رواية مقتحمة غيرت حياتي الفصل الثلاثون 30 بقلم نورهان ناصر
رواية مقتحمة غيرت حياتي الفصل الثلاثون 30 بقلم نورهان ناصر |
رواية مقتحمة غيرت حياتي الفصل الثلاثون 30 بقلم نورهان ناصر
كانت تجلس إلي جوارها بأعين باكية وهي تتطلع إليها وتغشي عيناها الدموع ، نظرت إلي جسدها الذي أصبح ضئيل من شدة إعياءها وتعبها بينما كانت تركض أسماء علي فراش المشفي بإعياء شديد جسدها موصل بأجهزة استشعار نبضات القلب و نائمة في سكون تام منذ أكثر من أسبوع وهي علي تلك الحالة
تحدثت قدرية بدموع وهي تمسك بيدها : عارفه انتي الوحيدة اللي ملكيش ذنب في أي حاجه حصلت رغم كدة وقعتي انتي ضحية للانتقام كنتي دايما مطيعه ليا روحي يمين يا اسماء تروحي روحي شمال تروحي ومفيش علي لسانك غير حاضر يا خالتي ......صمتت قليلاً تبتلع الغصة التي تشكلت في حلقها .... لتكمل بدموع .....كنت بحس بيكي كل ليلة تدخلي اوضتي تبوسيني علي خدي وتغطيني كويس وانا .......انا ولا ........ مرة عاملتك بحنية ولا مرة حضنتك ولا مرة عاملتك كويس كنت دايما بضربك واهينك و اقولك امك بتكرهك كان قلبي قاسي عليكي أوي رغم ده كله عمرك ما اشتكيتي دايما علي وشك ابتسامه راضية رغم حزن عيونك بس مكنتيش بتبيني لحد حزنك وضعفك أنا اذيتك في شرفك وقولت عليكي كلام باطل وقذفتك بالباطل وطول عمري وانا بأذي فيكي وانتي ملكيش ذنب الكره ده اتولد جوايا من وقت ما بنتي ماتت وامك كانت السبب وقتها كانت حامل في دينا اختك انتقمت منها فيكي وفي اختك بس والله غصب عني أنا لسه مريضة محدش يعرف السر ده غيرك ....ايوه انا لسه مخفتش منها ......اعمل ايه مش بأيدي انا اللي جبت دكتور وخليته يقولكم اني شُفيت تماما من الانفصام علشان .......علشان ...أقدر اتجوز ابوكي ...و وانتقم من اختي ..... ......اجهشت في البكاء .....وهي تتابع بانتحاب بس الحقيقه اني لسه بعاني منها ... طب تعرفي يا اسماء في نفس الليلة اللي خرجتي فيها علشان تشوفي علا صاحبتك واللي المفروض انفذ فيها خطتي وقتها انا نزلت علشان اشوفك حتي استغربت وقتها إنك أول مرة تتاخري بره اوي كدة ........و ملقتكيش كان وقتها الأوان فات وانتي اختفيتي ساعتها دخلت اوضتي فضلت اعيط ودمعتي منشفتش و لما جه الصبح اتحولت لوحش تام يفتري علي لحمة ولقتني بقف في نص الشارع وبقول بعلو صوتي انك خاطية وجبتلنا العار .......توقفت عن استرسال الحديث عندما حركت أسماء يدها و تساقطت العبرات من عينيها دلالة علي انها تستمع لكل كلمه نطقت بها
قدرية بدموع : همشي أنا بقي اخاف لو بقيت اكتر من كدة تحضر واذيكي انا حبيتك والله .....عارفه مش هتصدقيني بس والله حقيقه انا لو في وعيي مش هعمل فيكي كدة انا اصلا مش قادرة اصدق إني كنت هموتك ....... انا اسفه يابنتي علي كل حاجه عملتها سامحيني بس حزني علي بنتي وحقدي وقسوة قلبي مع تأثير السلبي للانفصام كل ده اثر معايا وخلي الشخصية التانيه تسيطر عليا لدرجة لغت شخصية قدرية الحنونه تلاقيكي .....مستغربه صح خالتك قدرية وحنونه مش لايقه صح ...كان زمان يا اسماء مفيش احن ولا اطيب من قلبي بس مع مرضي اللي كبر معايا أثر عليا خالص وبقيت اقسي من الحجر وكرهي وحقدي وكسرة نفسي اني مش هخلف تأتي كل ده شجع شخصية التانيه وملاها بالشر والحقد وخلاني أذل اختي وادمر حياتها واذيكي يا اسماء انا همشي وهبعد عن حياتكم علشان ترتاحوا فعلا ابوكي كان معاه حق لما قال كفاية قدرية واحدة بس دلوقت أدركت ليه قال كدة سامحوني !
