رواية ما وراء الغيوم الحلقة الثلاثون 30 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية
رواية ما وراء الغيوم الحلقة الثلاثون 30 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية |
لقراءة باقي حلقات رواية ما وراء الغيوم كاملة بدون ردود - الأرشيف - للكاتبة رشا الخيالية : اضغط هنا
رواية ما وراء الغيوم الحلقة الثلاثون 30 مكتوبة البارت الثلاثين كامل بدون ردود للكاتبة رشا الخيالية
↔
30))ما وراء الغيوم..
.
نقف على نوافذ المشاعر متلهفين،
تغرينا الكلمات الماطره على مهل،
و يعمينا بريق الأمل الذي كان يوماً يواسينا!
يزداد المطر مع تلبد الغيوم..
حتى غرقنا بالوهم..
لم نكن نرى شيئاً..
قد أعمانا بريق الأمل!!
......
.
.
.
.
.
خرج منها و نزل من المصعد وهو يتجه ناحية الاستقبال لتسديد المستحقات ويوصي الطبيبه على زوجته..
لم يجد احداً لابد وان الموظف انشغل باتصال...اتجه لغرفة الطوارئ القريبه لعله يرى موظفاً يسأله..ليلفته وقوف تلك امام مجال نظره!! ...
يستحيل ان لا يعرف عينيها البرّاقتين من بين ألف عين، تبادرت له تلك الايام الخوالي/مها؟!!
فرحت بأنه لم ينساها بعد ، ذلك يرضي غرورها المجروح، اجابته بصوت تشوبه البحه/عذاب مها!!
لا يخفي انه يشعر بالبعثره الآن لا يعلم لماذا اقترب ولماذا نطق اسمها بدون تردد بعد كل تلك السنوات وهي ايضاً تبدو مازالت تتذكر/عسى ما شر..ليه هنا؟!
اشارت للسرير الذي خلفها/عبودي مريض حرارته مو راضيه تنزل، شوفت عينك..ماله غيري بعد الله،
اوجعته تلك النبره وهو يشيح بنظره لذلك الطفل الجميل..لعله اجمل طفل رآته عينيه، اتجه إليه بهدوء لا يعلم مالذي قاده إليه، مد يده ليداعب شعره الكثيف بأنامله..شعره اسود و ناعم لابعد حد خديه متوردتين و شفتيه صغيرتين زهريتان..لا يحمل خدشاً و لا جرحاً كالاطفال في مثل سنه ..رموشه كثيفه هو مثلها تماماً..غير انه ذكر!! رفع رأسه لها/شعره طويل مره مطلعه بنت .
قاطعته بنفس هدوءها/اعذره، ما يعرف ابوه علشان يعلمه المرجله...انا كل اهله بالدنيا وانا ماني رجال.
صمت و ابتعد عن الطفل وهو يتخطفه بالنظرات مرةً تلو الاخرى، يجب ان يتركها ويخرج ولكنه عجز عن ذلك..وصل الباب ، ثم عاد إليها ليقف يريد السؤال بلهفه/تزوجتي بعدي؟!
حركت رأسها بالنفي/من بيتزوج وحده برقبتها ولد متبري منه ابوه؟!
تبادر إليه الفضول/توقعت اهلك يسوون لي سالفه بعد اللي صار
تنهدت بغصة السنين والانتقام/اهلي توفوا ماطولوا عايشين بعد اللي صار و هاللحين عايشه لحالي.
دخلت الممرضه لتغلق المغذي و تزيله من يد الطفل..و تقيس حرارته لتبتسم/الحمدلله الحراره ظ£ظ§,ظ£
ابتسمت بسعاده من تحت لثامها/يعني اقدر اخذه ونطلع؟!
هزت رأسها/ايوه لحظه اكلم دكتور يجي يشوف حاله..
حمدت الله كثيراً،كادت تجن،اتجهت الى طفلها النائم وهي تجلس بجانبه/حبيب ماما قوم بنرجع البيت
تردد فيما سيقوله ولكنه يشعر بأن قدميه مقيده عن تركها بمفردها/لحظه لا تقومينه بشيله لك..بروح اشوف الاستقبال و احاسبهم..
راقبته وهو يخرج..استغربت من اقترابه هكذا و عدم نزوحه عنها!! ،، كان اسوء يوم حين عرفت فيه رجلاً متردداً مثله رغم عشقه لها ..ما زالت تذكر بكاءه تحت قدميها وهي تطلبه ان يختار بينها وبين اهله ليتركها طواعيةً لأبيه وإلا انه سيحرمه من كل ثروته، فضّل المال عليها..وحينما اتته فيما بعد..
آه كم تكره تلك الأيام التي مازالت عالقه في ذاكرتها كالمرض المزمن،لا تموت منه ولا تحيا!! تريد ان تنتقم لتنساه هذا كل ما يشغلها منذ ذلك الحين؟!!
حمل الطفل بيديه بخفه وهو يخرج لتتبعه ،.. وضعه في المرتبه الخلفيه وذهب ليفتح لها الباب الأمامي..كان صامتاً حتى سألها اين تسكن...
لم تتردد في الذهاب معه يالضياعها..،لما يهتم بها الآن و قد نسي زوجته مريضه في المستشفى!!، تباً للرجال!
وصلوا المبنى و نزل يحمل الطفل حتى باب شقتها..توقفت وهي تنظر إليه بتردد/خلاص ماجد هات عبودي عنك
حرك رأسه بالنفي/بوصله لغرفته بنفسي، يلا افتحي الباب
لم تجادله اكثر فتحت الباب وهي تريه غرفة الصغير/هذي غرفته
وضعه وجلس بجواره صامتاً..متأملاً تفاصيله،..أيعقل انه له حقاً؟!..يعرف انه اول رجل مسّها ولكنها ملتويه تثير الريبه لم يثق بها يوماً رغم عشقه لها.. لربما فعل أبيه خيراً حينما أرغمه على تركها..!!
لاحظته يطيل البقاء، "مالذي تريده بربك يا ماجد..ألم تكتفي؟!، هل يبعثرك الحنين أم يرغمك الشوق/معليش ماجد مضطره اسكر باب الشقه..
رد بدون ان يلتفت إليها/شوي بس و رايح.
احتارت مالذي يريده، كيف تُبقيه هنا/اوكي لا تطوّل وبليز اذا طلعت سكر الباب معك.
تركته وهي تتجه لغرفتها وتنزع عبائتها، تحتاج حماماً لترتاح بعد هذه اليوم الطويل..نزعت ملابسها لتلتقط روب الإستحمام وتذهب لدورة المياه..فتحت المياه الساخنه و بدأت باستحمامها بهدوء لتسترخي و كأنها تحاول ان تغسل ذاكرتها من كل ما يعكر مزاجها قبل ان تنام..
خرجت من حمامها بعد نصف ساعه من العنايه والدلال الذي تجود به على جسدها لتحافظ عليه فاتناً كما تحب ان تكون..أثار ماجد داخلها الذكريات القديمه، كان يعشقها بثماله.. وكانت ستبادله العشق لو انها لم تعرف عزام، كانت ستستدرجه ولم يلتفت فإبتلته بنفسها حينما دخلت عليه باكيه في مجلس اخيها في غيابه لتستغيث به فأنجدها إنقاذاً لسمعة صاحبه فقط..بعدها حاولت به كثيراً ولكنه كان عصياً و طلقها بعدما تكشفت له، لتعود بعد ذلك لماجد الذي خذلها مراراً و حطم كل شيء جميل داخلها...!
تنفست بعمق و هي تتعطر بقليل من عطرها الخفيف لتخرج لاحتساء فنجان قهوه قبل ان تنام فهي لم تشربها اليوم..وتخاف ان يزعجها الصداع...
مرت بغرفة طفلها لتراه يغرق في نومه الهانيء استخدمت جهاز قياس الحراره ليطمأن قلبها أنه بخير..
لتخرج لمطبخها لتمر بالصاله المظلمه وتتجه ناحية علبة خشبيه فاخره وضعتها على رف بجانب التلفزيون ولكنها شعرت بوجود احدهم هنا لتلتفت تفاجأت به يجلس في الصاله تحت الإضاءه الخافته/ماجد!! انت للحين هنا؟!!
رفع ناظريه إليها بعدما اشعلت الإضاءه الصغيره التي بجانبها، ترتدي بيجامه ثقيله و شعرها المبلل منثور على كتفيها وظهرها/ماتغيرتي للحين تتأخرين فالشاور
إبتسمت بسخريه وهي تلتقط عقب سيجاره طويل وتضعه بين شفتيها وتشعله بينما هي تتحدث/اشوفك ما رحت!!
وقف واتجه إليها وهو يسحب سيجار آخر/قلت عيب اطلع بدون اودعها
لاحظته يقترب منها و سيجارته بين شفتيه ليشعلها من سيجارتها وعينيه تحاصر عينيها بنظرات لا يصعب عليها فهمها، حاولت الابتعاد قليلاً عنه/وداعك وصل..يلا تقدر تتفضل
ابتسم ليلطف الجو وهو يتفحصها بنظراته/لو ماتبيني الليله ما كان سمحتي لي ادخل اقصى بيتك
خبيث بالطبع غهو ذو باع طويل مع النساء/شلون تترك زوجتك اللي تنزف بالمستشفى بهالبساطه وتلحقني، انت فعلاً قليل خاتمه!!
نفث سموم سيجارته في الهواء وهو يجيبها/تركت اللي اغلى منها سنين..من حقي اسهر مع حبيبتي ليله دامني لقيتها اخيراً..
اشمئزت من اجابته/انت مالك صاحب يا ماجد..لو صدق تحب حبيبتك كان حاربت وضحيت علشانها
يريد التقرّب وهي تحاول استفزازه/لو تركت كل شيء لعيونك على قولتك كان انتي بنفسك تركتيني..ادري ما حبيتيني لوجه الله..
