخر ، كم نسبة نجاحها؟!
تحدث بصراحه/نسبة النجاح يمكن اقل من 35%
تنهدت/يعني احتمالية الوفاه اثناء العمليه اكثر من النجاح...العقل يقول ان تركها أولى من المجازفه صح يا دكتور
لم يستطيع الرد، هي محقه تماماً ولكن وليد يُصر على علاجها، ماذا يفعل ليثنيها عن الرفض/انا انصحك بشده انك تعملي العمليه، لانو فيه تقنيه جديده راح نستخدمها لعمليتك و ماراح تكلفنا جراحه كبيره، وانا اتوقع لها نجاح باهر لعلاجك
وقفت وهي تسأل ببرود، لن تخضع لعمليه ابداً/متى الموعد الجاي اذا فيه مواعيد!!انا ماراح اسوي عمليات!!
شعر المعتصم بإحباط تبدو عنيده حقاً، رباه ماذا سيقول لوليد..
،
.
،
للتو إنتهى من اجتماع مع موظفيه قبل السفر، ترك غرفة الاجتماعات واتجه الى مكتبه المجاور لها..
يفكر بتلك التي لم تأتي اليوم للعمل..تذكر ماحدث البارحه، ذلك لا يُنسى أبداً..تذكر اناقة و هدوء اقترابها الذي تبعته العواصف طوال الليل..آه كم تمنى لو بقي بالقرب منها هذا الصباح ليرى وجهها وهي تستيقظ ولكن شيء ما جعله يخرج بهدوء بدون ان تشعر به..
ابتسم لدى رؤية صالح قادماً اليه فدخلا سويةً المكتب..
صالح بلهفه/هااه وش العلم ؟؟ ناديتني بسرعه؟!!
ابتسم وهو يجلس مسترخياً في كرسيه خلف مكتبه/تركد و اجلس، خابرك ثقيل وتكانه يابوهند علامك استخفيت بعد الرساله
صالح وهو يحمل بصدره هم رفضها/الكلام اللي بتقوله لي هاللحين مرتبط بجلوسي او خروجي نهائي من هالشركه
حاول مشاكسته/افااا يابو هند وتفرقنا هالسالفه، ترى الدعوه قسمه ونصيب ياخوك، انا ما استغني عنك في العمل.
صالح بصراحه لم يعتادها بخصوص قلبه/لا يا عزام ،جلوسي هنا كان حلم مرتبط بهند لكن اذا رفضتني بهاجر من الرياض بكبرها
رفع حاجبه الأيسر بعدم رضا، حديثه الصريح عن رغبته بعمته يريحه لطالما انه غير مرارغ و رجل ناضج، وبالاساس هي قبلت به، ذلك خفف قليلاً وجعله يتقبل منه/ماهو بـ لك هالكلام يابو هند!
قاطعه صالح/حب النقا اللي معه خطبه و طلب نسب ماهو بحرام ولا عيب، و تبقى هند عزيزه علي لو رفضتني..
ابتسم اخيراً لابد وان هذا الرجل فعلاً العوض لقلب عمته المدمي/اجل لا أوصيك عليها، حطها بعينك وحافظ على قلبها لا توجعه ، تراها بالحيل غاليه علي وتسوى روحي.
حاول إستيعاب ما يسمعه لكن خوفه من ان يكون فهم بشكل خاطئ جعله يسأل/وش قصدك؟!!..وافقت والا لا؟!!
عزام بابتسامته/وافقت بس ترى للامانه انا ألحيت عليها ، لثقتي فيك يا بو هند، لذلك يا ويلك لو جتني حزينه!
لم يستطيع الرد كل ما فعله انه ضل يحمد الله، ثم إلتفت لعزام وهو يبتسم بإمتنان/الله يبشرك بالخير..والله ماتنضام بنت عبدالعزيز ببيتي و راسي يشم الهوى، ارقد وامن يا عزام
ابتسم برضا/كفو، هذا العشم يابو هند.
مسحت على رأس وسام وهي تبتسم له بلطف/يلا بابا روح مع رواد للحديقه
امسك بيده رواد/يلا وسام مشينا
ام رواد بفخر/شاااطر روادي حبيبي دووم خلك معه وانتبه له مثلما وصتك اختك،و ترى وسام براسه جرح لا توجعه
اجابها وهو يخرج بصحبة وسام/طيب يمه
لحظات لتدخل اميره وخلفها نيفا التي تتعكز خوفاً من ان تضغط على جرحها/خييير يعني حتى وانتي تعبانه ما تخلين اللقافه يا نيفا..وش منزلك من سريرك؟
نيفادا وهي تمد شفتيها كالأطفال/خاالتي نووره ملييت ابي امشي
اميره بضجر/وانا مليت من تنفيذ طلباتها اللي كل شوي
نيفادا بعبوس/معليه يا اميره مليتي مني هاااه، اوريك بعدين، خليني اطيب
اميره وهي تمد لسانها/طزز
ام رواد بهدوء/نيفا يا قلبي روحي لغرفتك وغيري ملابسك وانتبهي تلبسين شي قصير لا شورت ولا فستان البسي لبس سنع، ترى بعد شوي بتجي ام طراد خالة خواتك
نيفادا باعتراض/وش فيه لبسي بالله؟!!!
ام رواد بحزم/ان ماغيرتي لبسك لا عاد تكلميني بزعل عليك و انسي اسامحك
بانصياع تام/خلاص يا خاله بروح اغير بس خلي اميره تروح معي
اميره بتذمر/يالله كل شوي اميره اميره
كتمت ضحكتها/يلا اموره روحي مع اختك، عييب عليكم انتم خوات تحملوا بعض
خرجتا وبعد لحظات رن الجرس الداخلي لتذهب بنفسها تفتح بالتأكيد هذه ام طراد غريب انها اتت باكراً قد قالت انها ستصل وقت المغرب!!
فتحت الباب لتتفاجئ باحداهن تقف، لم تضل صامته بل رحبت/يا هلا
كانت مذهوله من حجم القصر ومساحته وتشعر بالاحباط من داخلها لم تظن و لم يُخيل لها حجم ثراء اهل عزام، ازاحت نقابها وهي تبتسم بمجامله/السلام عليكم ...
لم تعرفها بعدما ازاحت النقاب، ولكن لم تسألها بل التزمت بأدبها فمن العيب مبادرة الضيف بسؤاله عن اسمه عند الباب/وعليكم السلام تفضلي
حاولت تفادي الحرج بالتعريف بنفسها قبل الدخول/انا بنت خال عزام..اعتذر عن جيتي بدون دعوه او حتى اتصال،
تبسمت ام رواد وهي تشير لصالة الاستقبال/حياك الله، تفضلي
دخلت ثم جلست بعدما اخذت منها عباءتها وذهبت لتتركها مع ضيافه عاجله قدمتها خادمه ضلت واقفه في طرف الطاوله، اي فخامه تكتسي المكان، اشخاص يسكنون هكذا مكان لابد وان تكون رؤيتهم ضيقه لمن هم دونهم، هكذا تبادر لذهنها..!
لحظات لتعود إليها ام رواد وهي تجلس/اهلا وسهلاً..بخوال عزام ..
مدى/هلابك ..اسمي مدى
.
،
للتو اخبرتها ام رواد ثم ذهبت...
