رواية هوس متيم كاملة للقراءة والتحميل pdf بقلم فاطمة محمد
لقراءة باقي روايات الكاتبة فاطمة محمد : اضغط هنا
رواية هوس متيم كاملة للقراءة والتحميل pdf بقلم فاطمة محمد |
رواية هوس متيم الحلقة الأولى 1 كاملة مكتوبة بقلم الكاتبة فاطمة محمد
الفصل الأول :
صدح صوت تلك الطرقات بالمنزل بأكمله لا يكف ولا يتوقف عن الطرق أو الرنين
خرجت تلك المرأة التى تكون فى عامها الواحد والأربعون و التى لا تزال تتمتع ببعض من جمالها الخاص من غرفتها الصغيرة و اقتربت من الباب محركة رأسها بقلة حيلة عالمة هوية الطارق الذى لم يفارقهم و لم يتركهم أبدًا، ودائمًا ما كان بجوارهم مساندًا لها هى و ابنتها رغم صغر سنه فكان لهم الحامى و السند
وهذا ما جعلها تظن أنه يكن المشاعر لأبنتها صغيرتها جاهلة تمامًا عما يدور بقلبه الذى أصبح لها عاشقًا و أسيرًا، مخفيًا مشاعره المتأججة المشتعلة تجاها
وكيف يخطر بعقلها شيئًا كهذا وفرق العُمر بينهم تسع سنوات، والأهم انها تريده لابنتها وحيدتها فهو رجل يُعتمد عليه و أثبت لها ذلك قولًا و فعلًا منذ صغره
فتحت الباب فوجدته يقف مولايًا ظهره له بعدما توقف عن الأزعاج الذى سببه منذ لحظات، تنهدت قائلة بأنزعاج مصطنع :
-فى حد يخبط كدة يا ثائر!؟
استدار "ثائر" ناظرًا لها و أبتسامته الجذابة ترتسم على وجهه تعكس مشاعره الدفينه و قلبه يكاد يرقص فرحًا لرؤيتها ….
-انا...
(ثائر المغربى هو شاب فى الثانية و الثلاثون من عُمره طويل القامة ذات أعين فيروزية جسد رياضى ممشوق خصلاته طويلة نسبيًا بلون البندق ذات انف بارزة عنقة طويل بشرته بيضاء )
أجابها و هو يدلف الى المنزل و عينيه تجول بزوايا المنزل قائلًا بابتسامة مشاكسة
-أومال فين الهانم متقوليش لسه نايمة؟
أومأت "هبه" رأسها و قالت بيأس :
-وهى من امتى بتصحى بدرى يعني!! اهى نايمة جوة فى الصالون قدام التلفزيون و قلبت الصالة زريبة
أستدار"ثائر" واقفًا فى مواجهتها يملئ عينه وقلبه منها، رغم علمه بانه لن يشبع منها مطلقًا فقال بابتسامة حنونه عاشقة سرعان ما تحولت لمشاغبة
-طب سبيهالى بقى هى اللى جبته لنفسها، و بعدين يا هبة دلعك فيها ده مينفعش
انهى كلماته و هو يتجه ناحية المطبخ جاذبًا كوبًا فارغًا و قام بوضع بعض مكعبات الثلج و عليه ماء بارد فتمتمت بأستنكار و تهكم :
-يعنى هنبقى أنا و أنت عليها و
سريعًا ما قطعت حديثها قائلة بأعين متسعة :
-انت بتعمل ايه يا ثائر، لا بلاش انا مش ناقصة دوشة على الصبح و انت عارفها مبتسكتش
ألتفت لها "ثائر"غامزًا لها بشغف و مكر متجهًا صوب الصالون فوجدها تتسطح على الأريكة ذاهبة بسبات عميق
أقترب منها و انحنى لمستواها رافعًا الكوب و فام بأفراغة بحركة سريعة جعلتها تنتفض بنومتها شاهقة بفزع معتدلة بجلستها على الأريكة و عينيها جاحظة مما حدث
(هيام المنشاوى فى التاسعة عشر من عُمرها قصيرة القامة حيث يبلغ طولها ١٥٤ سم، جسدها ممشوق، خصلاتها بنية تصل لما بعد كتفيها بقليل، عينيها بلون القهوة، ذات رموش كثيفة، وعنق طويل، وشفاه مكتزة)
ولكن اخرجها من تسمرها و صدمتها تلك هو صوت ضحكاته الرجولية الصاخبة
كزت على أسنانها بغيظ و عينيها تكاد تطلق شرار متحركة كالأنسان الآلى تجاه والدتها التى تراقب رد فعلها و الابتسامة تليح على شفتيها فصاحت"هيام" بحدة متمتمة من بين أسنانها
-شايفة، شايفة عمل فيا ايه يا ماما ينفع كدة بذمتك، و يرجع يقولى انى عيلة يشوف حركاته هو الاول بالذمة دى حركات عاقلة
جائها صوت "ثائر" الساخر من خلفها قابضًا على ملابسها من الخلف
-لا مينفعش هتعملى ايه بقى يا اوزعة انتى ها، وايوة انتى عيلة و هتفضلى عيلة انتى مش شايفة يا بت بتكلمى ازاى مسترجل يا ابو الصحاب
التفتت له بعفوية محررة نفسها من قبضته تشعر بغيظ شديد يعتريها من إصراره على معاملتها و كأنها لا تزال طفلة بعُمر العشر سنوات، لما لا يلاحظ بأنها قد كبرت و نضجت، لما لا يرى حبها و عشقها له لما لا يشعر بقلبها الذى لا ينبض و لا يخفق الا من اجله...هو فقط "ثائرها" …...
أقتربت منه و هى تصرخ عليه مسددة له بعض اللكمات قائلة بضيق شديد أزعج والدتها التى تتقن مشاعرها جيدًا
-ثائر انت بتهرج انا مش ميت مرة قولتلك مبحبش الحركات دى بطل بقى يا اخى ايه البواخة دى
قام بتقيد ذراعيها اللذان يسددان له الضربات خلف ظهرها قائلًا بغلاظة
-ثائر كدة حاف ، طب ده حتى عيب على طولك لما تقولى كدة
فقالت بأستنكار و هى تشتعل و تكاد تخرج النيران من فمها و اذنها و نيران غضبها تزداد اكثر و أكثر
-لا مش حاف يا خفيف تحب اقولهالك مع حته جبنه رومى
زاد من ضغطه على يديها و قال بابتسامة جانبية
-ايه يا بت طوله اللسان دى لسانك طولان اوى و عايز قصه
تأففت و حاولت ان تعضه بعدما انحنت قليلًا و لكنها لم تفلح بسبب ضغط يديه على ذراعيها اكثر و اكثر مما جعلها تتأوة قائلة بشراسة
-لا مش لسانى بس وحياتك اللى طولان دى ايدى كمان طولانه بس انت سبنى و انا هوريك
تأففت "هبه" منهما و دلفت الى غرفتها قائلة بضجر :
-انا مش فضيالكم انا داخلة اغير عشان متأخرش على الشغل
و بالفعل دلفت غرفتها تاركة إياهم يتشاجرون فصاحت "هيام" بعد ان اخذت نفسًا طويلًا مهدئة أنفاسها المتسارعة
-ثائر لو سمحت سبنى بقى هتأخر على الجامعة
تركها "ثائر" و علامات الخبث ترتسم على وجهه رافعًا يديه قائلًا :
-بعد كدة تقوليلى يا عمو ثائر احترمى الخمشاشر سنه اللى بينا
-خمشاشر
قالتها بأشمئزاز و هى تنظر له من رأسة لأخمص قدميه
-سبحان الله شكلك مش ماشى مع طريقتك،يعنى شكلك ابن ناس كدة و محترم وانت ماشاء الله تربية شوارع
ضغط على شفتاه و ما كاد يقترب منها حتى سبقته مهرولة تجاه غرفتها مغلقة الباب عليها و ضحكاتها تصدح فقال
-وماله لما تبقى تنزلى يا حلوة هتروحى منى فين !!!
أجابته بتحدى من خلف الباب
-عادى ممكن منزلش و مخرجش من الاوضة، بس انا هخرج عشان انت عارف أنى مبحبش قاعدة البيت و بتخنق منها و يلا بقى طرأنا
ضرب الباب بخفة و قال بتوعد :
-ماشى يا هيام انا هوريكى
***********
داخل أحدى المنازل المتواجدة بتلك الحارة الشعبية
كان يرتدى ملابسه والغضب يعتريه من زوجته التى تريد منه ماهو مستحيل ولا يستطع تنفيذه أبدًا و هو الزواج بغيرها….
فكيف له ان يتزوج غيرها و عشقها يكبر بين ضلوعه يومًا بعد يوم !!
كيف يسمح لنفسه بأن يجعل أخرى زوجته تحمل اسمه و كل ذلك من اجل ان تحمل منه جالبه له ولدًا من صلبه، كيف له أن يقنعها بأنه لا يريد سواها بتلك الحياة …..
(يوسف الصاوى فى الثالثة و الثلاثون من عُمره، طويل القامة عريض المنكبين، ذات اعين سوداء و خصلات سوداء بلون الفحم، وجسد رياضى)
اما هى فكانت جالسة على فراشها متدثرة تحت الغطاء تطلع عليه و قناع من البرود يرتسم على وجهها!!
