رواية ما وراء الغيوم الحلقة السادسه 6 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية
رواية ما وراء الغيوم الحلقة السادسه 6 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية |
لقراءة باقي حلقات رواية ما وراء الغيوب كاملة بدون ردود (الأرشيف) للكاتبة رشا الخيالية : اضغط هنا
رواية ما وراء الغيوم الحلقة السادسه 6 كاملة مكتوبة البارت السادس كامل بدون ردود للكاتبة رشا الخيالية
6))ما وراء الغيوم..
،
تمر الغيوم و تمطر اوجاعاً وغُربه..
ليست غُربة وطن ولكن غُربة قلب!
غُربة روح لم تهنئ بيوم دافئ!
تثير رائحة الحزن العتيق،
تذكي مدامعاً و تحيي ألآماً..
،
تمر الغيوم و تمطر اوجاعاً وغُربه..
ليست غُربة وطن ولكن غُربة قلب!
غُربة روح لم تهنئ بيوم دافئ!
تثير رائحة الحزن العتيق،
تذكي مدامعاً و تحيي ألآماً..
↔
.
،
.
،
.
مضت ايام العزاء ..بكل مواقفها ومراسمها..
كان لا ينفك يستقبل المعزين في منزل عمه..من الواضح ان العم راكان ذو صلات متميزه مع جيرانه واقاربه بل وحتى رجال الاعمال ومنافسيه..
انتهى ذلك اليوم المرهق وهو يهم بالجلوس و يأخذ نفساً عميقاً..رباه ماذا ينتطره من اعباء جديده،..
جلس قاسي بجانبه وهو يسأله/علامك
تنهد وهو يعتدل جالساً/مادري ياخوك احس بداخلي ضياع او صداع شي ماهو مخليني استوعب هاللي صارلي خلال هالفتره القصيره
حاول مساعدته لترتيب افكاره/انت قول لي وش ناوي تسوي؟
فرك جبينه وهو يسترخي/انا حاس بالذنب يا قاسي.. رفضت اتزوج بنته و مات بنفس الليله خايف اشيل ذنبه، قلبي ماهو مرتاح، انا قهرته انا ما قدّرت شيباته ولا كبر سنه..
استغربً حديثه، أراد التخفيف عنه/استغفر الله.. الرجل وقف يومه ومات.. لا تفكر بهالطريقه.. هاللحين ماهو وقت مناسب انك تجلس تلطم..صار عندك عايله اظن هاللحين مافي مجال لترك اهلك، وان بغيت تتقدم من جديد و تتزوج بنت عمك محد رافض، هذا حقك ورغبة عمك..
رد بغضب/انا مابي اتزوج وخصوص بنت عمي هذي. تفهم؟
استغرب ردوده الصبيانيه،فـ عزام معروف عنه ذكائه واتزانه/اظن انك اعقل من كذا، ترى عمرك وصل سته وثلاثين ماعدت صغير، ان ما بغيت بنت عمك تزوجها عاادي تراك تقدر تزوج عليها اللي تبي، او خذي اي وحده من خواتها، مدري ليش انت معقد القضيه؟
رد بغضب/لا ابي اتزوجها ولا اتزوج غيرها يا قاسي.. ارتحت؟
نظر إليه مستغرباً،كيف يقول ذلك، إذن هو رجل يكره النساء حقاً ولم تكن مزحه/عزام طلبتك تزوجها علشان تصير محرم ويصير لك كلمه بالبيت و خله يجيلك عايله وسند..
تنهد وهو يحاول إنهاء هذا الموضوع/يا قاسي قفل ع الموضوع هاللحين ماهو بوقته
يشاهد ذلك الرجل يدخل/من هذا؟!
التفتت عزام وهو يستغرب حضوره،تُرى ماذا يريد المحامي الآن؟!/هلا وسهلا تفضل
بشبح ابتسامه/السلام عليكم يا شباب،
رد الجميع باصوات متفواته/وعليكم السلام..
المحامي/لو سمحت يا عزام بغيتك بموضوع خاص
وقف قاسي وهو يهم بالخروج/انا استاذن.. اشوفك بعدين
جلس عزام وهو ينظر للفراغ.. مازال غير متقبل للوضع الجديد، مازال يشعر بأنه ليس عليه ان يضحي بنفسه للاشيء..!
جلس المحامي وهو يضع حقيبته على الطاوله الصغيره المتواجده امامه/صار اللي صار يا عزام .لازم تقبل الحاصل
وقف وهو غاضب يكاد ينفجر، ما بال الجميع يطالبه بالتضحيه/وش بلاكم الكل يززن على راسي لازم تقبل لازم تقبل.. شايفيني امشي وانتف شعر راسي ومعترض..!
احتفظ بهدوءه حتى هدأ عزام/اسمعني ..انا مقدر مشاعرك.. وادري انك انحطيت بموقف صعب.. وانفرض عليك واقع انت ماتبيه ويمكن حتى مافكرت فيه يوم من الايام.. بس عمك الله يرحمه كان يثق فيك.. لو تتذكر انت بيوم من الايام وصلته وجبت شنطته اللي كان فيها اغراض مهمه ومبلغ وقدره.. وبعد رفضت العوض..
ابتسم عزام بسخريه وتحدث بتهكم/وبعدها قال هذا الامين اللي بيكون بدال ولدي اللي فقدته.. وقرر من نفسه يخليني وصي ومنظم ورثه!! الله اكبر
رد بهدوءه المعتاد/لا.. ماخلاك وصي ولا حتى منظم ورثه على قولتك..
التفت اليه بسخريه/كفايه كان ناوي يزوجني بنته من راسه، يظن انه بهالشكل بيربطني و…
قاطعه صالح بغضب/انت الوريث الوحيد لاملاك راكان ال مناع.. والمتصرف فيها بيع وشراء..!
لم يصدق ما يسمعه.. ذُهل.. التزم الصمت لثواني!!
أردف صالح بعدما هدأ/عمك ما بغاك وصي ولا كلفك بشيء .. هو عطاك كل ثروته مقابل انك تعيش مع هالعايله ، كان شايل هم ذنب ابوك، خايف يكون ظلمه مع انه ماكان عنده علم بوجوده اصلاً..
.
،
.
،
الكل بجانبها وهي تبدو كالصنم الباكي.. دموعها لا تتوقف في غرفتها منذ توفي والدها..
جلست الشموس بجانبها وهي تربت على كتفها وتحتضن كفها/نيفا يا قلبي كلنا فاقدينه.. كلنا موجوعين بفراقه
اقتربت منها اميره وهي تعانقها/نيفا ردي علينا الله يخليك
جلست تلك على الاريكه وهي تندب حظها/نيفا حنا بناته مثلك وربك ترانا نبي حد يواسينا بعد ، يعنك مابعده فراق ولا حبيب يساويه.
التفتت اليها الشموس وهي تغمز لها لتسكت ثم اتجهت بالحديث لنيفا/نيفو حبيبتي تكلمي "طلبتك" لا تشغلين قلبي عليك
تنهدت وهي تبعد اميره عنها/ابي ماما.. نادوها لي ابيها
ابتسمت وهي تسمع صوتها اخيراً لتعانقها/اخيرا سمعت صوتك يا بنت.. خوفتيني عليك
بكت مره اخرى لتتحدث بالاسبانيه/ Quiero que mi madre [أريد أمي]
تنهدت/ابشري اوول ما تعطلين تروحين، وباذن الله يكون نايف بخير ويروح معك بعد زي قبل.
ألتفتت اليها باكيه/تظنين نايف يرجعلنا مثل قبل يا شموس؟
تحدثت تلك بتشاؤم/نايف صاير جماد معاد له صوت ولا يفتح عيونه! صرت اكره ازوره.. من كثر ما أمني نفسي انه يرد علي وبكل مره يخيب ظني ولا يرد علي.
التفتت اليها الشموس غاضبه/ليااال! فال الله ولا فالك.. نايف بيرد علينا.. وبيقوم قريب ان شاء الله.. انا متأكده..
وقفت وهي تهم بالخروج، ما يتحدثن عنه لا تتعدى احاديث مواساه لخاسر.. تشبعت يأساً فلم تعد تستسيغ المواساه/انا بروح اجهز نفسي عندي شغل
التفتت اليها الشموس لتلتحق بها وتوقفها خارج الغرفه/مُصرّه تداومين هناك يعني.. الظاهر ناسيه ان وراك التزامات اهم من تدريس بزارين بالروضه
ابتسمت لها ببرود/انا ما اغير من نفسي علشان احد فاهمه
تكتفت باعتراض/لا ماني فاهمه، ممكن تفهميني!
نظرت إليها بلا مبالاة/ماراح تفهمين.. انتي لو تفهمين ما كان ليومك هذا وانتي بدون زواج
استغربت ردها/ماتعلميني وش دخل زواجي بالموضوع يا ليال خانوم؟!!
ردت بملل/الحديث مع وحده معتده بنفسها مثلك ضاايع.. سلام وراي اشغال.
ستُجن من برود اختها التي تُلقي الكلمات والجمل الغامضه بدون ان تراعي شيئاً، لتلحق بها/ليااال فهميني وش فيني انا وش شايفه علي؟هاااه قوولي
اغلقت باب غرفتها في وجهها وهي ترفض الرد عليها.. لتنزل دموعها، لا تعرف لماذا ينفلت لسانها ويثرثر عن مكنونها في الاوقات الخاطئه، و يصادف ان تلك الشموس هي من تتلقى حمم كلماتها دائماً..
اتجهت لخزانة ملابسها وهي تخرج لبسها الذي ستخرج به لعملها التطوعي.. كونها اخصائيه اجتماعيه تعمل في مجال خدمة المجتمع..
.
،
.
خرجت من غرفتها وهي تتوشح السواد، لتشاهد الشموس تأتي من ناحية جناح اخواتها،فنادتها/شموس!
اتجهت اليها وهي مازالت تغلي من اثر كلمات اختها/هلا يام رواد
ام رواد بابتسامه باهته/وش فيك انتي واختك طلعت اصواتكم.. عسى ما شر..
اتجهت معها للسلم وهما ينزلا معاً/مثلك عارفه ليال.. تقول الكلام وماتثمنه..
ام رواد بهدوءها/ماعليه يا شموس انتي الكبيره، تحملي خواتك.. و تدرين ان ليال تحبك و اللي بقلبها على لسانها.. يعني طيبه وماتشيل بقلبها على احد.
تنهدت فهي الاعرف بأختها/ربك يعين..
جلست وهي تلتقط دلة القهوه وتسكب لزوجة أبيها ولنفسها وتحتفظ بصمتها…
ألتفتت لصالات القصر الخاليه من حولها/وين باقي اخوانك
اخذت رشفه من فنجانه وهي تجيبها/اميره تركتها بغرفة نيفا.. ورواد ..والله مادري وينه مختفي
صوت قادم من خلفهم/اخذه عزام معه.
التفتت لصاحبة الصوت/عمتي هند وين كنتي
جلست بضيق وهي تضع هاتفها المحمول على طرف الطاوله وتأخذ لها فنجاناً/كنت اكلم عيالي
لاحظت هدوئها على عكس العاده لطالما بكت بعد كل مكالمه/شلون تركي واخته شهد
ردت هند بتنهيده/يقولون بخير الحمدلله..
