رواية إنتقام عاشق الفصل الأول 1 بقلم سامية صابر
رواية إنتقام عاشق البارت الأول
رواية إنتقام عاشق الفصل الأول 1 بقلم سامية صابر |
رواية إنتقام عاشق الجزء الأول
الفصل الأول _ إنتقام عاشِقْ.
__
ضمت نفسها إليها وهي ترتعش بقوة وخوف وتنظُر بذعُر لِملابسها المُقطّعه حولها وجسدها الذي ينزف الدماء وجهها الذي امتلأت الكدمات بهِ، يليله شعرها الذي في حالة فوضاوية سيئة .. رفعت نظرها تنظر اليه بخوف وترتعش بقوة ، ليبصق هو عليها بغضب قائلا
=مرا مقرفة بصحيح... قومي اخلصي جهزي ليا لقمة اكل كتك ستين نيلة.
ثم خرج وهو يشعل سيجارته خارج الغرفة بينما بدأت هي تبكي أكثر وأكثر.. هذا الشنيع زوجها يُدَّعي " سلامة " ، كانت آسيل تعيش بمفردها بعد وفاة والدها ووالدتها في منزل عمها وليتخلص منها عمها بسهولة ويستولي على الورث قام بتزويجها من شخص لا تحبه ولا تطيقه قط .. ولكنها كانت تحب حينها شخص آخر هددها بقتله وكاد يفعل ذالك الا انها وافقت وتخلت عن حبها لحماية هذا الشخص من الأذي..
دخلت حينها لسجن كبير شخص يضربها بإستمرار .. يغتصبها مرارًا وتكرارًا بدون رغبة منها وهي ضعيفة مسلوبة ارادتها لا يوجد حل لديها..
ظلت تبكي وهي لا تقوي على النهوض اطلاقا ثم غفت بأرق مكانها وحالتها تُصعب على الكافِر ..
_____
في صباح اليوم التالي .
توقفت السيارة ذات اللون الأبيض أمام إحدي الكافيهات لتفوق آسيل من ذاكرتها في الماضي وآلالامه كالعادة الماضي شاغل تفكيرها.. جذبت أكمام البلوزة على يديها حتي تخفي الكدمات الموجودة فيها .
ثُم أخرجت تنهيدة عميقة وهبطت من السيارة عابرة الطريق بشرود ودلفت الى الداخل ، ثم جلست على طاولة خاصة بها وبأصدقائها ..
بعد قليل ، دلفت سارة مع آيات إليها وهم يضحكون قالت آيات وهي تداعبها
=جميلتنا عاملة ايه النهاردة.
هزت رأسها بهدوء مع ابتسامة شاحبة ، جلست سارة بجانبها ثم قالت وهي تجز على أسنانها
=الكلب دا ضربك تاني..
بدأت الدموع تتجمع في مقلتيها بقهر فقالت سارة بغضب
=اوف .. حد بس يسبني عليه كل دروس المصارعة والكارتية اللى خدتها في حياتي هطلعها على جثة أمه .. مش عارفة ايه مصبرك على القرف والجوازة دي... متتطلقي..
=صعب .. لانه مينفعش اطلق منه ماليش حد استند عليه، عارفة عمي وصرامته، بعد ما جوزنى وخد ورث ابويا وورثي .. هيسبني أطلق علشان اقاسمه فيه طبعا لاء.. الضعيف مالوش حيلة في الزمن دا غير انه يعيط زي كدا، كان عايز كالعادة يقرب مني رفضت كالعادة قام نازل فيا ضرب .. جسمي خلاص بقا أزرق مفيش حته فيه سليمة أنا تعبت والله ..
بدأت تنتحب أكثر لتربط على كتفها آيات بحزن قائلة
=ايه الرجالة بنت الكلب دي ،كنت بحلم بقصة حلوة كل دا اتهد ايه دا فيه ناس معدومة الضمير كدا..
نطقت آسيل وهي تضغط على العُقد الموجود في رقبتها قائلة وهي مازالت تبكي
=كله علشان ظلمتك يا قاسم.. غصب عني والله كله كان غصب عني وخارج ارادتي .. بس أعرف اني لسه بحبك وعايزاك...
نطقت سارة بتنهيدة حارة
=كلنا جنبك متزعليش وانسي اي وجع اصلا قاسم زمانه اتجوز وخلف ونسيكي دا عدي بتاع أربع سنين .
=الحب الاول في حياة الانسان مش بيتنسي.. عمري ما هنسي قاسم مهما مرت أيام عليّا .. حتى لو هو نسي زي ما بتقولي .
قالت آيات بضيق
=خلاص كفاية نكد وكلام في الماضي.. انا هروح الشغل مش رايحة شغلك ولا ايه يا آسيل ..
=المفروض اروح اشوف اخر التعديلات مع المهندسين ..
تابعو آيات بتساؤل
=وانتِ يا أبلة سارة مش ناوية تشتغلي حاجة ف مجالك ولا ايه ؟
= دلوقتي الكافية دا حياتي .. وأديني بدور لحد ما قلاقي حاجة كويسة في مجالي .