فقالت ببرود مزيف رغم تلك النيران التى تنهش قلبها العاشق المتيم به، حابسة دموعها التى بدأت ان تلتمع بعينيها و لكنه لم ينتبه لهم بسبب غضبه منها الذى جعله يتجاهلها تمامًا
(سارة المغربى فى عُمرها الثانية و الثلاثون، خصلات طويلة بندقيه فاتحة اللون ، متوسطة الطول عينيها ذات اعين بلون الزرع و وجهه مستدير ممتلئ بعض الشئ)
-ها يا يوسف فكرت فى اللى قولتهولك و لا لس
قاطعها "يوسف" بشراسة و عنف جاعلًا إياها تبتلع باقى حديثها فى جوفها
-متجبيش سيرة الموضوع ده تانى يا سارة عشان بجد لو فتحتيه تانى هتزعلى منى فاحسنلك تقفلى على الموضوع ده انا راجل ورايا شغل ناس و محتاج اركز فى الشغل ،مش هيبقى كل يوم بنكلم فى نفس الموضوع اللى مش عايز يتقفل ده
دفعت الغطاء و نهضت من على الفراش بشراسة مماثلة لشراسته منذ لحظات
-ومش هيتقفل يا يوسف،انت مش عارف انا بسمع إيه وانت برا سواء من امك و لا حتى اختك و لا حتى خالاتك اللى كل ما يجوا يقعدوا يلقحوا عليا و يرمونى بكلام زى الدبش، انا خلاص تعبت يا يوسف و بعدين انا مبقولكش نبعد عن بعض، انا بس عايزاك تجوز و هى تجبلك الولد اللى انت عايزه انا مبطلبش منك حاجة مستحيلة ،بالعكس ده حقك يا يوسف، حقك أنه يجيلك عيل و يبقى جمبك و يقولك بابا، انت طول ما انت رافض كدة بتحسسنى بالذنب يا يوسف عشان مش عارفة اجبلك العيل اللى نفسك فيه
ثوانى من الصمت مرت تشنجت خلالهم عضلات وجهه و لقترب منها قاطعًا المسافة بينهم، ورفع يديه ممسكًا برأسها لامسًا خصلاتها التى يعشقهم مغمغم بنبرة عاشق لا يريد سوى حبيبته و قربها فقط
-ومين اللى قالك أنى نفسى فى عيل يا سارة انا مش عايز من الدنيا دي غيرك افهمى، افهمى بقى أنى مش عايز غيرك
صفعت أنفاسة الحارة المتسارعة بشرتها الحليبية الناعمة فأزدردت ريقها رافعة عينيها تنظر بعينيه السوداء القاتمة
أنحنى تجاه شفتيها راغبًا بألتهمهم و لكن منعه تلك الدفعة التى تلاقاها منها و هى تغمغم بنبرة مبحوحة على وشك البكاء
-ابعد عنى يا يوسف
ضم قبضته الفولاذية بغضب حتى ظهرت عروقه وأزدادت وتيرة تنفسه و لكن تلك المرة بغضب فتاك فأماء لها برأسه متمتم بغضب دفين
-اتعدلى يا سارة اتعدلى عشان اللى انتى بتعمليه ده مينفعش وأنا ساكتلك لحد دلوقتى عشان بس بحبك و مش عايز ازعلك، بس اتقى شر الحليم يا سارة
خرج من الغرفة دافعًا الباب خلفه بعنف فأرتمت هى على الفراش تبكى بحسرة لست راضيه عن أفعالها و لكن ما باليد حيلة فقد فاض بها و لا تستطيع أن تتحمل كلمات والدته اللاذعة …..بل ليس والدته فقط بل عائلته بأكملها
عقب خروجه من غرفتهم أتجه ناحية المطبخ بعدما أستمع الى ذلك الصوت القادم منه و ما أن دلف حتى وجد والدته تقف بالمطبخ فتحدث بنبرة حاول جعلها هادئة و لكنه لم يستطع فصاح بها قائلًا
-اسمعى بقى يا ماما جواز تانى مش هتجوز ومش هقبل أنى أجيب ضرة على مراتى أنتى سامعة، فياريت بقى تقفلى على الموضوع ده و تبطلى اللى بتعمليه انتى و حنين و خالاتى
ألتفتت إليه تستمع إلى حديثه الغاضب و كلماته اللاذعة رافعة حاجبيها بتذمر لا يعجبها طريقته وأسلوبه بالحديث معها
فتمتمت بغضب مكتوم
-ايه يا يوسف الطريقة اللى بتكلمنى بيها دى و بعدين غلط فى إيه انا عشان صوتك يعلى عليا بالطريقة دى عشان خاطر السنيورة اللى متجوزين بقالكم سنين و مش عارفة تجبلى حته عيل افرح بيه، دى خلاص مبقاش فيه منها أمل و عدت الثلاثين، انا الأول كنت ساكته عشان عارفة انك بتحبها و أديك شوفت خدتها لكام دكتور و مفيش فايدة فيها، اسمع كلامى و تعالى اشوفلك واحدة صغيرة تفرحك بعيل يا يوسف
زفر مطولًا محاولًا تمالك غضبه و لكنه كالعادة لم يستطع كبح غضبه فقال بقسوة و شراسة
-مش عاااايزززز ،فهمتى يا ماما مش عايز عيال انا راضى و موافق و كفاية بقى كفاية وإلا والله هأخد سارة و هنقعد فى شقة لوحدينا، و بعدين انا عايز افهم ايه اللى حصلك ما انتى كنتى بتحبيها ده انتى اللى اختارتيها، انتى اللى لفتى انتباهى ليها، على اساس أمها صاحبتك من زمان و لا خلاص نسيتى ده كله
زفرت "صباح" و اغمضت عينيها لوهلة قائلة بحزن مصطنع محاولة أستعطافه
-يا بنى افهم بقى انا عايزة افرح بعيل من صلبك بقى انا خلاص بكبر و مبقاش بقيلى كتير فرحنى بعيل يا يوسف
كز على اسنانه وتشنجت عضلات وجهه ومسح على شعره متمتم بإصرار و عُند
-مستحيل مش هيحصل و الكلام ده تشيليه من دماغك انتى سامعة شيليه من دماغك لأنه مش هيحصل ،انا مش هستحمل أنها تضيع من أيدي
تركها واقفة بمفردها بمنتصف المطبخ تلعن نفسها لاختيارها تلك الفتاة البور و التى لاتستطع أسعادها بطفل صغير تنتظر وصوله بفارغ الصبر
**********
وبالطرف الآخر على تلك القهوة
جلس "ثائر" على ذلك المقعد بعدما قام بسحبه منتظرًا هبوطها فنادى على الصبى بنبرة عالية صافقًا يديه ببعضها البعض
-هاتلى كوباية قهوة سادة و الشيشة يا عبده
وسرعان ما انتبه لصديقه "يوسف" و الذى بذات الوقت زوجًا لشقيقته التؤام مناديًا باسمه
-يوسف
أقترب "يوسف" وسحب المقعد جالسًا بمقابلته فقال "ثائر" بنبرة ساخرة
-مالك يا عم بوزك شبرين ليه سارة منكدة عليك و لا ايه!؟
حرك "يوسف" رأسه بنفى و قال بأبتسامة مكلفة لم تصل لعيناه لا يريد لصديقة أن يأخذ خبرًا عما يحدث بينه و بين شقيقته
-وإيه الجديد ما أختك ماشاء الله بير نكد
جذبه "ثائر" من ملابسه بمرح متمتم من بين اسنانه
-يالا احترم نفسك دى اختى دى مش هتلاقى ضفرها فلم لسانك كدة و خليك حلو عشان مقلبش عليك
أبتسم "يوسف" و نزع يد "ثائر" مهندمًا ملابسه
-ما انا عارف يا ثائر عارف والله، وبعدين ما انت عارف إنى بحبها بس هى عليها حركات بتنرفزنى يا أخى زى ما تكون مستقصده تنرفزنى
فجاء "عبده" ذلك الصبى الذى يعمل بالقهوة و التى تكون لوالد "ثائر" ولايتخطى عمره ال١٩ عامًا
-وعندك احلى كوباية قهوة و احلى حجر شيشة لاجدع معلم فى المنطقة كلها
ابتسم له "ثائر" و قال بابتسامة جانبية هو يسحب نفسًا من تلك الشيشة
-ثبتنى انت كدة صح
أجابة "عبده" بمشاكسة
-وانا اقدر برضو يا معلم ده انت الخير و البركة
نظر "ثائر" تجاه يوسف و قال
-تشرب حاجة يا يوسف
حرك "يوسف"رأسه بنفى و ضرب على الطاولة بخفة و قال
-لا انا هقوم بقى يدوب الحق عشان متأخرش
اماء له "ثائر" و سريعًا ما غادر "يوسف"
اما هو فظل منتظًرا هبوطهم سويًا و ما ان رآهم حتى ترك الشيشه من يديه و أقترب منهم فقلبت "هيام"عينيها و قالت بضيق مصطنع
-وبعدين معاك يا عم انت، انت هتفضل كل يوم لازقلى كدة، ما تقولى حاجة يا ماما
تنهدت "هبة" و نظرت تجاه "ثائر" الذى كان يرمق "هيام"بضيق بسبب ملابسها التى رغم طولها و لكنها تتجسم عليها موضحة تفاصيل جسدها الممشوق
فصاح بحنق و عينيه تطلق شرار فعقله و عيناه حتى الآن لا يستوعبان بأنها أصبحت انثى ناضجة فلم تعد تلك الفتاة الصغيرة التى كان يحملها بين يديه
-الهدوم دى تطلعى تغيريها أحسنلك يا هيام
عقدت ما بين حاجبيها و أستدارت ترمق والدتها بنظرات نارية بعدما سيطر الغضب عليها لتحكمه المستمر بها و الأسوء موافقة والدتها له و التى تثير حنقها
-عجبك يا ماما اللى بيقوله ده و بعدين انا لبسى مفهوش حاجة كل البنات بتلبس كدة يعنى مش لوحدى مش عجبه انا
أحتدت عيناه بشراسة متحدثًا ببرود عكس تلك النيران التى كانت كالمرجل
-مش هعيد كلامى تانى يا هيام، هتطلعى و هتغيرى هدومك والا ودينى و ما أعبد ه
كاد أن يكمل حديثه و لكنها قاطعته و هى تتأفف رامقة والدتها بغيظ متجهه داخل البناية التى تقطن بها مرة آخرى مستجيبة لحديثة مبدلة تلك الملابس التى كانت كجلد ثانٍ لها
تنهدت "هبه" و قالت بهدوء شديد
-براحة عليها يا ثائر انت عارف ان هيام عنيدة و انت بذات بتحب تعند معاك
كانت تتحدث و هو يتابعها بعينيه متنهدًا بضيق، ولم تنبته لعينيه التى تنظر لها بلهفة يريد أخبارها بمشاعره الدفينه و التى يخاف ان يظهرها فيخسرها للابد ، فمن تقف أمامه هى حب مراهقته و شبابه لم يدق قلبه لسواها، رغم علمه بأنهم لا يناسبان بعضهم و لكنه لم يستطع التحكم بقلبه الذى تعلق بها و أصبح لها عاشقًا ولهان..