تحدثت الشموس بحقد/انا عمري ما شفت اخس من طليقك هذا ، شلون حارمك من عيالك لا وما جابهم لك في عزاء خالهم!!.. عمتي شلون اصبرتي عليه كل هالسنين؟! ماني قادره استوعب كمية صبرك
لمعت عينيها بضيق/ماكان بيدي يا شموس..اصبر لاني اخاف يحرمني من عيالي
الشموس/وهذا انتي ماستفدتي من صبرك ونفذ اللي براسه وحرمك منهم
ابتسمت بدمعه/انا ماتركته الا بعدما كبروا عيالي وصاروا يعتمدون على انفسهم وماهم بحاجة رعاية احد ويعرفون كيف يتأقلمون بدوني
تنهدت الشموس وهي تتذكر والدتها/يعنك اني للحين ما سليت عن فقد أمي.. وجاءت وفاة ابوي تكمل الناقص الله يرحمهم جميع ويصبرنا
مسحت طرفها من دمعتها وهي تتذكر اطفالها عند اهل زوجها السابق/في الغياب والفراق مضطرين نتأقلم ونسلى يا شموس.. الدنيا اختبار.. ماهي دايم سعه
ابتسمت لها الشموس، فهي تعرف ما مرت به و تحترمها/ربي يشرح صدرك يام رواد، ويعوض صبرك
ام رواد بابتسامة امتنان و لمعة حزن/ابشرك عوضني ربي بزوج ريحني من عذابي كله. وكان معي مثل النسمه البارده لين مات الله يرحمه،عزاي الوحيد ان لي منه عيال وانه سبب في معرفتكم..
هند بتنهيده/الله يرحمك يابونايف..
ترحم الجميع على الفقيد.. لتصمت الشموس وهي تفكر بحقد لماذا ذهب عزام تلك الليله ولماذا لم يتمم الملكه كما خطط لها والدها..، أيظن انها كانت من اقترحت الزواج وانها من الممكن ان ترضى ان ترتبط به لسبب كهذا؟!
هو حقاً غبي! هو حقاً لا يعرفها..
.
،
.
،
.
مضت ايام العزاء ..بكل مواقفها ومراسمها..
كان لا ينفك يستقبل المعزين في منزل عمه..من الواضح ان العم راكان ذو صلات متميزه مع جيرانه واقاربه بل وحتى رجال الاعمال ومنافسيه..
انتهى ذلك اليوم المرهق وهو يهم بالجلوس و يأخذ نفساً عميقاً..رباه ماذا ينتطره من اعباء جديده،..
جلس قاسي بجانبه وهو يسأله/علامك
تنهد وهو يعتدل جالساً/مادري ياخوك احس بداخلي ضياع او صداع شي ماهو مخليني استوعب هاللي صارلي خلال هالفتره القصيره
حاول مساعدته لترتيب افكاره/انت قول لي وش ناوي تسوي؟
فرك جبينه وهو يسترخي/انا حاس بالذنب يا قاسي.. رفضت اتزوج بنته و مات بنفس الليله خايف اشيل ذنبه، قلبي ماهو مرتاح، انا قهرته انا ما قدّرت شيباته ولا كبر سنه..
استغربً حديثه، أراد التخفيف عنه/استغفر الله.. الرجل وقف يومه ومات.. لا تفكر بهالطريقه.. هاللحين ماهو وقت مناسب انك تجلس تلطم..صار عندك عايله اظن هاللحين مافي مجال لترك اهلك، وان بغيت تتقدم من جديد و تتزوج بنت عمك محد رافض، هذا حقك ورغبة عمك..
رد بغضب/انا مابي اتزوج وخصوص بنت عمي هذي. تفهم؟
استغرب ردوده الصبيانيه،فـ عزام معروف عنه ذكائه واتزانه/اظن انك اعقل من كذا، ترى عمرك وصل سته وثلاثين ماعدت صغير، ان ما بغيت بنت عمك تزوجها عاادي تراك تقدر تزوج عليها اللي تبي، او خذي اي وحده من خواتها، مدري ليش انت معقد القضيه؟
رد بغضب/لا ابي اتزوجها ولا اتزوج غيرها يا قاسي.. ارتحت؟
نظر إليه مستغرباً،كيف يقول ذلك، إذن هو رجل يكره النساء حقاً ولم تكن مزحه/عزام طلبتك تزوجها علشان تصير محرم ويصير لك كلمه بالبيت و خله يجيلك عايله وسند..
تنهد وهو يحاول إنهاء هذا الموضوع/يا قاسي قفل ع الموضوع هاللحين ماهو بوقته
يشاهد ذلك الرجل يدخل/من هذا؟!
التفتت عزام وهو يستغرب حضوره،تُرى ماذا يريد المحامي الآن؟!/هلا وسهلا تفضل
بشبح ابتسامه/السلام عليكم يا شباب،
رد الجميع باصوات متفواته/وعليكم السلام..
المحامي/لو سمحت يا عزام بغيتك بموضوع خاص
وقف قاسي وهو يهم بالخروج/انا استاذن.. اشوفك بعدين
جلس عزام وهو ينظر للفراغ.. مازال غير متقبل للوضع الجديد، مازال يشعر بأنه ليس عليه ان يضحي بنفسه للاشيء..!
جلس المحامي وهو يضع حقيبته على الطاوله الصغيره المتواجده امامه/صار اللي صار يا عزام .لازم تقبل الحاصل
وقف وهو غاضب يكاد ينفجر، ما بال الجميع يطالبه بالتضحيه/وش بلاكم الكل يززن على راسي لازم تقبل لازم تقبل.. شايفيني امشي وانتف شعر راسي ومعترض..!
احتفظ بهدوءه حتى هدأ عزام/اسمعني ..انا مقدر مشاعرك.. وادري انك انحطيت بموقف صعب.. وانفرض عليك واقع انت ماتبيه ويمكن حتى مافكرت فيه يوم من الايام.. بس عمك الله يرحمه كان يثق فيك.. لو تتذكر انت بيوم من الايام وصلته وجبت شنطته اللي كان فيها اغراض مهمه ومبلغ وقدره.. وبعد رفضت العوض..
ابتسم عزام بسخريه وتحدث بتهكم/وبعدها قال هذا الامين اللي بيكون بدال ولدي اللي فقدته.. وقرر من نفسه يخليني وصي ومنظم ورثه!! الله اكبر
رد بهدوءه المعتاد/لا.. ماخلاك وصي ولا حتى منظم ورثه على قولتك..
التفت اليه بسخريه/كفايه كان ناوي يزوجني بنته من راسه، يظن انه بهالشكل بيربطني و…
قاطعه صالح بغضب/انت الوريث الوحيد لاملاك راكان ال مناع.. والمتصرف فيها بيع وشراء..!
لم يصدق ما يسمعه.. ذُهل.. التزم الصمت لثواني!!
أردف صالح بعدما هدأ/عمك ما بغاك وصي ولا كلفك بشيء .. هو عطاك كل ثروته مقابل انك تعيش مع هالعايله ، كان شايل هم ذنب ابوك، خايف يكون ظلمه مع انه ماكان عنده علم بوجوده اصلاً..
.
،
.
،
الكل بجانبها وهي تبدو كالصنم الباكي.. دموعها لا تتوقف في غرفتها منذ توفي والدها..
جلست الشموس بجانبها وهي تربت على كتفها وتحتضن كفها/نيفا يا قلبي كلنا فاقدينه.. كلنا موجوعين بفراقه
اقتربت منها اميره وهي تعانقها/نيفا ردي علينا الله يخليك
جلست تلك على الاريكه وهي تندب حظها/نيفا حنا بناته مثلك وربك ترانا نبي حد يواسينا بعد ، يعنك مابعده فراق ولا حبيب يساويه.
التفتت اليها الشموس وهي تغمز لها لتسكت ثم اتجهت بالحديث لنيفا/نيفو حبيبتي تكلمي "طلبتك" لا تشغلين قلبي عليك
تنهدت وهي تبعد اميره عنها/ابي ماما.. نادوها لي ابيها
ابتسمت وهي تسمع صوتها اخيراً لتعانقها/اخيرا سمعت صوتك يا بنت.. خوفتيني عليك
بكت مره اخرى لتتحدث بالاسبانيه/ Quiero que mi madre [أريد أمي]
تنهدت/ابشري اوول ما تعطلين تروحين، وباذن الله يكون نايف بخير ويروح معك بعد زي قبل.
ألتفتت اليها باكيه/تظنين نايف يرجعلنا مثل قبل يا شموس؟
تحدثت تلك بتشاؤم/نايف صاير جماد معاد له صوت ولا يفتح عيونه! صرت اكره ازوره.. من كثر ما أمني نفسي انه يرد علي وبكل مره يخيب ظني ولا يرد علي.
التفتت اليها الشموس غاضبه/ليااال! فال الله ولا فالك.. نايف بيرد علينا.. وبيقوم قريب ان شاء الله.. انا متأكده..
وقفت وهي تهم بالخروج، ما يتحدثن عنه لا تتعدى احاديث مواساه لخاسر.. تشبعت يأساً فلم تعد تستسيغ المواساه/انا بروح اجهز نفسي عندي شغل
التفتت اليها الشموس لتلتحق بها وتوقفها خارج الغرفه/مُصرّه تداومين هناك يعني.. الظاهر ناسيه ان وراك التزامات اهم من تدريس بزارين بالروضه
ابتسمت لها ببرود/انا ما اغير من نفسي علشان احد فاهمه
تكتفت باعتراض/لا ماني فاهمه، ممكن تفهميني!
نظرت إليها بلا مبالاة/ماراح تفهمين.. انتي لو تفهمين ما كان ليومك هذا وانتي بدون زواج
استغربت ردها/ماتعلميني وش دخل زواجي بالموضوع يا ليال خانوم؟!!
ردت بملل/الحديث مع وحده معتده بنفسها مثلك ضاايع.. سلام وراي اشغال.
ستُجن من برود اختها التي تُلقي الكلمات والجمل الغامضه بدون ان تراعي شيئاً، لتلحق بها/ليااال فهميني وش فيني انا وش شايفه علي؟هاااه قوولي
اغلقت باب غرفتها في وجهها وهي ترفض الرد عليها.. لتنزل دموعها، لا تعرف لماذا ينفلت لسانها ويثرثر عن مكنونها في الاوقات الخاطئه، و يصادف ان تلك الشموس هي من تتلقى حمم كلماتها دائماً..
اتجهت لخزانة ملابسها وهي تخرج لبسها الذي ستخرج به لعملها التطوعي.. كونها اخصائيه اجتماعيه تعمل في مجال خدمة المجتمع..
.
،
.
خرجت من غرفتها وهي تتوشح السواد، لتشاهد الشموس تأتي من ناحية جناح اخواتها،فنادتها/شموس!
اتجهت اليها وهي مازالت تغلي من اثر كلمات اختها/هلا يام رواد
ام رواد بابتسامه باهته/وش فيك انتي واختك طلعت اصواتكم.. عسى ما شر..