شعرت بدموعها تحرق احداقها وهو يتهما دون مبرر/انت حكمت دون تجرب!!..ليه تتكلم عن علاقتنا بهالرخص،ليه تحسسني اني بنت شوارع و بنفس الوقت تقول انك تحبني؟!!كيف تفكر
انفجر ضاحكاً ليهدأ و هو يجيبها بسخريه/على اساس اني وياك تعرفنا في مسجد هاه؟!! يا شيخه لا تكبرينها وروحي سويلنا قهوه..واوعدك نرجع زي قبل عصافير حب
عقدت حاجبها/كذا بهالبساطه؟! طيب تأكد بالاول اذا كنت للحين ابيك والا تغير الوضع
ابتسم وهو يمسك بيدها و يقربها إليه حتى كادت تلتصق/عيونك تفضحك يا مها..هالحزن اللي فيها يبي له حضن يبي له من يداريه، هالجسم يبي من يدلله..لا تنكرين حاجتك.
ابتلعت تلك الرغبه الملعونه و تركته وهي تتجه للمطبخ بسرعه..ليس بوسعها الصمود امام رغبتها..أدارت آلة القهوه واتجهت لدولاب الأكواب لتحضيرها..ووقفت تدخن سيجارتها بأنامل متوتره..،
.تفاجأت به يتبعها ويقف متكأً على باب الثلاجه..يدخن سيجارته بمزاجٍ عال وعينيه تراعيها بنظرات وقحه..
تعرف الى ما يرمي ذلك اللعين، وتعرف نفسها جيداً.. لا تذكر منذ متى كانت اخر علاقة جسديه لها، كان سعد ذلك الشيخ الكبير آخر من تزوجتهم مسياراً و هو لا يرتقي لعنفوانها و لا يجاري رغباتها اللعينه..و هذا... آه من هذا...!!!
انتهت من تحضير القهوه تنفست الصعداء تريد خروجه من هنا باسرع وقت ، لتلتفت تريد اخذ الكوبين لتتفاجأ به يلتصق بها من الخلف ويثبتها على حافة الطاوله ويحبس انفاسها باقترابه المُربك!!!
لم تستطيع النطق بكلمة وهو يمرر يده على جسدها و يثبتها على محيط خصرها و يمد يده الأخرى لاخذ احد اكواب القهوه..
قرّبه من شفتيها لترتشفه ببطىء ليترشف بعدها رشفه سريعه ثم أدارها نحوه بنفس تلك القوه التي تثيرها وهو يغرقها بقبلاته..وانفاسه الحاره تلهب جسدها، ليعانقها بلهفه، و تبادله العناق بنشوه ..
ثبّت وجهها بين يديه وهو ينظر بثماله لعينيها التي لطالما عشق الغرق فيها ليهمس/اشتقتلك..
، ظلا يتخاطفى القُبل وهي تلعنه سراً و همساً وعينيها تعانق عينيه/ملعون يا ماجد ستين لعنه وانا معك بعد
شدد على عناقها وكأنها بشتائمها تثيره اكثر وهو يحملها و يخرج بها من المطبخ...،
،
.
،
.
،
.
،
.
،
.
نزلت بعد نصف ساعه وبيدها جاكيته الثقيل لتتفقده مازالت تشك انه سينفذ حكمها و لربما ذهب للملحق!!
...المنزل هادىء يبدو ان الجميع ذهبوا لنومهم، .. من المهم ان لا تواجه ام قاسي فنظراتها لا تريحها ابداً...
اتجهت للباب المؤدي لساحة المنزل..أصدر صريراً خفيفاً ولكنه مسموع لتخرج بخفه...وتستيقظ ام قاسي وتخرج من غرفتها..!!!
رأته في نفس المكان الذي تركته فيه مستلقياً وكأنه لا يشعر بالبرد..لم ينم، ابتسمت وهي تقترب وتطل في وجهه/خلاص رحمتك كنسل التحدي هذا
ابتسم وهو يقف/افاا ليه؟! كنت مستمتع هنا!!
ألبسته جاكيته و تكتفت بيديها بتملل واضح/انت مستمتع هنا وانا طفشانه فوق لحالي
مد يده لأذن الأرنب وهو يسحبه قليلاً/اسف، على تقصيري معك.. يعني ما سفرتك ولا مشيتك،و لا حتى طلعت معك زي الناس..لكن بعوضك عن كل شيء ان شاء الله
إلتفتت إليه متفاجئه من اعترافه واعتذاره،لم تصدق!!
ابتسم لردة فعلها ونظراتها المستغربه/شفيك؟!
باستغراب/كنت تهزئني و تقول إني عقوبه بحياتك ومدري ايش؟ وهاللحين تعتذر مني؟!
بنفس ابتسامته، مد يده لخدها وهو يقرصها بنعومه/كنت اظنك صغيره و مثلما يقولون مراهقه تبين احد يردعك، بس اللي شفته انك بنت واعيه و تعرفين اللي لك واللي عليك، بس محد كان فاهمك.
لا تصدق ، هو الوحيد الذي يراها واعيه. ومدركه، بينما يراها البقيه قاصر و مراهقه،ازدادت قيمته بداخلها أضعافاً، شعورها بالكمال معه يجذبها له،
حاولت ابعاد وجهها عن يديه،لتتفاجىء به ينزل ليدها..و هو يمسك بأناملها و يداعبها بأنامله، اضطرب تنفسها وهي تحاول سحب اناملها و لكن هو يحكم قبضته على اناملها/نيف، انتي تستاهلين الدلع بس الظروف هالايام ما هي بصالحي للأسف.
نجحت في سحب اناملها لتتركه وتجلس بعد احساسها بالمغص الخفيف/كأن الجو برد زياده؟!
شعر بإرتباكها و هي تسحب اناملها ولكن عينيه تغزوها/انا احس انه يزيد حراره.
إلتفتت إليه وهي تراه يجلس بجانبها لتصمت، مشاعرها حين يقترب تكون غريبه، فنظراته ليست نظرات أخ، و لمساته اعمق من ان تكون اخويه، اخوها لا يفعل ما يفعله و ذلك ما يجعلها ترتبك وتتوتر من اقترابه..!
عاد ليبتسم/بكرا عندي مشوار بدري تبين اوديك لأهلك؟!
اتسعت ابتسامتها/ياليييت قاسي
داعب شعر ذقنه قليلاً ليبتسم من جديد/كم عندي ارنوبه انا..امريني
صرخت بـyes وهي تقفز عليه بجانبها وتتعلق برقبته وتعانقه كطفله وسط ضحكاته/تايمو تاايمو تايمو
شهقت مستنكره ما يحدث هنا/هبّلت فيك البزر و انت رجال طولك مترين ،صدقوا الاولين يوم قالوا الحَب يطلع على بذره..دوك بنت اليهوديه وش سوت بك
غضبت وهي تترك عناقه و تقف والدموع تحتشد في عينيها/شاايف يا قااسي تقول عن امي يهوديه
امي ماهي يهوديه احتررمي نفسك يا خاله
إلتفت لوالدته وهو يحاول ان يذكرها بالاتفاق/يمه لا تنسين الله يحفظك.
لم تفهم نيفادا ما يرمي إليه/وش تنسى هاااه؟!! هي تسب أمي وهالشيء ماقدر أسكت عنه،معليش يعني لو سبتني يمكن اعديها، هذي ماماا مهما كانت.
تحدث لها بصوت اقل/طيب، هي نصرانيه يعني وش اللي يزعل بالموضوع؟!
كادت تجن من بروده، وهي تشعر بمغص/فيها النبره اللي كلها ازدراء لي أنا،
وصمتك انت
استغربت انطلاق لسانها/ماهي هينه والله ذالنتفه؟!! نعنبوها اجل لو تكبر شوي شبتسوي؟!!
ازداد استغرابها من انفعال ام قاسي بسبب شيء تراه تافه/اجل وش بتسوين لو شايفته يبوسني؟! اظني بتكفريني وتكفرين اهلي كلهم!!
امسك بيدها وهو يهمس/نيف حبيبتي لا تجادلين امي، عيب هي الكبيره.
غضبت من صمت و برود إبنها وهي تظنه يقف مع زوجته/خلاص بتقوم القيامه..يا رب دخيلتك حتى قاسي تغير اليوم تحب راسها قدام اهلك وهاللحين تخمها فالحوش والله العالم عاد وش الجاي
مازالت لا تستوعب سبب كل هذا اللطم/يالله!! خاالتي ليش انتي "أووفر"كذا؟!! ترى قاسي زووجي "بي ان"؟ عاادي يعني، حتى ابوي كان يبوس راس ام رواد قدامنا ويحترمها مافيها شيء
شعر ان الوضع يخرج عن سيطرته/نيفادا..خلاص ادخلي عن البرد..
حدقت بغضب/ماقول غير يا رب لا تبتلينا ..
لم تستطيع ان تجادل اكثر مع شعورها بالمغص تركت المكان ودخلت غاضبه وهي تتمتم بلغه لم يفهموها، تلك العجوز تبحث عن الجدال واثارة المشاكل فقط ...
ابتسم وهو يراها تتحدث عن حقها فيه كزوجه،ذلك يجعلها اجمل..هنالك نبرة غيره و تلميح ..لم تقصد والدته بحديثها بل قصدته..و كأنها تطالبه بالاعتراف انه يجب ان يعاملها كزوجه...
اقتربت من إبنها وهي غاضبه/اشوفك مسلّم الرايه يا سبع أمك
عقد حاجبه يمثّل الغضب،ليلحق بها فقط/افاا وانا ولد حصه..و لا يهمك هاللحين ألحقها و اربيها لك لين تعض الارض..تصبحين على خير
تفاجأت به يتركها يلحقها بخفّه وهو يتناسى عمره و رزانته التي تميزه، لقد ظنت انه شاب و كبر حتى دخلت تلك الصغيره المنزل بات شخصاً آخر..مبتسم دائماً!!!