فكلما رآها يشعر بأنه يحلق بالسماء ، خوفه و حبه لابنتها ناتجًا عن حبه لها فكيف لا يخاف عليها و هى قطعة مصغرة منها، يتمنى بأن يأتى اليوم الذى ستشعر به و تبادله بمشاعره الجياشة
دار كل هذا بخلده و هى واقفة أمامه توصيه بمعاملة ابنتها برفق و بطريقة لينه و ذلك لمعرفتها بعناد ابنتها
جاءت "هيام" و قالت بحنق
-يلا بينا
رمقها "ثائر" بنظرة متفحصة من رأسها لاخمص قدميها فتلك الملابس لا بأس بها و لكن جالت عينيه على حجابها الغير مهندم فغمغم بصوت غليظ
-أعدلى الطرحة مش كل يوم هقولك الأسطوانه دى ،المفروض تكونى حفظتى و فهمتى يا بنى آدمه
كزت على اسنانها و أرتعش صدغها من شدة غضبها و رفعت يديها مهندمة حجابها بطريقة عدوانية و قالت بأستنكار
-ها كدة حلو يا استاذ ثائر و لا فى حاجة كمان
مط شفتيه بحركة مسرحية متمتم بمرح و هو يتحرك من مكانه بضع خطوات مشغلًا دراجته النارية
-اهو أحسن من الأول يلا اركبى
ضغظت على شفتيها مغمضة عينيها لوهلة فوقف أمامها و قال
-يلا يا هيام هانم اتفضلى مش هنفضل واقفين كدة كتير
وتحركت حدقتيه رامقًا "هبه" قائلًا بأبتسامة
-عايزة حاجة يا هبه
أبتسمت له بخفوت مغمغمة
-عايزة سلامتكم ،وسوق على مهلك يا ثائر
اماء لها بعينيه مغمغم بابتسامة
-خلى بالك من نفسك
استقلت "هيام" خلفه محاوطة خصرة بيديها و علت أنفاسها بسبب أقترابه المُهلك ذاك…
تحرك "ثائر" بالدراجة النارية ليقوم بأيصالها أمام جامعتها مثلما اعتاد فهى فى عامها الثانى فى كلية تجارة
اما "هبه" فأستقلت الحافلة ذاهبة الى عملها لتستطيع تلبية أحتياجات ابنتها المدلله التى لا يعجبها شئ
***********
وصلا أمام الجامعة فترجلت من خلفه واقفة بجواره و أنفاسها تتسارع مسببة علو و هبوط صدرها ناظرة له بهيام سريعًا ما تحول لبرود مميت عندما انتبهت لنفسها
-شكرًا على التوصيلة
أبتسم لها بخفة رافعًا حاجبية متحدثًا بلهجة رجولية لا تليق إلا به تجعلها تذوب به اكثر و اكثر
-شكرًا على ايه يا هبلة انتى ده انتى زى أختى برضو
أسودت عيناها ولاح الغضب بهم و صاحت به بنبرة غاضبة عدوانية شرسة
-انا مش أختك يا ثائر ولا اقربلك أصلًا فمفيش داعى كل شوية تقعد تقولى الكلام ده انت سامع
انهت كلامها و هى ترفع سبابتها واضعه إياها على صدره فأخفض نظراته رامقًا أصبعها، مضيقًا عينيه فهو ليس بغبى و ملاحظًا تغييرها الجذرى و طريقتها العدوانيه معه
فتحدث بصوت اجش
-نزلى ايدك يا هيام و اخر مرة تكلمى معايا بالأسلوب الزفت ده انا مش عيل معاكى، و اعملى حسابك بليل هيكون ليا كلام تانى معاكى عشان انتى سوقتى فيها اوى و انا عشان ساكتلك بتتمادى فيها
انهى كلماته و هو يحرك دراجته النارية بأنفعال مغادرًا من أمامها بسرعة البرق
كزت على اسنانها و تحركت من مكانها حتى تدلف من بوابة الجامعة و لكن أوقفها ذلك الصوت الذى جاء من خلفها مناديًا عليها
-هيام .... عاملة ايه
وقفت مكانها و ألتفتت إليه راسمة بسمة مزيفة قائلة ببرود
-كويسة ازيك انت
ابتسم لها ببلاهة مغمغم بتساؤل
-هو مين اللى كان واقف معاكى ده
رفعت حاجبيها و قالت بتلقائية
-وانت مالك بتسأل ليه
ابتلع الشاب ريقه و غمغم بتوتر
-اصلى بشوفه كل يوم بيوصلك فكان عندى فضول بس مش اكتر
زفرت بضيق و قالت بنفاذ صبر
-ده خطيبى و اول ما خلص جامعة هنتجوز ها ارتحت كده رضيت فضولك و بعدين انا مبحبش اقف الوقفة دى مع اى حد عشان هو لو شافنى واقفة الوقفة دي مش بعيد يموتنى و يموتك فيها
توتر الشاب و صاح بأعتذار
-انا اسف بجد مكنتش اعرف و مش هزعجك تانى
كادت ان تجيبه فوجدت من يحاوط ذراعيها بقبضته فرفعت عينيها فلم تجد سواه يقف امامها فأبتلعت ريقها و غمغمت
-ثائر
ابتسم لها بسمة لم تصل لعيناه متمتم من بين اسنانه بغيظ ظهر على ملامحه
-مين البيه ده يا هيام
تلعثمت و زاغت عيناها
-ده ده
ضغط على شفتيه ماسحًا على وجهه براحه يديه و قال بنفاذ صبر
-ده ايه اخلصى !!!!!
أجابه الشاب بدلًا عنها منهيًا ذلك التوتر الذى سيطر عليها
-انا مازن الشيخ زميلها فى الكلية و شوفتها قبل ما تدخل فناديت عليها اسلم عليها
ترك "ثائر" ذراعها و اقترب من الشاب بخطوات هادئة و عينيه تجول من حوله ناظرًا لهؤلاء الطلبة من حوله فقال بنبرة وعيد و تهديد
-طب اسمع بقى يا حيلتها هيام دى خط أحمر، فاهم يعنى إيه خط أحمر يعنى دماغك توزك تهوب ناحيتها هتقول على نفسك يا رحمن يا رحيم و تعرف انى مش هحلك
أبتلع "مازن" ريقه و تصبب العرق من جبينه وغمغم بتوتر
-لا و على ايه الطيب احسن و الف مبروك على الخطوبة و ربنا يتمملكم على خير
انهى كلماته و غادر من امامهم مهرولًا فظل "ثائر" مكانه محاولًا استيعاب حديث ذلك الشاب
أستدار تجاه هيام التى علت انفاسها بعدما فضحها "مازن" مباركًا له على تلك الخطبة المزيفة
فرفع يديه مشيرًا تجاه "مازن" الذى غادر للتو
-انتى قولتيله ايه
أنسحب لون الدماء من وجهها و قالت مزدردة ريقها بصعوبة نتيجة لجفاف حلقها
-انا اصلى بصراحة قولتله انك خطيبى
جحظت عيناه و فرغت شفتاه من هول ما سمعه فكيف تفكر تلك الفتاة التى امامه فكيف طاوعها لسانها على نطق تلك الكلمة فزفر بضيق و صاح بهدوء مزيف مسيطرًا على غضبه الذى لا يهدأ بسببها
-خشى جامعتك و بليل هنكلم زى ما قولتلك
وضع يديه بجيبه مخرجًا بعض النقود جاذبًا يديها و قام بوضعهم بها
-وده مصروفك بتاع كل شهر نسيت ادهولك و كنت راجع ادهولك
اماءت له برأسها ناظرة بعينيه بشجاعتها و جرأتها المعتادة فأشار برأسه تجاه البوابة مغمغم
-و دلوقتى اتحركى من قدامى
تنهدت طويلًا و غادرت من امامه فأستقل دراجته بعدما تابعها بعينيه متاكدًا من دلوفها داخل جامعتها، و الضيق يسيطر عليه
**********
خرجت "سارة" من غرفتها بعدما هدأت قليلًا وما كادت أن تتحرك بأتجاه الحمام حتى وجدت "صباح" تقف أمامها واضعة يديها بخصرها قائلة بنبرة تطلق شرار و بذات الوقت غاضبة
-اسمعى يا سارة انتى لازم تتصرفى انا خلاص العُمر بيجرى بيا و عايزة افرح بحفيد ليا، ومدام انتى السبب فى حرمانى من حفيدى فأنتى عليكى تقنعى يوسف و تخليه يوافق أنى اشوفله عروسه صغيرة و حلوة و الاهم متبقاش أرض بور
أقتربت "سارة" من والده زوجها و التى تكون بذات الوقت صديقة لوالدتها و لكنها تناست تلك الصداقة منذ أن علمت بذلك العقم لدى سارة و صعوبة أنجابها
فهتفت بهدوء و برود ظاهرى
-كلمته بس هو اللى مش موافق و مش عايز اعمل ايه اكتر من كده ،هو فى واحدة ممكن تعمل زى ما بعمل، مظنش انه فى واحدة ممكن توافق أن جوزها يجيب عليها ضرة بس انا وافقت بس مش عشانك ده عشان يوسف عشان انا بحبه و عايزة اشوفه مبسوط
أرتسمت السخرية اللاذعة على وجه "صباح" و رفعت يديها مربته على ذراعيها صائحة بتهكم
-طب يلا ورينى شطارتك يا سارة يا هانم و ورينى هتقنعيه ازاى !!!
