قصص زمان - مجموعة من قصص وحكايات زمان
قصص زمان التي تركت في نفوسنا أثرًا طيبًا
بالتأكيد لن ننساها مهما مر الوقت
ولهذا نكتب لكم هذا المقال الآن
لنتذكر سويًا قصص زمان وحكايات زمان التي لم تمحوها أثار الزمن
قصص زمان - مجموعة من قصص وحكايات زمان |
قصة العجوز الحكيم - من قصص زمان
"جلس عجوز حكيم على ضفة نهر
وفجأه لمح قطاً وقع في الماء ،
وأخذ القط يتخبط ؛ محاولاً أن ينقذ نفسه من الغرق .
قرر الرجل أن ينقذه ؛ مدّ له يده
فخرمشه القط
سحب الرجل يده صارخاً من شدّة الألم
ولكن لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى مدّ يده ثانية لينقذه ، فخرمشه القط
سحب يده مرة أخرى صارخاً من شدة الألم ،
وبعد دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة !!
على مقربة منه كان يجلس رجل آخر ويراقب ما يحدث ?
فصرخ الرجل :
↔
أيها الحكيم ، لم تتعظ من المرة الأولى ولا من المرة الثانية ، وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة ؟
لم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل ، وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ القط ،
ثم مشى الحكيم باتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلاً :
يا بني ...
من طبع القط أن يخمش
ومن طبعي أنا أن أُحب و أعطف ؛
فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي !!؟
يا بني : عامل الناس بطبعك لا بطبعهم , مهما كانوا ومهما تعددت تصرفاتهم التي تجرحك وتؤلمك في بعض الأحيان،
ولا تأبه لتلك الأصوات التي تعتلي طالبة منك أن تترك صفاتك الحسنة لمجرد أن الطرف الآخر لا يستحق تصرفك النبيل.
عندما تعيش لتسعد الاخرين
سيبعث الله لك من يعيش ليُسعدك
( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )
"كن جميل الخلق تهواك القلوب "
فلا تندم على لحظات اسعدت بها احداً حتى وإن لم يكن يستحق ذلك الطرف اﻻخر ..
قصة أميرة القصر الذهبي - من قصص زمان
قصة أميرة القصر الذهبي
يحكى أنه في قديم الزمن مرض سلطان البلاد ، وحينما أحس أنه نهايته قد قربت ، طلب حضور أحد وزرائه المخلصين ، والذي كان يثق به كثيرًا ، ويسميه بالوزير الأمين ، وحينما امتثل بين يدى السلطان .
قال له أيها الوزير الأمين ، أنت تعلم أن ابني الأمير مازال شابًا صغير ، لا يدري من أمور الدنيا سوى ظواهرها ، أريد منك أن تعلمه ، وتكون مرشده الأمين ، فلتكن رفيقه ومعلمه حتى يطمئن قلبي عليه ؛ فوعد الوزير السلطان أن يظل مخلصًا للأمير ، ويحميه حتى لو كلفه الأمر حياته ثمنًا .
وقد كان داخل القصر حجرات كثيرة لا يعلم عنها الأمير شيئًا ، فلما مات السلطان طلب من الوزير أن يريه كل تلك الحجرات ، فنفذ الوزير أمر الأمير باستثناء حجرة واحده لم يفتحها له انصياعًا لرغبة أبيه .
فقد كان في تلك الحجرة صورة بديعة الحسن والجمال للأميرة بنت ملك القصر الذهبي ، وقد كان السلطان يخشى على ولده أن رآها أن يقع في حبها وتأتيه من وراء ذلك المصائب والأهوال .
لم يستطع الأمير أن يخفي فضوله الشديد بشأن تلك الحجرة المغلقة ، فرفض كل تحذيرات الوزير ، وأصر على دخول الحجرة ، وبالفعل حينما دخل الأمير وقعت عينيه على صورة الأميرة الجميلة ، فسقط مغشيا عليه من فرط جمالها ، لقد أحبها حب كثيرًا وظن أنه هالك بدونها .