استغربت وشعرت بالفضول تجاه رؤية اقارب عرفوا عزام منذ صغره، انتهت من اناقتها اليوميه بلمسة عطر ثم خرجت من غرفتها اليوم بدايه جديده لها لذلك هي تضيف كحلاً بسيطاً وتتزين باهتمام فطري يجب ان يراها عزام بشكلٍ مغاير اليوم.. حسناً لتعترف انه لم يكن يهمها يوماً رأي أحد بأناقتها ولكن الآن بات ذلك يشكل فرقاً جميلاً بالنسبة لها.
سمعت صوت طقطقة كعبها المتوازنه وهي قادمه رجف قلبها بخوف،لا تعرف لماذا انقبضت اضلاع صدرها بعد ان لمحتها تقترب وترى اناقتها البسيطه عن كثب حتى مشيتها تدل على ثقه لا تدري هل هي حقاً جميله ام ان غيرتها جعلتها تتصورها اكبر مما يجب!!
تفاجأت وهي ترى ان من أتت هي فتاه مازالت شابه و لا يخفى انها جميله ذات عدسات عسليه..ظنت انها سيده كبيره قليلاً ، ماذا تريد هذه ؟!!!بأي حق تأتي؟؟!! تجاوزت شعورها بالغيره بثقتها وهي تبتسم بخفوت/السلام عليكم
وقفت وهي تراها مقبله عليها لتسلم وتصافحها/وعليكم السلام
ام رواد بابتسامه/هذي يا مدى ،الشموس زوجة عزام ولد خالك
سحقاً كم هي انيقه رغم بساطتها،ابتسمت/اهلين،
الشموس بابتسامه/هلابك تفضلي،
جلست و هي تتبسم بحرج/ادري مستغربين من حضوري بهالوقت وبدون موعد
قاطعتها الشموس وهي تجلس بهيبتها/شدعوه يا مدى إنّا ما نستغرب الضيوف، بيتنا متعود عليهم ومفتوح بأي وقت، خذي راحتك و لا تشيلين هم هالنقطه
تباً كم هي لبقه وتلتقطها وهي طائره/في الحقيقه انا جايه علشان..
رن هاتفها الذي بيدها لتنتبه لإسمه يضيء الشاشه/عن اذنك ارد على هالاتصال بس...
مدى بحرقه داخليه/خذي راحتك
ابتسمت وهي تغلق الهاتف وتقف/المعذره يا جماعه، بروح اشوف عزام وش يبي ماراح اتأخر..
شاهدتها تخرج للقاءه والابتسامه تعلو وجهها، معها حق من لا تهيم بعزام ..من تستطيع الصمود امام رجولته وشهامته قبل وسامته...
ام رواد وهي تستغرب نظرات مدى للمكان الذي ذهبت منه الشموس/تقهوي يا مدى، الشموس شوي و راجعه.
اخذت فنجانها وهي ترتشف منها وتزيد لهيبها الداخلي كلما تخيلت ما يمكن ان يحدث بينهما الآن وتلك بكامل اناقتها،
لا تستطيع منع نفسها من التفكير بما يزعجها !!!
،
.
،
.
،
جلس خلف المكتب ينتظرها على احر من الجمر.. صوتها في الهاتف آراحه قليلاً ولكن مازال ينتظر رؤيتها ليرتاح قلبه تماماً، ماحدث البارحه جعله مشغولاً بها اكثر من ذي قبل، كيف للشموس ان تكون صاحبة مبادره في الاقتراب منه؟!!
اشتم رائحة عطرها ذلك يعني انها بالجوار او اقتربت، مازالت تضع نفس عطر البارحه، لن ينسى ذلك العطر ابداً ارتفعت عيناه الى الباب لحظة دخولها وهي تبتسم برقه ليرحب/اهلا وسهلاً..
اقتربت بخطوات ثم وقفت/السلام عليكم، مو بتسافر اليوم؟!!
ابتسم وهو يراها تفرد وجهها براحه،لم يستطيع فتح اي موضوع معها الآن سوى انه ابتسم لم يقوى على تركها بعد البارحه،تحدث بهدوءه الذي يميزه/قررت أأجل طيارتي لبكرا..
استغربت/ليه؟!
بنفس تلك الإبتسامه/علشان اجي اسألك ليه ما داومتي اليوم؟!!
ابتسمت بعدما فهمت مقصده، نظرت الى اناملها بدلال واضح وهي تتصنع الخوف لتجاريه/آسفه، راحت علي نومه للساعه عشر ما امداني!!
ابتسم وهو يعرف انها فقط تجاريه ثم قدّم لها اوراقاً/دام راحت عليك نومه قبلنا عذرك، بس بالاول تفضلي خذي هذي و زينيها بتوقيعك .
استغربت كانت تفكر بشيء و هو فاجأها بشيء آخر/وش ذا؟!
بابتسامه صغيره/ما جيتي اليوم للعمل فقرر يجي لين عندك.
شعرت بالإحباط قليلاً وبالخجل مما كانت تفكر به وتتخيله، تناست ما كانت تنتظره وهي تلتقط الملف الذي يقدمه لها، ثم مررت عينيها بين السطور مستغربه ما تراه/بس هذا ماهو شغلي يا عزام!!
جمع يديه تحت ذقنه وهو يراها مازالت تقف/صحيح هذا اقتراحي انا بس هو من صميم شغلك، بما ان مؤسستك غير ربحيه وقائمه على تأسيس وادارة المشاريع اللي يكون ريعها للاعمال الخيريه.
قرأت المقترح مجدداً/مؤسسة ايتام التوحد!! كيف طرأت الفكره براسك؟!
وقف وهو يتجه اليها و يداعب سُبحته بين انامله/حبيت اقترح هالاقتراح بعدما عرفت من ليال مشكلة وسام وكيف هو ماهو لاقي عنايه كافيه بحالته وهو يتيم.
أردفت بتفكير واقعي/بس هذا ماهو شيء سهل..الدعوه مو مبنى خاص فيهم والسلام لا ، يبي لنا برامج تعليم و كوادر مدربه،لان هالفئه حساسه مو الكل يقدر يتعامل معهم.
بهدوء/هالشيء ماغفلت عنه، ليال راح تتولا هالمهمه وتعلن عن دورات مجانيه منتهيه بالتوظيف في هالمؤسسه الخاصه بايتام التوحد..يعني اللي اعرفه انها اخصائيه اجتماعيه ولها بحوث ودراسات عن هالفئه
يثير غيرتها في كل مره يتحدث عن اختها، ذلك الشعور البغيض يهينها من الداخل كيف تفكر بهذا الشكل لا يجوز لها ان تغار وهي الشموس،آه تباً للغيره فهي ليس لها كبير أبداً ولا تراعي غرور أحد..!
استعاذت من وساوسها في سِرّها فتلك أختها، ثم رسمت ابتسامة الرضا اخيراً وهي تراه يقف امامها/وش عليه.. واضح انك متحمس جداً للفكره، وليال بتحب الفكره اكيد، مالي مجال اتردد بالقبول
اقترب خطوتين وطبع قبلته على جبينها، ثم نزل الى خدها بقبله اخرى وهو يغزو عينيها بنظراته الناعسه/الله لا يحرمك الاجر.