ثم تحركت من مكانها و غمغمت بلهجة شبه آمرة
-خشى حضرى الفطار لحنين عشان تفطر قبل ما تنزل الجامعة و بعد ما تحضرى الفطار صحيها
أبتلعت "سارة" تلك الغصة المريرة و تحركت تجاه المطبخ حتى تنفذ ما طلبته
خرجت حنين من غرفتها و هى فى عجلة من آمرها فعادت سارة عدة خطوات مرة أخرى و هى تنظر تجاه حنين وقطبت جبينها قائلة بدهشة
-فى ايه مالك مستعجلة كدة ليه!!
تأففت حنين و التقطت حذائها و جلست على الاريكة حتى ترتديه
-يوووه بقى، اتأخرت تانى على المحاضرة و هيام اتصلت عليا كتير و مسمعتش الموبايل و كدة المحاضرة فاتتنى و الدكتور مش هيرضى يدخلنى
(حنين الصاوى فى التاسعة عشر من عُمرها ذات أعين رمادية و خصلات كستنائية تصل لمنتصف خصرها، رفيعة الجسد، طويلة القامة، وانف صغير و شفتاه ممتلئة نسبيًا)
ظهرت شبح أبتسامة على وجه سارة و قالت بنبرة غامضة
-طب و أنتى زعلانه عشان راحت عليكى نومة و لا عشان هيام هتحضر المحاضرة و انتى لا
توقف حنين عما كانت تفعله و قطبت جبينها و حدقت بسارة قائلة بتلعثم
-مش فاهمة قصدك ايه
تنهدت سارة و أقتربت منها و قالت بخفوت
-انا مش عامية يا حنين و بشوف كويس اوى و غير كل ده انا عايشة معاكى فى بيت واحد وبقيت بفهمك كويس اوى
نهضت حنين و عقدت ذراعيها امام صدرها قائلة باستفزاز
-وايه بقى اللى حضرتك فهماه
ابتسمت سارة أبتسلمة مصطنعة و قالت بخفوت قبل ان تغادر من امامها
-حبك و صداقتك لهيام مش حقيقى يا حنين نظراتك بتقول غير، عنيكى علطول فضحاكى، مش عارفة ليه كل الحقد ده كله، بس كل اللى اقدر اقولهولك ان هيام بتحبك و متستاهلش منك الحقد ده
غادرت من أمامها متجهه صوب المطبخ فأوقفتها حديث حنين قائلة
-ياريت تخليكى فى نفسك، وتشوفى هتعملى ايه مع يوسف لما يجوز غيرك و قلبه يبقى مع الجديدة اللى هتبقى ام ابنه اللى انتى مش عارفة تجبيه
**********
هبطت من العمارة و هى تلعن سارة التى علمت حقيقة مشاعرها تجاه هيام صديقتها الوحيدة و المقربة
خرجت من البناية و صوبت عيناها تجاه احدى محلا قطع غيار السيارات الخاص بمن ملك قلبها فوجدته يقوم بفتحه فأتسعت ابتسامته بتلقائية و قادتها قدماها نحوه....
ربت على كتفيه متمتمة اسمه بنبرة حاولت جعلها رقيقة انثوية
-صباح الخير يا ثائر
ألتفتت ثائر ينظر لها و غمغم بلامبالاه أزعجتها
-صباح النور، انتى لسه مرحتيش الجامعة
ابتلعت تلك الغصة و قالت و عينيها تتابعه و هو يكمل فتح المحل الخاص به
-ايوة راحت عليا نومه، مع الاسف معنديش اللى يوصلنى كل يوم زى هيام ياريت كان يبقى فى حياتى حد مهتم بيا زى ما انت مهتم بهيام
فتح المحل و ولج داخله و علق مفاتيحه و التفتت لها متجاهلًا حديثها عن قصد عالمًا بما تكنه له من مشاعر
-يلا يا حنين، عشان متتأخريش على الجامعة
***********
بذلك المنزل الراقى و الذى يظهر الثراء الذى يتمتعون به
كانت "هبه" داخل احدى الغرف تقوم بتوضيبها و تنظيفها جيدًا و هى تشعر بأرهاق شديد و بعض الآلآم المتفرقة …..
فمن أجل توفير ما تحتاجة لابنتها تعمل بذلك المنزل بأجر يومى فهى تقوم بتنظيف المنزل ثلاث مرات أسبوعيًا دون علم هيام و ثائر مخبرة إياهم بأنها تعمل بأحدى المحلات…
دلفت تلك السيدة و التى تكبرها بعام تقريبًا إلى الغرفة دون استئذان دافعة الباب قائلة بنبرة متعجرفة متكبرة
-هبة اخرجى من الاوضة عشان عايزة البس و انزل و ادخلى نظفى اوضه مالك
أماءت لها "هبه" تاركة ما بيدها مجمعه أدوات التنظيف مغادرة الغرفة مغلقة الباب من خلفها متحركة بخطوات هادئة تجاه غرفة مالك ذلك الشاب وحيد والدته و الذى يعيش معها بعدما افترقت عن زوجها و يرسل لهم مبلغًا و قدره ببداية كل شهر
ولجت الى غرفة مالك و لكن سريعًا ما شعرت بالاختناق من رائحة السجائر التى تملئ الغرفة فحركت راسها بيأس من ذلك الشاب الذى لم تراه سوى مرات معدودة و لكن كلما تراه تشعر بعدم الراحة تجاه
حركت رأسها بنفاذ صبر و هى تدعى له بأن يهديه الله سبحانه و تعالى هو و كل الشباب أمثاله فرمقت الشرفة و تحركت باتجاها فاتحة إياها لتقوم بتهوية الغرفة و شرعت بتنظيفها و أحداث الماضى تعاد أمامها مرة آخرى
Flashback…
علشان يوصلك الفصل الثاني من رواية هوس متيم
قول رايك في احداث الفصل الاول
رواية هوس متيم الحلقة الثانية 2 كاملة مكتوبة بقلم الكاتبة فاطمة محمد
الفصل الثانى:
《فلاش باك》
ولجت داخل ذلك المحل المخصص للملابس الحريمى و الرجالى والتى تعمل به منذ سته أشهر تقريبًا، والتى سريعًا ما وقع قلبها أسيرًا لذاك الشاب الثلاثيني و الذى يدير ذاك المحل الذى أصبح من نصيبه بعدما قام والدهم ذاك الرجل المتسلط بفرض رأيه مقسمًا محلاته على أبنائع الثلاث....فكان ذاك المحل من نصيب ابنه الأوسط غير مدركًا بما سيأتى له من وراء ذاك المحل الذى منذ أن تقدمت هبه للعمل به و هو يهيم بها عشقًا غير مدركًا بأن مشاعرهم متبادلة، أزدرت ريقها واقفة أمامه بأنفاس لاهثة قائلة بأعتذار و صدرها يعلو و يهبط بعنف :
-انا آسفة جدًا بس حقيقى غصب عنى المواصلات زى الزفت معأنى والله نازلة بدرى بس برضو الطريق كان واقف والأتوبيس كا
قاطعها "خالد" وأبتسم لها أبتسامتة التى تخطف قلبها و عقلها ب آن واحد
-ولا يهمك يا هبه و بعدين لسه بدرى و مفيش زباين جم يلا انتى بقى شوفى شغلك و فى بضاعة جديدة عندك يريد تفرغيهم
أتسعت أبتسامتها بأمتنان لتفهمه ذلك فكم هو حنون يعاملها كما لم يعاملها احد من قبل، وكثيرًا ما تندهش من أفعاله معها التى تجعلها تتسأل عما إذا كان يبادلها تلك المشاعر و لكن سرعان ما تنفض من رأسها تلك الأفكار فحبه لها محال.......
أماءت له قائلة بأمتنان و الحزن بادي بعينيها
-شكرًا جدًا عن إذنك
أماء لها متظاهرًا بأنشغاله بهاتفه الموجود بين يديه....و ما أن تحركت من أمامه عدة خطوات وأولته ظهرها حتى رفع عينيه و صوبها بأتجاها متنهدًا بحرارة متأملًا جمالها الطفولى فعلى الرغم بأنها قد أتمت عامها الثانية و العشرون ولكن من يراها لا يعطيها ذلك العُمر فملامحها طفولية للغاية و قامتها قصيرة تجعل من أمامها يظنها لا تزال بالمرحلة الثانوية......