فتحت آيات الهاتف ثم قالت
=يالهوي ع الفرحة مدير شركتي راجع وبكدا تبدأ قصة حبي بالمدير وان شاء الله نتجوز ، قومي يا بت قصة حبي هتبدأ دلوقتي ..
ضحكت سارة بقوة مُتساءِلة
=عندك خطة؟
=هوقع عليه القهوة وأهزقه وبعدين نبدأ نحب بعض خليكي قاعدة زي قرد قطع انتِ ...
جذبت آسيل من يديها عنوة لتضحك سارة بقوة عليهم ثم قالت
=نتقابل بليل يا شوية مجانين ..
ثم نهضت بحماس لتذهب الى عملها الخاص بها في إحدي الكافيهات المشهورة .
في الخارج قالت آيات بتعب
=لسه ساعة على ما التقي بزوجي قرة عيني
=يا آيات فوقي الكلام دا مسلسلات روايات انما انا هنا عايشة واقع مهبب وهي دي الحقيقة المطلقة الراجل مش حنين وكويس وحبوب زي ما بيبان دا قاسي وحقير وبيذل ويعبُد الواحدة ويشتري ويبيع فيها زي ماهو عايز لمجرد انها ضعيفة.
=متحطميش احلامي يا ستي الله ! هي الاحلام كانت بفلوس يعني ! سيبيني احلم وانسي واقع الرجالة المهبب دا
استقلوا حافلة ثم ظلت آيات تحكي عن احلامها الوردية عن فتي أحلامها..
_____
على الطريق العام ، كانت هناك سيارتان خلف بعض الاولي يقود بها حُسام بجدية وهو يركز على الطريق بينما في المقعد الخلفي يجلس نديم وهو يضع قدمًا فوق الاخري قائلا بتسلية وهو يستمع لاحدي اغانية الراب
=وصلنا ولا لسه يا حُس
=لسه يا عم نديم .. قرَّبنا نوصل ..
=والله ما هيوحشني في بلد الاجانب الا المزز تفتكر مزز مصر حلوين ولا زي ما هما ؟
=استغفر الله كل همك الستات، يابني ركز في حاجات تانية أهم..
=لحد دلوقتي مفيش أهم منهم.. بس معروفة الست المصرية نكدية الله يعينا ونلاقي حاجات حلوة.
=ربنا يوقعك في واحدة نكدية ، تعلمك الادب .
=ياعم اسكت فال الله ولا فالك.
هز حسام رأسه بيأس ف لا سبيل لتغيير صديقه نديم زير النساء هذا ..
رفع نظره لصوره زوجته المتوفيه قريبا ملس عليها في حنان واخذهُ عقله لمواقف جميلة بينهم ..
بينما في السيارة التي خلفهم يجلس قاسم يضع قدم فوق الاخري نظاراته السوداء فوق رأسه عينيه ثاقبة تركز في الاوراق التي امامه بقوة ، العمل نسبتًا له رقم واحد.. من اليوم الذي طُرِد هو وأخيه ووالدته من الحاره وبقوا بلا منزل بلا مال بلا أي شيء..
كان يسكن في منزل عم آسيل بعدما تقدم لِخُطِبتها أكثر من مرة رفضوه ثم طردوه هو وعائلته من المنزل بكُل قسوة وبقوا في الشوارع ..
سعي وتخطي الكثير والكثير واجهة المصاعب في كل شيء ، ذاق مرارة الذل والحرمان ومع اصراره استطاع ان يسافر وعاد وهو بالفعل رقم واحد في مجال الهندسة المعمارية، يمتلك العديد من المال، النفوذ، السلطة، القوة ، كُل شيء فيما الحُب، لكنه الان ليس مستعد أن يخسر شيئًا على الإطلاق مُقابل المشاعر والحُب .. تحوّل من عاشق مُحب لمُنتقِم كاره.
الحياة كفيلة تُغيرّك من الأحسن لأسوء الاسوء
نظر بعينيه لشوارع القاهرة التي تركها منذُ سنتين ونصف تقريبًا ولم تأتي في مُخيلته سوي آسيل! حُبه الأول ومعذبته الاولي .. ك مصر هيّ لا يجب ان تُحَب من غيرُه، اظلمت عيناهُ وهو مُقسم أول شيء سيفعله .. اذاقتها مرارة العذاب والحرمان التي ذاقها تعذيبها والانتقام منها بما يستطيع فهو في خياله هي باعته مُقابل المال وفقط ..
توقفت السيارة فجأة امام إحدي الشركات لكنه لم ينزل جاء اليه حسام وخلفه يقف نديم قال حسام وهو يقترب منه من خلال نافذة السيارة
=مش ناوي تنزل يا قاسم .. النهاردة اول يوم في الشركة لازم على الاقل تشوف التعديلات الجديدة وتديني رأيك فيها
=انت عارف انا عايز ايه كويس، اهتم انت واتعرف ولو فيه حاجة ناقصة كلمني، لازم أروح دلوقتي الارض الجديدة اشوف اخر التعديلات بعدين هبقي أشوفكم..
=خلاص تمام سلام.