اتجهت معها للسلم وهما ينزلا معاً/مثلك عارفه ليال.. تقول الكلام وماتثمنه..
ام رواد بهدوءها/ماعليه يا شموس انتي الكبيره، تحملي خواتك.. و تدرين ان ليال تحبك و اللي بقلبها على لسانها.. يعني طيبه وماتشيل بقلبها على احد.
تنهدت فهي الاعرف بأختها/ربك يعين..
جلست وهي تلتقط دلة القهوه وتسكب لزوجة أبيها ولنفسها وتحتفظ بصمتها…
ألتفتت لصالات القصر الخاليه من حولها/وين باقي اخوانك
اخذت رشفه من فنجانه وهي تجيبها/اميره تركتها بغرفة نيفا.. ورواد ..والله مادري وينه مختفي
صوت قادم من خلفهم/اخذه عزام معه.
التفتت لصاحبة الصوت/عمتي هند وين كنتي
جلست بضيق وهي تضع هاتفها المحمول على طرف الطاوله وتأخذ لها فنجاناً/كنت اكلم عيالي
لاحظت هدوئها على عكس العاده لطالما بكت بعد كل مكالمه/شلون تركي واخته شهد
ردت هند بتنهيده/يقولون بخير الحمدلله..
تحدثت الشموس بحقد/انا عمري ما شفت اخس من طليقك هذا ، شلون حارمك من عيالك لا وما جابهم لك في عزاء خالهم!!.. عمتي شلون اصبرتي عليه كل هالسنين؟! ماني قادره استوعب كمية صبرك
لمعت عينيها بضيق/ماكان بيدي يا شموس..اصبر لاني اخاف يحرمني من عيالي
الشموس/وهذا انتي ماستفدتي من صبرك ونفذ اللي براسه وحرمك منهم
ابتسمت بدمعه/انا ماتركته الا بعدما كبروا عيالي وصاروا يعتمدون على انفسهم وماهم بحاجة رعاية احد ويعرفون كيف يتأقلمون بدوني
تنهدت الشموس وهي تتذكر والدتها/يعنك اني للحين ما سليت عن فقد أمي.. وجاءت وفاة ابوي تكمل الناقص الله يرحمهم جميع ويصبرنا
مسحت طرفها من دمعتها وهي تتذكر اطفالها عند اهل زوجها السابق/في الغياب والفراق مضطرين نتأقلم ونسلى يا شموس.. الدنيا اختبار.. ماهي دايم سعه
ابتسمت لها الشموس، فهي تعرف ما مرت به و تحترمها/ربي يشرح صدرك يام رواد، ويعوض صبرك
ام رواد بابتسامة امتنان و لمعة حزن/ابشرك عوضني ربي بزوج ريحني من عذابي كله. وكان معي مثل النسمه البارده لين مات الله يرحمه،عزاي الوحيد ان لي منه عيال وانه سبب في معرفتكم..
هند بتنهيده/الله يرحمك يابونايف..
ترحم الجميع على الفقيد.. لتصمت الشموس وهي تفكر بحقد لماذا ذهب عزام تلك الليله ولماذا لم يتمم الملكه كما خطط لها والدها..، أيظن انها كانت من اقترحت الزواج وانها من الممكن ان ترضى ان ترتبط به لسبب كهذا؟!
هو حقاً غبي! هو حقاً لا يعرفها..
خرج بصحبة ابن عمه الصغير في زياره لنايف.. وقفا خلف الزجاج العازل كثيراً..وهو يتأمله تمنى على الله ان يفيق وان يعفيه من هذا كلّه..فهو ليس مستعداً للعنايه بعائله، ولم يعتاد ذلك.. لا يريد لقلبه ان يكون ملجأ لأوجاع وهموم غيره.. يكفيه همومه هو...العنايه بالعائله تحتاج للحب وهو يفتقده، لا يعرف قلبه حباً الا حب "مدى" وكانت اكبر خيباته واشد هزائمه كلها، بل حُبها كان السقطه الوحيده التي لم يقوى على النهوض منها..!
هي من جعلته يردد بقلب غاضب; تباً لها ولأمها ولجميع نساء الأرض..!
شعر بيد صغيره تمسك بكفه الضخمه وتضغط عليه لينتبه لرواد/شفيك رواد؟
تسائل ببراءه/متى بيقوم نايف؟هو من زماان نايم!!
نظر الى عينيه والى هيئته التي توحي بانه اصغر من عمره، و شعره طويل اكثر من اللازم،/لا تخاف بيقوم قريب ان شاء الله.. شرايك نروح الحلاق.. نحلق شعورنا
تردد/بس شموس تقول انا كذا احلى
ماهذه الشموس التي بات يسمع اسمها كثيراً/اسمعني يا رواد، الشعر الطويل للبنات، انت بنت؟والا تبي الاولاد يعايرونك ويقولون بنت!!
هز رأسه باعتراض/لاااا انا ولد مب بنت
ابتسم لحماسه/اجل تعال نروح الحلاق..وبعدها بنفصل ثياب.. هاللحين انا وياك صرنا اخوان،شرايك تصير اخوي؟
ابتسم بسعاده/زي نايف؟
أحب حماسته/ايووه زي نايف… يلا مشينا؟
ذهب برفقته.. لن يدعه يشعر بالفراغ وبعدم وجود الأب والاخ.. شيء بداخله يدفعه لأن يكون بحياة رواد الافضل.. افتقد الأب ولا يريد لطفل ان يعيش الفقد كما عاشه هو.
رن هاتفه ليرفعه بعدما شاهد اسم المحامي/الوه..
على الطرف الآخر/السلام عليكم يا عزام
رد ببروده/وعليكم السلام.. خير يا صالح وش الجديد بعد
بهدوءه/ما من جديد.. بس حبيت ازوركم اذا فاضيين هاللحين.. لازم الكل يسمع الوصيه، باعتقادي ان بنات عمك الله يرحمه للحين ماعرفوا.. والا؟
تذكر أمراً مهماً..فمن الجيد ان أحداً من بناته لم يعرف بعد بأمر الوصيه/هاللحين ماني فالبيت يا صالح.. انا رايح لمشوار .. وبكرا لي معك لقاء ان شاء الله.. حاب اناقشك بنقطه..
باهتمام/اووكي ..بكرا اشوفك بمكتب الشركه.. اكيد بتداوم صح
عزام/اي بكرا يبدأ الدوام.. يلا اشوفك.. سلام
اغلق الهاتف وهو يفكر بما يخطط عليه..
.
،
.
.
،
.
،
في الخرج..
اخذت في لملمة اشيائها وهي تقرر العوده لزوجها الذي اتصلت به واخبرها انه سيأتي غداً لأخذها.. جلست على طرف سريرها وهي تشعر بالضيق.. يالبؤس العيش مع رجل مغتر برجولته ويظن انه متفضل على انثاه بالزواج منها!
تذكرت ذلك اليوم الذي رأته فيه عزام يمنع زوجها من ضربها ابتسمت بدمعه… يالحسرتها بفقدان ذلك الشهم
دخل طفلها الصغير يركض/ماما ماما
ألتفتت اليه بعدما مسحت دمعتها/ايوه حبيبي بسام وش فيك
بابتسامه/خالي قاثي ومعه خلوودي عندنا
ابتسمت فذلك الاخ يذكرها بصديقه وابن عمتها الذي كان فارس احلامها الأول والاخير.. فلم ينبض قلبها بالحب بعده، لتقف وهي تذهب لاستقبال اخيها الذي غاب اسبوعاً..
نزلت تحت وهي تراه يجلس بيده فنجان قهوته، لتبتسم وهي تتجه اليه/حي الله ابو خالد
بادلها الابتسامه ووقف يسلم عليها مستغرباً ذبولها/حي الله ام ندى..
تسائلت ام قاسي بخوف/اتصل فيك زوجك؟
نظرت اليها وهي تجلس/ايه بيجي بكرا ياخذنا
تنهدت فأمها من اضعفتها امام زوجها وجعلتها مكسورة جناح رغم وجود اخيها، تلك الأم لا تريد طلاقاً، فالطلاق يعني فشلاً سيجعل نساء الحي يتشمتن بها وبأبنتها بظنها، لكن استمرار الزواج وسط جحيم العلاقه و ذل الزوج واهاناته وضربه لا بأس ..لماذا تريد منها ان تسحق نفسها من اجل خشية حديث الناس؟ انجبت منه ثلاثه الا يكفيها عبثا بقلبها وبه !!..
هي تعرف والدها جيداً لم يكن زوجاً قاسياً ولكن لماذا تظلمها هي ببقائها مع زوجها في ظل علاقه ميته.. وتقسم عليها ان لا تخبر أخيها عما يفعله بها زوجها منذ اسابيع.. رباه لطفك..
تذكرت ام قاسي موضوعاً واحبت ان تسمع اخباراً/شصار على عم عزام.. اللي تقول عنه مريض وبه قل صح
تنهد قاسي/المسكين توفي قبل اسبوع..
ابتسمت بشماته/طوول عمره ولد ساره وجه نكبه وشؤم من عرفوه مات العم!!
ألتفتت اليها مستنكره/يمه استغفري ربك وترحمي عالمسلم الله يرحمه
قاسي/الله يرحمه،كان رجل كفو وصيته بين الناس طيب
ام قاسي بلا مبالاة/الله يرحمه.. زين هاللحين عزام وش بيسوي.. اكيد بيطردونه عيال عمه وش يبون بوجه الشؤم
ابتسم قاسي وهو يرتشف فنجانه/وين يطردونه، عزام هاللحين محد يقدر يشوفه الا بموعد مسبق..
خافت مدى لعله اصابه مكروه/ليه؟
اكمل/عزام صار هو الوريث الوحيد لاملاك عمه بيع وشراء.. يعني ولد عمتنا صار ملياردير ماهو مليونير وبس
عبست ونطقت بضغينه/وش هالحظ اللي يكسر الصخر يا عزام..اهب يا وجهه
استغرب ماتقوله والدته/يمه بدال ما تقولين ما شاء الله.. والله يزيده من نعيمه
ألتفتت الى ابنتها/حسافه لوني مزوجتك له.. بدال وجه الفقر اللي عندك هذا
استغربت وهي تبتسم لعدالة الرب، هذا مايستحقه عزام/سبحان الله يمه، وجه الفقر اللي بليتيني فيه كان وجه الغناه، وطردتي عزام وقلتي وجه فقر! ..مايحتاج اذكرك بكلامك
استغرب قاسي احاديثهم ، لم يفهم شيئاً/وش العلم ياهيه فهموني، متى طردتوا عزام
ابتسمت بسعاده، لا تعرف لماذا ولكن هي متأكده بأن الله سيبهج عزام اكثر من ذلك وسيعوضه عن حرمان السنين من دفء العائله المُحبه/ايام ماكنت انت بالكليه العسكريه وقبل يتوفى ابوي الله يرحمه كان يتردد علينا عزام ويقضي لوازمنا كعادته و بيوم من الايام خطبني وابوي عطاه.. وحددنا ملكتنا لكن القدر كان اسرع واخذ ابوي.. رجعت بعدها امي للبيت وصادف ان عزام كان جايب اغراض للبيت بيوم من الايام و طردته و حلفت انها ماتزوجني له وماقصرت بحقه الله يسامحها.. وبس
ام قاسي لم تعد تبالي، رغم حسدها لما وصل اليه عزام/ماعليه حسووفه ولد سويره
توقف غاضباً فلأول مره يعرف بهذه القصه، فهم الآن صدود عزام عن الزواج/انا ابو خاالد..كل هذا صاير من وراء ظهري وانا مادري!! ليه يمه لييه تخلفين عن راي ابوي ووصيته.. وانا طول عمري مع عزام ماكنت ادري بخاطر رفيقي ولا حزن قلبه الله يسامحك يمه.. حتى زواج مدى صرف عليه عزام اكثر مما صرف زوجها نفسه، ابطى مديون بس علشان يبيض وجيهنا قدام الناس.الله يسامحك يمه.. الله يسامحك
رأته يخرج غاضباً ويترك طفله عندهم ثم التفتت الى ابنتها غاضبه/حسبي الله على هالوجه.. ماتقدرين تسكتين، هليتي كل السبحه
لم تغضب بل بالعكس، يجب ان تفرح لسعادة عزام وهي تدعو له بأن يجد العوض لقلبه ولسنين حرمانه ..و السلوى لقلبها الذي لم يصادف قلباً مثل قلبه..تُحبه نعم ولكن ليس كل ما نحبه نحصل عليه..