"سحر واسود بعد..والا هالبنت البزر اللي ماتعرف كوعها من بوعها تخلي الرجّال مخفه وراها؟!!، لكن مقيوله حظ القبايح فالسماء لايح!! الا والله عمل الساحرات..اجل عزام اللي كان يتنطط في بيت خاله كلما زارتنا مدى يظن انها مطلقه...هاللحين بتكمل نص السنه مطلقه ولا التفت لها؟!!
سمعت صوت قطط لتدرك انها تقف هنا لوحدها فدخلت مسرعهً...
..
.
.
،
.
لحق بها ولم يجدها عند التلفزيون..بالتأكيد ذهبت لغرفتها...انتظر ربع ساعه على الأريكه.. لم يستطيع الذهاب للنوم وهو يفكر بها..ليقف و يتجه لغرفتها وهو يسمع حركه في غرفتها،
تمنى ان يجد باب غرفتها مغلقاً بالمفتاح حتى يقتنع ويعود لغرفته ولكنه وجده مفتوح كعادتها....
و يراها تحت الإضاءه الخفيفه تجلس في سريرها وهي تضم بطنها، من الواضح أنها تتألم، دخل متسائلاً/للحين مانمتي؟!
حاولت التماسك مع شدة الألم/ماقدرت من بطني يوجعني مرره
سأل مستغرباً/غريبه قبل شوي مافيك شيء!
هنا بكت/كان يوجعني بس خفيف...بس هاللحين احس بمووت من المغص.
حاول التفكير/اكيد من البرد..بروح اقول لمدى تسوي لك شيء يدفيك ...
قاطعته،باكيه/لااا مو برد ..انا..
مسح دموعها و حاول استنطاقها بعد صمت/اجل وشو؟!! تبين المستشفى؟!
حركت رأسها بالنفي وهي خجوله/لا مابي..هذا ألم الدوره
ابتسم اخيراً وهو يفهمها/الدووره..بس؟!...لا تخافين اعرف مسكن قوي بعطيك منه حبه وبيريحك من مغصك،..و بعدها بروح اسوي لك كوب حليب يدفي بطنك.
استغربت معرفته بها، إلتزمت صمتها وهي تراه يخرج، سحبت اللحاف لتغطي نفسها جيداً وهي تشعر بالبرد يشتد...
لحظات ليعود من جديد و معه المسكن و كأس الماء، تناولتها و عادت لوسادتها، ثم خرج للمطبخ اخرج قدح الحليب ليصنع كوباً لها.. وضع الفلفل الاسود. و قليل من الكمون اخبرته مدى حين اتصل بها...
انتهى منه ليعود إليها حاملاً كوبها...ليتفاجىء بها نائمه بسلام...
ابتسم وهو يراها تضم احدى وسائدها لبطنها .. !
جلس على طرف السرير يتأملها و يضحك على نفسه وافكاره التي كانت تحاصره الليله..و منظرها قبل قليل وهي تبكي من مجرد مغص ..كيف ستتحمل اعباء الزواج متى ستكبر هذه الطفله؟!!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
..
منذ الصباح الباكر وهي ترتب حقائب سفرها...و سفر زوجها.. رتبت كل اوراق السفر و كل شيء تم كما تريد...اسبوع فقط ماتريده "اسبوع معه وحده" بدون غرور الشموس...هل ذلك كثير عليها؟!
هي ليست مخطئه حينما تفكر بسعادتها ولو لمره..
ابتسمت وهي ترى جواز سفره و صورته..يريد بنتاً تدلله وهي تريد ولداً يشبهه بكل شيء..حتى بنعس عينيه و لونها..
قرّبت صورته من شفتيها لتُقبّلها بهدوء قبل ان تعيدها في الحقيبه،...لتصحو على صوته وهو يدخل/ما شاء الله اشوفك مخلصه بدري؟!
خافت ان كان قد رآها تقبل صورته..لتبتسم/طبعاً مابي أي تأخير
سأل مستغرباً/على حسب اللي عرفته ان كل سفراتك مع ابوك واخوانك كانت بطياره خاصه شمعنى هالمره؟!
تنفست بسعاده وهي تغلق الحقيبه/ابي استمتع بكل شيء واجرب معك اشياء جديده.. مابي اي ضجيج و رسميات بالمطار . حتى كنت باخذ درجه سياحيه بس تذكرت حملي وطول المسافه و تراجعت..
اقترب من الطاوله القريبه منها ليلتقط مفتاحه وهو يبتسم مازحاً/وانا كنت اظنك بتاخذتني تدلعيني!! ، طلعتي ماخذتني معك علشان تجربين سفرات الطبقه الوسطى يالارستقراطيه هاه!!
بادلته الابتسامه بنظرتها العميقه/وانت الصادق، اخذتك معي لان قلبي معك..كيف تبيني اسافر بدون قلبي؟!
إلتزم صمته وهو يستفسر عينيها المشعه بنظراته...لم يصدق أنها ستعترف هكذا..! هل كان يحلم؟! ام انه خُيّل له مانطقت به..!
تعرف أنه في طور الصدمه، لتتسع ابتسامتها وهي ترى اسم عمتها هند يضيء شاشة هاتفها الذي بيدها، اقتربت منه وهي تطبع قبلتها على خده/انا رايحه لعمتي هند..متصله تناديني..روح ضبط امورك و اشوفك بعد العصر يا قلبي.
لم يستوعب بعد انها قد أخلت المكان و رحلت...كانت خيالاٌ ساحراً اليوم.. ماهذا الرضا؟!..ماهذا اللين؟!
تذكر أنه لمحها تُقبّل صورته قبل قليل..لم يصدق بعظيم حبها حتى رآها بعينيه..الشموس تحاول ان تكون عاديه رغم أنها تجد صعوبه في ذلك... الطبع يغلب على التطبع أيتها المغروره الجميله..!
.
.
،
.
.
منذ البارحه لم تنم جيداً لم تعيش يوماً على نار الغيره كما لحظة معرفتها ان انثى اخرى ستشاركها صالح ..يستحيل ان تسمح لأخرى ان تتذوق ما ذاقته هي من صالح ..
قد تتجاوز عن كل شيء إلا ان تشاركها انثى اخرى فيه..
هو لا يرد على اتصالاتها و ذلك يزيدها اشتعالاً وغلياناً...!
ستُجن من تصرفاته القاسيه بحقها..
لحظات لترى دخول الشموس المتبسمه/اخيراً جيتي!
بابتسامتها/شفيك عمتي؟! من البارحه منتي على بعضك؟!
جلست مرهقه على طرف سريرها من شدة توترها/صالح بيجنني يالشموس
جلست على الاريكه المقابله/ماعتقد صالح بيسوي لك شيء يزعجك
لا تستطيع ان تنطق بها، وهي تشعر بشتاتها/ما يرد على مكالماتي. انا خايفه
لأول مره ترى عمتها بهذا القلق ، لم تكن تهتم لغياب حسين حين كانت تزورهم او يتركها بالأسابيع هنا..لماذا مع صالح لا تحتمل اياماً../مادري كيف اطمنك..بس اذا تبين اقول لعزام يتصل و يسأل عنه ابشري..
قاطعتها خائفه، فهي لا تريد خسارة صالح حتى لو تزوج عليها/لا لا..ماله داعي عزام يتدخل بالقصه... انا بس قلقانه وكنت حابه افضفض لك
بابتسامه جانبيه/اجل شوري عليك تروحين بيتك وتنتظرين زوجك هناك..هو بيجي الليله من الجنوب بطلب من عزام علشان يمسك ادارة المجموعه بغيابنا..بما اننا بنسافر .
إلتفتت إليها متفاجئه/الليله بيوصل؟!
حركت رأسها بالإيجاب/إيه الليله.. روحي واستقبليه هناك ببشاشه و دلع.. اقتلي هند الكئيبه اللي بداخلك وادفنيها،انتي تحبين صالح ، نصيحه لا تكابرين و تضيعين هالعمر الباقي بزعل تافه.. وان زعلتي لا تفارقينه..مافيه اخس من الزعل الا فراق الولايف.
ارتسمت ابتسامتها بعد حديثها المتزن/صدقتي. بس الغيره وش اسوي بها يا الشموس؟!نار تشتعل الله وكيلك
تبسمت وهي تتذكر غيرتها التي تدفعها للنوم في حضن عزام خوفاً من ان يحلم بغيرها.. و بالمقابل نار غيرته التي كادت تحرقها حينما تحدثت عن رجل آخر امامه/لو مالسعتك نار الغيره بيوم من الايام ما ذقتي لذّة الحب..صدقيني أنا.
لم تعرفها..هذه آخرى غير الشموس/اشك انك الشموس؟! وش هالاحساس الفايض..ماعرفتك!!
ضحكت/لهالدرجه تشوفوني ميتة احساس وبلا مشاعر!!
ضحكت هند وهي تحاول ان تكون هادئه/مو القصد..بس الشموس كانت ماتحب هالسوالف و قليلة بوح!
هدأت نبرتها و هي تقف و تتجه للنافذه تهرباً من نظرات عمتها/روح المشاعر اذا مالت تجبر على البوح ، و قلبي انتحى له و استسلمت له اعتى حصونه و ارتاح للي استوطنه رغم كثرة عيوبه..!
هي حقاً لا تصدق ما تسمعه، ظلت تسمع بدهشه ممزوجه بسعاده.هل صدقت مقولت أن الأنثى حين تعشق تثرثر ،.هل اخيراً تخلصت الشموس من الشموس؟!!!/انتي تتكلمين جد؟!
إلتفتت إليها بابتسامه/ايه . و علشان كذا اقولك روحي البيت وخليك حوله..انا ادري بنيران قلبك، ادري ان الافكار توديك وتجيبك. والظنون تفقدك اعصابك و تثيرها كثير احيان..