كفكفت دموعها بيدها وهي تقترب منها بهدوء بعد أن نهضت عن كرسيها ثم انحنت قليلاً عليها وقبلتها من خدها بحنان وازالت دموعها بيدها ثم ابتسمت قائلة
قدرية ببسمه: سلام يا أسماء
أنهت كلمتها وهي تتسحب خارجة من الغرفة بينما كانت الممرضة تنتظرها علي باب الغرفة
قدرية بامتنان: شكرا يا بنتي
الممرضة بقلق : العفو
قدرية بهدوء: مفيش داعي تقلقي خالص أنا ماشيه
الممرضة بتوتر: اصل لو الظابط سيف شم خبر انك شوفتيها هروح وري الشمس
قدرية وهي تحادث نفسها: حقه يخاف عليها وهو أنا يعني عملتلهم ايه غير إني اذيتهم
قدرية بتذكر : هي حركت أيديها وعيطت ابقي شوفيها
الممرضة : ده رد فعل كويس إنها استجابت ليكي و إن شاء الله هتفوق من الغيبوبة دي الدكتوره قالت إنها مؤقتة بس وربنا يسهل وتفوق بسرعه
قدرية بهدوء: يارب يلا سلام عليكم ابقي طمنيني عنها الله يباركلك
الممرضة ببسمه: حاضر
خرجت من باب الطوارئ تجر قدميها حسرة وحزنا علي حالها كانت تنزل درجات السلم وتتساقط دموعها حزنا وهي تتذكر كيف عاني منها الجميع ولكنه أمر خارج عن إرادتها فهي للأسف تعاني من انفصام الشخصية منذ زمن بعيد ولم تشفي منه للأسف الشديد أذت نفسها وغيرها بلا شعور منها
_ قوم ريح شوي بقالك علي الحال ده من اسبوع
نطق بهذه الكلمات جاسر وهو يقترب يجلس بجواره علي مقعد في حديقة المشفي
سيف بتعب : جاسر أنت إيه اللي جابك مش قولتلك روح الساعة 3 الفجر جي ليه ؟
تحدث جاسر بعتاب: ايه يا عم سيف ده اللي جابني صاحبي اللي محتاجني ولازم اكون واقف معاه
سيف بدموع : تعبان يا جاسر !
أنهي سيف حديثه ليعانقه جاسر بقوه مشدداً عليه بيديه وتحدث بدموع : فتره وهتعدي وهتقوم إن شاء الله
سيف برجاء : يارب يا جاسر بقالها اكتر من اسبوع في غيبوبه اتحرمت من صوتها من اني اشوف عنيها انا تعبان من غيرها مش قادر أشوفها في الوضع ده
جاسر وهو يربت علي ظهره: هتقوم إن شاء الله وهتعملها فرح كبير كمان
ضعفت نبرة صوته وهو يقول ببكاء في حضن صديقه
سيف بدموع : فرحها ....فرحها كان المفروض يكون الاسبوع اللي فات وهي لسه غايبة في عالم تاني وسيباني هنا لوحدي انا مش بنام يا جاسر عيني مبتغفلش وهي مش معايا
جاسر بدموع : اتماسك علشانها هي بتاخد قوتها منك أنت وبعدين الدكتورة طمنتك هي غيبوبة مؤقتة لأن أعضاءها الحيوية في حالة كويسه بس الصدمة اللي اتعرضتلها خلاتها اختارت تدخل غيبوبة بإرادتها مش سهل بردو اللي مرت بيه
سيف وهو ينتحب بقوة: طب وانا مفكرتش فيا اعمل ايه من غيرها و ... و ...حالي هيبقي عامل ازاي وهي بعيدة عني ...ليه ...ليه تدخل في غيبوبة ....ليه ؟؟
جاسر بدموع: اهدي يا سيف إن شاء الله هتقوم ....صمت قليلاً يبتلع تلك الغصة التي تشكلت في حلقه. ......ليتابع بمرح ....طب والله هي أصيلة علشان تأجل ميعاد فرحك وتعملوه معانا انا وندي الشهر الجي خصوصاً إن امتحانات الثانويه هتبدأ أهو
سيف بدموع: آه صحيح فكرتني خرج حمزة من هناك
جاسر بضيق: خليه ينشف شوي !