ولما استيقظ الأمير من غيبته سأل الوزير عن صاحبة هذه الصورة الجميلة ، وطلب منه أنه يعرف كل شيء عنها ؛ فأخبره الوزير أنها ابنة ملك القصر الذهبي ، كل ما يحيط بها من الذهب ، قصرها ذهب ، أوانيها ذهب ، وهي تعشق الذهب كثيرًا ، وتفعل أي شيء من أجله .
فطلب الأمير من الوزير السفر إلى أرض ملك القصر الذهبي ليتزوج بتلك الأميرة التي أحبها حبا شديدًا ، فكر الوزير قليلًا وقال حسنا يا مولاي ، ولكن قبل أن نذهب يجب أن نأخذ الذهب الموجود في خزائنك ونحوله لأشكال من طيور ونباتات وتحف ، حتى نهديه لأميرة القصر الذهبي .
فأرسل الأمير في طلب أمر الصناع ، وأخذوا يصنعون من الذهب أشكالًا بديعة ، وبعد ذلك سافر الأميرة متخفيًا في زي تاجر ومعه وزيره الرشيد وبعض من رجالاته ، وما إن وصل إلى شاطئ أرض الملك الذهبي حتى خطرت للوزير فكرة .
فطلب من الأمير البقاء لحين عودته ، وأخذ معه من التحف أجملها ، واقترب من القصر الذي تسكنه الأميرة فرأى جاريتها تملأ جرتين من الذهب بالماء من بئر في الحديقة ذات الأسوار الذهبية ، فلما رأته سألته عما يريد
فأخبرها أنه تاجر معه من التحف والذهب ما لا عين رأت ، فأخذته لمقابلة الأميرة التي أعجبت كثيرًا بما معه من تحف ، وطلبت شرائها ؛ ولكنه أخبرها أنه هذا قدر يسير ، وهناك سفينة محملة بالتحف الذهبية ترسو على شاطئ البلاد ، فإن أرادت أخذها لتشاهدها ، وتختار منها ما تريد .
وبالفعل ذهبت الأميرة ومعها وصيفتها وصعدت على متن السفينة ، وما إن رأت التحف حتى فرحت كثيرًا ، وقد كان الأمير يخفي فرحته برؤيتها حتى لا ينكشف أمره في البداية ، وكان قد أمر رجاله أن يتحركوا بالسفينة بمجرد صعود الأميرة .
لم تلتفت الأميرة في البداية لحركة السفينة ، فقد استغرقت في رؤية التحف ما يقرب من ثلاث ساعات ، بعدها أدركت الأمر فأخذت تصرخ فيهم قائلة انها ابنة ملك القصر الذهبي ، ولن يرضيه ما حدث ؛ فطمأنها الأمير ، وقال لها أنه من نسل السلاطين وخلع عن نفسه ملابس التجار ، ولبِسَ لبسُ السلطنة .
وحكى لها قصة حبه لها ، فارتاح قلبها لما قال ، وهدأت قليلًا ، وفي تلك الأثناء كان الوزير يفكر في خطورة الأمر وعواقبه ، وهو جالس مسترخي على طرف السفينة ، فحام فوقه ثلاثة من الغربان ، وقد كان له بلغة الطير معرفة .
فاستطاع أن يسمع حوارهم حينما قال أحدهما للأخر هذا الأمير المسكين لابد أن سيموت عند وصوله للشاطئ ؛ لأنه سيرى حصانًا له جناحان ، إن ركب عليه أخذه الحصان وطار ، وألقاه في جوف البحر ؛ فرد عليه الغراب متسائلًا ألا يوجد حل لهذا الأمر ، فقال له الغراب في سرج الحصان خنجر ذهبي ؛ إن طعن به الحصان في ظهره مات ، ونفد السلطان.
فزع الوزير كثيرًا لما سمع ، ولكن أطرق لبقية الحوار ، فقد كان هناك من الأهوال الكثير والكثير ، فقد قال الغراب أيضًا انه بعد عودة الأمير إلى قصره سيجد حلة ثمينة ، ان لبسها احترق ، وقد كان الحل في ذلك أن يتم إحراق الحلة قبل أن يلبسها الأمير .