تجاهلي كل ظن و روحي له...اسمعي لقلبك و بس ، ترى والله محد بيشيل حزنك غير قلبك مهما الناس وقفت معك تواسيك..ماراح احد يحس بمرارة اللي تمرين فيه كثرك، صدقيني.
مازالت تفاجئها الشموس..ماذا فعل الحب بها حتى تتغير افكارها و بعض قناعاتها هكذا..!!
ان تبوح الشموس البارده والعصيه وتعترف صراحةً بمشاعر حب هذا يعني انه استوطنها، و لم يعد بيدها سوى الإذعان والاعتراف بوجودها ، وهل اجمل من ذلك اعتراف؟!!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
استيقظت متأخره كثيراً، فتحت عينيها بكسل وتفاجأت بنومه بجانبها..لم تصدق ما تراه..!!
اعتدلت جالسه..وهي في طور الصدمه..مالذي جعله ينام في غرفتها وبجانبها؟!! و كيف ينام بهذه الهيئه بجانبها..!!
يرتدي تيشرت اسود بلا اكمام و بنطلون رمادي فضفاض يصل الى ركبتيه!!
ابتعدت عنه وهي تنزل من سريرها وتذهب مسرعه لدورة المياه..
استيقظ بعد سماع صوت اغلاق باب دورة المياه..ليستلقي وهو يسحب وسادتها و يضعها على وجهه..تعمد ان تراه بجانبها، و سيكرر ذلك ..لتنزع من رأسها فكرة ان يكون كأخيها ..
الصبر مع وجود انثى لا يطاق... وهو رجل قد ابتعد عن النساء منذ زمن ...!
بعد دقائق خرجت لتتفاجئ به جالساً على طرف سريرها، تجاهلته وهي تذهب لتسريحتها لتأخذ مرطب اليدين الخاص بها، تريد خروجه بأسرع وقت، الألم والتعب يدفعها لذلك السرير ولكن يجب ان يخرج...وهو ما زال صامتاً يراقبها، تجاهلته وهي ترى عدم تحركه لتتجه للسرير وتقف امامه/معليش قاسي، حيل تعبانه ابي ارتاح ممكن؟!
إرتسمت ابتسامته وهو يقف ويراها بهذا الهدوء/سلامتك.. انا طالع اجهز لك فطور...و خذي بالك مافي روحه لبيت اهلك اليوم وانتي تعبانه
باحباط/،لا قااسي بلييز اا
قاطعها وهو يفاجئها بقبله هادئه على خدها/خلاص قررت مافيه روحه و بعوضك عنها..يلا ارتاحي بجهز لك فطور
يفاجئها باقترابه الدائم وإلتصاقه الذي وصل ذروته بمشاركتها سريرها!! لا يهم فهي الآن مرهقه و متعبه و لا تفكر سوى بالدفء و الراحه من الألم....دست نفسها في سريرها لتنعم به..
خرج من غرفته يبحث عن أمه..تأخرت كثيراً توجه لغرفتها كعادته، ليفتحها بهدوءه و يدخل ليتفاجئ بوجود رجل جديد امامه..لم يراه سابقاً!
اتجه الى جهة والدته وهو يحاول إيقاظها بهمسه/ماما...ماما!!
فتحت عينيها بكسل وهي ترى ذو الوجه الحزين/عبودي؟!
تحدث بنفس هدوءه/ماما قومي
تذكرت ما حدث البارحه لتعتدل جالسه وهي تلتف بلحافها/خلاص عبودي روح اجلس عند التلفزيون وبلحقك
لمح وجه ذلك الرجل النائم بجانبها ليلتفت إليها/من هذا؟!
اجابته بخوف من نظراته التي تشعر وأنها ستقتلها/بعدين اقولك حبيبي روح وسكر الباب
خرج بهدوء كعادته..وهو يراقب ذلك الرجل الجديد..
ارتاحت وهي تراه يغلق الباب لتنزل وهي تسحب اللحاف و تلتف به و تناديه/مااجد قووم
لف وجهه للجهه الاخرى/شووي بس
تركته وهي تتجه لدورة المياه اغتسلت وهي تشعر بأن الماء كحميم ينسكب على جسدها...كم هي رخيصه.. لم تشعر بذلك إلا من نظرات طفلها المنحوس في طفولته من أم مثلها..
خرجت على عجاله وهي تراه يبتسم امامها و يدخن..
تجاهلته وهي تحاول تجاوزه،هو الخيبه الكبرى في حياتها و لا زال..
اعترض طريقها وهو يثبتها ويداعب شعرها المبلول/شفيك مكشره شحلاتك البارح
تأملت وجهه،باحتقار و تركته وهي تحاول تجاوزه مجدداً بصمت..مافعله البارحه سلسله لإستغلاله لها..
ثبتها مجدداً وهو يجذبها و يتأمل ملامحها، سنوات مضت ولم تزداد إلا فتنه،/تعديتي الثلاثين ومازادتك السنين إلا جمال وفتنه..
نزلت دموعها/يعني اجمل من زوجتك؟!
بنفس ابتسامته الخبيثه/ماتسوى مواطيك حتى
دفعته عنها بقوه/وتظن انك بترضي غروري بكم كلمه؟!..انت فضلتها كزوجه علي وبعتني بالتراب!! فعلاً الحكي ببلاش
عقد حاجبه/كنتي زوجتي و هالولد و سمحت لك تسجلينه بأسمي..وش ناقصك؟!
نزلت دموعها/نمت معي البارح...بصفتك وش؟! اقسم بالله يا ماجد محد اهاني غيرك ..و اقسم لك ان الثمن بيكون غالي غاالي بالحيل
زم شفتيه بغضب/لا تحديني أخذ الولد و اخليك بحسرتك..اعتبري ليلة البارح قيمة حرماني من ولدي
ضحكت بسخريه/تبيني اذكرك بكلامك؟!..سقطيه..انا مابيه واذا بتولدينه ماراح اعترف فيه . انت يا بابا اللي حرمت نفسك منه وحرمته منك و حرمتني من حياتي كلها. علمني يا ماجد شلون كانت تغمض عيونك بمنامك وترتاح وانت تارك ولدك بلا صرفيه و بلا بيت يضمه! عمرك فكرت كيف عشت و ربيت هالولد؟! علشان تجي تتبجح بثوب التضحيه! ماجد انت لولا انك شفتني صدفه بالمستشفى والا كان ما دريت عن هوى دار ولدك
صرخ مقاطعاً لها/بسسس!! ولا كلمه قلت لك بعوضك لا تقلقيني
بغضب/بعد اللي صار البارح تأكدت من شيء مهم انك مازلت المراهق اللي ماهو كفو يربي ولد.. والشيء الثاني اني ما ندمت على فراقنا ابد... والشيء الاحقر هو انك الوحيد اللي استغل ضعفي و لمسني بلا حق ..!
استمر في لبس ملابسه وهو يضحك ساخراً و يرد متهكماً/قصدك اني الوحيد اللي يجيب اقصاك يا مها...بس انك تكابرين
تركته وهي تخرج باكيه لترى طفلها يقف في آخر الممر ينظر إليها بخوف بعدما صوتهما يعلى، نزلت إليه لتحمله و تعانقه بحب..
مر بجانبها وهو يمسك بخدي الطفل و يقبل خدها هي/اشوفكم بخير
رن هاتفه ليرد متأففاً/نعم يا جوزاء؟!..شفيها سلطانه. وشوو سقطت؟! ....انا جاي بالطريق..
لاحظته يخرج منزعج فابتسمت بشماته وهي تعانق طفلها/وباااقي يا ماجد... الطامه الكبرى بتكون بحضور ابوك الشايب العايب. كلكم يال راشد بتدفعون ثمن حزن ولدي والدمار اللي سببه لي سعد. وماجد بعد.
رن هاتفها لتذهب و ترد بابتسامه بعد رؤية اسمه/هلا سعد عيني... بتجي؟! بتنور العماره يا حبيبي.. بنتظارك الليله مشتاقتلك..
اغلقت الهاتف وهي تزم شفتيها بغضب/بالاول لازم انظف حياتي من الشايب و ولده علشان اقدر ارتاح مع عزام... ااه يا شيخ الرجال و اطهرهم
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
انتظرت نزول اخيها على احر من الجمر..
تأخر كثيراً في النزول هذا اليوم. .. حتى انه لم ينزل للغداء بل ظل فوق وهي تخجل ان تتصل به وهو عند زوجته..
حارت دموعها وهي تفكر ملياً في طلب الرجوع لمنيف..
قلبها لم يعد يحتمل ألم الفراق ...و كأن طاقتها نضبت..
الى متى و روحها جوفاء...؟!
ابتسمت بدمعه وهي تتذكر متى سمعت آخر مره اصواتهم.
ياللجرح الدامي!
نزل اخيراً و هو يزين شماغه بنسف طرفيها وهو يجلس مقابلاً لها و يداعب سبحته/السلام عليكم
حاولت ان تكون طبيعيه وهي تقف و تسكب له فنجان قهوه وتمده به/تفضل
لمح تلك النبره في صوتها، ليلتفت و يرى غرق احداقها في بحور الملح، تقطعه تلك الدموع وكأنها سيوف، هو يحاول ان يأتي منيف بالطرق السلميه/ادري و انا اخوك اني مقصر بحقك و حق عيالك لكن انا وعدتك اجيبهم لك
تردد وهي تنوي الحديث ثم قررت ذلك/محشوم من التقصير يا قاسي، بس أنا أم و قلب الأم ما يتحمل
لم يفهم ماتقصده/قريب تشوفينهم ادعي ربي يحفظهم لك ترى دعوات الأم حرز
قررت البوح بما تفكر به فهو الافضل/قاسي انا ابي ارجع لمنيف.. بالقيمه اللي يبيها.. مستعده ادفع له بس ارجع حول عيالي
قذف فنجانه أرضاً بعد الذي قالته/انهبلتي انتي؟!!!، والله و بالله ما اروح اترجاه علشان يرجعك، والعيال بجيبهم لك طرررق عن خشمه..انتي عندك اخو لو صحتي به والله ان يرمي بروحه فدوتن لك، مدى لعاد تقولين كلام يغثني وانا اخوك تكفين
ازداد حزنها فهي وقعت بين عناد اخيها و طليقها...باتت تحت رحمتهما والخاسر اطفالها و هي...ندمت اشد الندم على كل ما فعلته وتسائلت "مالشيء المهم اكثر من اطفالي..؟!"
