رواية عروس من باريس الفصل الرابع 4 بقلم سارة علي
رواية عروس من باريس البارت الرابع
رواية عروس من باريس الفصل الرابع 4 بقلم سارة علي |
رواية عروس من باريس الجزء الرابع
الفصل الرابع
هبط ادهم الى الطابق السفلي ليجد نور في وجهه والتي سألته بتعجب :
" انت مش قلت انك تعبان وهتنام ..؟!"
ابتسم وقال كاذبا :
" كنت هنام بس معرفتش .. جعان جدا ..العشا جاهز ولا لسه .."
" ثواني اقول للخدامة تحضره .."
قالتها نور وهي تتجه نحو المطبخ بينما اتجه ادهم لصالة الجلوس ليجد ليديا تتحدث مع حسام ومصطفى ينظر اليها وابتسامة بلهاء على وجهه ..
جلس ادهم بجانب مصطفى يستمع الى حوار ليديا مع حسام ثم انتبه الى اخيه فقال له بضيق :
" شيل ابتسامتك الهبلة دي عشان شكلك مسخرة اووي .."
التفت اليه مصطفى للحظات ثم عاد ببصره نحو ليديا وحسام وقال بجدية :
" ايه رأيك فالقنبلة الموقوتة دي ..؟!"
رمقه ادهم بنظرات حانقة وقال :
" مصطفى .. لسانك ده يتلم واسلوبك يتغير .."
ضيق مصطفى عينيه قائلا بضيق :
" مالك بتكلمني زي ماما فريال .. "
رد ادهم بجمود :
" مصطفى .."
اختفت ابتسامة مصطفى الذي اومأ برأسه وقال بضجر :
" حاضر حاضر .."
انتبه حسام الى حديثهما الخافت فسألهما :
" ايه مالكم ..؟! بتتكلموا بصوت واطي كده ليه ..؟!"
رد مصطفى بجدية :
" ادهم كالعادة بينبهني عالمذاكرة والثانوية .."
ثم اكمل وهو يشير لليديا:
" اصل ثانوية عامة .. وهدخل الجامعة قريب .."
ابتسمت ليديا وقالت :
" بجد .. حلو اووي .."
ابتسم مصطفى بسعادة بينما سألها ادهم بإهتمام :
" انتي جيتي مصر امتى يا ليديا ..؟!"
ردت ليديا بجدية :
" امبارح .."
ابتسم ادهم وسألها عن قلادة الصليب :
" حلو الصليب اللي لابساه .. بس لابساه ليه وانتي مسلمة ..؟!"
ردت ليديا بثقة :
" انا مسيحية مش مسلمة .."
فرغ ادهم فاهه وقال :
" ازاي ..؟! انتي مصرية مسلمة مينفعش تكون مسيحية اصلا .."
تغضن جبين ليديا بضيق شعر به ادهم بينما لسانها قال :
" الدين مش بالولادة .. الدين بالاختيار .."
نظر ادهم الى حسام الذي ابتسم رغما عنه بمعنى انها احرجته بينما اخفى ادهم غيظه وقال بهدوء :
" طبعا .. الدين فعلا بالاختيار .. بس يا ترى انتي كان قدامك فرصة تعرفي الدينين وتختاري بينهم ..؟! ولا انتي عشان مامتك كانت مسيحية فقررتي تبقي زيها ..؟!"
همس له مصطفى بتهكم :
" لا برافو يا شيخ ادهم .. اللي يشوفك وانت بتتكلم بيقول انك مش بتفوت صلاة .."
رمقه ادهم بنظرة اخرسته بينما قالت ليديا بهدوء :
"لا مخترتش بينهم .. انا اعتنقت المسيحية من وانا طفلة .. بس لازم تعرف انوا محدش اجبرني .. انا اعتنقته بكامل ارادتي ... وكمان متمسكة بيه جدا .. انا مش حابة ادخل معاك بنقاش ملوش فايدة .. لانوا كل واحد شايف دينه هو الصحيح .. فالافضل اننا نحترم ديانات بعض ومنتكلمش فالموضوع ده اصلا .."