بعد مرور بعض الوقت ...
كانت تقف أمام أحدى الزوايا تقوم بهندمة الملابس التى قامت بتفريغها فنهض من خلف مكتبه و عينيه الثاقبة تتابعها و تتابع كا ما تفعله، وقف خلفها تاركًا بعض المسافة بينهم
-هبه أنا
شهقت بخوف واضعة يديها على صدرها مغمضة عينيها بخوف، وسقطت الملابس من يديها، غير مدركة لأقترابه منها و كيف تدرك و عقلها كان بمكان آخر يرسم لها أحلامًا وردية معه وحده.....
توقف عن أسترسال حديثه عندما لاحظ خوفها فأقترب منها خطوة واحدة قائلًا بتساؤل
-أنتِ كويسة يا هبة!؟
أماءت له و أزدردت ريقها و عينيها مصوبة تجاه الملابس التى سقطت من يديها
-أنا آسفة بس اتخضيت مش اكتر
كادت أن تنحنى لتلملم تلك الملابس المبعثرة على الأرضية الصلبة حتى وجدته ينحنى بدلًا منها و قام هو بلملمتهم فقالت بدهشة
-حضرتك مينفعش أنا هلمهم!؟
كادت أن تنحنى مرة أخرى فوجدته معتدلًا بوقفته معطيًا إياها تلك الملابس التى سقطت منها قائلًا بنبرة حنونه دافئة جعلتها قلبها يرتجف بقوة...
-وانا خلاص لمتهم محصلش حاجة، و اه انا خارج مشوار ساعتين و راجع المحل فى أمانتك، مروة أنهاردة مش جاية واخدة أجازة
أجابته مهمهة بلهفة
-متقلقش المحل فى عيونى
أبتسم لها بسمة جانبية وغادر من أمامها لتمتم هى فى سرها متنهدة و اليأس يغلف نبرتها
-المحل فى أمانتى و أنت فى قلبى يا خالد
***********
عاد خالد إلى المحل فوجدها تقف مع أحد الزبائن فرفع حاجبيه وضغط على شفتيه و عينيه تكاد تلتهمها ولكن سريعًا ما تحاشى النظر إليها، وأولاها ظهره يستجمع شجاعته حتى يستطع الحديث معها بما فكر به، فخروجه من المحل لم يكن إلا محاوله منع ليستجمع نفسه و يعيد أفكاره المشتته فكلما نظر إليها يزيد تعلقه بها رويدًا رويدًا.....أصبح لا يطيق بعادها يريدها بجانبه ومعه تهون عليه شقاء الحياة التى يعيشها و التى لا تعلم عنها شئ ولن يجعلها تعلمها فأذا أدركت ما يخفيه سينتهى ذلك الحب قبل أن يبدأ، عالمًا بمشاعرها و بعشقها له فعيناها تفضحاها و بشدة.....
لاحظ مغادرة تلك الزبونة التى كانت تقف برفقة هبه، فبلل شفتيه وابتلع لعابه عندما نظرت إليه بعيناها ورغمًا عنه وجد نفسه يقترب منها فكم يتوق أن يدفنها داخل أحضانه يبثها شوقه ومشاعره الملتهبه تجاها
قادته قدماه نحوها حتى وقف أمامه و عيناه تتوه بملامحها وعينيه تتفحص كل إنش بوجهها بلهفة
وبدون أى مقدمات وجد لسانه يتفوه بما أراده قلبه
- تتجوزينى يا هبه
جحظت عيناها بصدمة وظلت تطلع له بفاه فاغر سقط أرضًا بعدم تصديق، فا هى أحلامها تتحقق و فارسها يطلب منها ان تكون زوجة له
وأخيرًا خرجت الكلمات متلعثمة من شفتاها قائلة
-أ أنت أقصد حضرتك ب
قاطعها عندما رفع يديه واضعًا إياها على شفتيها الكرزية مانعًا إياها من استرسال حديثها قائلًا بأعين تلتمع ببريق مشاعره المملوءة بالشجن
-متقوليش غير أنك موافقة يا هبه أنا مش ممكن أتخيل حياتى من غيرك أنا بحبك يا هبه و عايز أتجوزك أنا من أول ما شوفتك و أنتِ لخبطتى كيانى و حياتى أنا بجد بحبك يا هبة و عايزك تفضلى معايا طول العمر و تبقى نصى التانى
تلجلجت هبة و أخفضت عينيها وما لبثت ان تفتحها فوها حتى وجدته مكملًا حديثه قائلًا بنبرة أشبة للترجى ممسكًا بيديها الاتنين بين يديه
-هبة أرجوكى وافقى أنا محتاجك أوى جمبى أنا بحبك أوى
اتسعت أبتسامتها تدريجيًا وقالت بفرحة لم تستطع كبحها أكثر من ذلك
-موافقة يا خالد انت أصلًا متعرفش حاجه انا بحبك قد ايه
أغمض عينيه مستمتعًا بلذة كلماتها وأنحنى بشفتاه ناحية يديها التى يحاصره بين يديه وقبلهم بنهم متلذذًا بتلك القبلة فحاولت جذب يديها و لكنه لم تستطع نتيجة لرفضه تركهم متمسكًا بهم كطوق للنجاه
-صدقينى مش هتندمى على موافقتك دى هخليكى أسعد أنسانه فى الدنيا
توردت جنتيها و أصتبغت بلون أحمر قانى وأرتجف جسدها عند ملامسه شفتيه لبشرتها الناعمة
صمت قليلًا متأملًا وجنتيها الحمراء وبدأت اتبسامته بالأختفاء تدريجيًا و تبدلت ملامحه للتوتر فقطبت جبينها و قالت بقلق
-مالك سكت ليه كدة فى حاجة و لا إيه يا خالد
ازدرد ريقه بتوتر وقال وهو يزيد من ضغط يديه على يدها و كأنه يحثها على الموافقة لما سيهتف به لسانه ..
-هبه احنا هنتجوز بس جوازنا لازم يبقى فى السر، وده لفترة مؤقته
صدمت و ارتخت ملامحها من هول ما سمعت وظلت على صدمتها تلك عدة ثوانى.....عدة ثوانى و لكنها كانت كفيلة لتتجمع الدموع بعيناها
انتشلت يديها من يده بعنف بعدما رأت أصراره على التمسك بهم
-فى السر !!!! أنت عايز تجوزنى فى السر يا خالد للدرجة دي انا وحشة فى نظرك
زفر بضيق ممسكًا بيديها مرة آخرى ولكنها ابتعدت عنه مانعه إياه من لمسها فغمغم بترجى
-هبه انا بقولك فترة مؤقته عقبال بس ما اقنع بابا و اعرف افاتحه فى الموضوع و بعدين ما انتى عارفة بابا صعب ازاى، ما انتى شوفتيه لما بيجى خنا بيعمل ايه معايا انا و طريقته حادة أواى وليكى عندى يا ستى انا هعرف اقنعه و
قاطعته بشراسه مزمجره فيه
-ولو مقتنعش، انا بس اللى ابقى خسرانه مش كدة!؟
اخذ نفسًا عميقًا قائلًا بهدوء
-يبقى هنحطة قدام الامر الواقع ومش هيبقى قدامه غير انه يوافق ولو وافقتى انا مستعد نتجوز على آخر الأسبوع و هخدلك شقة عشان تقعدى فيها
حركت رأسها بنفى رافضة حديثه تمامًا
-لا لا أنا مش مقتنعة باللى بتقوله و بعدين منين بتحبنى ومنين عايز تحطنى فى الموقف ده، هو ده الحب بالنسبالك
أقترب منها خالد بسرعه البرق و حاوط كتفيها قائلًا بدافع عن نفسه
-أيوة بحبك يا هبه و عشان بحبك عايز اتجوزك مش عايز نفضل بعاد عن بعض، انا عايز نقضى اكبر وقت مع بعض، افهمي بقى انا بحبك والله العظيم بحبك بس فى نفس الوقت عايز وقت عشان افاتح بابا فى الموضوع، وأنتى لو بتحبينى زى ما بنقولى المفروض تبقى عايزة تبقى معايا زي ما انا عايز ابقى معاكى، حتى مش عايزة تصبرى معايا فترة اقنعهم عندي بجوازنا
انهى حديثة تاركًا كتفيها فأبتعدت عنه بضعه خطوات وخيم صمت رهيب بالمحل فقالت بتنهيدة
-يبقى نستني الفترة دي ولما تقنعهم نبقى نتجوز
أغمض عينيه و كور قبضته بغضب و تحرك من مكانه بغضب مقتربًا من الحائط و ضربها عدة مرات متتالية بغضب أعمى قائلًا من بين أسنانه
-أنتى ليه مش عايزة تفهمي بقوك ش قادر استني و لا أعيش لحظة من غيرك
أقتربت منه بلهفة و الخوف ينهش قلبها فألتقطت يداها التى صب به غضبه و قالت
-انت مجنون يا خالد، انت بتعمل ايه!!!
رفع خالد عيناه الداميه و قال بخفوت وبنبرة متحشرجة
-انتى اللى بتعملى اي فيا ليه مش عايزة تفهمي ليه يا هبه انا بحبك و
وضعت يديها على شفتاه قائلة
-بس خلاص يا خالد متكملش انا موافقة
ابتسم لها بخفه و كاد ان يقترب منها حتى صوت بالخارج فعلم بقدوم أحد الزبائن فأبتعد عنها فغمغمت بابتسامة
-انا هخرج اشوف الزباين اللى برة و راجعة تانى
اماء لها براسه فتحركت من أمامه و ظلت عيناه تتابعها و ما ان اختفت عن ناظريه حتى رفع يديه ومسح دموعه متنهدًا براحة و سعادة ......