سيف بتعب: هو راجل يا جاسر وبعدين امتحاناته قربت خليه يخرج كفاية كدة كدة كدة أنا مراقب ابو عاصم من خلال الشريحه ومتقلقش مش باين ليها اي أثر في جلده دي شريحه متطورة وباعلي جودة
جاسر بتنهيدة: إيمتي نخلص بقا منهم ومن كل المشاكل دي
سيف بارهاق: قربنا يا صاحبي للنهاية !
جاسر وهو ينظر إلى السماء : بس عارف إحنا ولا في رواية أو مسلسل هندي آه والله مين كان يصدق إن دينا ومراتك أخوات أو إن أمها تبقي عايشه لا وإن خالتها تكون مريضة شيزوفرينيا يااااااااااه ده ولا في الخيال يا سيف
سيف بتعب: عندك حق انا لو حد كان قالي اني هتجوز اخت دينا مكنتش صدقته أو إني أحبها كدة بس سبحان الله ربك لما بيقدر لكل واحد نصيبه من الدنيا دي بيبقي سبحانه حاسب له كل خطوه بيخطيها سبحانه القدير العليم شوف الدنيا قد ايه صغيرة ربك دبر كل حاجه علشان النهاية دي أسماء تلاقي أختها وأمها وعلشان خالتها دي يكون ليها مبرر بافعالها خلاها مريضة وليس علي المريض حرج
جاسر بتنهيدة قوية : فعلا معاك حق بس اللي مرينا بيه مش سهل خالص ده انا كنت هتجنن عليك لما مروان قالي علي عربيتك ......
أنهي كلمته ليشرد ويعود بذاكرته لأحداث الاسبوع الماضي
عودة إلى الوراء
جاسر بحزن : هو ده المكان يا مروان ؟!
قالها ثم جثي بعقبيه علي الارض بقهر وهو ينظر لسيارة صديقه المهشمه
اقترب مروان منه ونزل إلي مستواه وهو يضع يده علي كتفه يربت عليها ودموعه تتسابق في الهطول من عينيه
مروان بحزن: أيوة هو ده المكان يا جاسر بس ....
قاطعه جاسر وهو يصرخ بعنف ويهز رأسه : أكيد مكنش فيها لازم ندور كويس أنا عايزك تعملي دورية تنشيط للمنطقه دي كلها نزل عساكرك يدوروا كويس أنا واثق إنه في مكان هنا بسرعه يا مروان مفيش وقت نضيعه
مروان بحزن: حاضر
نهض عن الأرض وأخذ يكلم مساعده بأن يرسل له دورية عساكر مكثفه لمحاصرة المكان بأكمله حتي يعثروا علي الظابط سيف و زوجته
مضت نصف ساعة وكان المكان يعج بالكثير و الكثير من العساكر وانطلق كلا منهم يبحث في اتجاه معين
فذهب جاسر مع مروان وبعض العساكر وانطلق مساعد مروان ومعه العساكر يبحث جيدا حول المنطقه
بعد مرور ساعة من البحث المتواصل تقابل جاسر مع مروان ومساعدية ثم صرخ جاسر بانفعال شديد
جاسر بغضب : هيكون فين يعني دورتوا كويس
تحدث مروان بحزن وهو يحاول تهدئة صديقه ولكن كيف له أن يهدأ هو او حتي جاسر فالوضع لا يتحمل فهذا سيف أكثر من مجرد صديق و زميل لهم فهو بمثابة اخ حقيقي لهم
مروان بحزن: هندور تاني وتالت لحد ما نلاقيهم
تحدث أحد العساكر بقلق : حضرة الظابط في بيت في قلب الغابة دي بس بس يعني بيقولوا عليه إنه مهجور وفي ست عجوزة عايشه فيه لوحدها مجنونه يعني
أقترب جاسر منه بغضب شديد ثم أمسكه من تلابيبه وهو يصرخ به في حدة
جاسر بحدة : فين مكانه وليه ما قولتش من بدري اتكلم
تحدث العكسري بتوتر: اصل اصل هو بيت وحيد بس وفي الغابة ف ..