كانت تتحدث بلكنتها المتقطعة الغير صحيحة .. ازداد اعجاب ادهم بها فالفتاة تبدو واعية ومثقفة وذات شخصية قوية وليست مجرد وجه جميل يجذب الانظار ..
منحها ابتسامة خافتك بادلته اياها لينقل حسام نظره بين الاثنين وهو يشعر بثمة شيء ما بينهما سوف يحدث من الايام المقبلة ليهمس بلا وعي :
" وقعتك سودة يا ادهم .. دي عليا تدبحك .."
اقتربت فريال منهم وقالت :
" العشا جاهز .. يلا اتفضلوا لأوضة الطعام .."
نهض الجميع متجهين لغرفة الطعام حيث وجدا سليم مترأسًا المادة ويتحدث مع والدته التي تجلس بجانبه ..
توقفا عن حديثهما حينما وجدا الجميع يتقدم لتقول فريال لليديا مشيرة الى احد الكراسي :
" اقعدي هنا حبيبتي .."
جلست ليديا بخجل ليسارع مصطفى ويجلس بجانبها تحت انظار ادهم وحسام المتهكمة ..
نظرت ليديا الى اصناف الطعام الكثيرة بدهشة واستغربت هذا الكم الهائل من الاطعمة .. تذكرت نفسها في فرنسا فهي لم تكن تتناول العشاء بل تكتفي بقطعة فاكهة ليس لانها لا تستطيع شراء العشاء ولكنها عودت نفسها على تناول ماهو قليل وصحي كي تحافظ على صحتها ورشاقة جسدها ايضا ..
نظرت ليديا الى الطعام بتردد وهي تعرف جيدا ان معدتها لن تتحمل هذا الطعام الدسم لكن عليها ان تتناول القليل منه منعا للاحراج ..
نظرت اليها نور والتي كانت تجلس على جانبها من الجهة الاخرى فهتفت بها :
" شكلك محتارة ومش عارفة اصناف الاكل دي .."
ابتسمت ليديا وأومأت برأسها لتقول جميلة :
" دي اصناف كلها مصرية .. كليها يا حبيبتي وهتعجبك .."
قالت ليديا :
" اكيد هتعجبني .."
وضعت نور امامها عدة ملاعق من اكثر من صنف حتى اوقفتها ليديا بإستيحاء :
" كفاية ده كتير .. ميرسي يا نور .."
ثم بدأت تتذوق لقيمات صغيرة من الطعام لتجده لذيذا بالفعل ..
كانت تأكل ببطأ شديد بينما الجميع يتناول طعامه بصمت .. كان الجو جديدا على ليديا التي لم تحض بجو عائلي كهذا من قبل ..
توقفت ليديا عن تناول الطعام عندما شعرت بالشبع لتسألها فريال بتعجب :
" مش بتاكلي ليه يا ليديا ..؟!"
ابتسمت ليديا وهي تجيب :
" شبعت .."
قالت نور بتعجب :
" شبعتي ازاي ..؟! انتي مكلتيش ربع الطبق .."
سألتها فريال بجدية :
" الاكل مش عاجبك .. تحبي اخليهم يبطخولك حاجة تانية .."
نظر ادهم اها بتركيز بينما اجابت هي بخجل :
" بالعكس طعمه حلو اوي بس انا مش متعودة اكل بالليل .. يعني بالعادة مش بتعشا .."
قال سليم بجدية :
" لا يا حبيبتي لازم تعودي نفسك تتعشي كل يوم معانا .. "
أومأت ليديا برأسها وهي تبتسم بخفوت بينما همس حسام لادهم الجالس بجانبه :
" ابعد عينيك عنها وركز فطبقك قبل محد ياخد باله .. انت مشلتش عينك من عليها طول العشا .."
ارتبك ادهم وهو ينظر الى حسام بتوتر قبل ان يعاود النظر الى طبقه ويتناول ما به بصمت ..
..........................................................................
في صباح اليوم التالي ..
كانت نور تجلس لوحدها في القصر تلعب مع اولادها بينما جميلة جدتها تقرأ القرأن في غرفتها وباقي العائلة خارج القصر ..
انتبهت لجرس الباب فنهضت لفتحه لتتفاجئ بعليا والتي دلفت الى الداخل وهي تقول :
" هاي نور .."
