رواية أصحاب الظلال السوداء الفصل العاشر 10 بقلم روزان مصطفى
رواية أصحاب الظلال السوداء البارت العاشر
رواية أصحاب الظلال السوداء الفصل العاشر 10 بقلم روزان مصطفى |
رواية أصحاب الظلال السوداء الجزء العاشر
| 10|
" كانت حزينة تبكي بحرقة ، تلك العيون لمن كانت ؟ "
من سنين كتير فاتت
كانت قاعدة بتسرح خصلات شعرها السودا قدام المرايا ، مسكت قلم الكحل وحطت منه تحت جفونها
بدر بطفولية : اللون دا بيخليكي مرعبة
بصتله هي وقالت : قليل الأدب ، المفروض تقول ماما حلوة ، ماما جميلة مش تقول بتخوفي ! يلا روح خلص طبقك عشان تنام
بدر : طب ينفع أنزل ألعب مع العيال تحت ؟
سابت والدته قلم الكحل وهي بتعدل جلابيتها الضيقة وبتقول : لا في نوم مفيش لعب ، أبوك هيتاخر في الشغل إنهاردة ف لازم أتأكد إنك نمت ، يلا روح إغسل سنانك قبل ما تنام وبقية طبقك هتكمله بكرة
أخدته للحمام وهو معدي شاف واحد واقف برا من الشباك
امه لاحظت دا ف إتوترت وقفلت الشباك وهي بتقول : يلا يا حبيبي عشان ننام
بدر بغضب : بخاف مش عاوز أنام لوحدي
خبطت على صدرها وهي بتقول : يالهوي في راجل يقول بخاف ؟ لازم تتعود
بدر بحزن : بقولك خايف هو إنتي مش بتحبيني !
بصتله أمه بحنان وقالت وهي بتحضنه : أكيد بحبك ليه بتقول كدا ، أنا مقصرة أنا عارفة
بصت للشباك وبصت لإبنها وقالت : طب تعالى هنيمك أنا
خدته للأوضة وهي بتحطه في السرير وقعدته جمبه ، لمت شعرها على جمب وهي بتقوله : أحكيلك حكاية الشاطر حسن ؟ ولا أغنيلك
بدر بنعاس : لا غنيلي
أمه بإبتسامة : ماما زمانها جاية ، جاية بعد شوية جايبة لعب وحجات .. جايبة ..
* الوقت الحالي
بدر واقف يفتكر وبيغني بهمس وهو مدمع وباصص قدامه وبيقول : جايبة معاها شن شنطة ..
دموعه نزلت ف مسحهم وهو بيبص حواليه ، خد نفس عميق لحد ما جاله البواب وهو متبهدل تراب وبيقول : على ما فتحت الكابل بتاع الكهربا عشان ننور الشقة وقعت على وشي بس جبت اللمض يا سعادة البيه
بدر بخشونة : فلوسك أهي وزيادة كمان ، هات انا هركبهم
اخد الكيس من البواب ودخل الشقة ، سند موبايله وهو منور الكشاف على طرف الترابيزة القديمة ، بص ع الكراسي لقى لو وقف عليهم ممكن يتكسروا ، راح جايب كنبة قديمة ماسكة نفسها نوعاً ما ومن كتر التراب اللي عليها فضل يكُح لحد ما وقف عليهم ، مسك اللمبه وركبها وفضل يحرك فيها لحد ما نورت الشقة
نزل من على الكنبة وهو بيبص حواليه ، مفيش حاجة إتغيرت غير إن التراب غطى الصور المتعلقة .. قرب لصورة متعلقة ع الحيطة ومليانة تراب
خرج من جيبه منديل وفضل يمسح إزازها ، بدأت ملامح الناس في الصورة تظهر
والده واقف ووالدته قاعدة على كرسي ولابسه فستان إسود لامع وشايلة بدر على رجليها وبتضحك
إبتسم تلقائي وهو بيبص للصورة .. شالها من على الحيطة وحطها جمب الباب عشان ياخدها معاه
دخل أوضة أمه لقى جزمتها مرمية وقدييمة ومليانة تراب
مسك الجزمة وقعد يبص عليها
فقد أخر ذرة تماسك جواه وصرخ وهو بيقول : يا مامااااااا ، يا أميييي
* بيعيط زي الأطفال *
* في بيت بدر وكينان ، نص الليل
دخل بدر وهو ماسك كيس في ايده في برواز الصورة
كينان كان ممدد على الكنبة وباصص للتليفزيون بملل وسيا كانت بتلعب في شعرها وقاعدة جمبه
بدر بتعب : إنتوا لسه صاحيين ؟
سيا بفرحة إنه رجع : إتأخرت ليه يا بدر قلقتني
قفل الباب وراه وقال بتعب : كنت في مشوار بس
سيا : وإيه التراب اللي على هدومك دا إنت روحت فين ؟
بصلها بدر من غير ما يتكلم ، مد إيده ليها ف مسكت إيده
بدر : كينان قوم نام عشان الصبح خارجين
مسك كينان الريموت وطفى التليفزيون وهو بيقول : تمام يا زعيم
طلع بدر ومعاه سيا الأوضة
دخل وقال ببرود : هاخد شاور إستنيني متناميش
سيا بتدقيق : إنت كويس يا بدر ؟ في حاجة مضيقاك
قلع قميصه وهو بيتنفس بصعوبه وقال : متعمليش كدا
سيا بنظرة إستغراب : أعمل إيه أنا بس ..