صرخ جاسر يقاطعه وهو يوجه أوامره للعساكر بالتوجه إلي ذلك البيت وقد دب الأمل في قلبه أن يجد رفيق الدرب هناك
توجه العساكر ومعهم جاسر و مروان قاصدين بيت تلك العجوز
_ طب ادخل ارتاح يا ابني شوي وانا هفضل جنبها شكلك مرهق اوي
قالتها السيدة صاحبة الوجه المبتسم والبشوش وهي تدلف الي الغرفة بعد أن نقلوا أسماء من علي تلك الأريكة لكي تاخذ راحتها أكثر
رد عليها سيف وهو يهز رأسه بمعني" لأ" وهو يقول
سيف بتعب : لأ أنا كدة مرتاح شكرا ليكي ادخلي انتي نامي دلوقت وانا هفضل معاها للجرح ينزف تاني أو حرارتها ترتفع
أومأت برأسها وابتسمت له علي حُـبه لزوجته واهتمامه بها ثم قالت وهي تميل رأسها للأرض بحزن
: انا اسفه يا بني معنديش تلفون هنا في بيتي زي ما انت شايف أنا عايشه هنا لوحدي من بعد ما ابني استشهد الله يرحمه وانت عارف هو مكنش متجوز مات وملهوش يا حبة عيني سند أو ذكري منه بس انا حبيت أقعد في البيت ده هنا علشان ليه فيه ذكريات كتيرة
نهض سيف واتجه ناحيتها ، رفع رأسها ثم قبًلَها
ومسح دموعها بيده وقام باحتضانها وهو يقول لها بصوت هادئ يشوبه التعب
سيف بتعب: انا إبنك وأسماء تبقي مرات إبنك وبنتنا هي حفيدتك انا مش هسيبك تقعدي هنا لوحدك كفاية وحدة بقا
بكت بشدة وهي تشدد من احتضانه بقوة وهي تقول : مش هقدر يابني انا اتعودت أقعد هنا خلاص المكان ده ارتبط بيا ومقدرش اسيبه بس اوعدني متنسانيش وتبقي تيجي تزورني أنت وأسماء و غُفران بنتكم
أخرجها سيف من حضنه بهدوء وهو يقول : أوعدك يا أمي
ابتسمت من بين دموعها وهي تقول بحزن ولهفه: أمك!!!
أزال سيف دموعها وتحدث بهدوء رغم تعبه : أيوة أمي كل أم شهيد انا أبقي أبنها وهي تبقي أمي !
اتسعت ابتسامتها لتقبل أعلي رأسه بحب وتقول بصدق ونبرة صوتها يتخللها البكا: ربنا يحميك لشبابك ويوفقك في حياتك وشغلك يارب !
آمن علي دعاءها فاستأذنت هي وخرجت تاركه له مساحه مع زوجته وأغلقت الباب خلفها وهي تستند عليه وتبتسم من بين دموعها ثم تقول : و نعم الصحاب يا زين هو فعلا راجل ربنا يحميه ويبعد عنه كل شر
كانوا جالسين وتعلو ضحكاتهم القذرة في أرجاء المكان تحدث ماهر الاخ الشقيق لأبو عاصم بخبث شديد وهو يقول: احسن حاجه مفرحه قلبي غير طبعاً رجوعك لينا يا اخي هي أننا خلصنا من الظابط سيف كان عملنا قلق كبير
تحدث ابو عاصم بمكر : اهم حاجه تكون نفذت اللي قولتلك عليه أنت عارف كويس مش بسهوله هيموت ده صقر المخابرات
تحدث ماهر بخبث: نفذت طبعاً منا عملت حسابي بردو و مراته المسكينة اكيد هتموت معاه في القنبلة اللي جيه
ابو عاصم بخبث : امال سيادة اللواء فين ؟
اجابه ماهر وهو يرتشف من كأس الخمر الذي في يده : في اجتماع بخصوص التهمة اللي كانت موجهه للظابط سيف قال ايه في استدعاء ليه ؟
ابو عاصم بشك : تفتكر شكوا فيه ؟
ماهر بلامبالاه: مظونش ده مدسوس بقاله عشر سنييين في وسطيهم هيشكوا فيه دلوقت وحتي لو شكوا اهو هيبقي لمصلحتنا هما هيتلخموا فيه واحنا هنبعد عن الأنظار والعيون اللي مقيدة حركتنا ونتفرغ بقا لشغلنا عايزين نرجع للعراق بقا
رد عليه ابو عاصم وهو يبتسم بخبث: مش قبل ما نتطمن علي الظابط سيف مش ده الواجب بردو ....أنهي كلمته وهو يضع يده علي جانب وجهه يتحسسه ليتذكر كيف عامله سيف وقام بضربه بقسوة شديدة ليتوعد له أكثر
ماهر بمكر : الضربة التانيه هتقضي عليه
متقلقش
ابو عاصم بشر : اتمني !