إبتلعت ريق اللهفه بعد إلتصاقه بها و تذكرت ضيفتها التي نسيتها، لتبتعد خلفها قليلاً/نسيت اقولك،.. فيه هنا وحده من اهلك
ابتسم فهو لا يعرف غيرها اهل ولا عشيره/اهل غيرك؟!
حاولت التذكر لتتذكرها/تقول انها مدى بنت خالك،
وكأنه يسمع إسماً لا يعنيه صاحبه!استغرب حضورها مالذي تريده في منزله/من جدك انتي والا تمزحين؟! هذي مع زوجها بالشرقيه!
رفعت كتفها للاعلى/هذا اللي قالته،جايه و اظن تبي تزور وتتعرف وكذا
مازال غير مصدقاً كيف لم يعد اسمها يعني له شيئاً ترك قبلته على جبينها وهو يهم بالخروج/اجل انا طالع وانتي روحي لضيفتك
استغربت ردة فعله البارده، مع انها ابنة خاله الذي رباه/طيب سلم ولو من بعيد قبل تطلع، هي عرفت انك هنا..!
لم يحبذ سماع صوتها ولا حتى مناوشتها السلام/لازم يعني؟!
رفعت حاجبها/المفروض كذا، ما اشوف في مانع تناوشها السلام، من باب المعرفه وصلة القرابه
آه هي لا تعرف شيئاً تتحدث عن الواجب فقط/طيب يلا قدامي بسلم بسرعه واطلع و راي شغل
ابتسمت وهي تعود لمجلس الاستقبال الداخلي/يا هلا بمدى ..
بادلتها الابتسامه على مضض قد تأخرت كثيراً في الداخل/هلابك
جلست وهي تخبرها/ترى عزام وراء الباب و يبي يسلم عليك
تغير لون وجهها حست ببرودةٍ تلفح خديها مع حراره!، لم تعرف ما تمر به الآن، أيطلب من زوجته السلام عليها! شعرت برعشة يديها/هاه!!
ناداها بصوت جهوري خلف الباب/السلام عليكم يا مدى
سقط فنجانها من بين أناملها بعد سماع نبرة صوته وهو ينطق اسمها،ارتبكت حقاً/...!!
استغربت تصرفها بعد سقوط الفنجان،لتهدئها بابتسامه/ماعليه انكسر الشر،،
ام رواد وهي تعطيها منديلاً/بسم الله عليك
ناداها مجدداً/ في شي؟! السلام يا مدى
ردت بخفوت/وعليك السلام عزام ، كيف حالك؟!
ابتسم وهو يعيد ترتيب شماغه/بخير ولله الحمد، عساك طيبه؟
تنهدت/طاب حالك.
قرر الذهاب/عسى عسى..يلا يالشموس انا طالع وبرجع بدري انتظروني ع العشاء.
ابتسمت وهي تلتقط ما يعنيه لأول مره يخبرها انه سيتعشى بصحبتها/الله يحفظك
ابتسمت ام رواد وهي ترى شموساً اخرى ليست التي تعرف ماهذا الرضا الذي تبدو عليه والابتسامه التي لا تفارقها/سمي يا مدى، تقولين جايه وعندك علم
قررت الحديث بما جاءت به تريد الاتصال بأخيها والخروج من هنا، بعد سماع صوت عزام و جملته الاخيره للشموس التي قصد بها انه لم يعد يهتم بها..وان لديه من تغنيه..!
.
،
.
،
.
،
.
مساءاً
وصلت بصحبة إبنها الى ارض المطار.. انهيا اجراءاتهما ثم خرجا سيستقلان السياره التي ارسلتها ام رواد لاستقبالهما..
إلتفت الى والدته التي تبدو مستاءه/شفيك يالغاليه كأنك زعلانه
نظرت الى ساعتها بتذمر واضح/قلت لهم بجي حزة المغرب وهاللحين بنصلي العشاء ماوصلنا لهم!
بابتسامه وهو يخرج هاتفه ويكتب رساله/كلها من الخطوط..مالنا ذنب بالتأخير بعدين لا تخافين بنات اختك يحبونك واكيد بيعذرونك..
سعدت بمسمى اختها مازالت والدة الشموس باقيه بقلبها/وانا بعد احبهن يا طراد..الله يفرحني بليال العنيده مثلما فرحت بالشموس ..
ابتسم وهو يتذكر الماضي الذي انطوى منذ سنوات..لليالٍ جمعته بإبنة السادسه عشرا، لأيامٍ مضت و للذكريات الطاهره..
استيقظ على نداء السائق/الحمدلله على السلامه وصلنا
نزل برفقة والدته وهو يحمل الحقيبه/يمه تقولين ولد عمهم موجود؟!
ام طراد/ايه موجود..تعال ادخل معي سلّم على بنات خالتك ثم ارجع المجلس
ابتسم وهو يعيد ترتيب شماغه، لطالما كان هذا اجمل طلب سمعه منذ مده..ليدخل بصحبتها..
كان الجميع بالاستقبال وعلى علم بدخول طراد..
،
لحظات لتصل سيارتها قادمه من الخارج..قد ذهبت للتسوق مع اماني بعد موعدها..لزمها بعض الاشياء لغرفة وسام التي تأثثها بجانب غرفتها..
دخلت وهي تنزع نقابها بعجله وتحرك شعرها بعدما حررته من حجابها وهي تتأفف من الجو الساخن/الله يجيرنا من جهنم..
سمعت اصواتاً بالداخل يخالطها صوت رجالي..ليس عزام هذا صوت تعرفه جيداً..!
توقفت مكانها عاجزه عن الحراك وهي تضع اناملها على شفتيها دليل مفاجأه(زين اني ما درعمت)..
ثم تذكرت أمراً مهماً..اعادت ضبط نقابها وشالها وهي تقرر الدخول...قبل ان يخرج عليها الآن ويصادفها وحيده..
في الداخل ..،
انتظر قدومها على احر من الجمر تمنى لو تسأل والدته عنها..حضورها مهم جداً..
ابتسمت ام طراد وهي تسأل بلهفه/اجل وين ليال؟!لي ربع ساعه واصله ما طلَّت تسلم؟!!
كانت الشموس ستجيب لولا أن فُتح الباب ودخلت وهي تلقي التحيه/السلام عليكم..
التفت الجميع للقادمه،التي تضع اكياسها التي بيدها على الأرض..
ابتسمت ام طراد وهي تراها قادمه/يا هلا والله تووني اسأل عنك
اتجهت اليها لتسلم عليها بحراره/هلابك خالتي تو ما نورت الرياض
بسعاده/بنور اهلها، شلونك يمه شخبارك بشريني عن صحتك
ليال وهو تشد على يد خالتها وتتجاهل طراد/بخير ي ريحة الغاليه
الشموس/انتم ارتاحوا وسولفوا براحه مايصير كلنا وقوف كذا
تحدث هو فهي تتجاهله تماماً!!/شلونك ليال؟!
ردت بدون أن تلتفت اليه/بخير...شلونك انت؟
لم يستغرب رسميتها لطالما كانت جاده منذ صغرها/طاب لونك.،
دخل في هذه اللحظات بعدما سمع صوتها ليتجه إليها راكضاً وخلفه رواد..!