ردت نور بتعجب :
" اهلا عليا .."
دلفت عليا الى الداخل واخذت تتفحص المكان بعينيها لتسألها نور :
" بتدوري على حد يا عليا ..؟!"
سألتها عليا كاذبة :
" امال فين ماما فريال ..؟!"
قالت نور بتهكم :
" ماما .."
ثم اجابتها بجدية :
" راحت تزور خالتي .. وتيتة فأوضتها بتقرأ قرأن .. والباقي بره البيت مفيش غيري .."
سألتها عليا بفضول :
" والبنت الفرنساوية فين ..؟!"
ردت نور وقد تذكرت امرها :
" اه ليديا .. لسه نايمة .."
قالت عليا بقرف :
" ليديا .. اسمها مقرف .."
رفعت نور حاجبها بينما اكملت عليا :
" وكمان لسه نايمة .. هي فاكرة نفسها فأوتيل ولا ايه ..؟!"
" فيه ايه يا عليا مالك ..؟! داخلة عالبنت حامية كده ليه ..؟! تعبانه وجاية من سفر طويل فطبيعي تنام عشان ترتاح .."
رمقتها عليا بنظرات متهكمة دون رد لتجد ليديا تهبط درجات السلم بعد ثواني ..
اتجهت نحوهم بخطوات خجولة لترمقها عليا بنظرة مطولة مفصلة من رأسها حتى أخمص قدميها وقد جذبها فستانها البسيط للغاية والذي يبدو انه رخيصا ايضا ..
ابتسمت نور وقالت :
" صباح الخير يا ليديا .. كل ده نوم .."
ابتسمت ليديا بحرج وهي تتذكر الليلة الماضية حيث لم تستطع النوم بسبب الم معدتها الذي استمر طويلا ولم يختفي حتى الفجر بعد ان تقيأ جميع ما في جوفها ..
انتبهت الى نور التي اردفت :
" احضرلك الفطار ..؟!"
فقالت ليديا بسرعة :
" لا ميرسي مش عايزة .."
" مش تعرفيها عليا يا نور ..؟؟"
انتبهت نور اخيرا الى عليا فقالت معرفة عنها :
" عليا .. بنت عمك جمال .."
ابتسمت ليديا وقالت بعفوية :
" اهلا عليا .."
رفعت عليا حاجبها وهي تنظر الى نور التي تطلعت اليها بعدم فهم لتكمل بتهكم :
" وخطيبة ادهم .. بس نور دائما بتنسى الموضوع ده .."
ردت ليديا بنفس الابتسامة :
" اهلا .."
همست عليا لنور :
" هي فهمت اني خطيبته ولا بتبتسم كده وخلاص .."
اجابتها نور بملل :
" اكيد فهمت .."
حملت عليا حقيبتها وقالت :
" طب اروح انا دلوقتي .. عشان اتاخرت .."
قالت لها نور بنبرة ذات مغزى :
" ده انتي يادوب لسة واصلة.. عايزة تروحي .. ولا خلاص اللي جيتي عشانه شفتيه .."
لم تجبها بل شمخت برأسها وهي تتجه خارج القصر تحت انظار نور المتهكمة وليديا التي لم تفهم اي شيء من حديثهما ..
.......................................................................
كانت عليا تجلس امام ادهم الذي يقرأ في احد الملفات المهمة وهي تتحدث في شتى المواضيع المختلفة بينما الاخير لم ينتبه اليها ابدا حتى وجدها تقول فجأة :
" بس البنت الفرنساوية دي شكلها مش سهل خالص .."
قال ادهم فجأة بعدما رفع عينيه من على الملف :
" مين ..؟! ليديا ..؟! ليه بتقولي كده ..؟!"
رفعت عليا حاجبها وسألته :
" اشمعنا دلوقتي خدت بالك من كلامي .. منا قاعدة بقالي ساعة بتكلم وانت ولا هنا .."
رد ادهم محاولا تغيير الموضوع :
" مقلتليش .. انتي ايه اللي جابك ..؟!"
اجابته بحب :
" وحشتني قلت اجي اشوفك .. وكمان زهقانة موت يا ادهم وانت مش بتخرجني خالص .."