رن هاتفه ليبتسم وهو يقف و يرد/هلا عزام...لا لا تصدق نسيت ان سفركم اليوم، انت بالمطار والا!
لاحظته يخرج وهو يُكمل مكالمته و يضحك مع عزام.. وكأنها لم تطلب حلاً لإنهاء الفراق بينها و بين اطفالها؟!!.. شعرت بالغصه و هي تُخرج هاتفها من جيبها مترددةً في الاتصال بمنيف، فتتراجع في اللحظات الأخيره..
انهارت باكيه من شدة كبتها و عواصف الحزن و الفقد التي تضرب محيط قلبها و تدمره شيئاً فشيئاً ..استغلت خلو المنزل بعدما اخذت ساره اطفالها و عادوا لمنزلهم... مع انشغال والدتها عنها بامور الجارات،...!
.
.
.
.
.
.
.
أوقف سيارته وهو ينزل لذلك المطعم المقصود برفقة وليد...ليجلسا حول طاولتهم بإنتظار قاسي القادم في الطريق..
جلس صامتاً متردداً..وهو يرى عزام يتلقى اتصالاً كل دقيقتين لمتابعة اعماله قبل سفره....
تُرى ماذا لو تحدث مع رفيقه عن عشقه لإبنة عمه القريبه كل القرب و البعيده حد السماء!!
تبسم ساخراً من مخيلته المجنونه.. ليال ستكون الحلم المُحال ...يعرف انه سيموت ولن ينساها..كم من النساء قد تعرف عليهن في مهنته و في محيط عائلته، جميعهن لا يساوين مقدار أنمله من تلك الجاذبيه في تلك النجديه الصافيه..
رفع ناظريه لعزام.. يكاد يحسده بصلة القرابه..كلاهما بنفس الجد والكنيه..كلاهما في منزل واحد..
ياللبؤس و اليأس الذي يحيط بقلبه و جعله يحسد كل من يعرفونها...!!
أنهى مكالمته وهو يلاحظ ابتسامة صاحبه الغريبه/هييي تتبسم لمن يالخبل
ضحك وليد وهدأ/اضحك على حظي اللي يعاندني
ترك هاتفه على الطاوله وهو يسأله بفضول/كيف معاندك؟! وانت حققت كل احلامك و هاللحين رايح لألمانيا بجواز اخضر ..و وظيفتك هنا مضمونه في مركز الابحاث و نلت اعلى اوسمة الصحه و امارة العاصمه؟! لا تغالط نفسك يا وليد واحمد ربك ماخسرت شيء
تنهد وهو يبتسم بخيبة المهزوم/انا خسرت اللي فراقها غير عن كل الفراق، ووالله لو حاولت انساها ماني بناسيها.
اعتدل جالساً بعدما قاله، يتحدث عن خساره من نوع آخر قد يودي بحياة الرجل/من هي وانا اخوك؟ قولي منهي وابشر بها
رن هاتف عزام ليستأذنه بالرد/..هلا طراد..متى؟! انا اقول خلها بعد اسبوعين احسن تكون هي رتبت امورها وانا بعد هالسبوع مسافر اسبوع و بنشغل..على خير ....سلام
اغلق هاتفه وهو يلتفت لوليد و يكرر سؤاله بحماس/ها وليد قداام اخطبها وش يمنعك من خطبتها ؟!
نظر لعينيه بصمت ثواني وهو يكره ذكرى طراد، ثم نطق بوجع/خطبها واحد ثاني
تراجع للخلف وهو يتذكر ماضي ايامه بصمت..كم كانت صدمته بزواج مدى مؤلمه ولكن شُفي قلبه بصبر السنين ليجبر الله قلبه بمن عوضته حزن ايامه و أنسته اوجاع السنين/اجل انساها، صدقني بيطيب خاطرك يا وليد و كأنه ما انكسر..انساها
لم يستطيع الرد، اخذ كأس الماء الذي أمامه و شربه في جرعةً واحده محاولاً ابتلاع الغيره والغضب ...آه من قهر الرجال و من نبل الرجال الذي جعله يدفن حادثة اعتداء طراد عليه ولم يجرح بها عزام و لا حتى يحرج بها حبيبته..!
سيسافر من مدينة تحتضنها لبلاد لا رائحة لها فيها لعله يسلى عن ذكرها قليلاً رغم يقينه أنه سيموت ولن ينساها..مازال يتحسس ملمس شعرها بين أنامله..مازال يتحسس اناملها في يده..
لم تكن إمرأه عابره في حياته فهي من آمنت به و ضحت بروحها ليقفز بها لهامة المجد .
،
.
،
.
.
.،
،.
.،
،.
بصحبة وسام و رواد واميره تجلس في الحديقه تراقبهم يلعبون بسعاده..
اغلقت الكتاب الذي بين يديها وهي تشعر بالتشتت،منذ ايام تحاول ان تتجاوز صفحات كتابها ولكن مالعمل مع فكرها الشارد في صفحات حياتها التي لم تستطيع فهمها؟!..
اكتفت من الراحه في المنزل .. وأين الراحه؟!
كانت تعرف الراحه قبل ان تعرفه،و لكن الآن...تعب و تشتت..قاتل الله الغرور..الذي يلومها حتى في سكب الدموع، "هل كنت اتوقع منه الملاحقه بلا كرامه كما يفعل طراد، ..من يريدني لن اجعله يركض سنوات واظل اتفرج ...ذلك مالم يفهمه طراد"
وصلتها نغمة رسالة نصيه على هاتفها لتفتحها، و تقرأها بتملل [ إعلمي يا ملامحها الساحره..بأن قلبها هو كبيرهم الذي علمهم السحر!!
اشتقتلك ]
تنهدت بغضب كيف يسمح لنفسه بأن يغازلها؟! ، و لكن لا بأس هي أيضاً مشتاقه لذلك اليوم..
تركت الحديقه بعدما اخذت وسام واميره للداخل بعد انخفاض درجة الحراره ..
تركتهما في غرفة وسام...وخرجت بعدما جذبتها رائحة بخور عماتها المميز ،عرفت ان هند ستعود لمنزلها،
ابتسمت وهي تراها تتأنق امام مرآتها، تبدو اقل عمراً بعدما تغير شريك حياتها، فعلاً الحب يبعث الأمل و الرغبه في الحياة، حتى انها باتت تلبس ما تشاء، لايخفي انها تجرأت في لبسها و ألوانها منذ تزوجت صالح/الله الله وش هالزين،؟!
ابتسمت بعدما انتبهت لها وهي تلتقط عبائتها/بعض مما عندكم.
اقتربت منها وهي تراقب وجهها/عمتي ممكن اطلب منك طلب؟!
بعجاله/بعدين يا بنت ، هاللحين بروح لبيتي
امسكت بيدها برجاء/طلبتك بس حطي آيلاينر قبل تروحين، نفسي لو مره اشوفه بعينك...لين متى وانتي سيمبل كذا ..غيري و ابرزي جمالك
ترددت بخجل/لا يوووه ماتعودت..و اخاف ما يطلع حلو
رفعت حاجبها باستنكار/وشو اللي ما يطلع حلو؟!..يا بنتي عيونك احلى عيون، ..ارسمي ايلاينر بس و الا خليني ارسم لك بسرعه
وقفت محتاره من أمرها و خجوله، لم يراها صالح بالكحل المرسوم ابداً كل ما تضعه ماسكار و كحلاً داخلياً كما اعتادت..هي غير جريئه فيما يخص تغيير مظهرها، ذلك يسبب لها إرتباكاً/لا يا ليااال، بعدين وش المناسبه علشان احطه؟!
اتسعت عينيها بدهشه من سؤالها/المناسبه انك حابه تغيرين مظهرك و رايحه لزوجك بعد فترة غياب ..و ما يحتاج اذكرك انه من اسبوع ما شافك وهذي اول مره تبتعدون عن بعض من تزوجتوا.. يعني،ماله داعي اعلمك يالفاهمه وانا بنت بنوت!
ابتسمت على حديثها/منتي هينه يا هالبنت بنوت ، اللي بياخذك بتكون ورطة عمره الله يعينه
بادلتها الابتسامه وهي تتجه للتسريحه لتأخذ الكحل/إلا والله بتكون داعيه له أمه في ليلة قدر موافقه ليلة جمعه.. عسى الله يجيبه بس
اطلقت ضحكتها و هي تسمع ردها ثم هدأت/نفسي اعيش لهذاك اليوم اللي اشوفك تتزوجين نفس الشموس
التفتت اليها مستنكره وهي ما زالت تتبسم بحماس/لا ان شاء الله ماراح اسوي سوات الشموس..زواجي بيكون مطنطن تحكي به الرياض سنه و ستة شهور..
اقتربت منها وهي تأخذ منها قلم الكحل وتبتسم بخبث/كل ذا حب فيك يا طراد؟!!
ابتسمت ونطقت بتهكم/هه .. طبعاً
.
.
.
.
.
.
استيقظت على صوت طرقات باب الشقه لتعتدل جالسه بكسل، و من ثم تنزل من سريرها و تتجه للباب، كانت مرهقه.. وحمدت الله ان قاسي تركها نائمه ولم يزعجها..
فتحت الباب لترى ابتسامتها اللطيفه/مدى!