استغرب طراد ظهور ذلك الطفل داكن البشره ماسبب وجوده هنا، ما جعله يستغرب حقاً هو عناق ليال له وتشبثه بها..،هكذا أمر يبدو مريباً!!!
حملته بسعاده بل فرحت بقدومه في هذه اللحظات،ذلك الطفل يعرف تماماً انها لا تستغني عنه/هلا ماما اشتقتلك..
ظل محيطاً عنقها بيديه وهو يتشبث بها بصمت..لتفهم ما يريد، قد غابت عنه طوال النهار/يلا حبيبي غرفتنا..رواد هات الاكياس معك وخل الشغاله تجيب اللي برا...عن اذنكم يا جماعه
ام طراد باستغراب،ذلك الطفل غريب وهي تعامله كأم/من وين جاء هالولد ياليال
التفتت اليها واجابتها بسعاده/هذا ولدي وسام..شوي وجايتك يا خاله، انتظروني
ذهبت للداخل و قد تركته مصدوماً مع أمه..!!
تحنحن وهو يُخرج صوتاً من حنجرته/يلا استاذن انا طالع ارتاح بالمجلس وانتظر عزام...
الشموس/كلمته وكلها شوي وجاي يا طراد
انتظرته حتى خرج لتلتفت للشموس بتساؤل فضولي/يا بنت علميني وش جاب هالولد ببيتكم
ابتسمت الشموس وهي تزيح حجابها و تمسك بيدها وتجلسها/اجلسي وبعلمك بكل شيء..
،
.
،
.
،
.
،
.
،
وصلت الى غرفة وسام الجديده وهي ترتب الاشياء بصحبة وسام و رواد الذي بات سعيداً لوجود طفل اصغر منه في المنزل..لم يعد وحيداً..ما جعل وسام سعيداً هو اقتراب رواد منه وتقبله له بشكل كبير..
وقفت متخصره بيديها بعدما رتبت اشياءه بصحبته و كما يريد هو/هاااه وش رااايك يا وسووومه؟!عجبتك الغرفه حبيبي
اتجه اليها وعانقها بشده تعبيراً عن امتنانه.،،
رواد بعبوس/ليه ما خليتيه ينام معي بغرفتي
ابتسمت له وهي تحاول اقناعه/حبيبي مثلما انت لك غرفه لحالك تحط فيها أغراضك بعد وسام لازم يكون له غرفته صح؟
وكأنه اقتنع/ايه بس ابيه يلعب معي
أردفت/اكيد بيلعب معك بس انت تدرس و هو توه صغير مرره مابيه يشغلك عن المذاكره..و بعدين طول النهار تلعبون مع بعض، بس وقت النوم والدراسه تفترقون، اووكي
ابتسم بعدما اقتنع/ااوكي
مسحت على رأسيهما/يلا انا بنزل لخالتي تحت وانتم ألعبوا هنا..
اشار برأسه وهو يقف بجانب رواد بطاعه لأوامرها..
ابتسمت براحه فهو بدأ يصبح مطيعاً حينما ارتاح من اجواء التوتر اليومي..
،
.
،
.
،
بعد تناول العشاء جلسا يتبادلان الاحاديث والتعرف على بعضهما، نظر إليه عزام بعدما قدم له الشاي/ما شاء الله يعني انت باشمهندس يا طراد
ابتسم لتلك الجمله/الله الله..
عاد عزام ليرتشف من الشاي مجدداً بصمت/..
صمت قليلاً ثم تحدث بأريحيه/عاد تبي الصدق يا عزام، من وصفوك لي قلت هذا شآايب، بس ما شاء الله طلعت شباب
ضحك عزام/لا يغرك لو شفت شعر راسي بتتراجع عن كلامك..
طراد/ماعليك الشيب وقار يا رجل، تراني ماني ببعيد عنك حولظ£ظ£
ابتسم وهو يضع كاسة الشاي على الطاوله/اشهد انك بعيد انا قربت اسفط الاربعين يا رجل..
سكت قليلاً ثم ابتسم بسعاده/تشرفت بمعرفتك يا عزام..عز الله ماظنيتك كذا، قلت هاللحين بلقى واحد غثيث ما يرد السالفه، بس اشوى خيبت ظني
اعاد ترتيب شماغه وهو يتصنع الغضب/لا شكلي بقلب رسمي وبطردك هالليله
استرخى طراد بجلسته/معاد يمديك يا رجال..
نظر الى ساعته بابتسامته/يلا اجل اخليك ترتاح وتنام ، وانا بعد وراي سفره بكره محتاج انام بدري خذ راحتك يا طراد
اعجبته روحه وبساطة معرفته وعدم تكلفه/اي والله جبتها انا بعد دااايخ ابي النوم ،من بدري صاحي..
وقف وهو يُخرج هاتفه/اجل تصبح على خير،
ارتاح بعد معرفته بعزام، ذلك ازاح عنه عبئاً كبيراً..
.
،
.
،
وقفت من بينهن بعدما تلقت اتصاله..لترد وهي تقف بعيداً/هلا عزام
على الطرف الآخر، كان متردداً/هلا الشموس..ا...
استغربت صمته المفاجئ/عزام تسمعني؟!
قرر الحديث/انتي عارفه ان ولد خالتك بينام فالمجلس، يعني صعبه انام هناك..و وراي بكرا سفر ومحتاج انام بدري
فهمته وغضبت مما فهمته،أكان ينوي ان يعود للنوم بالمجلس جدداً بعدما حدث ليلة البارحه؟!!/الطريق للغرفه مافيه احد تقدر تدخل.
اغلقت الهاتف بعدما اخبرها انه قادم لتعود لخالتها وهي تقبل رأسها/يلا انا مضطره اترككم تصبحون على خير
ام طراد/تو الناس اجلسي شوي معنا
بخجل/عزام يبي يروح ينام، بوصله الغرفه وبشوف وش يبي واجيكم
ابتسمت هند وهي تفهم ذهابها المبكر و غير المعتاد/ابداً لا تجين، اصلاً تأخر الوقت وكلنا بننام والصباح رباح، عندنا وقت نجلس مع بعض ونسولف
ابتسمت لعمتها وهي تقرر الذهاب/طيب، تصبحون على خير
ام طراد بابتسامة رضا/و انتي بخير
.
،
.
،
دخل الغرفه ليتفاجئ بترتيب غير البارحه، مفرش جديد و اضاءه بارده عند الشرفه تضفي نوع من الاسترخاء مع برودة الغرفه و رائحتها الفاتنه..نزع شماغه ووضعه على الصوفا في طريقه للشماعه، يريد خلع ثوبه..
دخلت في هذه اللحظات وهي عابسه!!
استغرب عقدة حاجبها/فيك شيء؟!
اتجهت للصوفا وهي تلتقط شماغه/ليه ترميه هنا وانت رايح اصلاً للشماعه؟ ومعلق ثوبك !!
اكمل خلع ملابسه بخلع فانيلته ليقف عارياً بابتسامه جانبيه/تحمليني ماتعودت على الترتيب لهالدرجه.
ابتسمت وهي تبادله النظرات وتتجه للخزانه وتخرج له منشفه و روب استحمام خاص به ثم تعود إليه وتقدمها لها/خذ هذي علشان ما يلفحك البرد وانت طالع من الحمام.