تنهد ادهم بضيق وقال :
" مشغولة يا عليا .. الشركة كلها فوق دماغي .."
ثم اكمل وقد لمعت فكرة في رأسه :
" انتي مش بتفكري تشتغلي ليه ..؟! اهو عالاقل تشغلي وقتك .."
قالت عليا بعدم تصديق :
" انا اشتغل ..؟! من امتى بنات السيوفي بيشتغلوا يا ادهم ..؟! طول عمرنا بنقعد زي الهوانم والناس بيخدمونا .. شغل ايه اللي عايزني اشتغله ..؟! هو انا محتاجة الشغل فايه مثلا ..؟!"
قاطعها بملل :
" خلاص خلاص .. كلمه واتقالت .. مش هتخليها حكاية .. انا اسف يا انسة عليا السيوفي .."
قالت عليا بضيق :
" انت مش عاجبك كلامي .."
رد ادهم ببرود :
" لا عاجبني وعاجبني اوي كمان .."
" المهم .. مقلتليش ايه رأيك فالبنت الفرنساوية ..؟!"
قاطعها ادهم بضيق :
" اولا اسمها ليديا .. ثانيا انتي مركزة معاها ليه ..؟!"
قالت عليا بجمود :
" وانا هركز ليه ..؟! ده انا مش شايفاها اصلا .. كل الفكرة انوا بنت زي دي وجودها غلط فالعيله .."
سألها ادهم بتعجب :
" غلط ليه ان شاءالله ..؟!"
قالت عليا بهدوء :
" عشان هي تربية خواجات .. وانت عارف الاجانب وطباعهم .. احنه طول عمرنا عيلة محترمة ولينا اسمها ومركزنا .. مش هتجي بنت صايعة زيها تتحسب عليها .."
صاح ادهم بها فجأة :
" متحاسبي على كلامك يا عليا .. دي بنت عمك .. ازاي تقولي عليها انها صايعة ..؟!"
ارتبكت عليا قليلا قبل ان تقول بجدية :
" مش قصدي .. قصدي انها اكيد زيها زي اي بنت اجنبية .. عايشة حياة مختلفة كلها علاقات وشرب وسهر .."
ثم اكملت بخبث :
" مانت عارف يا ادهم .. الاجنبيات دول كل يوم تلاقيهم مع شاب جديد غير الشرب والسهر .."
" لا طبعا ليديا مختلفة .."
قالها ادهم مبررا لتضحك عليا رغم غيظها وتقول بنفس الخبث :
" انت بتهزر يا ادهم ..؟! وحدة عندها خمسة وعشرين سنة .. مولودة وعايشة ففرنسا .. الله اعلم عرفت كام واحد قبل كده ونامت مع كم واحد قبل كده .."
ثم اردفت بمكر :
" على فكرة ده مش ذنبها .. هي اتولدت فبلد نظامه كده .. مانت عارف النظام فاوروبا .. البنت اللي متنامش ما واحد بعد سن العشرين تبقى مش طبيعية .."
اندلع الغضب داخل قلب ادهم وقد بدأ يتخيل ليديا وهي علاقة مع عدد كثير من الشباب مثلها مثل اي فتاة اوروبية .. شعر بالاختناق الشديد والرغبة في تحطيم رأي احدهم .. ملامحه تشنجت بالكامل فأشار الى عليا بجمود :
" انا عندي اجتماع بره الشركة ولازم اخرج حالا .."
ثم حمل مفاتيح سيارته واتجه خارج الشركة غير ابه بنداء عليا له ..
ركب سيارته وقادها عائدا الى المنزل ..
اوقف سيارته امام باب القصر ثم حمل هاتفه واجرى الاتصال باحد رجاله المقربين في الشركة ..
" ايوه يا عامر .. ازيك ..؟! بقولك انا هديك اسم بنت .. هي كانت عايشة ففرنسا وجت من يومين هنا فمصر .. عايزك تجيبلي تاريخ حياتها بالكامل من اول ما اتولدت .. وتعرفني نظامها ايه ..؟! يعني اخلاقها وكده ..."