سحبها من ظهرها بإيده جامد ليه ، وباسها بكل قوته كإنه بيطلع غضب اليوم وكل الذكريات السيئة دي فيها
بعد عنها فجأة وهو بياخد نفسه وقال : مخنوق ، مخنوق ومش عاوز اقربلك وأنا كدا ، ومش بعرف أتحكم في نفسي معاكي .. ببقى أضعف مخلوق لما بتكوني قدامي ، كل اللي عاوزة أنام في حضنك إنهاردة .. من غير حواجز .. من غير أي حاجة ممكن تبعدني عنك
حطت إيديها على شفايفها بألم وهي بتبصله بحُب
بصلها هو بنظرة حزينة فيها شوق وقال : عورتك ؟ أذيتك ؟ أنا أسف
غمض عينه وكمل : متستاهليش غير إنك .. تتشالي فوق الراس
جريت عليه وإتعلقت في رقبته وحضنته وهي بتعيط وبتقول : مش عارفة مالك صوتك مكسور ونبرتك حزينة ، إنت سندي متعودتش عليك تعبان كدا
شالها هو بدراع واحد وهو بيشم رقبتها ومغمض عينه وقال : هاخد شاور وأجيلك ، أنا غرقان تراب
نزل بدر تحت المياه وهو بيفتكر ملامح أمه بشكل باهت ، فجأة بتظهر ملامح سيا في مخيلته ف بيفتح عينه وبيتنهد
أول حرف من إسمها مرسوم على ظهره ، بيحب يبصلها .. الأمان اللي مفتقده من سنين ومخليه شخص سيء فجأة بقى بين إيديه ، متخيل ملامح شخص قادرة تخليك مطمن إزاي ؟
خلص شاور وخرج لقى سيا قاعدة على السرير
قربلها وفتح إيديها ودفن راسه في حضنها وهو بيقول : أول ست شوفتها في حياتي كانت أمي ، فاكر
ملامحها بس مش أوي ، بتظهرلي صورتها مشوشة ، خصلات شعر سودا وطويلة وناعمة .. وبشرة بيضا وصوت عالي
بتختفي صورتها وتظهر صورتك إنتي
إتعدل وهو بيقرب لوشها وبيبص لعينيها وبيقول : نفسي بيتقطع أول ما ملامحك دي بتيجي في مخي
بتلمس هي وشه بحنان ف بيكمل وبيقول : لو أنا في إجتماع وسط أكبر مجموعة مافيا وبعيد عنك بمسافة طويلة وجيتي في بالي في وسط القعدة تركيزي بيروح وبفقده تماماً ، لو أعرف إن الحب بيضعف مكنتش حبيتك بس مفيش أي حل قدامي غير إني أحبك
قربلها وباس رقبتها وقال : ببقى مع العالم اللي برا دا كله زفت ، وأقسى شخص ممكن تشوفيه وباجي هنا بتوه في تفاصيلك
نزل التيشيرت بتاعها من ناحية كتفها وباس كتفها وقال : إسم بدر الكابر اللي بيهز رجالة طول بعرض لما بيطلع من شفايفك بيجبلي رعشة
بيقربلها ف سيا بتقول : إنت شارب حاجة ؟
بدر وبينه وبينها مسافة قليلة جداً : شاربك ♡
* صباح تاني يوم
نزل كينان وهو لابس تيشيرت إسود نص كُم وبنطلون إسود لقى بدر بيشرب قهوة ولابس زيه بالظبط
بدر بسخرية : سعيكم مشكور يا كينان بيه
ضحك كينان ضحكة قصيرة وقال : رأيي بلاش نخرج عشان التحقيق مفتوح وهيقولوا مش زعلان على مراته
بدر ببرود : كبر دماغك إحنا رايحين نتغدى ، أنا فاصل من الشغل ومش ناقص وجع دماغ من حد
نزلت سيا وهي لابسة فستان إسود تحت الركبة وكوتشي أبيض اول ما شافتهم قالت : يا ساتر على مناظرنا ، طالعين من عزا بجد
بدر وهو بيشرب قهوته : معرفش إنه هيلبس زيي أصلاً أنا لقيته لابس كدا ، إيه اللي أنتي لبساه دا !