انطلقت سيارة قاسم مرة اخري بينما التفت حسام الي نديم قائلا
=هتدخل معايا ؟
=لاء مش عايز مش اول ما انزل على الشغل كدا ، انا رايح الف شوية اشرب حاجة .. سلام يا حُس.
تنهد حُسام بهدوء ثم قال
=استعنا على الشقاء بالله .
دلف بهدوء ينظر لكل مكان برفق ، بينما هي ما أن رأته قالت بحماس
=اكيد دا مديرنا الكبير ..يالا يا آيات قصة حُبك هتبدأ دلوقتي .
ركضت بسرعة وهي تحمل كوب من القهوة لتصطدم بحُسام فجأة وتقع القهوة عليه ..
امسك قميصه بسرعة وهو يبعده عنه جسده ف القهوة ساخنة بينما هى وضعت يديها على يديها ثم قالت بإصطناع
=مش تحاسب !
=نعم حضرتك اللى خبطيني على فكرا ..
ضغطت على شفتيها قائلة في نفسها
=أتخانق تانى ولا كفاية ؟ أظن كفاية ممكن ابدأ ابقي لطيفة علشان يحبني..
قالت وهي تبربش بعينيها امامه
=طيب انا آسفة مخدتش بالي.
=لاء ولا يهمك خلاص حصل خير.
قالت في نفسها
= هلطف شوية كمان علشان شكله إتأثر
تابعت بصوت عالى
=بجد مشوفتكش ومن كُتر ما انا مستعجلة خبطت فيك.. آسفه .
=خلاص مفيش مشكلة
=طيب معلش هاته أنضفه
=لاء مالوش لازمة.
قالت بإصرار
=لاء لو سمحت دي اقل حاجة اقدر أعملها.
دلفت معهُ الى المرحاض ثم أخذت القميص تنظفه برفق وهو إرتدي واحد اخر ، ف الشركة بها مكان صغير يوجد به ملابس زائدة ، نظفته برفق ثم اعطته اياه قائلة
=اتفضل حضرتك أهو.. واسفة مرة تانية.
=ولا يهمك.
خرج من المكان بهدوء لتبتسم هي بهُيام قائلة
=الله .. اتأثر طلاق تلاته اتأثر ، ياما كُنت بحلم واللهِ اخبط ف واحد كدا وتبتدى قصة حُبنا مهو اكيد دي بداية قصة حُبنا بس لازم اعمل عنه تحريات برضك مش هتجوز أي حد..
نظرت لنفسها قليلا ثم قالت وهي تضغط على شفتيها
=بس جسمي.. لازم اعرف بيحب البنات التخينة ولا لاء .. واخيرًا هحبببب وأتجوووز المدير بتاااااعي ... الروايات مرحتش هدر .
ركضت للخارج وهي تقترب من الموظفين لتعرف كُل شيء عنه عن قُرّب.
____
دلف نديم الى أحد المقاهي وذهب كي يطِلُب عصير وقف امام فتاة جميلة رقيقة ، فقال وهو يحاول ان يجذبها اليه
=هو القمر بيطلع بليل ولا الصُبح؟
التفتت لهُ سارة بضيق فهي تكره تلك الشخصيات جدا وخصوصا انه يغازل صديقتها، فقالت له بغضب
=حضرتك هنا مكان مُحترم!
=نعم هو حد كلمك اصلا انا بكلم التانية !!
=مهو انا عارفة انت اساسًا متتجرأش تتكلم معايا كُنت كسرتلك رقبتك
=لاء والله انا اصلا ميجيش ليا نفس اعاكس واحدة مالهاش شكل من منظر..
ضغطت على شفتيها بغضب قائلة
=والله انا هوريك اللى مالهاش شكل من منظر هتعمل في سعدتك إيه..
امسكت إحدي كوباية الازاز وضربت بهِ نديم على رأسه ثم انهالت عليه تُسدِد لهُ اللكمات بغل..
____
ارتدت الطاقية الهندسية حتى تحميها من الشمس وحرارته وتضع امامها خريطة تصميم العمارة على تلك الارض ، وأمسكت بقلمها تُعدِل بعض الاشياء المُهمة .. وهي تضغط على يديها التي تؤلمها بسبب ضرب سلامة لها ..
على الجانب الاخر هبط قاسم من سياراته وهُو يرتدي نظاراته الشمسيه وكذالك الجاكيت الخاص بهِ ثم قام بإلقاء التحية على أحد المُهندسين قائلا
=ايه الاخبار..
=كله تمام يا قاسم بيه هنبدأ في البُناء قريبًا.
=الخريطة فين..
=مع الباشِمُهندسة اللى واقفة هناك دي تقدر تروح تشوفها..
هز رأسه ببرود ثم ذهب اليها ، لتبدا هي ان تتحرك ولكن تعثرت قدمها وكادت تقع ولكن إحتوتها يد قاسم، لتفزع بقوه وتمسك فيه بسرعة ويقع الطاقية التي على رأسها ويخلع قاسم نظاراته لتتلاقي عينيهم بعد مُدة دامت سنوات ..
____
يُتبَّع.
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية إنتقام عاشق)