وقال الغربان أيضًا أنه إن عاش الامير فيقوم زواجه ستسقط الأميرة مغشيًا عليها وسيظن الجميع أنها ماتت ، وإن لم يتم سحب ثلاث نقاط من الدم من ذراعها اليمنى ؛ فستموت بعدها .
استمع الوزير جيدًا لحديث الغربان ، وحفظ كل ما به استعدادًا لإنقاذ الأمير والأميرة ، ولكن أكثر ما أحزنه من هذا الحديث أن من سينقذ الأمير سيتحول إلى تمثال من الحجر .
رست السفينة على شاطئ البلاد ، ونزل منها الأمراء ، وبالفعل صدق الغربان فقد كان هناك حصانًا بديعًا له جناحان يضرب بهما في الهواء ، فما إن رآه الأمير حتى قرر أن يركب عليه ، ولكن سبقه الوزير واخذ الخنجر وطعن به ظهر الحصان ؛ فمات في الحال .
كان بعض رجال الأمير يكرهون قرب الوزير وتفضيل الأمير له ، فأخذوا يتعجبون من وقاحة الوزير وقتله للحصان ، ولكن الأمير لم يستمع لهم فقد كان يثق في اخلاص الوزير .
مشي موكب الأمير حتى وصل إلى بهو القصر ، وهناك رأى الحلة الثمينة ، وحينما هم بلبسها ، خطفها الوزير من يده وألقاها في النار ؛ فتعجب الأمير من فعلة وزيره ولكن لم يوبخه لثقته الكبيرة به .
مرت الأيام وأرسل الأمير إلى ملك القصر الذهبي ليخبره بحبه للأميرة ، وأن يريد الزواج منها ، واعتذر على ما بدر منه ، وطلب المسامحة ، فوافق الملك على طلب الأمير واطمئن قلبه على ابنته ، وذهب من الهدايا الكثير لحضور عرس ابنته.
وأثناء العرس سقطت الأميرة مغشيًا عليها ، فهب الوزير وسحب الدم من ذراعها ، ففاقت بعدها ، ولكن هذه المرة لم يتحمل الأمير جرأة وزيره ، وأمر رجاله بالقبض عليه وحبسه ، وهنا برر الوزير كل ما حدث للأمير ، وحكى له حكاية الغربان الثلاث ، فسامحه الأمير ولكن بعد فوات الأوان ؛ فبعد أن أنهى الوزير حديثه سقط على الأرض ، وتحول إلى تمثال من حجر .
حزن الأمير كثيرًا على وزيره المخلص وأمر الحراس أن يحملوا التمثال إلى حجرته ، ليراه كلما راح وغدى ، ومرت الأيام وأنجبت الأميرة ثلاثة من الأمراء الصغار ، أحبهما والدهما حبًا جمًا ، ولكن ما كان يحزنه هو فقدان الوزير .
وذات يوم أخذ يتحدث مع تمثاله قائلا : يا ليتني استطيع مساعدتك على العودة للحياة مرة أخرى ، فرد عليه التمثال تستطيع ذلك ؛ فتعجب الأمير كثيرًا وسأله كيف هذا ؟
فأجابه تمثال الوزير بأن تترك زوجتك وأبنائك الأحباء ، ولا تراهم مرة أخرى ، فمن الممكن أن ترسلهم عند ملك القصر الذهبي ، وتنسى أمرهم ، هنا حزن الأمير كثيرًا ، ولكنه قال في نفسه لولا هذا الوزير لكنت في عداد الأموات من زمن طويل .
ونوى أن يفعل ما أخبره به الوزير ، وفجأة تحول التمثال إلى بشر ، وعاد الوزير إلى هيئته ، ففرح الأمير كثيرًا ولكنه تعجب مما حدث ؛ فقال له الوزير : إنما الأعمال بالنيات ، ولقد نويت أن ترسل أسرتك بعيدا من أجلي ، فكافأك الله على نيتك الطيبة ، وأعادني للحياة دون أن تفقد أسرتك ، وهكذا عاش الأمير والأميرة في غاية السعادة ، ومعهما عاش الوزير مرشدًا ومعلما للأمراء الصغار