لله در ذلك العشق الذي جعلها تتمنى له السعاده مع غيرها وان كانت ستحترق غيره، فهو يستحق الرضا.. يستحق السعاده.
.
،
.
،
.
،
.
عاد من الخارج وهو يبتسم يريد ان يلاحظوا تغيّر شكله/انا جيييت
وقفت بتوتر كانت تحمل هم تأخره حتى هذا الوقت لم يعد لها أب ولم يعد لها سوا رواد ولن تتحمل ان تخسره ايضاً، اتجهت اليه وهي تعانقه/وين رحت يا قلبي.. ليه جوالك مقفل وليه ماقلت لي
عبس من تحقيقها/جوالي كان طافي من الشحن و رحنا انا وعزام نزور اخوي نايف.. وبعدها الحلاق
انتبهت لشعره وهي تعبس/رواد ووين شعررك؟
ابتسم فهي اخيرا لاحظت/حلقت شعري مابيه طويل.. عزام يقول انا ولد ماني بنت..
شعرت بغليان/بعد بيعلمك الفرق بين البنت والولد من هاللحين!!
ام رواد بهدوء/ماعليه ترى شعره طال بالحيل .كنت ابي اقص شعره بس انشغلت بالفتره اللي راحت،
ذلك الدخيل يريد تذكيرها بنفسها فقط، هو يقصد ان يزرع في رواد الفروق بينه وبين اخواته البنات،
جلست غاضبه و التوتر يتضح على تحركات قدميها .
تذكر ما يريد إخبارهم به/اييه نسييت يا عمه.. عزام يبي فراشه
تذكرت انها نسيت ان تفرش له فراشه/يالله وش خلاني انسسى.. تعال حبيبي رواد ناخذ له فراش و نروح لولد عمك
استنكرت مايحدث/ان شاء الله ناوي بعد ينام هنا!!.. وما بالبيت رجال ترى زودها
ردت هند بجديه/ايه بينام لأن مابالبيت رجال، الشموس خففي شوي من هالعصبيه تراها زايده معك هاليومين..
تركتها وهي تتجه للمصعد ذاهبه لغرفتها،ذلك الدخيل يتسلل الى حياتهم شيئاً فشيئاً..
وصلت غرفتها وهي مشحونه بغضبها.. اتجهت للشرفه وهي تفتح ستائرها لترى سيارته في باحة القصر ، تبدو اقل من عاديه بالمقارنه مع سيارات اخيها المصفوفه في مرآب السيارات/لا ومدخل هالخرده لداخل القصر بعد!!
لاحظت وميض هاتفها على سريرها وهي تترك الشرفه غاضبه ، اخذته وهي ترى الرساله الوارده من صديقتها المقرّبه والتي تسكن الشرقيه برفقة زوجها.. تخبرها انها حبلى بأبنها الثالث وانها مصدومه و حزينه بهذا الخبر ..لابد وأنها تريد الفضفضه…
اغلقت هاتفها وهي تتنهد، تلك خائفه من ازدياد عائلتها فرداً وهي حزينه لفقدها إثنين في وقت واحد.... لتترك هاتفها و تأخذ منشفتها و تذهب لدورة المياه..
وقفت تحت حبات المياه المتدفقه وهي تحاول عبثاً نسيان عالمها وتفكيرها الذي يبحر بها، لماذا احساسها بالوحده ازداد مع وفاة أبيها و غياب اخيها..!!
ماذا تخفي لها الأيام يا ترى؟!!
كيف ستذهب للعمل غداً..لم تعد لديها رغبه في فعل اي شيء، لم يعد لديها دافع وكأنها فقدت لذّة الحياه..
ستقاوم لأخواتها واخيها الصغير يجب ان لا تدع فرصه لهذا الدخيل بأن يقتحم حياتهم، يجب ان تحيط بأخيها وتمنعه من مخالطته،..
.
،
.
،
.
،
.
،
.
استيقظ متكاسل وهو يرى نور الشمس يتسلل من خلف ستائر المجلس.. النوم هنا غير مريح.. لم ينم جيداً ، ترك المجلس وهو يذهب لدورات المياه في الخارج اغتسل وخرج ليتفاجئ برؤية احدى بنات عمه تخرج دون غطاء.. ركبت السياره بصحبة اخيها رواد وتوأمه اميره وخرجوا..
دخب يلبس و مازال يفكر بغضب بتلك التي تخرج بلا غطاء على وجهها هذا شيء لم يعتاد رؤيته !
انتهى من لباسه و نظر لساعته بتملل واضح وهو يخرج على سيارته باكراً..
هذه البدايه.. كيف سيتعامل مع مدللات عمه.. بتضح ان الوضع يريد شده..
رن هاتفه وهو يراه عمته هند تتصل به… لابد وانها تسأل عن خروجه باكراً بدون إفطار.. قرر الرد..
.
،
.
،
.
،
.
اغلقت هاتفها بحزن/حساافه طلع من دون فطور..
وضعت فنجان قهوتها بعدما ارتشفت منه قليلاً/لا تخافين ماراح يموت من الجوع
نظرت اليها بحده/شموووس تراك زودتيها حبتين
تجاهلتها وهي تقف وتخرج.. لتلتحق بها ليال/شمووس لحظه اخذيني معك اخوانك سبقووني..
هند/و الفطور يا ليال
خرجت مسرعه/تأخرت مرره..
جلست هند بتملل وهي تنظر للكراسي الفارغه أمامها.. حُرمت من ابنائها، و باتت تهتم بابناء اخيها ..تُرى ماذا يفعلون الآن في غيابها؟! هل يفتقدونها؟ هل يحتاجونها؟ هل يأكلون جيداً و ينامون دافئين..!!
اهلكها تفكيرها الذي تخفيه عن الناس وينحرها من الداخل..
رن هاتفها كثيراً ولم ترد بعدما شاهدت أسمه يضيء الشاشه، تُرى ماذا يريد منها بعد كل ما حدث ..
لن ترد عليه… لن تهين نفسها له بعد الآن..
قد طلقها أمام اهله جميعاً..لم يتكلم احد منهم ولم يمنعه من اهانتها.. وكأنهم سعيدين بما يفعله ويصدقون ما قيل عنها..!! تمتمت بإيمان خالص "حسبي ربي وكفى بربي حسيباً"
.
،
.
،
.
،
.
،
.
،
.
،
.
دخل ممسكاً بيده كوب "ستار بكس" كعادته صباحاً ..لكنه تفاجأ بالمحامي يقف في الريسبشن ويستقبله مع احدهم و عدد من الموظفين.. لكن هذا الرجل الذي بجانب صالح يعرفه جيداً/السلام عليكم..
رد الجميع باصوات متفاوته.. وبدأوا بالسلام عليه وتهنئته ثم الانصراف..
وقف وهو ينظر لمهند، هو متأكد انه قابله سابقاً، لاحظ ان مهند يبتسم له وهو يتجه له بسؤال/عفواً ،تواجهنا قبل كذا؟'، صح؟!
هز رأسه بالإيجاب/اي نعم تواجهنا بمكتبك ويومها انت طردتني
هز رأسه/انت راعي ذيك القضيه؟!! وش جابك هنا
ابتسم صالح/مهند موظف عندي، وانا ارسلته لك، تعال معي وبتعرف كل السالفه..قدامك اشغال واجد
فهم ما يقصده .. وصلا المكتب بعدما دار في الاقسام بشكل سريع ليدخل مكتب عمه البالغ الفخامه..اتجه للمكتب وهو ينظر اليه ومن ثم يلتفت للخلفيه الزجاجيه التي تطل على المدينه..ويبدو وهو واقف هنا وكأنه مسيطراً على اموره ومتحكماً بها، ذلك يعطي شعوراً غريب،لكنه مليئ بالثقه..!
ألتفت الى صالح الذي يريد منه بعض الاشياء/اسمعني يا استاذ صالح انا ما راح اوقع على اي ورقه قبل افهم نشاط الشركه واطلع على حساباتها وملفات استثماراتها وكل شيء مفهوم؟!
ابتسم له صالح/هذي بدايه مبشره، دامك تبي تبدأ بالاطلاع قبل مباشرة الشغل وتطمن انا بكون جنبك، لان عمك ماكان يخبي عني شيء كان كل شي يمر من خلالي انت عارف اني محامي الشركه و لي مكتب هنا
بادله الابتسامه وهو يجلس في كرسي المكتب/حلو.. و انا جاي وقفت سيارتي و شفت شوفه ماعجبتني بصراحه،
استغرب /عسى ما شر؟!
عزام/شفت بنات يدخلون من باب ثاني، انا ماكنت ان عمي مسوي شركته اختلاط موظفين
ابتسم وهو يجلس ويخبره/هذا طال عمرك القسم النسائي للشركه ويختص بعمل المرأه في قطاع الخدم الاجتماعيه والاستثمارات المتنوعه اللي ريعها يكون لأوجه الخير اللي تهتم فيها مجموعتنا و يشرفون عليها بنات وتترأسهم المديره الشموس بنت عمك راكان بالاضافه لمساعدة أبوها كانت معه بكل خطواته ويمكن تعرف اشياء انا ما اعرفها بحكم اقترابها الدائم من ابوها.
لم يصدق ليعتدل في جلسته/يعني عملها منفصل عن المجموعه؟!
صالح/هو كان عمل منفصل،لكن بعد هالوصيه انت تتحكم في كل الاملاك وتديرها او توكل احد، وراح يكون توقيعك مهم لضمان سير العمل.
اخفى سعادته وهو يفكر كيف سيتصرف، وكيف بين ليلة وضحاها بات مليارديراً، ترددت في اذنه عبارات الاستصغار من كل من واجههم في حياته،
استرخى بهدوءه بعد خروج صالح.. وهو يرفع رأسه للسماء هل هذا كل ما خبئته له الايام أم هنالك مفاجئات اكثر...