عبس وهو يرى الروب/لا ماحب هذا
وضعته في يده بإصرار/ما سألتك تحبه والا لا؟! انت بغرفتي بتنفذ قوانيني والا روح المجلس مع طراد.
عقد حاجبه يمثل الغضب/تبتزيني يالشموس؟!!
رفعت كتفيها للاعلى وهي تبتسم بشقاوه وتتركه وتتجه لمرآتها/سمها ما شئت، يلا روح حمامك.
ابتسم اخيراً وهو يترك مكانه ويذهب للحمام .. توقف وهو يرى اهتمامها بادق التفاصيل.. في كل شيء وضعت اثنين.. حوض الاستحمام جاهز بماءه الدافئ و رائحة الورد المنثور تفوح ..مجموعة استحمام رجاليه بجانب مجموعتها النسائيه هذا يؤكد انها مهتمه به حقاً.. شعر بشيء يدفعه للابتسام لوحده..لم يشعر بهكذا اهتمام طوال حياته..!! كان آخر من اهتم بشامبو شعره هي والدته..!
يالسحر اقترابها منه، الذي جعله يشعر بأنه لم يكن على قيد الحياه قبل ان تبتسم له!!
مسكين قلبه ذلك الطفل المحروم الذي بداخله،اي لمسة اهتمام تجعله يخرج على تصرفاته!!
،
انتهت من تغيير لبسها منذ دقائق وظلت تنتظره في السرير، وهي تتصفح هاتفها.. قد تأخر في دورة المياه!! وقفت وهي تذهب للبحث عن الشاحن هي متأكده انها اعادته للدرج..
لحظات ليخرج إليها متخصراً بالمنشفه عارياً من اعلى و تتضح عضلاته المفتوله لتعبس/مو قلت لك لازم تلبس الروب؟!! ليش انت عنيد كذا؟!
ابتسم وهو يتجه للصوفا ويرتدي ما وضعته له/معليش عديها هالمره ..
إلتزمت صمتها و اتجهت لأخذ كريم ترطيب ليديها حاولت ان تغض بصرها وهو يلبس..مهما بلغت من الجرأه لا تستطيع السماح لعينيها براحة النظر..
اتجه بدوره للسرير وهو يسترخي اخيراً/يازززين النوووم
التفتت اليه مستغربه وهي مازالت تقف بعيده عند مرآتها/مادري لييه تكره النوم ببيجامه!!!انا جايبه لك مجموعه وحاطه لك وحده عالصوفا علشان تلبس، ليش انت فوضوي كذا
تذكر الماضي في شقته مع اصحابه/عاد تصدقين ان هالفوضوي اللي تسبينه،، مسمينه الشباب بالشقه النظامي..لانه مسبب لهم ازمة ترتيب ونظافه
ميلت شفتيها وهي تعود للسرير مجدداً/الله والترتيب اللي تعرفونه يالشباب !
تحدث بابتسامه/بعدما شفت غرفتك وترتيبك عرفت اني كنت بغفله، بس العيب من الشباب كانوا معطيني اكبر من حجمي
ابتسمت أخيراً.. يريحها بعفويته بالحديث...
استغرب جلوسها حتى الآن عند طرف السرير، مازال ينتظر اقترابها/انتي بتنامين عندك وانتي جالسه؟!!
توترت من الخطوه القادمه، اقتربت من وسادتها وهي تسحب غطاء و تضع رأسها على وسادتها أخيراً.. شعرت ببرودة قدميها.. ويديها.. تكاد تتجمد الآن..!!
إلتفت اليها و ضل يتأملها عن كثب يتضح تهرب عينيها وخجلها رغم انها تحاول ان تُجري الامور طبيعيه، الليله هو حقاً يشعر بدفء لم يشعر به طوال حياته،..
اقترب منها بصمت و فتح ذراعها بهدوء ليتوسده كطفل ويعانقها..
اراد ان يتنفس الهواء من بين عنقها وكتفها وان يناغي قلبه نبض قلبها، اراد ان يسكن بدفء جسد يأمنه على روحه، هذا كل ما يريده من العالم الآن..
استغربت تصرفه..شعرت وكأنه طفل يبحث عن الامان اكثر منه زوجاً يطمع في جسدها..احاطته بذراعها الآخر وهي تغطيه بالاغطيه..وكأنها تفهم ما يريد وتقرأ حركاته.. هو طفل بين يديها الآن ليس ذلك الرجل مفتول العضلات، صاحب الاقتحامات والقوه المفرطه..هو في اضعف حالاته الآن بين يديها ولكنه في اشد اللحظات اقتراباً من قلبها ونفسها!!!
،
.
،
،
.
في المجلس الداخلي..
إلتفتت لتلك الصغيره التي تجلس مكانها ولا تتحرك منذ بداية السهره،بدت متغيره عليها/شلونك يا نيفادا؟كيف دراستك؟!
تكره الإتيان بسيرة المدرسه، حاولت الابتسام/الحمدلله كل شيء تمام
ام طراد/سلامات شفيها رجلك طايحه عليها؟!
حاولت ليال تلفيق ماحدث قبل ان تتحدث الصغيره/حادث بسيط عدى على خير
نيفادا لاحظت غمزة اختها لتبتسم بعدما فهمتها/ايوه حادث، بس الحمدلله هاللحين احسن
هند وهي تلتفت الى ام طراد/يلا يا منيره قومي معي اوصلك غرفتك علشان ترتاحين والصباح رباح..واضح انك نعستي
وقفت معها وهي تأخذ حقيبة يدها الصغيره/اي والله قلتيها،
ذهبن لتتبعهن ام رواد واميره...
لاحظتها ليال صامته..و جالسه طوال الوقت، وهذا غريب على نيفادا، لم تتحدث معها بعد الذي حدث اخر مره، تركت هذه المهمه للشموس،..
لاحظت نظرات ليال لها لتبتسم/مضيعه شي بوجهي؟!!
ابتسمت ليال وهي تراها تتحدث كأخيها/وشو اللي مضيعته بوجهك؟!!! نيفو يا قلبي، متى ناويه تكبرين انتي؟
استرخت في جلستها بعدما إلتقطت جهاز التحكم و بدأت بتصفح قنوات التلفزيون/وليه اكبر؟!..انا كذا مبسوطه
ليال بجديه/مجبوره تكبرين..يعني لا تقولين لي ان الموقف اللي صار لك ما كبرك وخلاك تشوفين الدنيا بزاويه ثانيه، وخلت ثقتك تهتز.
بلا مبالاه/ماحب اتكلم عن شيء يزعجني
تعرف انها تعرضت لصفعه قويه بعد خيانة رفيقتها وهذا ما يتضح عليها ولكن يجب ان تنبهها من تركي بشكل غير مباشر/فيه نصيحه واحفظيها من اختك اللي اكبر منك بسنوات..لا تثقين برجل مهما ارتحتي له،
التفتت اليها نيفادا وهي مستغربه جديتها في الحديث/انتي من صدقك تقولين لي هالكلام؟!! وش مناسبته؟!!
أردفت ليال بعينين لامعتين وقلب موجوع/مو لازم انتظر لين اشوفك متورطه علشان أبدأ انصحك!!..