*********
مضى يوم بعد يوم و تزوجا كل من خالد و هبة وأستقرت هبة بمنزلها الجديد الذى أشتراه لها تاركة منزل عائلتها التى تركوه لها عقب وفاتهم و كانت الحياة تسير بينهم بهدوء و حب شديد من ناحيتها فعشقها له قد أزداد خاصة بعد زواجها منه ونالت تلك الحياة التى لطالما تمنتها فحياتها كانت وردية يغمرها عشقًا و حنانًا وأصبح عشقها يسير بعروقه حتى جاء ذلك اليوم الذى قلب حياتها رأسًا على عقب فها قد علمت بجنينها التى تحمله بأحشائها و الذى سيكون قطعة مصغره منها و من معشقوها
بالمحل
و بينما كانت تعمل و الابتسامة على وجهها تودع تلك الزبونة لتنظر بأتجاه خالد الجالس خلف مكتبه يتطلع عليها بهيام و حب شديد لترفع له حاجبيها و ابتسامتها تتسع وبداخلها تتلهف لحلول المساء حتى تخبره بخبر حملها و جنينها الذى تحمله
ولم تنتبه لتلك الفتاة التى تعمل معهم و بدأت أن تلاحظ ما يحدث بينهم من نظرات و ابتسامات فأقتربت من هبة و قالت بأمتعاض غير راضية تمامًا بما تراه عيناها
-إلا قوليلى يا هبة هو إيه اللى بينك و بين خالد
أبتلعت هبه ريقها و تحدتث بتلعثم محدقة ب خالد الذى جاءه مكالمة للتو و نهض ليجيب عليها
-أنتى بتقولى إيه يا مروة، أنتى اتجننتى، إيه اللى هيكون بينى و بينه يعنى بلاش تخاريف و كلام فاضى ملوش لازمة
لاحت ابتسامة جانبية تهكمية على وجهها و قالت بحنق
-انا مش عبيطة يا هبه و شايفة كويس اللى بيحصل قدامى بس انا خايفة عليكى و بقولك بلاش خالد يا هبه بلاش
قطبت هبه جبينها ولاح الضيق على قسمات وجهها
-هو إيه اللى بلاش ماقولتلك مفيش حاجة انا مش عارفة انتى جبتى الكلام ده منين
زفرت مروة بضيق و قالت و هى تربت على ذراعيها
-انا عايزة مصلحتك يا هبه انا صحيح جديدة هنا بس انا ملاحظة حبك ليه و ده مش عيب و لا حرام لان مشاعرنا مش بأيدنا بس انا عايزاكى تعرفى انه لو وعدك بحاجة يبقى بيضحك عليكى و أنا متأكدة انه وعدك نظراتكم فضحاكم اوى
صمتت قليلًا لبضع ثوانى وهبه تحدق بها بتفحص تشعر بأن هناك مغزى من وراء حديثها ذلك فأكملت مروة حديثها قائلة دون مقدمات
-فى مرة أنتى منزلتيش فيها وهو بلغنى انك اجازة فى اليوم ده بقى ابوه جه هنا و كان معاه بنت صغيرة واللى عرفته ساعتها أنه متجوز و مخلف يا هبه، بلاش تعلقى نفسك بأحبال دايبة خالد متجوز يا هبه .......
*********
دلف خالد الى المنزل بعدما قام بفتح الباب و حالة من القلق تتملكه لذهابها المفاجئ و عدم استكمالها لدوام العمل، دفع بمفتاح المنزل على الطاولة وهناك ما يثير شكوكه حديثها مع تلك التى الفتاة التى تدعو مروة و التى أخبرها عده مرات بألا تختلط بها خوفًا من أن تخبرها بزواجه، وكم أراد عدة مرات أن يطردها من العمل و لكنه لم يحب أن يفعلها مطمئنًا نفسه بأنها لن تخبر هبه بشئ طالما جعلها لا تتحدث معها إلا بحدود العمل فصك على أسنانه و ضم قبضته الفولاذية بغضب لاعنًا نفسه على تركه مروة بالعمل
جال بعينيه بالصالون فلم يجدها فظل يردد اسمها مناديًا عليها و لكنها ايضًا لم تستجيب له و لم يصله رد منها فتحرك تجاه غرفة النوم و فتح الباب على مصراعيه و أنفاسة قد بدأت بالتزايد رويدًا رويدًا و تملكه الخوف
و ما ان دلف الغرفة حتى وجدها جالسة على الفراش دافنه وجهها بين يديها و صوت شهقاتها يعلو بالغرفة فأقترب منها بخطوات سريعة
وجلس بجوارها على الفراش رافعًا يديه ممسدًا على خصلاتها السوداء الحريرية و التى تنساب حول وجهها الطفولى و قال بحب دفين ممزوج ببعض القلق بعدما أخرج وجهها الذى كانت تدفنه
-مالك يا هبه، مالك يا حبيبتى بتعيطى ليه
أزدادت شهقاتها ما ان أستعمت لصوته فنفضت يديه وحركت راسها للجهه الأخرى و عينيها تفيض بالدموع اكثر و اكثر ليتمزق قلبه أشلاءًا لرؤيتها بتلك الحالة
-هبه ايه اللى حصل و بتودى وشك الناحية التانية ليه انا
صرخت به و هى تنهض من على الفراش بعنف متحاملة على قدميها قائلًا بصوت عالى صارخ
-انا مش عايزة اسمع صوتك انت واحد كداب يا خالد، انا كنت فكراك بتحبنى بجد بس انت طلعت كداب بتضحك عليا بتستغل حبى ليك و بتستغل انى مليش حد عشان كدة بتبيع و تشترى فيا براحتك، وأنا زي الهبلة صدقتك و صدقت انك بتحبنى و واقفت على المهزله دي
نهض خالد من مكانه بلهفة و اقترب منها محاولًا تهدأتها و ما كاد أن يلمسها حتى صرخت به بهستيريا قائلة
-اوعى تقرب منى يا خالد اوعى انت واحد كداب انا عايزة افهم انت ازاى تكدب عليا ازاى بتبص فى عينى و انت بتكدب عليا...انت ازاى تقولى انك مستنى الوقت المناسب عشان تكلم فيه ابوك و اتفاجى انهاردة ان مروة عارفة انك متجوز و مخلف، أنا مش قادرة اصدق انى كنت مغفلة و اضحك عليا للدرجة دى أنا عمرى ما هسامحك يا خالد عمرى
صمتت قليلًا و صدرها يعلو و يعبط بعنف اثر انفعالها و غضبها ذلك فأكملت حديثها و لكن بلهجة اقل حدة عن سابقها
-مخبى عليا انك متجوز يا خالد فاكر أنى مكنتش هعرف و لا افتكرت انى ممكن اسكت و اخليك تبيع و تشترى فيا و تخليمى زوجة تانية بس فى السر محدش يعرف عنها حاجه... بس لا يا خالد مش هسمحلك تعمل فيا كده مش هسمحلك انت سامع
أقترب منها وحاول محاوطة وجهها و لكنها ظلت تبتعد عنه منفضة يديه التى تريد لمسها ولكنه أستطاع التحكم بها ملصقًا ظهرها بصدره الصلب قائلًا بجانب أذنيها بترجى و توسل
-هبه اسمعينى انا والله خبيت عليكى عشان خايف اخسرك انا بحبك يا هبة حبيتك و حبيت طيبتك و حبك ليا انا بحبك يا هبه و بالنسبة لندى ف والله غصب عنى انا متجوزها من خمس سنين...بابا هو اللى مختارها و فضل ورايا لحد ما اتجوزتها كان عايزنى أتجوزها عشان عيلتها ومركزهم الكبير وغير ان ابوها يبقى صاحب بابا و بابا حابب يكبر من نفسه و من شغله ملقاش طريقة غير دى سامحينى يا هبة عشان خبيت عليكى بس انا مكنتش عايز اخسرك انا معاكى بحس انى عايش....بحب الوقت اللى بقضيه معاكى مش ببقى عايز امشى و اسيبك انا عايش فى جحيم انتى متعرفيش ندى اسلوبها جاف ازاى و شايفة نفسها انا والله مستحملها عشان خاطر بنتى وبس
كانت تنتظره أن ينهى حديثه وما ان انتهى حتى قالت بأنكسار و ألم
-هى عيلتها مركزها كبير و انا مليش اهل أبوك استحالة يوافق عليا مش كدة، سمحت لنفسك تضحك عليا و تخليني زوجة تانية حطتنى قدام الامر الواقع ليه يا خالد تعمل فيا كدة ليه.....