يعلم أن امامه الكثير ليقوم به وان مهامه قد ازدادت وانه لم يعد كالسابق..
تذكر ابنة عمه تلك التي تخرج بدون ان تغطي وجهها.. سبق وان رأى الشموس.. كانت تنتقب..اذن لماذا هذه لا ؟!
جمع انامله في قبضته وهو يشد عليها بغضب.. يجب ان يفعل شيء..
.
،
.
،
.
دخل محتاراً على ابيه وهو يجهز القهوه/يبه من هاللي جاء ياخذ مكان ابو نايف؟
رد بدون ان يلتفت اليه/لو انك رحت معي العزاء كان عرفته.. هذا عزام ولد اخوه..
استغرب وعقد حاجبيه/من وين طلع لنا هالولد ذاا وكيف بسهوله ياخذ مكان راكان!!
غضب من نبرة ابنه التي لم تعجبه/ماعلييك من الناس، حلالهم و بكيفهم.. اترك عنك اللقافه وانقلع من وجهي.. حافظ على شغلك ازين لك..
خرج حامد والغيره تشتعل بداخله.. (من وين جاء هالعزام وصار المالك لكل شي؟، الظاهر الوضع سمردحه!!! )
،
.
،
..
،
.
،
،
ّ
لم تعد تمتلك تلك الهمه كالسابق، صورة أبيها تلاحقها في كل مكان هنا.. تذكرت اول يومٍ باشرت فيه العمل.. قبل ان تتخرج.. استحدث من اجلها فرعاً نسائياً ومنحها حرية ممارسة اعمالها بنفسها، تنهدت وهي تزفر حزن فقدها..
لترى نوره مساعدتها تدخل بيدها اوراق/السلام عليكم
حاولت ان تتجاوز مشاعر حزنها،لن تجعل الناس يشعرون بضعفها/وعليكم السلام.. خير يا نوره، هاللحين نهاية الدوام!
مدت إليها ما بيدها من اوراق وهي مستغربه/وصلنا هالتعميم قبل شوي،..حبيت اسأل اذا عندك خبر أو لا!!
قرأت الاوراق ثم عقدت حاجبيها بعدم رضا وهي صامته!!
أردفت نوره/هذا يعني ان توقيعك للاوراق اليوم معاد يكفي لازم إطلاع و توقيع الدكتور عزام عليها..
تحدثت على مضض/نوره انتهى الدوام تقدرين تطلعين وهالامور نناقشها بكرا..
استغربت/بس يالشموس الشغل بيتعطل و يتباطئ!!
قاطعتها/بكررا نكمل كلامنا.. تفضلي..
خرجت نوره وهي تستغرب هدوء الشموس، يبدو وكأنها غاضبه،
وقفت وهي تنظر للاوراق مجدداً، منذ اول يوم بدأ بمضايقتها ستريه من هي الشموس.. اتجهت لتلك الشمّاعه اخذت عبائتها وخرجت مسرعه ..
صعدت سيارتها وهي تُخرج هاتفها وتتصل بعمتها هند/الوو عمتي.. ايه اناا بخير.. اتركك مني هاللحين واتصلي بـ عزام الـ….. بسررعه ابيه بموضوع ويكون بحضورك
اغلقت هاتفها وهي تغلي غضباً ، من هو ليتجرأ ويلغي توقيعها!!
.
،
.
دخل المجلس عائداً من عمله كم كان هذا اليوم مزدحماً للدرجه انه لم يتفرغ لمكتبه الخاص..
جلس وهو ينزع شماغه جانباً ويفتح ازرار ثوبه العلويه.. ارخى رأسه ليغمض عينيه ولكنه تفاجأ برنين هاتفه، أخذه ليرد عليه/هلا عمتي هند… انا اصلاً بالمجلس.. خير وش تبي الشموس؟!!..
.
وصلت سيارتها وهي ترى سيارته موجوده.. هذا يعني انه سبقها الى المنزل.. من الجيد انه موجود هنا..اتجهت للمجلس وهي. تراه مفتوحاً.. لتراه يقف ويتحدث في الهاتف ويغلقه بعد رؤيتها..
ابتسم بخبث لرؤيتها/اهلاً وسهلاً
قذفت الاوراق امامه/ممكن تقولي وش معناة هالكلام
تحدث وهو يجلس بهدوء واثق/ماتوقعتك غبيه علشان يصعب عليك فهم ورقة تعميم!
تحدثت بغضب/ابوي اللي اغلى منك وله الحق بمنعي ما سواها ولا منعني..من انت علشان تجي تالي الوقت وتمنعني؟!!! انا حابه اسمع منك تفسير للي بالورق ممكن
رفع رأسه ليرى بريق عينيها، وكأنها لم تغضب في حياتها/الجواب بتسمعينه من المحامي صالح بعد صلاة المغرب بيكون هنا.
هزت رأسها بالإيجاب وتحدثت بسخريه/هاللحين عرفت نواياك.. هربت ذيك الليله وبعدما سمعت بوفاته جيت تاخذ حصتك وتمشي.. ماصدقت على الله جاتك فرصة العمر يا انتهاازي
ابتسم بخبث فهي لا تعرف ماحدث/صدقيني فرصة عمري الحقيقيه بتكون زواجي منك..
صدمها بالرد.. وكأنه سكب ماءاً بارداً عليها، هو حقاً وقح ومراوغ.. كيف ألجمها ؟!.تركت له المجلس وهي تخرج مسرعه..
ضحك وهو يراها تتهرب بهذا الشكل.. سحقاً مالذي قاله لها للتو… شعر بدوران رأسه.. حسناً الليله ستعرف كل شي من المحامي ..
.
،
.
،
.
،
.
دخلت وهي غاضبه لترى عمتها وزوجة أبيها ، نزعت نقابها وهي تتجه ناحيتها، وبفوضوية غضب/اسسمعيني زين فهمي هالززفت اللي اسمه ولد اخوك اللي مدري من وين طلع.. قوليله ماله شغل فيني ولا له حق يتدخل بشغلي
وقفت مستغربه/انتي شفتيه؟
تنفست بغضب/لقيته بالمجلس.. رحت استفسر عن اللي مسويه.. شلون يلغي صلاحياتي؟!!
ام رواد بعتاب/وانتي الله يهداك وش وداك للرجال لحاله مايصير وش بيقول عنك؟
بانفلات اعصاب/يقوول اللي يقوله، رأيه فيني اخر اهتماماتي، شي وااحد لازم يصير وهو انه لازم ينقلع من هنا هو وسيارته
امسكت هند بيدها وهي تحاول تهدأتها/حصل خير.. ما كان له داعي تروحين له… اجلسي و روقي وتقهوي شوي ونحط الغدا
سحبت يدها وهي تتركهم/مابي اتسمم. انا رايحه غرفتي اريح راسي.. هالادمي احرق اعصابي
شاهدتها تترك المكان وتدخل المصعد لتلتفت الى هند/وش صاير يا هند؟
كانت سترد لولا ان رن هاتفها، لتراه عزام/هلا عزام.. انا اصلا ناويه اجيب الغدا واجيك… لا لاازم تتغدا مو بكيفك بجي اتغدا معك..
انتظرتها حتى اغلقت الهاتف، وهي تسألها بنظراتها/طلبك تجينه؟
هند/ايه ويقول ضروري.. انا رايحه اخذ له الغدا واشوف وش صاير .
،
.
.
،
.
،
انتهت آخر حصه وهي تخرج بصحبة رفيقتها دانه كعادتها، لم تعد مرحه وتحب الحياه كالسابق..وكأنها شمعه ذابله..
سمعت تمتمات البنات التي تمر بهن ولكنها لم تهتم للسخافات.. لطالما شعرت أنها أكبر من تفاهات البنات واهتماماتهن السخيفه!!
وكأن مراكز المشاعر بداخلها تبلدت، لم يعد تعد تثيرها الاشياء فقدت الحماسه للحياه!!
سحبت الربطه الصغيره التي تجمع شعرها القصير.. لتجمعه مجدداً وتربطه مرّه اخرى بشكل أرتب..
.. تجلس برفقة إحدى الزميلات لترى نيفادا تجلس لوحدها كئيبه، هي لا تحبذ رؤيتها حزينه لطالما كانت نيفا السعاده التي تشعر بها.. لطالما حققت لها أحلاماً لم تكن لتحققها بمفردها.. جلست بالقرب منها وهي تربت على كتفها/نيفو
حاولت التركيز وهي تلتفت اليها/هلا رهف
تنهدت رهف، تريد مساعدتها/لك اكثر من اسبوع غايبه ثم تداومين بهالحال؟!!..
ابتسمت بدمعه تريد الحديث بالاسبانيه،ذلك يعطيها حرية الفضفضه/ آ؟Qué quieres que haga ، انتي عارفه الحال ما يسر يا رهف مايسر.. انا فقدت ابوي واخوي مافيه تحسن.. عساك ماتفقدين غالي
حزنت اكثر/خليك مؤمنه.. كنتي دايم قويه
حاولت أن لا تبكي، مالا تريد من احد معرفته تقوله بالاسبانيه/ La pérdida de dolorosa de mi padre [رحل والدي] …
حركت رمشيها لتسقط دمعتها عنوه وهي تكمل بالعربيه/فجأه صارت الدنيا تخوف ومافيها أمان..الله يرحمك يبه..
شاهدت بريق عينيها يتبعه دموع غزيره امام الزميلات لتقترب منها وتعانقها، تريد ان تخفي انكسارها، تعلم ان هنالك بين تلك العيون.. اعين شامته..
آه كم هو حقير حامد.. كيف يطلب منها أن تدمر صديقتها النقيه؟!!
بداخلها حرب نفسيه مابين قلبها وبين ضغوط اخيها، خوف من اخيها وخوف من ذنب الخيانه.. أيهما يجب ان تتجنبه نار أخيها ام نار عذاب الضمير ؟!!
.
،
.
،
.
،
.
،
.
عادا معاً من المسجد بعد أداء صلاة المغرب.. ليجلس ويتحدث مع المحامي في بعض الامور. حتى تخبره عمته انهن جاهزات لسماع ما يريد اخبارهم به المحامي..
نظر إلى ساعته وهو يستعجله/يلا يا عزام وانا اخوك عجل علي، وين الورثه..
ابتسم عزام/هاللحين بيجون.. حضر اللي بتقوله علبال ما اتصل بعمتي .
رفع رأسه عند آخر حديثه وقلبه يخفق بشكل مضاعف/عمتك؟..اي وحده فيهم
استغرب سؤاله/نعم؟!!
ابتسم صالح وهو يحاول ان يصلح ما قاله/انا محامي هالعايله وعارفهم من سنين ماعندك غير عمتين ومتزوجات علشان كذا استغربت ان وحده منهم هنا..
يستحيل ان يكون صالح من تلك النوعيه، يعرف تماما انه ثقه من ثقة عمه، وهو بالنهايه محامي العائله/عمتي هند توها منفصله من زوجها قريب.. ورجعت تعيش هنا.
لم يصدق أذنيه، اخفى سعادته وهو ينظر للاوراق أمامه/الله يعوضها باللي اطيب منه
استغرب عزام، عن اي عوض يتحدث وهي أم و قد شارفت دخلت الاربعينات!.. تركه وذهب يتصل بها…
..