ضلت تسمع و عينيها تركز في شاشة البلازما...،
أردفت ليال بإهتمام/انا اختك واخاف عليك، طبيعي بنصحك ، لا تسمحين لأحد يستغل صغر سنك ويتقرب منك او يكذب عليك بوعود وهميه ويمثل انه يحبك! ..خليك ذكيه لا تكونين مجرد تسليه لأحد.
اعتدلت في جلستها وهي تلتفت إليها مجدداً/تطمني ماراح اخلي احد يضحك علي مره ثانيه، انا ماني غبيه لذيك الدرجه بس انتم حاولوا تفهمون اني ما عدت صغيره!
شعرت ليال بالاحباط،فجملتها الاخيره تعني أنها مازالت صغيره حتى تستوعب ما نصحتها به، لتبتسم لها/يازين اللي كبرت..
تعرف انها تسخر منها/يالله منك يا لياااال!!
رن هاتفها لم تستغرب رنينه هذا الوقت لابد وانها احدى الرفيقات،رفعته من الطاوله تريد ان ترد..
قاطعتها ليال غاضبه/تردين هالوقت على اتصالات!،من هاللي يتصل؟!
ابتسمت وهي تجيبها/ماتعرفين صديقاتي،يتصلون اي وقت يقومون فيه،اذكر ان دانه تقول نبي نزورك،خليني اشوف من الرقم مو مسجل
ليال بحزم/لا تردين
رفعت حاجبها وهي تفتح الخط وتجيب بعنادها/ألوه..
على الطرف الآخر بصوت اذابه التعب وكبر السن/السلام عليكم يا بنتي، اسمحيلي لاتصلت بهالوقت
استغربت/وعليكم السلام..من انت؟! ووش تبي؟!
المتصل/انا يابوك مستحي من الاتصال هالوقت بس لو ماهو ضروري ما نثرت ماء وجهي واتصلت، انا ابو رهف صديقتك
احتقن وجهها غضباً لترد بصرامه/ماعرف وحده بهالاسم!
استغربت ليال وهي تشير اليها ان تعطيها الهاتف ولكنها ترفض..
نطق برجاء يذيب القلب/نيفادا يا بنتي تكفين، ترى رهف بين الحياة والموت..طلبتني طلب اخير، تبي تشوفك
شعرت بالحزن وهي تسمع نبرة البكاء في صوته، لم تحبذ ذلك ابداً، لماذا تضع رهف والدها بهكذا موقف/شفيها رهف يا عم؟!
رد بوجع/الله العالم بحالها يا بنتي بس تكفين حاولي تجين باقرب فرصه، البنت منهاره وحالتها حاله، ماعلى لسانها غيرك..يمكن اذا شافتك تطيب ، انا مالي غيرها يا بنتي.
انخرست وهي تبكي بصمت مع جرح خيانتها الذي لامسه هذا الاتصال..لترد بعد إلحاحاته/خلاص يا عم ان شاء الله ازورها بكرا..
انتظرتها ليال حتى أنهت المكالمه/شبلاها رهف؟!
تحدثت وهي تحاول ان تكفكف دموعها/ابوها يقول انها بحاله خطيره وتبي تشوفني
استفسرت/بتروحين؟!
هزت رأسها بالنفي/طبعاً لا..ماني طايقه اشوفها
سكتت ليال وهي تتنهد وتفكر من جانب آخر، لتتحدث بنبره أقل حده واكثر شفقه/يمكن هذا اخر طلب لها وإلا ماتصل ابوها هالوقت!
لم تعلق مازالت تشتعل من الداخل..رهف احرقت جزءاً من البياض الذي بداخلها حتى بات قاتماً بلون الدخان..!
.
،
"
.
،
صباحاً...
انتهى من لبسه و اخرج جواز سفره يتأكد من وجود التذكره معه..ثم وضعها في حقيبته..سمع صوت انفتاح الباب ليلتفت واذا بها تدخل وهي تدفع عربة طعام صغيره/ليه جبتيه هنا كنت بطلع افطر مع طراد
ابتسمت وهي تصل للطاوله وتبدأ بسكب الشاي/طراد للحين نايم وبدري عليه ،ناظر الساعه ظ§
جلس وهو يأخذ منها كاسة الشاي ويرتشفه/يسلم هاليدين، والله ماتوقعت ألحق افطر..الحمدلله بفضلك ما راحت علي نومه
اخذت رشفه من كاستها/الفضل لله، بعدين انا متعوده اصحى بدري.
بدأ في افطاره والصمت يعم الجلسه..
تسترق النظرات إليه وكأنها تريد حفظ ملامحه قبل سفره!
سيسافر وحده كم تغار ان يكون بدونها!
ذلك الشعور الذي بدأ بالظهور على سطح مشاعرها، ويشعل الثوره في قلبها و لكنها تقمعها في تصرفاتها بكل دكتاتوريه!
يشعر بنظراتها التي تراعيه، لينظر لعينيها ذات السواد الحالك..كم تثير فضوله حقاً تلك العينين ؟!!
خجلت من عينيه /عزاام لا تناظرني كذا
ابتسم لجمال خجلها الذي لم تحجبه قوة شخصيتها، ليتذكر زيارة مدى البارحه/ما قلتي وش صار البارح بزيارة بنت خالي
عادت لترتشف من كاستها،وهي تتذكر ما حدث/عزمتني للعشاء اللي مسوينه لنزول بيتهم بالرياض،، تعال انت ليه ما قلت لي عن نزولهم الرياض، كان سويت معهم الواجب!
كلما يتذكر ما فعله قاسي يستضيق محيطه ويصاب بالخيبه، لكن هاهو لم يستسلم ليبعث اخته تتعرف بأهله/ما صارت مناسبه اقولك..طيب بتروحين انتي؟
استغربت سؤاله، كان يجب ان تسأله هو هذا السؤال/مادري ..يعني اذا انت وافقت ماعندي مانع اروح، حق وواجب بالنهايه هم اهل خالك.. ومدى ألحت لحضوري انا و خواتي وزوجة ابوي وعمتي هند
صمت وهو يفكر بمدى وبقدومها لمنزله، لم يغيب عن باله سقوط فنجانها البارحه، يعرف أنها تعشقه وعشقها كالشمس لا يحجبها غربال، فقد أسمت طفلها بإسمه وهو أيضاً قد أوفى لها واحرق سنيناً من عمره في انتظارها.. من الغريب ان تأتي بنفسها لمنزله، كيف عرف زوجها بذلك ولم يعترض!!
استغربت سرحانه المفاجئ لتنبهه/عزام...عزام!!
انتبه اليها أخيراً ليلتفت صوبها/هلا؟
بفضول/وين رحت؟!
وضع فنجانه ووقف بانزعاج من ذكرياته التي شوهت بداية يومه/انا طالع ابي ألحق عالطياره..سلام
وقفت معه وهي محتاره من تقلبه فجأه/طيب ما قلت اروح والا لا؟!