كاد يجيبها يبرر موقفه حتى وجدها تضربه على صدرها بقبضتها ضربات متتالية سريعة و دموعها تنهمر بغزاره
-انت هطلقنى انت سامع هطلقنى انا مش عايزة اعيش معاك طلقنى يا خالد
صرخ بها تلك المرة قائلًا بحدة و خوفه من رحيلها ينهش قلبه
-لا يا هبة مش هطلقك انتى سامعة مش هطلقك انا هسيبك تهدى دلوقتى و حكاية الطلاق دي تشليها من دماغك لأنها مش هتحصل انتى سامعة
قال كلماته تلك و خرج من الغرفة بل من المنزل بأكملة مغلقًا الباب من خلفه بعنف عله ينفث عن غضبه الذى تملكه فكم يلوم نفسه على استماعه لحديث والده
اما هى فسقطت على الارضية تبكى بأنهيار ….تبكى بكاء يفطر القلوب فرفعت رأسها الى السماء مرددة بشهقات مكتومة
-يارب يارب انت اللى حاسس بيا
لتدخل بنوبة بكاء مرير مرة آخرى
و بعد مرور بعض الوقت نهضت من على الارضية و عينيها حمراء بلون الدم و جفونها قد انتفخت و اتجهت تجاه الخزانه لتلملم ملابسها تنوى العودة الى منزل عائلتها و التى تركوه لها فهى لن تظل بمنزله يوم آخر……
***********
عادت الى منزلها مرة آخرى و لكن تلك المرة كانت تلاحقها تلك النظرات المتسائلة عن سبب غيابها طوال تلك المدة و بدأوا بالحديث عنها فهناك من قال بأنها باعت نفسها وقبضت مقابل ذلك و عندما مل منها تركها معطيًا إياها مبلغ و قدره مقابل تلك الايام التى قضتها برفقته فهم لا يغيب عن ناظرهم تلك الملابس باهظة الثمن التى ترتديها
تجاهلت حديثهم مقنعة نفسها بأنهم سيكفون عن الحديث عنها....
وقررت الأمتناع عن الذهاب للعمل و مقررة البحث عن عمل آخر و لم يعرف خالد بعد بتركها للمنزل فرم يخطر بباله بأنها ستتركه وحيدًا يعانى من دونها
وباليوم التالى جاء ذلك اليوم الذى جعلها تبغض لاعنة اليوم الذى دق قلبها له
كانت تقف بالمطبخ و بيديها ذلك الكوب من الماء و بيديها الاخري احدى المسكنات فهناك صداع يكاد يفتك بها تفكر بجنينها فما الذى ستفعله معه فكم ترغب به و تشتاق لحمله بين يديها
تناولت المسكن وأستمعت لرنين المنزل فتركت الكوب الذى بيدها و اتجهت تجاه الباب وقامت بفتحه
وجدت أمامها فتاة أقل ما يقال عنها بأنها فاتنة و انوثتها طاغية فهى بجانبها لا شئ فأبتلعت لعابعا بتوتر من نظرات تلك المرأة التى قالت بتكبر و عجرفة و هى تنزع نظارتها الشمسية رامقة إياها من أعلاها لأسفل قدميها
-انتى بقى هبه
أماءت لها هبه برأسها مؤكدة حديثها قائلة بهدوء
-أيوة مين حضرتك
-انا ندى مرات خالد عشيقك اللى انتى شغالة عنده فى المحل
اتسعت عيناها بصدمه و تلك الكلمة تتردد بأذنيها فمتى أصبحت عشيقته فهى زوجته فزواجهم شرعيًا فكبحت دموعها و قالت مبتلعة تلك الغصة المريرة
-أنا مش عشيقة حد، وممكن أعرف حضرتك عايزة ايه انا سبت الشغل
أرتسمت السخرية على وجهه ندى و قالت بأستنكار و تهكم
-بجد والله مش عشيقته وكمان سبتى الشغل
وسرعان ما تحولت ملامحها و اسودت عينيها و قامت بجذبها من ذراعيها و صرخت بها بصوت عالى جعل جيرانها بالبناية التى تقطن امامها يخرجون من منازلهم مستمعين لتلك الكلمات اللاذعة التى وجهتها إليها بقسوة
-انتى هتستعبطى يا بت انت شغل ايه اللى بتكلمى عنه اوعى تكونى فكرانى مش عارفة حاجة، لا يا حلوة انا عارفة كل حاجة و من زمان بس مش حته عيلة زيك اللى هتيجى تاخد جوزى أبو بنتى منى، أنتى زي الشاطرة كدة تبعدى عنه و أظن انه عيشك يومين حلوين و لا إيه
لمعت عينيها بالدموع و نظرت لهؤلاء الجيران الذين أقربوا من بعضهم متهامسين متحدثين عن شرفها و سمعتها
فجذبت هبه ذراعيها و قالت بأنكسار
-حضرتك فاهمة غلط انا انا
-انتى ايه يا حلوة، انا هقولك انتى ايه هتعملى ايه، انتى هتبعدي عن جوزى انتى سامعة و لو عايزة الشقة اللى كان مقعدك فيها معنديش مشكلة هجبلك الاحسن منها بس تبعدى عننا و لو عايزة فلوس برضو هديكى
ابتلعت تلك الغصة المريرة بصعوبة بعدما جف حلقها و قتلت بخفوت
-بس انا مش عايزة حاجة انا مرا
و ما لبثت أن تكمل مخبرة إياها بأنها زوجته مثلها و لكنه خدعها حتى قاطعتها ندى و قالت بأستنكار
-انتى واحدة رخيصة قضى معاها فترة حلوة و هيسيبك مهو مش معقول هيسيب مراته و بنته و هيبصلك انتى و لا ايه
ثم عادت مرة أخرى تنظر لها بسخرية من رأسها لأخمص قدميها و أرتدت نظارتها مرة آخرى مغادرة من أمامها
فجالت عين هبه على جيرانها الذين ظلوا يتطلعون لها بأشمئزاز فصاحت احدهم واضعة يديها على خصرها قائلة بغضب
-اتفو عليكى و على اشكالك كويس انه ابوكى و امك ماتوا قبل ما يشوفوا اللى حصل يا خسارة تعبهم فيكى بجد و اوعى تفتكرى ان احنا هنسيبك تقعدى وسطينا اكتر من كدة و تبوظى بناتنا انتى لمى حاجتك و تعزلى من هنا و إلا وربى هخلى رجاله الحارة يطلعوكى بفضيحة ده احنا نخاف على رجلتنا منك يا خطافة الرجالة انتى….
**********
بعد مرور يومان لم يحاول بهم خالد الاتصال بها أو زيارتها تاركًا إياها حتى تهدأ و يستطع أقناعها بأسبابه التى جعلته يخدعها لتلك الدرجة
أنتقلت هبة من تلك الحارة خلال اليومان بعدما تناقلت الأقاويل و بدأ الجميع بالحديث عنها بسبب حديث الجارة و التى أوصلت للجميع ما حدث بينها و بين ندى
وصلت لتلك الحارة الشعبية وهى تحمل حقائبها و ملامحها حزينة شاحبة و كيف لا تكون بعدما حدث معها تنظر لحقاىبها بين يديها تناجى ربها الا يحدث مكروة لطفلها من ثقل تلك الحقائب فليس لديها من تطلب منه المساعدة!!!!
سارت بخطوات هادئة ناحية البناية و التى يوحى شكلها بأنها قد تنهار بأى وقت و لكن هذا ما وجدته وما ناسب أموالها الضئيلة
انتبهت لهؤلاء الصبية الذين يلعبون كرة القدم أمام البناية فأخذت حذرها حتى لا تأتى تلك الكره بجانبها و سارت على ذلك الرصيف
انتبه ذلك الصبى إليها فأقترب من صديقه الذى كان منشغلًا باللعب فقام بلكزة مانعًا إياه من أستكمال لعبه قائلًا و هو يشير بأتجاها
-ثائر الحق شوف البت دي
تطلع ذلك الصبى و يبلغ من العُمر الثالثة عشر عامًا بضيق على تلك الفتاة التى أشار صديقة اتجاهها
فصاح ثائر بنبرة طفولية بعدما رمق هبه بنظرة سريعه
-يا عم يا عم حرام عليك ليه كدة بس اهو خد الكورة منك لله يا يوسف يا بن صباح
-جرا يا ثائر الحق عليا يعنى انى بشورك اصلى اول مرة أشوفها فى المنطقة انت شوفتها قبل كدة
تأفف ثائر و هو ينظر تجاها مرة أخرى يتأكد من انه لم يراها من قبل وما كاد ان يجيب على يوسف حتى انتبه لها و هى تستند على الحائط وكأنها ستفقد الوعى فلكز يوسف قائلًا
-الحق دى شكلها تعبانة تعال نشوف مالها
أماء له يوسف و سار بأتجاها و وقف أمامها فغمغم ثائر
-انتى كويسة شكلك تعبانه
رفعت هبه رأسها بعدما هاجمها ذاك الدوران و قالت بخفوت و هى تنظر له هو و صديقه
-الحمدلله انا كويسة
تبادل كل من يوسف و ثائر النظرات و انحنى كل منهم يحمل حقيبه بيده فصاحت هبه بأعتراض
-انتوا بتعملوا ايه الشنط تقيلة عليكم سيبوها لو سمحتم
فغمغم يوسف
-لا طبعا حضرتك تعبانه واحنا كرجالة لازم نساعدك مش كدة يا ثائر
ابتسم له ثائر بمشاغبة مغمغم
-كدة ونص، انتى اكيد هتقعدى فى شقة عم إبراهيم صح
أماءت له بتأكيد قائلة
-وانت عرفت منين
رفع ثائر حاجبيه قائلًا بمرح
-دي مش عايزة سؤال اصل مفيش فى العمارة شقه فاضية غير شقة عم إبراهيم و أنتى معاكى شنط و اول مرة نشوفك يبقى أكيد انتى ساكنة جديدة مش كدة يا يوسف
اماء يوسف برأسه عدة مرات قائلًا
-ايوة، يلا بقى نطلعلها الشنط واروح انا اتغدى فى البيت، ما تيجى تتغدى معانا
قطب ثائر جبينه من ثقل الحقيبة صاعدًا درجات السلم قائلًا بنبرة خرجت معافرة
-لا يا عم انا هطلع اتغدا فى البيت
وسرعان ما صاح
-هو لمؤاخذه فى السؤال بس انتى حطه ايه فى الشنط
ابتسمت هبه بخفه و قالت بهدوء
-ما قولتلكم تقيلة عليكم انتوا اللى صممتوا
فصاح يوسف الذى يسير من خلف ثائر
-ياعم اطلع وانت ساكت انت فيك نفس تكلم
وصلا أمام باب المنزل وتركا الحقائب من يديهم فصاحت هبة بأمتنان
-متشكرة جدا ليكم حقيقى مش عارفة اقولكم ايه
فصاح يوسف
-متقوليش حاجة ولو احتاجتى اى حاجه احنا موجودين انا اسمى يوسف
فصاح ثائر قائلًا
-وانا محسوبك ثائر
ابتسمت هبه لهم و قالت بترحيب رغم الحزن الذى يليح بعيناها
-اهلا بيك يا يوسف اهلا يا ثائر و انا هبه
*********
ولجت هبه إلى المنزل و عينيها تجول بكل زواية بالمنزل و عينيها تلتمع بالدموع التى كبحتهم لأطول وقت لا تتصور ما حدث معها فحياتها قد انقلبت رأسًا على عقب بعد دلوفه لحياتها
ليتها لم تعمل بذلك المحل .....ليتها لم تقع فى غرامة .....ليتها ابتعدت عنه و لم تنجرف خلف مشاعرها التى أوصلتها لتلك الحالة …..