لحظات ليجلس الجميع.. ماعدا نيفادا التي رفضت وبقيت حبيسة غرفتها..
بدأ صالح بسرد الوصيه وسط ذهول الشموس وليال التي لازمت الصمت.. بصدمه !!
ماجعل عزام سعيداً وحزيناً في نفس الوقت ان عمه جعل حصه من ورثه وقفاً بأسم أبيه عبدالله واسم والديه.. لن ينسى معروفه ما دام حياً…
انتهى صالح و ذهب بعدما أوصله عزام للباب بنفسه ليعود ويجدهن مازالن واقفات!!
تحدثت ليال بهدوء غريب/مبروك عليك يا عزام.. انا واثقه ان ابوي الله يرحمه اختار الرجال الصح للمكان الصح..
هز رأسه بالموافقه وهو يسمع منها نبره غير نبرة الشموس/صدقوني انا انصدمت مثلكم بالضبط
قاطعته الشموس بحقد/كذااب.. قصدك انبسطت وما صدقت انك صرت الوريث الوحيد.. والدليل على كلامي، اللي سويته اليوم.
قاطعتها هند لتسكتها/شمووس!! عييب عليك
رد بهدوء رجل/خليها يا عمه.. هي ماتقصد اللي قالته
الشموس/اوكي اذا ماكنت اقصده اثبت لي العكس و رجّع لي امتيازات عملي اللي استوليت عليها.. ورد لنا كل شي انكتب لك..
فكر قليلاً بمدى ذكاءها في الضغط عليه..… ،
لحظات من الصمت.. وهو ينظر إليها بابتسامه/اوكي انا مستعد اتنازل عن قراري بخصوص اعمالك ونشاطاتك بس بشرط واحد..
إلتزمت الصمت وهي تستغرب مالممكن ان يطلبه مقابل تنازله..يجب ان تكون حذره في التعامل معه !!
…… ..
.
،
.
يتبع..
هي من جعلته يردد بقلب غاضب; تباً لها ولأمها ولجميع نساء الأرض..!
شعر بيد صغيره تمسك بكفه الضخمه وتضغط عليه لينتبه لرواد/شفيك رواد؟
تسائل ببراءه/متى بيقوم نايف؟هو من زماان نايم!!
نظر الى عينيه والى هيئته التي توحي بانه اصغر من عمره، و شعره طويل اكثر من اللازم،/لا تخاف بيقوم قريب ان شاء الله.. شرايك نروح الحلاق.. نحلق شعورنا
تردد/بس شموس تقول انا كذا احلى
ماهذه الشموس التي بات يسمع اسمها كثيراً/اسمعني يا رواد، الشعر الطويل للبنات، انت بنت؟والا تبي الاولاد يعايرونك ويقولون بنت!!
هز رأسه باعتراض/لاااا انا ولد مب بنت
ابتسم لحماسه/اجل تعال نروح الحلاق..وبعدها بنفصل ثياب.. هاللحين انا وياك صرنا اخوان،شرايك تصير اخوي؟
ابتسم بسعاده/زي نايف؟
أحب حماسته/ايووه زي نايف… يلا مشينا؟
ذهب برفقته.. لن يدعه يشعر بالفراغ وبعدم وجود الأب والاخ.. شيء بداخله يدفعه لأن يكون بحياة رواد الافضل.. افتقد الأب ولا يريد لطفل ان يعيش الفقد كما عاشه هو.
رن هاتفه ليرفعه بعدما شاهد اسم المحامي/الوه..
على الطرف الآخر/السلام عليكم يا عزام
رد ببروده/وعليكم السلام.. خير يا صالح وش الجديد بعد
بهدوءه/ما من جديد.. بس حبيت ازوركم اذا فاضيين هاللحين.. لازم الكل يسمع الوصيه، باعتقادي ان بنات عمك الله يرحمه للحين ماعرفوا.. والا؟
تذكر أمراً مهماً..فمن الجيد ان أحداً من بناته لم يعرف بعد بأمر الوصيه/هاللحين ماني فالبيت يا صالح.. انا رايح لمشوار .. وبكرا لي معك لقاء ان شاء الله.. حاب اناقشك بنقطه..
باهتمام/اووكي ..بكرا اشوفك بمكتب الشركه.. اكيد بتداوم صح
عزام/اي بكرا يبدأ الدوام.. يلا اشوفك.. سلام
اغلق الهاتف وهو يفكر بما يخطط عليه..
.
،
.
.
،
.
،
في الخرج..
اخذت في لملمة اشيائها وهي تقرر العوده لزوجها الذي اتصلت به واخبرها انه سيأتي غداً لأخذها.. جلست على طرف سريرها وهي تشعر بالضيق.. يالبؤس العيش مع رجل مغتر برجولته ويظن انه متفضل على انثاه بالزواج منها!
تذكرت ذلك اليوم الذي رأته فيه عزام يمنع زوجها من ضربها ابتسمت بدمعه… يالحسرتها بفقدان ذلك الشهم
دخل طفلها الصغير يركض/ماما ماما
ألتفتت اليه بعدما مسحت دمعتها/ايوه حبيبي بسام وش فيك
بابتسامه/خالي قاثي ومعه خلوودي عندنا
ابتسمت فذلك الاخ يذكرها بصديقه وابن عمتها الذي كان فارس احلامها الأول والاخير.. فلم ينبض قلبها بالحب بعده، لتقف وهي تذهب لاستقبال اخيها الذي غاب اسبوعاً..
نزلت تحت وهي تراه يجلس بيده فنجان قهوته، لتبتسم وهي تتجه اليه/حي الله ابو خالد
بادلها الابتسامه ووقف يسلم عليها مستغرباً ذبولها/حي الله ام ندى..
تسائلت ام قاسي بخوف/اتصل فيك زوجك؟
نظرت اليها وهي تجلس/ايه بيجي بكرا ياخذنا
تنهدت فأمها من اضعفتها امام زوجها وجعلتها مكسورة جناح رغم وجود اخيها، تلك الأم لا تريد طلاقاً، فالطلاق يعني فشلاً سيجعل نساء الحي يتشمتن بها وبأبنتها بظنها، لكن استمرار الزواج وسط جحيم العلاقه و ذل الزوج واهاناته وضربه لا بأس ..لماذا تريد منها ان تسحق نفسها من اجل خشية حديث الناس؟ انجبت منه ثلاثه الا يكفيها عبثا بقلبها وبه !!..
هي تعرف والدها جيداً لم يكن زوجاً قاسياً ولكن لماذا تظلمها هي ببقائها مع زوجها في ظل علاقه ميته.. وتقسم عليها ان لا تخبر أخيها عما يفعله بها زوجها منذ اسابيع.. رباه لطفك..
تذكرت ام قاسي موضوعاً واحبت ان تسمع اخباراً/شصار على عم عزام.. اللي تقول عنه مريض وبه قل صح
تنهد قاسي/المسكين توفي قبل اسبوع..
ابتسمت بشماته/طوول عمره ولد ساره وجه نكبه وشؤم من عرفوه مات العم!!
ألتفتت اليها مستنكره/يمه استغفري ربك وترحمي عالمسلم الله يرحمه
قاسي/الله يرحمه،كان رجل كفو وصيته بين الناس طيب
ام قاسي بلا مبالاة/الله يرحمه.. زين هاللحين عزام وش بيسوي.. اكيد بيطردونه عيال عمه وش يبون بوجه الشؤم
ابتسم قاسي وهو يرتشف فنجانه/وين يطردونه، عزام هاللحين محد يقدر يشوفه الا بموعد مسبق..
خافت مدى لعله اصابه مكروه/ليه؟
اكمل/عزام صار هو الوريث الوحيد لاملاك عمه بيع وشراء.. يعني ولد عمتنا صار ملياردير ماهو مليونير وبس
عبست ونطقت بضغينه/وش هالحظ اللي يكسر الصخر يا عزام..اهب يا وجهه
استغرب ماتقوله والدته/يمه بدال ما تقولين ما شاء الله.. والله يزيده من نعيمه
ألتفتت الى ابنتها/حسافه لوني مزوجتك له.. بدال وجه الفقر اللي عندك هذا
استغربت وهي تبتسم لعدالة الرب، هذا مايستحقه عزام/سبحان الله يمه، وجه الفقر اللي بليتيني فيه كان وجه الغناه، وطردتي عزام وقلتي وجه فقر! ..مايحتاج اذكرك بكلامك
استغرب قاسي احاديثهم ، لم يفهم شيئاً/وش العلم ياهيه فهموني، متى طردتوا عزام
ابتسمت بسعاده، لا تعرف لماذا ولكن هي متأكده بأن الله سيبهج عزام اكثر من ذلك وسيعوضه عن حرمان السنين من دفء العائله المُحبه/ايام ماكنت انت بالكليه العسكريه وقبل يتوفى ابوي الله يرحمه كان يتردد علينا عزام ويقضي لوازمنا كعادته و بيوم من الايام خطبني وابوي عطاه.. وحددنا ملكتنا لكن القدر كان اسرع واخذ ابوي.. رجعت بعدها امي للبيت وصادف ان عزام كان جايب اغراض للبيت بيوم من الايام و طردته و حلفت انها ماتزوجني له وماقصرت بحقه الله يسامحها.. وبس
ام قاسي لم تعد تبالي، رغم حسدها لما وصل اليه عزام/ماعليه حسووفه ولد سويره
توقف غاضباً فلأول مره يعرف بهذه القصه، فهم الآن صدود عزام عن الزواج/انا ابو خاالد..كل هذا صاير من وراء ظهري وانا مادري!! ليه يمه لييه تخلفين عن راي ابوي ووصيته.. وانا طول عمري مع عزام ماكنت ادري بخاطر رفيقي ولا حزن قلبه الله يسامحك يمه.. حتى زواج مدى صرف عليه عزام اكثر مما صرف زوجها نفسه، ابطى مديون بس علشان يبيض وجيهنا قدام الناس.الله يسامحك يمه.. الله يسامحك
رأته يخرج غاضباً ويترك طفله عندهم ثم التفتت الى ابنتها غاضبه/حسبي الله على هالوجه.. ماتقدرين تسكتين، هليتي كل السبحه
لم تغضب بل بالعكس، يجب ان تفرح لسعادة عزام وهي تدعو له بأن يجد العوض لقلبه ولسنين حرمانه ..و السلوى لقلبها الذي لم يصادف قلباً مثل قلبه..تُحبه نعم ولكن ليس كل ما نحبه نحصل عليه..
لله در ذلك العشق الذي جعلها تتمنى له السعاده مع غيرها وان كانت ستحترق غيره، فهو يستحق الرضا.. يستحق السعاده.
.
،
.
،
.
،
.
عاد من الخارج وهو يبتسم يريد ان يلاحظوا تغيّر شكله/انا جيييت
وقفت بتوتر كانت تحمل هم تأخره حتى هذا الوقت لم يعد لها أب ولم يعد لها سوا رواد ولن تتحمل ان تخسره ايضاً، اتجهت اليه وهي تعانقه/وين رحت يا قلبي.. ليه جوالك مقفل وليه ماقلت لي
عبس من تحقيقها/جوالي كان طافي من الشحن و رحنا انا وعزام نزور اخوي نايف.. وبعدها الحلاق
انتبهت لشعره وهي تعبس/رواد ووين شعررك؟
ابتسم فهي اخيرا لاحظت/حلقت شعري مابيه طويل.. عزام يقول انا ولد ماني بنت..