يجب ان يسيطر على مشاعره وان لا ينساق خلفها، فالتي تزوجها ليست قليله ليتجاهلها، عاد إليها مبتسماً ينوي وداعها بشكل يكفّر به خطيئة تفكيره بغيرها وهي امامه ،طبع قبلته على جبينها وهو يداعب خدها/روحي محل ماتبين، انا راضي عليك وواثق فيك..كل اللي ابيه منك انك تنتبهين على نيفادا تكفيين.. ودعواتك
تمنت ان تبادله الاهتمام ولكن لم تعتاد السخاء بمشاعرها و لم تعتاد بعد لوجوده الذي ترتاح له.. لتكتفي بابتسامه صغيره/الله يحفظك.. انتبه لك واتصل بي اول ما توصل هناك
كانت تلك الكلمتين كفيله بصنع يومه، وتنسيه همه، ان يوصيه احدهم على نفسه ويحرّص على ذلك،ابتسم وهو ينحني ويقبل خدها ثم خرج مستعجلاً بصمت....،
ابتسمت من قبلته الاخيره وهي تلمس خدها بأناملها، وتتأمل الباب الذي خرج منه .. سيذهب ويطيل الغياب لاسبوعين كاملين..كم هي مدةٌ طويله!!
،
.
سيغادر اليوم هذه الرياض..
لطالما ظن انه لن يخرج منها ولن يسافر ابداً، لطالما كان السفر مجرد حُلم يراوده..ولكن الغريب ان هذا الحلم لم يعجبه حين تحقق،فهو ليس مُخير في هذا السفر إنما مُجبر..! "لربما من الجميل ان تضل بعض الأحلام، أحلاماً!!"
.
،
.
،
شعرت انها اليوم افضل من الايام الماضيه..
رغم انها لم تنم جيداً ليلة البارحه وهي تتذكر صوت والد رهف الذي كان يرتجف وهو يحادثها في الهاتف،
تركت سريرها وحاولت ان تمشي بخطوات اوسع..تريد ان تعود لطبيعتها، ذلك الجرح أخذ كثيرا ليطيب..!
اخذت هاتفها وهي تقرر ما تنوي فعله، لكن تفاجأت برساله في الواتساب من رقم لم تحفظه!
[صباح الخير نيفادا..
كيف صار جرحك؟]
هذه ليست من رفيقاتها بما أنها كتبت "نيفادا"!!
كادت تتصل ولكن وردتها رساله من نفس المحادثه..جعلتها تبتسم
[معك ..قاسي]
لترسل له بحماس: [قاسي!!
صباح النووور.]
ليرد بسرعه: [تعرض لك عزام ...ضربك؟!]
ابتسمت وهي ترد : [ لا ]
دخلت بهذه اللحظات ليال وهي تبتسم لابتساماتها/صباااح الررضااا
اضطرت ان تغلق المحادثه والهاتف وترد على ليال/صباح النور، اشوفك زايرتني اليوم مو من عادتك
اتجهت اليها وهي تمسك بيدها/انا طالعه ازور نايف، تروحين معي نشوفه ..ومنها تزورين رهف
هي فعلاً غيرت رأيها و تشعر برغبه للقاءها/تصدقين عاد ..ودي اشوفها..البارح ماخلاني تفكيري فيها انام
ابتسمت لها/برافو عليك يلا وانا بكون معك....وانتي من زمان ما زرتي نايف بعد لازم ما نقطعه حبيب قلبي
.
،
.
،
.
،
توقف عند الإشاره التي تضيء بالأحمر وهو ينزع عن رأسه الكاب وهو يقذفه جانباً في المرتبه الجانبيه من غضبه ..لماذا خرجت من المحادثه فجأه!!
بل الذي جعله يُصر على الزواج منها، هو أنها ردت عليه بلا تردد حينما عرفت اسمه..
لا يعرف مالذي دعاه لفعل مثل ذلك ولكنه سيحاول ان ينتزعها من عزام بطريقته الخاصه..!
لم ترد عليه بشأن الدعوه ..
تُرى هل ستحضر غداً أم لا..؟!
.
،
.
..:
لم تصدق ما سمعته من الشموس/انتي اكيد تمزحين!!
شعرت بخيبتها/يا عمه والله كانت طيارته بدري، ما رضى اصحيك من نومك
بنبرة عتاب واضحه/كان ما رديتي عليه وجيتي تصحيني، شلون يسافر ومايوادعني؟!
ام طراد بابتسامه/يا بنت الحلال بيتصل بك اذا وصل لا تكبرين الموضوع،حسستيني انه مهاجر
صمتت وهي تأخذ فنجانها وترتشف منه بصمت، لا احد يعرف بمكانته بقلبها، عزام الذي يحترمها كأمه بات الأمل بات كل شيء بعد خيبتها بولدها..لم تظن انه سيسافر بلا وداعها،
شعرت بالذنب وهي تراها بهذا الصمت/عمتي خلاص عاد كلها اسبوع ونص اسبوعين بالكثير وراجع ان شاء الله
وقفت وهي تستأذن/ان شاء الله ..عن اذنكم انا رايحه اشوف ام رواد.
راقبتها حتى ذهبت لتلتفت الى الشموس/عمتك بالحيل متغيره، شبلاها وكأنها كبرت عشر سنين؟!
تنهدت الشموس وهي تتذكر ما تعرضت له عمتها في الفتره الاخيره، حاولت تغيير الموضوع/اتركك من عمتي هند مافيها الا العافيه،وكلميني عن بينه وصمود و هشام وعيالهم من زمان عنهم..
ام طراد/ماعليهم بخير و كل منهم لاهي بعايلته وبينه..العلم كله عند طراد اللي شيب راسي
استغربت/ليه عسى ما شر؟!
أمالت شفتيها بعدم رضا/تدرين انه من سن الـظ،ظ¨ مسافر مع اخوه هشام لامريكا ودارس هناك
ابتسمت/وإذا يا خاله؟!
عدلت حجابها وهي تتحدث/الولد معاد تعجبه شيخه بنت عمه، اول ما رجع كنسل الخطبه الله كان خاطبها ابوه الله يرحمه
استغربت/وليه؟!
ام طراد/لا تنشدين ليه..قولي وش صار، عمانه كلهم زعلوا، وصارت مشاكل..لولا عقل هشام الله يخليه لي والا كان تذابحوا..اخوان شيخه ماهم قليلين شر بس ماسكهم ابوهم.
فكرت فيما حدث بشكل سريع/والله من جد مشكله.
ام طراد بحزن/والله كسرت خاطري شيخه انتظرته سنين..المسكينه وصلت ثلاثين وهي تنتظره، ما رضيت باللي سواه ولدي
لم تستطيع التعليق هي حقاً قضيه معقده، لربما كان طراد قد ظُلم بالخطبه في البدايه ، ولكنه قد قبل بها وجعلها تنتظره، لماذا طلب انهاء الارتباط الآن بعد كل سنوات الانتظار وبعدما صافحت الثلاثين من العمر!!
،
.
،
.
،
.
،
وقفت تداعب شعره وهي تتحدث معه بابتسامه تشوبها دمعه/طال غيابك ياخوي،متى بترجع؟!..انا عندي أمل برجعتك، ادري انك اقوى من اي شيء،
تأثرت من حديثها وهي تراقبها، مسحت دمعتها وهي تربت على كتفها/الأمل بالله ، لا تنسينه من دعواتك
صدت عنه لتبتعد وتخرج وهي تبكي بصمت، رؤيتها له بهذا الوضع تُضعفها، فهو قد كان مصدر قوتها و اعتزازها والآن هو طريح فراش بلا حول ولا قوه..
اعتصرت حزناً من ردة فعل نيفادا لتنحني وتطبع قبلتها على رأس أخيها وهي تقرأ عليه آية الكرسي وما تحفظ كعادتها في كل مره تزوره فيها..