دخلت بصحن يحمل غداءها وهي تتجه لطاولة الطعام و تضعه عليها/ما شاء الله عليك يا نيفادا.. عليك الدوره ونايمه للحين؟! طيب اتصلي بي اجي... يعني لو ما كلمني قاسي علشان اجي اشوفك ما كان دريت عن تعبك!
ذهبت تغسل وجهها و تنعشه، ثم عادت وسحبت لها كرسي وجلست/مثلك عارفه.. ألم دوره طبيعي بيهلكني، بس هو يهول الموضوع، حتى كنا متفقين اروح اهلي بس حلف ماروح وانا تعبانه.
ابتسمت لها وهي تقدم لها الغداء/كلها فتره بتعدي و بترتاحين بعدها،
اخذت ملعقتها بتعب/حسافه كنت بشوف الشموس قبل تسافر.
نطقت بفضول/ليه وين رايحه؟!
ابتسمت/مسافره مع عزام يتمشون ..هذي اول مره يسافرون مع بعض، مادري كيف لقوا لهم فرصه بزحمة اعمالهم الله يحفظهم.
كتمتها في نفسها،كل اخباره معها تحرقها كما تحرق النار الهشيم..ولكن ما باليد حيله ،هو هآم مع انثى اخرى وانتهى و لكن قلبها منه لم ينتهي!!
""أصابني سهم منه فكيف لي الخلاص... أليسوا لطفالي اكثر حاجة لوجع قلبي منه؟ فلما كل ذلك الضيق يا أنا؟!..متى ستنتهين منه؟!
المشاعر حين تنبت في قلبٍ طاهر لا تزول ولا تموت مهما دعستها عجلة السنين و ثعت بها رياح الظروف العتيه..
أوقف سيارته امام عمارتها وهو يرى سيارة سعد الراشد موجوده ابتسم بخبث وهو يدخل العماره...هل تظن انها الوحيده التي تفكر في هذا العالم!!.
صعد للدور الثالث و رن جرس الشقه لتخرج تلك الخادمه الجديده من المطبخ وتتجه ناحية الباب مسرعه و تفتحه/نعم سير؟!
حرك سُبحته بعجل بين انامله وهو يستعجلها/ناادي مدام مها بسرعه
الخادمه/اوكي سير
حضرت مسرعه و خائفه من وجوده الآن،اخفضت صوتها/عزام !!!
بابتسامة خبث/افاا مافيه تفضل حبيبي ولا شيء؟!!!
ابتلعت الخوف وهي تجيبه/عزام هاللحين عندي ضيوف و..
قاطعها/عموماً ماجيت اتكي عندك، ادري عندك سعد الراشد زوج المسيار...و جد ولدك من ماجد اللي كنتي تتحججين بأنه كان يهددك و بسببه دخلتي علي بمجلس اهلك و اضطريت اتزوجتك فزعه وستر لله فقط!!
كادت تقع من خوفها، كيف اكتشف اسرار السنين الدفينه/عزام اا
قاطعها/على كثر ما شفت ناس حقيره لكن مثلك عمري ما شفت و لا ابي اشوف....انا
إلتمعت عينيها خوفاً/انت فاهم غلط، عبود مو...
قاطعها وهو يُخرج اوراقاً من جيبه ليكيل تهديده/اسمه عبدالله ماجد سعد الراشد.. خانة الأم، اسمك الحقير" طبعاً...تقدرين تنكرين هالوثيقه الرسميه؟!.. أو فيك حيل تواجهين غضب هالعايله و تشريد ولدك...يعني ما يحتاج اقولك ان ولد بهالوضع ماراح ترضى فيه اي عايله محترمه ومصيره اكيد الضياع لو اخذوه منك.
نزلت دوعها خوفاً/وغلات الشموس عندك تسكت هاللحين..و اوعدك ما اعترض طريقك ابد حلفت يا عزام
ابتسم بخبث/وحده مثلك ما تنضمن...لكن بشوف اخرتها معك.. هاللحين الكوره بملعبك...اطلعي من حياتي و بتسلم حياتك. .. والا قسماً بمن احل القسم لتكون نهايتك على يدي....بدون سلام
اغلقت الباب بعد ذهابه... ماهذا الحضور العاصف؟!! كاد يقتلع روحها وهو يهددها بطفلها... لم تشعر بالخطر قبل حديثه، لا تريد ان تفسد اي شيء الآن..مخططها يجب ان يكون كما رتبته هي لا عزام...سعد سيتذوق العذاب الذي ذاقته قبلاً ...ولكن ليس الآن يجب ان تضمن مكانة طفلها أولاً و ابتعاده عن اي مشاكل مستقبليه..
دخلت وهي تسمع صوته يخرج من دورة المياه و يناديها..
.
.
.
.
.
انتهى منها و مشى في طريق عائداً للمنزل ولكن بنفس الحي كاد ان يصطدم بسيده ولكنها سقطت خوفاً، نزل مسرعاً وهو يدعو الله ان تكون بخير..
وقفت تلك تنفض عبائتها وتبكي/الحقني تكفى الله يخليك
يشعر انه قد سمع صوتها/نعم اختي و ش عندك
ابتسمت لرؤيته فهو سبق وان اسعفها هي ووالدها وكان كريماً معهما/انت عزام المناع؟! انا اعرفك مره انت اسعفت ابوي..
استغرب من اسلوبها تبدو خائفه/اختي؟ فيك شيء تبين مستشفى؟! والا ملحوقه!
هزت رأسها بالموافقه/ابوي حالته ماتسر... وانا شوفت عينك لحالي والاحوال مستره..ابي تفزع لأبوي يا خوي عزام قسم بالله مالي غيره واظن ربي رزقني بك اليوم في حارتنا
سبق و قد اخبرته انها حامل فكيف هي لوحدها؟!!! الموضوع غريب، ليخرج كرته من جيبه/اسمعي وانا اخوك، انا وراي موعد سفر مهم جداً، مع ذلك بساعدكم، خذي هالكرت بيجيك واحد ثقه من طرفي اسمه مهند و ابشري بسعدك.
اخذت الكرت و تحدثت بإمتنان/الله يحفظك و لايحرمك الاجر ،
هز رأسه بابتسامه وهو يُخرج هاتفه ليتصل بمهند/ادخلي بيتك ومن اليوم ورايح لا تشيلين هم ابوك انا بتكفل بكل شيء يخصه ويخصك بعد... كلها ساعه ويجيك مهند ويسوي لابوك اللازم.
شعرت بالامتنان وعينيها تغرق بالدموع..كانت ولا زالت وحيده مع والدها بعدما تركتها والدتها صغيره و بعد أخذ طليقها لطفلها لحظة ولادته وبعدما تخلى الناس عنهم.. كل ظروف التخلي التي عايشتها طوال حياتها جعلتها تشعر ان هذا الرجل لا ينتمي لهذا الكوكب!
استغرب من نظراتها له.. عينيها مليئه بالانكسار و الضعف.. نظرات يعرف معانيها جيداً، .. تجاهل ما يشعر به و رحل مؤكدا. على مهند ما يجب عليه فعله...
.
.
.
.
.
.
.
.
ليلاً..
انتهت من ترتيب المنزل بشكل مغاير عن السابق بمساعدة الخادمه..ثم امرتها بالذهاب لملحقها ليتسنى لها الاستعداد لإستقبال زوجها براحه، تعلم انها لن تستطيع ان تسيطر على نفسها فكلما تتخيل ان اخرى برفقته تحترق، ....
تأكدت من كل شيء و جاهزية العشاء بكافة اصنافه على الطاوله فوق لهيب الشموع، اخذت المبخره لتضع جمراتها الصغيره ومن ثم البخور كلمسة اخيره اعتياديه في نظامها لتصعد للأعلى حيث جناحها .. نظرت لفستان الشيفون الارجواني القصير المُلقى على السرير، ترددت في لبسه، يبدو قصيراً بالنسبة لها وواسع الصدر بشكل مثير وغير محبب لها، ولكن ليال أصرّت عليها واخبرتها انها ستكون مغايره عن المعتاد.. سيكون جميلاً عليها، ولكنها متردده..كعادتها...
سقطت عينيها على مشغل الاقراص الذي يعشقه، فوق رفوف ألبومات القيصر و مياده و صوت الارض...بجانب ركن صغير يعشق الجلوس حينما يود الخلوه بكتاب يقرأه..
اتجهت لتلك الرفوف لتختار لها احدى المقطوعات التي يعشقها.. كانت قد هجرت كل شيء وهو اعاد لها شغفها حتى انها تراودها العوده للكتابه !!
اختارت القيصر و لكن اخفضت من صوته.. لتكمل استعدادها بصوته لتتجاهل اصواتها المتردده داخلها
إلتقطت فستانها الأرجواني لتذهب و تلبسه في غرفة خزانة الملابس.. و تقف بعد ذلك امام مرآتها الطويله بقلق تبدو بشكل مغاير جداً عما اعتادت عليه من احتشام..ولكن الليله يجب ان تتجاوز مخاوفها و ترددها الدائم لتبرز جمالها ، الويل لك يا صالح..!
تذكرت الشريكه فزادت غيرتها كما اخبرتها هند بأن زوجته الاخرى صغيره جداً بالعمر زاد اشتعالها ، لتسحب تلك الربطه التي تجمع شعرها على طريقة البوني تيل المعتاده لها.. لتجعله يتهادى خلفها و اخذته لتجمعه على كتفها الأيسر .. تأكدت من ماكياجها كان كل شيء على غير المعتاد..تجرأت في تغيير كل شيء..
حاولت تنظيم تنفسها كما علمتها ليال..ابتسمت وهي تتذكر احاديث ليال ،لطّفت جوها قبل عودتها..ليال إمرأه صالحه جداً حد أنها تفوقها وتعترف بذلك..من سيتزوجها يجب ان يكون بمثل انسانيتها، و نفسها المعطاءه..