شعرت بغليان/بعد بيعلمك الفرق بين البنت والولد من هاللحين!!
ام رواد بهدوء/ماعليه ترى شعره طال بالحيل .كنت ابي اقص شعره بس انشغلت بالفتره اللي راحت،
ذلك الدخيل يريد تذكيرها بنفسها فقط، هو يقصد ان يزرع في رواد الفروق بينه وبين اخواته البنات،
جلست غاضبه و التوتر يتضح على تحركات قدميها .
تذكر ما يريد إخبارهم به/اييه نسييت يا عمه.. عزام يبي فراشه
تذكرت انها نسيت ان تفرش له فراشه/يالله وش خلاني انسسى.. تعال حبيبي رواد ناخذ له فراش و نروح لولد عمك
استنكرت مايحدث/ان شاء الله ناوي بعد ينام هنا!!.. وما بالبيت رجال ترى زودها
ردت هند بجديه/ايه بينام لأن مابالبيت رجال، الشموس خففي شوي من هالعصبيه تراها زايده معك هاليومين..
تركتها وهي تتجه للمصعد ذاهبه لغرفتها،ذلك الدخيل يتسلل الى حياتهم شيئاً فشيئاً..
وصلت غرفتها وهي مشحونه بغضبها.. اتجهت للشرفه وهي تفتح ستائرها لترى سيارته في باحة القصر ، تبدو اقل من عاديه بالمقارنه مع سيارات اخيها المصفوفه في مرآب السيارات/لا ومدخل هالخرده لداخل القصر بعد!!
لاحظت وميض هاتفها على سريرها وهي تترك الشرفه غاضبه ، اخذته وهي ترى الرساله الوارده من صديقتها المقرّبه والتي تسكن الشرقيه برفقة زوجها.. تخبرها انها حبلى بأبنها الثالث وانها مصدومه و حزينه بهذا الخبر ..لابد وأنها تريد الفضفضه…
اغلقت هاتفها وهي تتنهد، تلك خائفه من ازدياد عائلتها فرداً وهي حزينه لفقدها إثنين في وقت واحد.... لتترك هاتفها و تأخذ منشفتها و تذهب لدورة المياه..
وقفت تحت حبات المياه المتدفقه وهي تحاول عبثاً نسيان عالمها وتفكيرها الذي يبحر بها، لماذا احساسها بالوحده ازداد مع وفاة أبيها و غياب اخيها..!!
ماذا تخفي لها الأيام يا ترى؟!!
كيف ستذهب للعمل غداً..لم تعد لديها رغبه في فعل اي شيء، لم يعد لديها دافع وكأنها فقدت لذّة الحياه..
ستقاوم لأخواتها واخيها الصغير يجب ان لا تدع فرصه لهذا الدخيل بأن يقتحم حياتهم، يجب ان تحيط بأخيها وتمنعه من مخالطته،..
.
،
.
،
.
،
.
،
.
استيقظ متكاسل وهو يرى نور الشمس يتسلل من خلف ستائر المجلس.. النوم هنا غير مريح.. لم ينم جيداً ، ترك المجلس وهو يذهب لدورات المياه في الخارج اغتسل وخرج ليتفاجئ برؤية احدى بنات عمه تخرج دون غطاء.. ركبت السياره بصحبة اخيها رواد وتوأمه اميره وخرجوا..
دخب يلبس و مازال يفكر بغضب بتلك التي تخرج بلا غطاء على وجهها هذا شيء لم يعتاد رؤيته !
انتهى من لباسه و نظر لساعته بتملل واضح وهو يخرج على سيارته باكراً..
هذه البدايه.. كيف سيتعامل مع مدللات عمه.. بتضح ان الوضع يريد شده..
رن هاتفه وهو يراه عمته هند تتصل به… لابد وانها تسأل عن خروجه باكراً بدون إفطار.. قرر الرد..
.
،
.
،
.
،
.
اغلقت هاتفها بحزن/حساافه طلع من دون فطور..
وضعت فنجان قهوتها بعدما ارتشفت منه قليلاً/لا تخافين ماراح يموت من الجوع
نظرت اليها بحده/شموووس تراك زودتيها حبتين
تجاهلتها وهي تقف وتخرج.. لتلتحق بها ليال/شمووس لحظه اخذيني معك اخوانك سبقووني..
هند/و الفطور يا ليال
خرجت مسرعه/تأخرت مرره..
جلست هند بتملل وهي تنظر للكراسي الفارغه أمامها.. حُرمت من ابنائها، و باتت تهتم بابناء اخيها ..تُرى ماذا يفعلون الآن في غيابها؟! هل يفتقدونها؟ هل يحتاجونها؟ هل يأكلون جيداً و ينامون دافئين..!!
اهلكها تفكيرها الذي تخفيه عن الناس وينحرها من الداخل..
رن هاتفها كثيراً ولم ترد بعدما شاهدت أسمه يضيء الشاشه، تُرى ماذا يريد منها بعد كل ما حدث ..
لن ترد عليه… لن تهين نفسها له بعد الآن..
قد طلقها أمام اهله جميعاً..لم يتكلم احد منهم ولم يمنعه من اهانتها.. وكأنهم سعيدين بما يفعله ويصدقون ما قيل عنها..!! تمتمت بإيمان خالص "حسبي ربي وكفى بربي حسيباً"
.
،
.
،
.
،
.
،
.
،
.
،
.
دخل ممسكاً بيده كوب "ستار بكس" كعادته صباحاً ..لكنه تفاجأ بالمحامي يقف في الريسبشن ويستقبله مع احدهم و عدد من الموظفين.. لكن هذا الرجل الذي بجانب صالح يعرفه جيداً/السلام عليكم..
رد الجميع باصوات متفاوته.. وبدأوا بالسلام عليه وتهنئته ثم الانصراف..
وقف وهو ينظر لمهند، هو متأكد انه قابله سابقاً، لاحظ ان مهند يبتسم له وهو يتجه له بسؤال/عفواً ،تواجهنا قبل كذا؟'، صح؟!
هز رأسه بالإيجاب/اي نعم تواجهنا بمكتبك ويومها انت طردتني
هز رأسه/انت راعي ذيك القضيه؟!! وش جابك هنا
ابتسم صالح/مهند موظف عندي، وانا ارسلته لك، تعال معي وبتعرف كل السالفه..قدامك اشغال واجد
فهم ما يقصده .. وصلا المكتب بعدما دار في الاقسام بشكل سريع ليدخل مكتب عمه البالغ الفخامه..اتجه للمكتب وهو ينظر اليه ومن ثم يلتفت للخلفيه الزجاجيه التي تطل على المدينه..ويبدو وهو واقف هنا وكأنه مسيطراً على اموره ومتحكماً بها، ذلك يعطي شعوراً غريب،لكنه مليئ بالثقه..!
ألتفت الى صالح الذي يريد منه بعض الاشياء/اسمعني يا استاذ صالح انا ما راح اوقع على اي ورقه قبل افهم نشاط الشركه واطلع على حساباتها وملفات استثماراتها وكل شيء مفهوم؟!
ابتسم له صالح/هذي بدايه مبشره، دامك تبي تبدأ بالاطلاع قبل مباشرة الشغل وتطمن انا بكون جنبك، لان عمك ماكان يخبي عني شيء كان كل شي يمر من خلالي انت عارف اني محامي الشركه و لي مكتب هنا
بادله الابتسامه وهو يجلس في كرسي المكتب/حلو.. و انا جاي وقفت سيارتي و شفت شوفه ماعجبتني بصراحه،
استغرب /عسى ما شر؟!
عزام/شفت بنات يدخلون من باب ثاني، انا ماكنت ان عمي مسوي شركته اختلاط موظفين
ابتسم وهو يجلس ويخبره/هذا طال عمرك القسم النسائي للشركه ويختص بعمل المرأه في قطاع الخدم الاجتماعيه والاستثمارات المتنوعه اللي ريعها يكون لأوجه الخير اللي تهتم فيها مجموعتنا و يشرفون عليها بنات وتترأسهم المديره الشموس بنت عمك راكان بالاضافه لمساعدة أبوها كانت معه بكل خطواته ويمكن تعرف اشياء انا ما اعرفها بحكم اقترابها الدائم من ابوها.
لم يصدق ليعتدل في جلسته/يعني عملها منفصل عن المجموعه؟!
صالح/هو كان عمل منفصل،لكن بعد هالوصيه انت تتحكم في كل الاملاك وتديرها او توكل احد، وراح يكون توقيعك مهم لضمان سير العمل.
اخفى سعادته وهو يفكر كيف سيتصرف، وكيف بين ليلة وضحاها بات مليارديراً، ترددت في اذنه عبارات الاستصغار من كل من واجههم في حياته،
استرخى بهدوءه بعد خروج صالح.. وهو يرفع رأسه للسماء هل هذا كل ما خبئته له الايام أم هنالك مفاجئات اكثر...
يعلم أن امامه الكثير ليقوم به وان مهامه قد ازدادت وانه لم يعد كالسابق..
تذكر ابنة عمه تلك التي تخرج بدون ان تغطي وجهها.. سبق وان رأى الشموس.. كانت تنتقب..اذن لماذا هذه لا ؟!
جمع انامله في قبضته وهو يشد عليها بغضب.. يجب ان يفعل شيء..
.
،
.
،
.
دخل محتاراً على ابيه وهو يجهز القهوه/يبه من هاللي جاء ياخذ مكان ابو نايف؟
رد بدون ان يلتفت اليه/لو انك رحت معي العزاء كان عرفته.. هذا عزام ولد اخوه..
استغرب وعقد حاجبيه/من وين طلع لنا هالولد ذاا وكيف بسهوله ياخذ مكان راكان!!
غضب من نبرة ابنه التي لم تعجبه/ماعلييك من الناس، حلالهم و بكيفهم.. اترك عنك اللقافه وانقلع من وجهي.. حافظ على شغلك ازين لك..
خرج حامد والغيره تشتعل بداخله.. (من وين جاء هالعزام وصار المالك لكل شي؟، الظاهر الوضع سمردحه!!! )
،
.
،
..
،
.
،
،
ّ
لم تعد تمتلك تلك الهمه كالسابق، صورة أبيها تلاحقها في كل مكان هنا.. تذكرت اول يومٍ باشرت فيه العمل.. قبل ان تتخرج.. استحدث من اجلها فرعاً نسائياً ومنحها حرية ممارسة اعمالها بنفسها، تنهدت وهي تزفر حزن فقدها..
لترى نوره مساعدتها تدخل بيدها اوراق/السلام عليكم
حاولت ان تتجاوز مشاعر حزنها،لن تجعل الناس يشعرون بضعفها/وعليكم السلام.. خير يا نوره، هاللحين نهاية الدوام!
مدت إليها ما بيدها من اوراق وهي مستغربه/وصلنا هالتعميم قبل شوي،..حبيت اسأل اذا عندك خبر أو لا!!