،
ضلت تبكي بصمتها في كراسي الانتظار، شعرت بوخز خفيف في جرحها ولكنها تجاهلته وهي ترى خروج ليال من غرفة أخيها..
ليال وهي تمد يدها لها/نروح؟!
وقفت وهي تذهب معها...
.
،
.
،
.
باتت افضل من ذي قبل بعد ان تداركوها الاطباء اثر محاولة انتحارها التي لم يكتشفها احد..!
الايام بالنسه لها مثل بعضها لا شيء يُذكر، المعاناه الحقيقيه ستبدأ بعد خروجها من المستشفى واصطدامها بالمجتمع!..
الجميع يعرف انه قد اُعتدي عليها..الحادثه شهدها كل افراد الحي والجيران!
لم يعد هنالك امل في أن تعود لتعيش كالسابق فتاه هادئه..
معها حق نيفادا حينما ترفض لقاءها،هل تظن أنها ستأخذها بالاحضان بعد فعلتها الخسيسه بحقها، وان كانت مرغمه، كان يجب ان تخبرها منذ البدايه أن اخيها لا يريد لها خيراً..وأنها ليست كفؤاً لأن تكون صديقه ابداً..
سمعت طرقات باب غرفتها ظنت أنه والدها الذي ذهب للصلاه../تعال يبه
دخلت ليال وهي تزيح نقابها،وبوجه خالٍ من التعابير/السلام عليكم
اعتدلت في جلستها وهي تحاول لملمت شعرها، لطالما كانت ليال ذات هيبه في حضورها ونظراتها الحاده/وعليكم السلام..ليال..!!
إلتفتت الى الباب وهي تناديها/ايه ومعي نيفا بعد نيفاا تعاالي.
ابتسمت بإمتنان وهي تراها تدخل بكامل صحتها/نيفو!
نظرت اليها بطرف عينها وهي مازالت تقف عند الباب/
كادت تنزل من سريرها لتتقدم اليها ولكنها توقفت بعد صوت نيفادا"مكااانك لا تقربين"
نزلت دموعها غزيره/نيفو تكفين سامحيني انا ماكنت ابي ..
قاطعتها بحزم/قلتي لأبوك ان عندك كلام مهم لي، واتصل بي يبكي على هالاساس جيت.. اذا ما فيه شي غير الاعتذار انا مضطره امشي
استغربت جديتها وجفافها معها، نيفادا لم تكن هكذا معها من قبل/نيفو.. اسمعيني بقلبك، لا تحكمين علي باللي صار انا مابي اخسرك
ردت بغضب/وتتشرطين بعد؟!!..انا قطعت علاقتي بك بدون شوشره ،ما اتصلت بك وما حاولت أحتك فيك..تناسيتك وكأنك ما كنتي، لا فكرت بك ولا بانتقام او زعل، انتي سقطه ابي انساها وبس مابي منك اعتذار او شيء بس لا توريني وجهك
انهارت باكيه/نيفو بس اسمعيني، انا ما بقلبي لك حقد ولا غل مابي أأذيك وعمري مافكرت بهالشي، انا انجبرت تحت ضغوط الله اعلم فيها ومع ذلك ما استسلمت انا اتصلت بعزام وهو لحق عليك والحمدلله
ليال وهي تمسك بيد اختها وتضغط عليها لتلين/نيفو ماراح تخسرين شي لو سمعتيها
سحبت يدها من يد ليال وهي تبتعد عنها/كيف ما راح اخسر شيءوانا فقدت ثقتي بشيء اسمه صداقه، و لعنت طيبتي مليون مره..تعرفين شعور الخيانه؟!شعور انك كنتي مستغفله و صديقتك تستغبيك؟! ماراح تعرفين هالمشاعر لانك خاينه، ماراح اضرك يا رهف لكن ماراح ابداً اسامحك.
خرجت غاضبه ،لم تنتظر حتى ليال التي لحقت بها..
كانت تمشي على عجل.. ثم توقفت تلتقط أنفاسها، لم تنتبه أنها باتت تقف في الشارع على طرف الرصيف.. حتى توقفت أمامها سيارة أجره ترددت في الركوب ولكنها ارادت الذهاب بعيداً الآن..
اتجه لسيارته وهو يلحق بها، سيرى الى اين ستذهب تلك المتمرده..
شيء بداخله يغلي وهو يراها تخرج وحدها بدون اختها وتستغل سيارة الأجره وحدها..قرر تتبعها، اللعنه كم مره سيتتبعها كظلها،..
سيرى اين ستذهب، تمنى لو كان باستطاعته انتزاعها من تلك السياره ولكن هنالك زحمة سير..
استغرب اتجاه السياره الى ناحية منطقة الشاليهات!!.. سحقاً الى اين هي ذاهبه في هذا الوقت؟!!
.
،
امرت سائق الأجره ان يقف امام شاليه كبير.. لتحاسبه قبل ان تنزل.. لاحظته يلمس يدها بتعمد بطريقه اشعرتها بالاشمئزاز، نزلت مسرعه بدون ان ترد عليه ولو بكلمه واحد لم تعتاد على هذه المواقف فهي لم تركب الاجره في حياتها..
فتحت حقيبتها على عجل وهي تستغرب وقوف سائق سيارة الاجره ونظراته المقززه لها.
أربكها وبث الذعر فيها وهي تلعنه بداخلها ،المنطقه هنا خاليه ضربت باب الشاليه ليفتح لها العامل الذي يعمل فيه ولكن لم يفتح ، سحقاً اين ذهب..لم تعرف ان الجميع قد سرحتهم الشموس ولم تعين بديلاً لهم!!
شاهدته يتقدم إليها ويحاول الاقتراب.. ستنهار حتماً تذكرت ماحدث هنا قبل فتره، لماذا يقترن هذا المكان بما يزعجها بعدما كان مصدر سعادتها/ان قربت مني يا ويلك!
ابتسم وهو يرى خوفها منه/مافي خوف، انا واااجد كويس
اوقف سيارته التي اصدرت صوت الفرامل المزعج لينزل وهو غاضب ويتجه ناحية السائق ذو الجنسيه الاسيويه/خيييرر خيييرر
إلتفت اليه السائق بخوف وهو يراه بلباس الجيش، ابتلع ريق الذعر/سيرر..!!
لم يدع له فرصه للحديث لينهال عليه بالضرب..
اخذت بالانكماش والابتعاد وهي تكاد تلتصق بالباب.. لم يرحمه أبداً، كان قاسياً بشكل لم تعهده!!!
اي المواقف البشعه التي ترمي هذا الرجل في طريقها...
التفت اليها وهو غاضب/وش جابك هنااا هاااه وس جابك
تماسكت أمامه، هي لا تخافه قد اختبرته قبل ذلك وكان كأخيها تماماً، ولكن ذلك لا يمنع انه تجاوز حدوده بتتبعها/انت اللي و جابك وراي؟! لا يكون تراقبني وانا ما أدري؟!!!.. كونك ساعدتني مره ما يعطيك الحق تتبعني أبداً
ضل يسمعها حتى انتهت، الويل لها... كيف ترد عليه هكذا بكل وقاحه وبلا شعور بالذنب..؟!!!
،
يتبع...،