سارت بخطوات هادئة تجاه تلك الأريكة المتهالكة لتجلس عليها مغمضة عينيها بألم و عينيها تفيض بالدموع كالشلالات تتمنى لو يعود بها الزمن و لكن ذلك الخطأ و الذى اعتبره الجميع خطيئة و فضيحة لا تستحقها
فلما تعاقب الآن بمفردها لم آتى عليها الجميع فتلك المشاعر التى انجرفت خلفها جعلتهم ينظرون إليها تلك النظرة التى تكرها أى أمراه
فلا توجد أمراه على وجه الأرض تتمنى أن يقال عليها بأنها خاطفة رجال، تخطف الرجل من زوجته و عائلته و لكنهم لا يعلمون بأنها كانت ضحية فهى التى خُدعت كانت تظن بأنها الوحيدة بحياته و لكنها لم تكن كذلك أبدًا
صدح رنين هاتفها فجذبت حقيبتها و اخرجت الهاتف من حقيبتها فوجدته هو
فرفعت يديها و زالت دموعها بعدما
تشنجت عضلات وجهها بعدما جزت على اسنانها و اجابت على تلك المكالمه فجائها صوته الغاضب و هو يصرخ عليها بهستيريا و جنون بسبب غيابها ذلك
-انتى فين يا هانم انتى بتستعبطى بقى انا سايبك عشان تهدى و نعرف نتكلم وقلت مش مشكلة متجيش الشغل و مرة واحدة اتفأجى بيكى مش موجودة فى البيت و لا حتى فى بيتك القديم، انا عايز اعرف ايه التهريج ده انتى فين يا هبة انتى عايزة تجننيني
اجابته بغضب ملحوظ استطاع تمييزة بسهوله
-من انهاردة مفيش هبة يا خالد انت سامع، مفيش هبه انت سامع خلاص كل حاجة بح يا خالد
صدم من حديثها و قال بعدم تصديق و هو يحرك رأسه يمينًا و يسارًا
-يعنى ايه اللى بتقوليه، بطلى هزار يا هبه
أجابته بجمود
-وانا مبهزرش انا بكلم جد انا سبت البيت و مش هتقدر تعرف مكانى يا خالد و لو عملت ايه بس انا عايزاك تعرف انى مستحيل اسامحك وحياة قلبى اللى انت كسرته عمرى ما هسامحك انت سامع
لمعت الدموع بعينيه و قال بنبرة اشبه بالترجى
-يا هبه بلاش تعملى كدة انا بحبك مش هقدر اعيش من غيرك
ابتسمت بسخرية و رددت بأستنكار
-لا متقلقش هتقدر و هتعيش بنتك و مراتك هيقدروا ينسوك، بس لازم تعرف انى هحرمك من ابنك يا خالد عشان تبقى بين نارين و متعرفش ترتاح، اه اصلى نسيت اقولك انى حامل و متقلقش ابنك و لا بنتك هخليهم يعرفوا حقيقة ابوهم و هعرفه انت عملت فيا ايه و صدقنى هيكرهك اكتر منى لدرجة انه مش هيطيق يسأل عنك تانى
جحظت عيناه من كلماتها الخالية من اى رحمة و شفقة كان يستمع إليها و كأن دلوًا من الماء البارد قد وقع عليه فقال بتلعثم سريعًا ما تحول لغضب
-أنتى بتقولى ايه، انتى مجنونه يا هبه ايه اللى بتعمليه ده انا ه
قاطعته قائلة بحدة و عيناها قد اسودت بغضب جحيمى
-ده اللى عندى و لو طلع حاجة بايدك اعملها
و سريعًا ما اغلقت الهاتف بوجهه مخرجة ذلك الخط من هاتفه و قامت بتكسيرة لنصفين و تنهدت براحة ظنًا منها بأنها بتلك الطريقة قد أنتقمت لنفسها
سمعت صوت رنين المنزل فقطبت جبينها بدهشة و اقتربت من الباب و قامت بفتحه
وما ان فتحت حتى انتبهت لتلك الصبية الصغيرة الواقفة بجوار ثائر فقال بأبتسامة مشيرًا تجاه شقيقته
-احب اعرفك دى سارة اختى التؤام و دى هبه جارتنا الجديدة
ابتسمت لها "هبه" و قالت بنبرة حاولت جعبها مرحة لتخرجها مما هى فيه
-انت متأكد انها تؤامك
-والمصحف تؤامى انتى مش مصدقانى
كان ذلك صوت "ثائر"المشاغب و رغمًا عنها ابتسمت على طريقته
-طب تعالو ادخلوا
فغمغم"ثائر"و هو يدلف الى المنزل
-انا يا جبتهالك عشان تقعد معاكى و من انهاردة انتى مش لوحدك انا و سارة و يوسف معاكى
*********
بعد مرور تسعة أشهر
كانت صوت صرخاتها يدوى بجميع انحاء المنزل فموعد ولادتها قد حان و طفلتها على وشك الولاده وكان كل من سارة و والدتها التى لم تتقبل" هبه"حتى الآن لجلوسها بمفردها و لكنها لم تحب ان تتركها بذلك الوقت خاصة أن أموالها لا تكفى للذهاب لأحد المستشفيات فأموالها بالكاد تكفيها، غير بأن تلك المرة ليست الاولى لها بتوليد أحدهم
فكانت تحثها على الدفع لتنزل مولودها و سارة بجوارها تساعدها أما "ثائر" فكان يقف خارجًا و صوت ذلك الصراخ يجعل القلق والخوف ينهشان قلبه الصغير
وبعد مرور بعض الوقت
استمع"ثائر"لصوت المولود التى صدح صوت بكائه بالغرفة فأتسعت ابتسامته تلقائيًا متنهدًا براحة شديدة
و بعد قليل خرجت"سارة"من الغرفة و هى تصفق بيديها قائلة
-ولدت يا ثائر ولدت
-طب ايه بقى انا عايز اشوف الولد
قطبت جبينها و قالت بطفوليه و هى تقترب منه ضاربه إياه بخفه على ذراعيه
-بنت يا فالح هبه جابت بنت و هتبقى صاحبتى هى و انت كفاية عليك يوسف و لما نشوف طنط صباح هتجبلنا بنت و لا ولد و هينضم لفريق مين فينا
-طب لمى ايدك دي ها لميها عشان متغباش عليكى ها
امتعضت ملامح سارة و قالت بغضب طفولى
-طب ادخل يا خويا ادخل
دلف "ثائر"الى الغرفة و سريعًا ما وقعت عينيه على تلك الطفلة الموضوعة بين يد"هبه"
فأبتسم بسعادة و ظهرت اسنانه مقتربًا من "هبه"
-ينفع اشيلها
بادلته"هبه" ابتسامته و مددت يديها له و قالت
-اكيد بس براحة عليها يا ثائر
اماء لها "ثائر" وحملها بين يديه و أبتسامته تزداد من تلك البراءة و الطفولة الموضوعه بين يديه
غير مدركًا بنظرات والدته المشتعلة من تعلقه هو و شقيقته بتلك الام و من الواضح ان ابنتها سيكون لها نصيبًا من ذلك الاهتمام و التعلق
فصاحت "سارة" بفضول
-هتسميها ايه يا هبه
اجابتها "هبه" و قالت
-فى كذا اسم فى دماغى يا سارة بس اكترهم يعنى اسم هيام نفسى اسميها هيام
ابتسم "ثائر" و كذلك "سارة" وقالا بنفس واحد وعين ثائر معلقة بتلك الفتاة التى لا تزال بين يديه و تمتم
-هيام اسمك هيام
《باك》
لتحميل الرواية pdf كاملة : اضغط هنا (حتى الجزء الثاني)
رواية هوس متيم الحلقة الثالثة 3 كاملة مكتوبة بقلم الكاتبة فاطمة محمد
الحلقة الثالثة قيد الرفع الآن على الموقع
عُد لزيارتنا بعد قليل
اكتب في جوجل (مدونة يوتوبيا) وستجد الرواية كاملة داخل الموقع
واترك تعليق لنرسل إليك اشعارًا عِند صدور الحلقات الجديدة.