قرأت الاوراق ثم عقدت حاجبيها بعدم رضا وهي صامته!!
أردفت نوره/هذا يعني ان توقيعك للاوراق اليوم معاد يكفي لازم إطلاع و توقيع الدكتور عزام عليها..
تحدثت على مضض/نوره انتهى الدوام تقدرين تطلعين وهالامور نناقشها بكرا..
استغربت/بس يالشموس الشغل بيتعطل و يتباطئ!!
قاطعتها/بكررا نكمل كلامنا.. تفضلي..
خرجت نوره وهي تستغرب هدوء الشموس، يبدو وكأنها غاضبه،
وقفت وهي تنظر للاوراق مجدداً، منذ اول يوم بدأ بمضايقتها ستريه من هي الشموس.. اتجهت لتلك الشمّاعه اخذت عبائتها وخرجت مسرعه ..
صعدت سيارتها وهي تُخرج هاتفها وتتصل بعمتها هند/الوو عمتي.. ايه اناا بخير.. اتركك مني هاللحين واتصلي بـ عزام الـ….. بسررعه ابيه بموضوع ويكون بحضورك
اغلقت هاتفها وهي تغلي غضباً ، من هو ليتجرأ ويلغي توقيعها!!
.
،
.
دخل المجلس عائداً من عمله كم كان هذا اليوم مزدحماً للدرجه انه لم يتفرغ لمكتبه الخاص..
جلس وهو ينزع شماغه جانباً ويفتح ازرار ثوبه العلويه.. ارخى رأسه ليغمض عينيه ولكنه تفاجأ برنين هاتفه، أخذه ليرد عليه/هلا عمتي هند… انا اصلاً بالمجلس.. خير وش تبي الشموس؟!!..
.
وصلت سيارتها وهي ترى سيارته موجوده.. هذا يعني انه سبقها الى المنزل.. من الجيد انه موجود هنا..اتجهت للمجلس وهي. تراه مفتوحاً.. لتراه يقف ويتحدث في الهاتف ويغلقه بعد رؤيتها..
ابتسم بخبث لرؤيتها/اهلاً وسهلاً
قذفت الاوراق امامه/ممكن تقولي وش معناة هالكلام
تحدث وهو يجلس بهدوء واثق/ماتوقعتك غبيه علشان يصعب عليك فهم ورقة تعميم!
تحدثت بغضب/ابوي اللي اغلى منك وله الحق بمنعي ما سواها ولا منعني..من انت علشان تجي تالي الوقت وتمنعني؟!!! انا حابه اسمع منك تفسير للي بالورق ممكن
رفع رأسه ليرى بريق عينيها، وكأنها لم تغضب في حياتها/الجواب بتسمعينه من المحامي صالح بعد صلاة المغرب بيكون هنا.
هزت رأسها بالإيجاب وتحدثت بسخريه/هاللحين عرفت نواياك.. هربت ذيك الليله وبعدما سمعت بوفاته جيت تاخذ حصتك وتمشي.. ماصدقت على الله جاتك فرصة العمر يا انتهاازي
ابتسم بخبث فهي لا تعرف ماحدث/صدقيني فرصة عمري الحقيقيه بتكون زواجي منك..
صدمها بالرد.. وكأنه سكب ماءاً بارداً عليها، هو حقاً وقح ومراوغ.. كيف ألجمها ؟!.تركت له المجلس وهي تخرج مسرعه..
ضحك وهو يراها تتهرب بهذا الشكل.. سحقاً مالذي قاله لها للتو… شعر بدوران رأسه.. حسناً الليله ستعرف كل شي من المحامي ..
.
،
.
،
.
،
.
دخلت وهي غاضبه لترى عمتها وزوجة أبيها ، نزعت نقابها وهي تتجه ناحيتها، وبفوضوية غضب/اسسمعيني زين فهمي هالززفت اللي اسمه ولد اخوك اللي مدري من وين طلع.. قوليله ماله شغل فيني ولا له حق يتدخل بشغلي
وقفت مستغربه/انتي شفتيه؟
تنفست بغضب/لقيته بالمجلس.. رحت استفسر عن اللي مسويه.. شلون يلغي صلاحياتي؟!!
ام رواد بعتاب/وانتي الله يهداك وش وداك للرجال لحاله مايصير وش بيقول عنك؟
بانفلات اعصاب/يقوول اللي يقوله، رأيه فيني اخر اهتماماتي، شي وااحد لازم يصير وهو انه لازم ينقلع من هنا هو وسيارته
امسكت هند بيدها وهي تحاول تهدأتها/حصل خير.. ما كان له داعي تروحين له… اجلسي و روقي وتقهوي شوي ونحط الغدا
سحبت يدها وهي تتركهم/مابي اتسمم. انا رايحه غرفتي اريح راسي.. هالادمي احرق اعصابي
شاهدتها تترك المكان وتدخل المصعد لتلتفت الى هند/وش صاير يا هند؟
كانت سترد لولا ان رن هاتفها، لتراه عزام/هلا عزام.. انا اصلا ناويه اجيب الغدا واجيك… لا لاازم تتغدا مو بكيفك بجي اتغدا معك..
انتظرتها حتى اغلقت الهاتف، وهي تسألها بنظراتها/طلبك تجينه؟
هند/ايه ويقول ضروري.. انا رايحه اخذ له الغدا واشوف وش صاير .
،
.
.
،
.
،
انتهت آخر حصه وهي تخرج بصحبة رفيقتها دانه كعادتها، لم تعد مرحه وتحب الحياه كالسابق..وكأنها شمعه ذابله..
سمعت تمتمات البنات التي تمر بهن ولكنها لم تهتم للسخافات.. لطالما شعرت أنها أكبر من تفاهات البنات واهتماماتهن السخيفه!!
وكأن مراكز المشاعر بداخلها تبلدت، لم يعد تعد تثيرها الاشياء فقدت الحماسه للحياه!!
سحبت الربطه الصغيره التي تجمع شعرها القصير.. لتجمعه مجدداً وتربطه مرّه اخرى بشكل أرتب..
.. تجلس برفقة إحدى الزميلات لترى نيفادا تجلس لوحدها كئيبه، هي لا تحبذ رؤيتها حزينه لطالما كانت نيفا السعاده التي تشعر بها.. لطالما حققت لها أحلاماً لم تكن لتحققها بمفردها.. جلست بالقرب منها وهي تربت على كتفها/نيفو
حاولت التركيز وهي تلتفت اليها/هلا رهف
تنهدت رهف، تريد مساعدتها/لك اكثر من اسبوع غايبه ثم تداومين بهالحال؟!!..
ابتسمت بدمعه تريد الحديث بالاسبانيه،ذلك يعطيها حرية الفضفضه/ آ؟Qué quieres que haga ، انتي عارفه الحال ما يسر يا رهف مايسر.. انا فقدت ابوي واخوي مافيه تحسن.. عساك ماتفقدين غالي
حزنت اكثر/خليك مؤمنه.. كنتي دايم قويه
حاولت أن لا تبكي، مالا تريد من احد معرفته تقوله بالاسبانيه/ La pérdida de dolorosa de mi padre [رحل والدي] …
حركت رمشيها لتسقط دمعتها عنوه وهي تكمل بالعربيه/فجأه صارت الدنيا تخوف ومافيها أمان..الله يرحمك يبه..
شاهدت بريق عينيها يتبعه دموع غزيره امام الزميلات لتقترب منها وتعانقها، تريد ان تخفي انكسارها، تعلم ان هنالك بين تلك العيون.. اعين شامته..
آه كم هو حقير حامد.. كيف يطلب منها أن تدمر صديقتها النقيه؟!!
بداخلها حرب نفسيه مابين قلبها وبين ضغوط اخيها، خوف من اخيها وخوف من ذنب الخيانه.. أيهما يجب ان تتجنبه نار أخيها ام نار عذاب الضمير ؟!!
.
،
.
،
.
،
.
،
.
عادا معاً من المسجد بعد أداء صلاة المغرب.. ليجلس ويتحدث مع المحامي في بعض الامور. حتى تخبره عمته انهن جاهزات لسماع ما يريد اخبارهم به المحامي..
نظر إلى ساعته وهو يستعجله/يلا يا عزام وانا اخوك عجل علي، وين الورثه..
ابتسم عزام/هاللحين بيجون.. حضر اللي بتقوله علبال ما اتصل بعمتي .
رفع رأسه عند آخر حديثه وقلبه يخفق بشكل مضاعف/عمتك؟..اي وحده فيهم
استغرب سؤاله/نعم؟!!
ابتسم صالح وهو يحاول ان يصلح ما قاله/انا محامي هالعايله وعارفهم من سنين ماعندك غير عمتين ومتزوجات علشان كذا استغربت ان وحده منهم هنا..
يستحيل ان يكون صالح من تلك النوعيه، يعرف تماما انه ثقه من ثقة عمه، وهو بالنهايه محامي العائله/عمتي هند توها منفصله من زوجها قريب.. ورجعت تعيش هنا.
لم يصدق أذنيه، اخفى سعادته وهو ينظر للاوراق أمامه/الله يعوضها باللي اطيب منه
استغرب عزام، عن اي عوض يتحدث وهي أم و قد شارفت دخلت الاربعينات!.. تركه وذهب يتصل بها…
..
لحظات ليجلس الجميع.. ماعدا نيفادا التي رفضت وبقيت حبيسة غرفتها..
بدأ صالح بسرد الوصيه وسط ذهول الشموس وليال التي لازمت الصمت.. بصدمه !!
ماجعل عزام سعيداً وحزيناً في نفس الوقت ان عمه جعل حصه من ورثه وقفاً بأسم أبيه عبدالله واسم والديه.. لن ينسى معروفه ما دام حياً…
انتهى صالح و ذهب بعدما أوصله عزام للباب بنفسه ليعود ويجدهن مازالن واقفات!!
تحدثت ليال بهدوء غريب/مبروك عليك يا عزام.. انا واثقه ان ابوي الله يرحمه اختار الرجال الصح للمكان الصح..
هز رأسه بالموافقه وهو يسمع منها نبره غير نبرة الشموس/صدقوني انا انصدمت مثلكم بالضبط
قاطعته الشموس بحقد/كذااب.. قصدك انبسطت وما صدقت انك صرت الوريث الوحيد.. والدليل على كلامي، اللي سويته اليوم.
قاطعتها هند لتسكتها/شمووس!! عييب عليك
رد بهدوء رجل/خليها يا عمه.. هي ماتقصد اللي قالته
الشموس/اوكي اذا ماكنت اقصده اثبت لي العكس و رجّع لي امتيازات عملي اللي استوليت عليها.. ورد لنا كل شي انكتب لك..
فكر قليلاً بمدى ذكاءها في الضغط عليه..… ،
لحظات من الصمت.. وهو ينظر إليها بابتسامه/اوكي انا مستعد اتنازل عن قراري بخصوص اعمالك ونشاطاتك بس بشرط واحد..
إلتزمت الصمت وهي تستغرب مالممكن ان يطلبه مقابل تنازله..يجب ان تكون حذره في التعامل معه !!
…… ..
.
،
.
يتبع..