اومأ ادهم برأسه وهو يستمع الى كلام عامر الذي قال بجدية :
" انت تؤمر يا بيه .. بس ده هياخد وقت شوية .. عشان هي ففرنسا مش فمصر ..قولي اسمها ايه ..؟!"
رد ادهم بجدية :
" ليديا كمال السيوفي .. بس هي متسجلة هناك باسم تاني هبقى ابعتهولك مع العنوان بتاعها .. هحاول ابعته الليلة .. تمام يا عامر .."
ثم اغلق الهاتف وكلام عليا يرن في عقله بضيق وهي يتخيل ليديا في اوضاع مشبوهة كهذا فيشعر بإختناق اكبر ..
.....................................................................
دلف ادهم الى القصر وهو لا يرى امامه ليتفاجئ بليديا تقف في الحديقة تنظر الى احدى ورودها ..
اختفى غضبه تماما وهو يراقبها بإهتمام قبل ان يتقدم نحوها بخطوات هادئة ويقف خلفها محاولا استنشاق رائحتها الهادئة التي أسرته من اول مرة ..
شعرت ليديا بوجود احدهم خلفها بعد ان كانت شاردة تماما وهي تتأمل الوردة لتلتفت فتشهق بفزع ليبتسم ادهم وهو يقول :
" مالك خفتي كده ليه ..؟! شفتي عفريت .."
ابتسمت ليديا بخجل ثم سألته بعدم فهم :
" يعني ايه عفريت ..؟!"
اجابها بجدية :
" مش مهم .. المهم انتي واقفة هنا ليه ومش قاعدة جوه مع نور وماما وتيتة ..؟!"
اجابته ليديا :
" زهقت فقلت اتمشى فالجنينة شوية واشم الهوا.. المكان حلو اوي والورد يجنن .."
" بتحبي الورد انتي ..؟!"
أومأت برأسها وهي تجيبه بينما تلمس الوردة البيضاء برقة :
" جدا .. الورد ده احلى حاجة فالدنيا .."
نظر اليها قليلا قبل ان يسألها فجأة بلا مقدمات :
" هو انتي مرتبطة ..؟!"
رمقته بعدم فهم وقالت :
" مش فاهمة .."
كرر سؤاله بوضوح اكبر :
" يعني مرتبطة بشاب ..؟!"
ابتسمت ليديا وهي تجيبه :
" لا مش مرتبطة .."
ابتسم ادهم واكمل :
" ولا كنتي مرتبطة قبل كده ..؟!"
هزت رأسها نفيا وقالت :
" ولا قبل كده .."
سألها ادهم محاولا ان يسرق الكلام منها :
" غريبة يعني ..؟! بنت جميلة ورقيقة زيك .. عندها خمسة وعشرين سنة .. مرتبطتش ليه ..؟!"
ردت ليديا بعفويتها المعتادة :
" مكانش عندي وقت .."
" مش فاهم .."
قالها ادهم بإستغراب لترد ليديا بصدق :
" وقتي كله كان فالشغل .. كنت بشتغل طول اليوم عشان اصرف على نفسي واجيب علاج ماما .. فملقتش وقت للارتباط .."
سألها ادهم بعدم تصديق :
" يعني عمرك ما ارتبطتي ولا حبيتي ولا عملتي اي حاجة من دول .."
تطلعت ليديا اليه مستغربة اسئلته تلك الا انها اجابت بصدق :
" لا ابدا .."
تنهد ادهم بإرتياح وقال بإبتسامة سعيدة :
" انا كنت متأكدة انك لا يمكن تكوني كده .."
ثم انتبه الى الوردة التي تنظر اليها ليديا فسألها :
" عجباكي .."
انحنت صوبها وشمتها وقالت :
" جميلة اوي وريحتها حلوة .."
قطفها ادهم من مكانها فتفاجئت ليديا به يضعها خلف اذنها بعدما ازاح خصلات قليلة من شعرها ثم هتف وهو يتأملها مليا :
" كده احلى بكتير .. "
اخفضت ليديا عينيها بخجل بينما ابتسم ادهم وهو يتابع خجلها غافلا عن تلك التي كانت تنظر اليهما من بعيد وصدمت مما رأته ..
يتبع
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية عروس من باريس)