إلتقطت هاتفها لتتصل تطمئن عليه و لكنها سمعت صوت سيارته فهي تركت الشباك مفتوحاً لتعرف بلحظة وصوله..
اتجهت ناحية النافذه،،
ازداد خفقان قلبها برؤيته ينزل بوقاره وهيبته التي تربك تنفسها وهي تراه بثوبه الكحلي و شماغه الابيض ، تعرف انه قادم لوحده فهند أخبرتها أنها لن تأتي في اتصالها بها اليوم..،
اختفت ابتسامتهت وهي تتفاجىء به يتجه للباب الآخر و يفتحه لتنزل أخرى، وقف يتحدث معها قليلاً ودخلا معاً للملحق..، ثم خرج هو لوحده متجها لداخل المنزل...!!
لم تستطيع تماسك نفسها فذلك خارج عن إرادتها..تركت النافذه ونزلت مستعجله..
دخل عابساً وسرعان ما ابتسم، هي هنا..رائحتها تملء المنزل حياة و شغف..أزاح شماغه و غلغل يده في شعره وهو ينوي الجلوس، ولكنه تفاجئ بتلك الفاتنه تُطل عليه من اعلى السُّلم و تتقدم ناحيته، وقف وهو يتصنّع الغضب بعقدة حاجبيه، محت رؤيتها كل ضيق وشتتت كل ارهاق!!
تقدمت بخطوات مدروسه وقد نست خجلها من فستانها القصير ومن مظهرها الجديد/اهلاً وسهلاً حبيبي...سلامة الاسفار!
بشوق يغلي وهو يرى شعرها يرتاح على كتفها بسلام وهي تلتهي به/الله يسلمك من النار..ما شاء الله اشوفك ببيتي الليله!!
اقتربت ووقفت امامه بابتسامه غاضبه/طبيعي تشوفني ببيتي، بس الموطبيعي انك تسافر فجأه وما تقول لزوجتك، و تخليها تدري من الناس!!
إلتزم صمته لحظة وقوفها بالقرب منه لتختفي إبتسامته وعينيه تغزو عينيها الغارقه في ليل كحلها...، لا يصدق أنها الحبيبه، حضورها يفضحُ عجز قواميس اللغه عن وصف مدى الشوق العظيم، الصمت في حضرة العشق دليل إكتمال..
أغاضها صمته وسط نظراته/لا تسكت علمني ليه تخليني وراك وتسافر بدون ما تقولي..وش وداك؟!
غضب من رفعها لصوتها بدون داعي/لا ترفعين صوتك علي!!
لم تعد تحتمل لتقذف هاتفها تحت قدميه ليصبح قطعاً صغيره وهي تتحدث بغضب يخضبه الدموع/إلا برفع صوتي يا صالح ..دامي كنت اتصل فيك طول الايام و ماترد علي و بعدها اكتشف انك رايح تتزوج علي؟!! طيب لييه بهالسرعه؟! عالأقل احترم كلمة احبك اللي نطقتها لي و السنين اللي ضاعت منك تنتظرني فيها!!
استغرب قليلاً وهو يتقدم إليها ويتحدث ببرود/من ذاق ما لاق ياهند ..تركتيني بعد التعلق وانا ماتحملت
انهارت باكيه وهي تراه بقمة بروده،استغلت اقترابه لتحاول رفع نفسها لتمد يدها و جعله ينحني لها من خلال شد ياقة ثوبه/ماتحملت كم يوم؟!! اعتبرها عذر لكنك تبيها من الله وهذا انت جايب العروس معك، ناقص تدخلها معك بيتي!!
رفع حاجبه وهو ينحني لها مهدداً/اي نعم العروس معي و بنام معها بغرفتنا بعد، واذا فيك خير امنعيني!
إضطرب تنفسها و قاومت انهيارها بين يديه، ظنت مخطئه انها ستصمد امامه ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً ،لتنطق بغيره فاضحه وهي تحاول بضعف إبعاده عنها/ماراح تدخل هالبيت زوجه غيري و هالليله يا صالح ما راح تطلع انت من هالباب...انت لي لحالي انسى اخليك لها انسى.
لم يتوقع ان يرى منها كل تلك الغيره وذلك التحدي. ابتسم بصمت و تركها و ذهب للباب ولكنها لحقت به تظن انه سيخرج لتلك..
امسكت بيده بثبات، ابتسم قليلاً ثم اخفى ابتسامته وهو يلتفت إليها و يمرر يده بخفّه و يحيطها بخصرها ليلصقها به فتخرس وسط دموعها، و ارتجافة شفتيها/من قالك اني بتزوج عليك؟!
لاحظته يقترب من شفتيها، ازداد توترها وهي تتخيل تلك بين يديه، نزلت دموعها، ونطقت ببحه/دريت،
أحب إصرارها، و تمسكها به ليرد بنفس همسها/دامك دريتي وش رجعك البيت؟!وش تبين؟!
بنفس ذلك الهمس/انت حقي و انا ما اتنازل عن حقي بسهوله..
ابتسم وهو يتأمل محاولتها قبل قليل في ان تكون شرسه، ما اجمل الغيره حينما تُفصح عن تفاصيل الجمال الأنثوي، و ذلك الكحل المرسوم بشكل اضاف لمسة فتنه على ملامحها الهادئه...،
استنكرت ابتسامته المقابله لغضبها/شفيك تتبسم؟!
حاول تقبيلها ولكنها صدته،لينطق بتساؤل مُحب/بذمتك ياهند واحد جلس ظ¢ظ¦ سنه ماتزوج على امل انتظارك المستحيل، تظنين انه بيضجر اذا هجرتيه اسبوع!!!
هدأت وهي ترتاح لنبرته وهو يضغط بلطف على يديها../
أردف بعشق/من تضوى بك ما يقنعه أي نور، ومن ذاق خمرك ادمن الشراب، غبتي كم يوم و ضاق بي فضاي وازداد الحب جنون، ..في الغياب الناس يقلوّن ،انتي الوحيده في الغياب تزيدين !!
تُصدق كل كلمه ينطقها ، اعتادت منه الدلال والغزل،هو من افسدها بدلاله/خربتني يا صالح..!
داعب خدها بنعومه وهو يغزوها بعينيه/هند أنا..
قاطعة اندماجه وهي ترفع نفسها لإغلاق ثغره بقُبله خفيفه لتهمس بعدها/تعشيت و لا للحين يا قلبي؟!
عاد ليبتسم مهما غضبت منه لا تنسى واجبها تجاهه/للحين والله..ميت جوع
ابتسمت وقد نسيت تلك التي في الملحق/السفره جاهزه تعال معي
توقف/لحظه انادي هند من الملحق
استغربت/هند معك؟! مو كانت تقول بتقعد هناك و مادري ايش؟!
كتم ضحكته/ابد، راحت للملحق ترد على مكالمة امها بعيد عن البرد فالحوش..
عبست/هيين يا هند. ومسويه لي فلم و احرقت اعصاابي تقول ابوي ملك على صديقتي!! ماني مخليتها
امسك بيدها وهي تمر بجانبه ليجذبها لصدره ويتأملها مجدداً/بعد اللي شفته واللي صار ،بنتي تستاهل هديه ثمينه...
خجلت وهي تشعر بتقصيرها تجاه هذا الرجل المجنون بها..، دعت لإبنها بالهدايه وهي تسكن صدره، رغماً عنها تتذكر ابنائها ليس هنالك قلب أكثر شقاء من قلب أمٍ فارقت فلذات اكبادها..!!
،
.
،
.
،
.
،
.
قلقت أشد القلق..تأخر كثيراً...يجب ان يكونا في المطار قبل الرحله بفتره كافيه..
الخوف كل الخوف أن يغير خططه فجأه ،سيقتلها لو فعل ذلك..!! اتصلت ولكنه لا يجيب..!!
اتصلت مره اخرى وهي غاضبه ..ليرد/هلا الشموس
تحدثت بقلق/عزام وينك؟! تأخرت
ببرود/معليه حبيبتي أجلي السفره.. عندي شغل مهم و
ردت غاضبه وهي تمشي في المكتب جيئتاً وذهاباً و تعبث/اوكي حبيبي خلاص كنسلت فكرة السفر اصلاً، ماله داعي
بهدوءه/شكلك زعلتي!
بقهر مكبوت/وليه ازعل؟! ماراح اموت اذا ما سافرت..يلا انا بقفل الخط
قاطعها/قبل تقفلين هاتي بوسه
غضبت وهي تريد الصراخ.. وتفاجأت بيده تحيط خصرها وهو يلفها و يطبع قبلته العميقه على خدها/زعلتي؟ لا تنكرين
كادت تبكي وهي تراه يحيط بها/تحب تقهرني يا عزام، حتى مفاجئتك الحلوه تقهر!
ضحك وهو يرى تجهمها/شرايك بالمقلب؟!!
عضت شفتها بغضب/فنان قهر.. ما يحتاج شهاده
ابتسم بخبث و نطق بثقه/هاللحين بقلب مزاجك و متأكد مليون بالميه انك بتفرحين
تسائلت بعينيها بصمت وهي تراه يدخل يده في جيب جاكيته و يُخرج علبه صغيره!!
فتح العلبه وهو يقدمها لها ويراقب ردات فعلها/خاتم ابوك اللي اخذته منك يوم الشبكه..هذا انا اعلن استسلامي و ارجعه لك .
اتسعت ابتسامتها وهي تراه،و تداعبه بين يديها،هذا الخاتم حبسها سنوات و دعم شموسها بكل قوه، قرأت ذلك البيت الشعري الذي كُتب على خاتمها (وأكره ان أسمعُ في اللهو ريبةً ... كما كرهت صوت اللجام الشوامسُ )
إلتمعت عينيها وهي تتذكر والدها..كان شديد الفخر بها..لم يعلم يوماً ان شموسه سيُخضعها لجام قلبها ذات مشاعر!!