سيا بتبص لجسمها : ماله ! فستان !
بدر من غير ما يبصلها عشان ميضعفش : يتقلع ، فخادك باينة
سيا بتريقة : إسمها رجليكي على فكرة
هو بيقلد محمد سعد : أيووة نسيب المصيبة الكبيرة ونمسك في رجليكي ولا في فخادك ، إطلعي غيريه !
سيا ببرطمة : مش فاهمة ألبسهم فين يعني
بدر بصوت عالي وهي طالعة : ما الحجات دي تتلبس ليا مش للناس كلها ، أخدهم أفرجهم على جمالك ولا إيه !
غيرت هدومها ولبست فستان طويل ونظارة شمس
قعد كينان في الكنبة اللي ورا وسيا قعدت جمب بدر وهي بتلبس الدبلة في إيديها كويس عشان متوقعش
كينان بتعب : إنت فوت اليوتيرن يا زعيم ، كان المفروض تدخل أول يمين
بدر بيبصله في المرايا : مخدتش بالي ، هلف تاني عادي
سيا بتساؤل : هو إحنا رايحين فين ؟
بدر بغموض : قولتلك هناكل برا
سيا : أيوة يعني فين ؟
بدر بيبص لكينان في المرايا وهو بيبتسم وبيقول مفاجأة
سيا فهمت إن المفاجأة لكينان بس معرفتش إيه هي
كينان بيبص من الشباك وبيقول : دا مش طريق المطعم
بدر بهدوء : عارف
وصلوا للمنطقة ف كينان نزل وهو بيقفل الباب وبيبص للبيت اللي قدامه ، ملامحه إتغيرت .. بص للبيت بحزن ونفور .. وغضب !
قال لبدر بعتاب : جبتنا هنا ليه يا زعيم ؟
بدر ببرود : أنا اللي كلمتها وحكيتلها إنك محتاج تشوفها وهي ممانعتش
كينان بعصبية : مش عاوز أشوفها ! مش عاوزها تشوفني ، دول رموني ومهمش حد فيهم أنا عايش إزاي !!! دي ست أنانية ومينفعش تكون أم !
سيا فهمت إن دا بيت مامة كينان ف قالت بهدوء : هي أكيد ندمانة ، أكيد نفسها تشوفك إديها فرصة
إداهم كينان ظهره وقال بغضب : مش عاوز ، أنا ماشي
كينااان
صوت مامته خلاه يوقف ، إتنفس بسرعة وهو بيلف وبيبص ليها
فتحت إيديها ليه زي ما كانت بتعمل معاه وهو طفل ، تفتح إيديها ف يجري يحضنها
كانت هي هي أمه متغيرتش ، شوية خطوط في الوش والإيد بدأت تظهر وكام خصلة بيضا
لف كينان وبصلها وبص لإيديها المفتوحة ، مزهقتش هي ونزلتهم كانت على يقين إن غريزة طفولته هتغلبه ، وقد كان
جري كينان وهو بيفتح إيده وبيحضن مامته
لفت إيديها عليه وهي بتطبطب عليه بإبتسامة
وبدر كان واقف جمب سيا بيبصلهم بحرمان فظيع ، لاحظت سيا دا ، ف مسكت إيديه ورفعتها لشفايفها وباستها ، وبصتله بصة فيما معناه " أنا كل حاجة ليك ، حبيبتك . مراتك .. أمك لو إحتاجت "
شد على إيديها جامد وشبك صوابع إيده في إيديها
( يظل المرء بحاجة لامه حتى لو تخطى عمره الخمسون عام ، الطفل بداخله يحتاجها حتى ولو كانت مخلوق بشع ولكنها في النهاية .. أمه )
عربية بتراقبهم من بعيد وقاعد واحد فيها زي بودي جارد بيتكلم في الفون وبيقول : هو حالياً تقريباً كدا عند أمه يا باشا ، بدر ومراته معاه اه
توفيق بحقد : النفس اللي بيتنفسوه عاوز أعرفه ، متتحركش في حتة غير وراهم وإياك ياخدوا بالهم
* برواز في صورة سونيا جمب توفيق بيبص عليه وهو بيتكلم * :))
يتبع ...
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أصحاب الظلال السوداء)
يجب أن تكتب تعليق أولًا كي تظهر لك الحلقة.