لعله توفي حتى لا يراها تحت إمرة رجل!!
اغلقت العلبه وهي تبتسم له/شكراً عزام..جد شكراً
استغرب ردة فعلها/توقعت تلبسينه..يالشموس!!
بنفس ابتسامتها الهادئه/هالشموس لقت من يفهم تغطرسها و يقدر يجاريها، ماعادت شموس، وهي تخضع لقلبها !! ..بس السؤال الموجع والخايف البردان؛يا ترى هو حقيقه والا حلم؟ خايف قلب هالشموس و متوجس،
يعلم بجرحها ولا ينساه، أجابها بحب و كفه تعانق خدها بدلال/لا يخاف قلبك و لا يبرد الشوق ،انتي الحقيقه اللي حطمت برج الاحلام ، ..
تسائلت بنظراتها اللامعه وهي تكره ان تسأله عن صدق حبه، يستصعب ذلك الغرور كل مشروع يخص قلبها. حاولت التملص من بين يديه وهذا الموقف، لا فائده من ظ±طالة وقوفها و من حديث العيون المرهق ...
ولكنها تفاجأت به يثبتها وبعينيه بريق/لحظه يالشموس
توقفت تسمعه بنفس صمتها، ماذا عساه سيقول/!!
قرر النطق، لا يعرف ماذا يجب ان يقول ولكنه يشعر بأنه يجب ان يتكلم/احيان من كثر مالشخص جاف بحياته وماعمره لقى حضن يلمه، يفرح اذا لقى صدر يرمي بثقله عليه، ويصير مايدري هل هو حب هالشخص فعلاً او لأن الحاجه خلته يحبه ويبقى معه؟!!،
ابتسمت على ثرثرته، يبدو وكأنه لم يفضفض في حياته، لتنطق/يقولون أصل الحب احتياج..!
ابتسم على اختصارها الانيق لثرثرته ليُضيف/هذا انتي قلتيها
لا تعجبها تلك التسميه/بس أنا ما افضّل هالحب، و ارفض تصنيفه بهالضعف
استغرب/مافهمت
بكيدها، نطقت لتستفز قلبه للبوح/الحب بقصد الاحتياج...ينتهي بانتهاء الحاجه يا عزام..جمال وسمو الحب يكون من فايض عطى ومن وافر مشاعر ..اما مشاعر الضعف وقلّة الخلان والاحتياج ما تهتويني، ولا ابيها
خاف ان تكون فهمته خطأً، ليتحدث بلهفه/جبّاره يالشموس جبّاره..وش اسوي و انتي اللي اضعفتيني، حضنك اللي يضمني كل ليل علمني حجم حرماني و احتياجي..لا تظلمين المحتاج اذا حب.
بابتسامه جانبيه وجمله متخمه بالكيد/ناقص تقول تحبني!!
رفع حاجبه من طريقتها الماكره في استدراجه، ولكنها محقه فإن كان لكل شخص قلب ينبض للحياة فقلبه ينبض لها وحدها/تستاهلين الحب
شعرت برغبه عارمه في عناقه، ما اجمل اعترافات الحب المكبوت والاجابات المُبطنه، قررت ان تذكره، يجب ان يعرف و ان يعتذر/غريبه!! كيف و ماني حلمك و لا تبيني
ازاح غرتها عن وجهها وهو ما زال يداعبها بأنامله/ماقدر امحي التهور والخطأ اللي صار ببداية علاقتنا، و انتي كنتي مهره عصيّه ، لكن تأكدي يالشموس انك سلبتي هالنابض من اول لقاء<<اشار الى قلبه.
لمعت عينيها بدموعها لم تستطيع الرد، اخذت يده من خدها لتنزل بها لشفتيها لتقبّل كفه بعمق، قد شغفها حباً الليله بكل ما للكلمة من معنى، حتى انها تناست و تجاهلت كل شك و طمست كل ظن سيء تجاهه..باح عن مكنونه اخيراً، أكان يحتاج فقط للسعة غيره ليصرّح بكل هذا؟!!
"أي رجل هذا الذي يمسك بزمام مشاعري رغماً عن انف الغرور ويدفعني الى الغرق في بحره مبتسمه!"
سحب يده منها ليجذبها ويلصقها به وهو ينحني لعنقها و يجود عليه بقبلاته، ولكنها دفعته/انت بس تبي تأخرنا عن الرحله!
جذبها مجدداً وهو يهمس/قدامنا اربع ساعات.. ابي منك ساعه هنا..لا تبخلين!
تنهدت وهي تسمح له بإكمال ما بدأه ..لن تلتفت لأي شيء وهذا الرجل لن تشاركها فيه حواء اخرى..،مازالت تتذكر العلاقه الأولى والليلة الأولى التي جمعتهما كزوجين..كان من الواضح انه يتعامل مع انثى لأول مره..تأكدت من ذلك حينما لم يعرف كيف ينزع حمالة صدرها في اول لقاء..وذلك الدليل الذي جعلها تثق انه نظيف مهما راودتها الشكوك حوله!!!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.:
عاد من الخارج متأخراً بعدما جاب طرقات الليل وحيداً، وكأنه يمهد لنفسه لحظة الفراق،..ما خفف عنه ذلك الأمر هو اتفاقه مع عمه بشأن رشا،
دلف من باب الساحة الخارجي ويغلقه ليجدها تقف هنالك عند الباب الداخلي تنتظره ، ابتسم لرؤيتها هي صديقة الطفوله فكيف لا تُسعده رؤيتها/وش مسهرك برا
بادلته الإبتسامه لتتقدم إلبه وهي تتكتف عن البرد/انتظرك يالحب
عدّل شاله البني جيداً بابتسامته/عاد كان جهزتي قهوه والا شيء ساخن .. دام بنقعد فالحوش كذا
نفخت في يديهاوهي تضمهما لبعض عند شفتيها/انا برأيي ندخل احسن، انا كنت اتمشى هنا اصلاً
لاحظ هاتفها المحمول بيدها/متصله بأحد هالوقت؟!
دسته في جيبها وهي تضم ذراعه/لا ..كان بجيبي بحكم العاده يعني، .. تعال معي داخل مجهزه قعده حلوه بالمجلس ،عزه راحت مع زوجها ومليييت لحالي
امسك بيدها وهما يدخلان..كان بداخله اسئله كثيره عنها، رشا ليست هي تلك السابقه مع احتفاظها بنشاطها و حيويتها هنالك شيء لا يعرفه فيها..
دخلا المجلس وبدأت بسكب القهوه له وهي تتبسم/تصدق بالله يا وليد
اخذ الفنجان وهو يبتسم لنبرتها/آمنت بالله
لا تعرف كيف تبدأ ولكن تريد ان تبوح/انا جايتك هالمره ومستقصده بعدما عرفت انك رايح لألمانيا..
ابتسم بخبث/يعني ماهو حب فيني هاه!!.. اوكي اقعدي عند اهلك مابيك
بادلته الابتسامه وهي ترفع حاجبها/ماتستغني عني ياوليد..ادري بتموت بدوني، تخيل بس لو ماجيت، كان زوجتك أمك وحده ماتطيقها وسافرت معك وضيقت زود على جو الغربه...المفروض تحمد ربك انك تعرفني..واني جيتك بالوقت المناسب.
ضحك وهو يسترخي في جلوسه و يفتح شاله/على قولت أمي ياحبي لك يا رشا..
لمحت في عمق عينيه احاديث واسرار، حتى سكوته واستسلامه لكل شيء يريبها/و على قولت ماما تؤبرني ياوليد.
.
.
.
.
.
بعد منتصف الليل....!
في المستشفى الذي احتضنه نائماً..
دخل رجل وهو يبحث بنظراته في ارجاء المكان..سقطت عينيه على الممرضه المناوبه تردد ولكنه طلبها/نيرس لو سمحتي تعالي شوي
استغربت طلبه/نعم!
اشار لخارج القسم/امي بالجهه الثانيه من المكان ، عندها مشكله في المغذي ، ومالقيت احد..ممكن تجين تشوفينها؟!!
ترددت في الإستجابه ولكن لا ضير مجرد مغذي وستعود/اوكي.
تركت الممرضه مكانها لتخرج حيث اشار..
عادت بعد لحظات وهي مرعوبه لسماعها صافرات الخطر في حالة مريض الغيبوبه..رفعت سماعة هاتفها وهي تنادي بخوف/طوارىء بليز الدكتور عبدالرحمن محمد.. للمريض نايف المناع بليز ..الحاله طارئه..
تركت مكانها لتدخل غرفة نايف لعلها تنقذه.....
.
.
.
.
.
.
.
آوت لغرفتها باكراً بعد سفر اختها و ذهاب عمتها هند.. ام رواد تضطر للنوم باكراً لأجل اطفالها...
جلست في منتصف سريرها وهي تضع كمبيوترها المحمول على فخذيها و تكمل عملها الذي طلبه منها عزام .. انتهت من عمل منصتها على الانترنت..ستعلن قريباً عن دوراتها المعتمده في مرض التوحد..
.. كل شيء ممل..يجب ان تعود للعمل بأسرع وقت... إكتفت من اجازتها لم تعتاد ان تجلس كل هذه الفتره بلا فائده..!
سيكون برنامجاً تدريبياً متكاملاً كما كانت تحلم..
الفضل بعد الله لعزام. . رجل ملهم مثله يجب ان يكون في مكان كأبيها...
رن هاتفها ، استغربت من سيتصل في هكذا وقت متأخر!!
إلتقطت هاتفها لترد بعد رؤية اسم عمتها هند/الوه!! خير يا عمه؟!
على الطرف الآخر تحدثت بصوت باكي/ليال!
وقع قلبها أرضاً وهي تترك سريرها،و تحاول ان تستنطقها/عمه شفيك؟! طيحتي قلبي!!
بكت تلك/نايف يا ليال ناايف!!
.
.
.
يتبع..