أغلق الباب وعاد أدراجه بهدوء ومازالت الصدمة تسيطر عليه ، ذهب حمزة يمشي بهدوء حتي لا يثير الشك به واتجه الي مكان منعزل عن المخيم وأخرج هاتفه وضغط علي بعض الأرقام ولكن من دون فائدة فلا أحد يجيب ظل يعاود الاتصال مراراً وتكراراً بدون جدوي
حمزة بقلق : رد يا جاسر رد عليا
بينما علي صعيد آخر كان مازال يسير بحثا عن ذلك المنزل المهجور كما يقولون فهو حقٱ يستعجب لكلامهم فكيف يكون مهجورا وتسكنه امرأة ، أطلق جاسر تنهيدة قوية عقبها وهو يهتف بتوتر
جاسر بقلق: هو ده البيت ؟
أومأ العسكري له، فتقدم جاسر وخلفه مروان صوب الباب
دق جاسر علي الباب بروية وانتظر دقائق معدوده حتي أتاه الرد
فتحت السيدة مبتسمه كعادتها وهي تقول لهم : خير يا ابني !
رد جاسر والقلق يسيطر عليه : ف ..فيه ظابط ..عربيته انفجرت قريب من المكان ده ....شوفتيه
اتسعت ابتسامتها لتقول : يبقي أنت جاسر صح
استغرب جاسر أنها تعرفه إلا أنه لم يعقب سوي بإيمأه من رأسه بأنه هو من سألت عنه ثم تحدث بنفاذ صبر
جاسر بقلق: هو سيف موجود هنا شوفتيه
هزت راسها بإيجاب وتابعت: أيوة هنا كويس يا ابني انك جيت مراته تعبانه انا مردتش اخوفه عليها لانه أصلا مرهق بس حرارتها مرتفعه اوي ولازم تروح المستشفي دي نزفت دم كتير
جاسر بحزن : انا هدخل اشوفه
افسحت له المكان وتنحت جانباً وهي تقول : اتفضل يا إبني هو عينه غفلت شوية صحيه وامشوا علي المستشفي
دخل جاسر وكاد يدلف إلي الغرفه التي يقيم سيف بها إلا أنه تراجع ولم ينسي الأصول في مثل هذه المواقف فتنحنح وقال بهدوء مصطنع فقد فقد السيطرة علي أعصابه من شدة توتره وخوفه عليهم
جاسر بهدوء مصطنع: طيب هستاذنك تدخلي تصحيه انتي !
هزت راسها بتفهم وزادت نظرة الإعجاب به كما حدثها سيف عنه وقالت : حاضر ......أنهت كلمتها ودلفت إلي الغرفه فوجدت سيف مازال يجلس علي الأرض ويضع رأسه علي جانب الفراش ويده تمسك بيدها رغم تعبه وألم رأسه
ابتسمت علي ذلك المشهد واقتربت بهدوء منه وربتت علي كتفه بحنان ففاق سيف مزعورا وهو يقول بفزع
سيف بفزع: أسماء !!!
تحدثت السيدة بروية : اهدي يا ابني مفيش حاجه أسماء كويسه أهي قدامك قوم تعالي صاحبك جاسر بره مستنيك يلا وأنا هغير لأسماء هدومها و ....
قاطعها سيف بصرامه: لأ محدش هيقرب منها ......صمت يتابع نظرة التعجب التي ارتسمت وجه السيدة مما تفوه به ....فتنحنح وتابع ..... انا اسف يا امي بس انا ههتم بيها
هزت راسها بقلة حيلة وهي تومأ له ثم خرجت و أغلقت الباب خلفها وجلست مع جاسر الذي تلفت أعصابه من الانتظار وتحدثت بهدوء: هو شوية وهيخرج
أومأ جاسر لها
بينما في داخل الغرفة كان سيف يقف عاجزاً لا يدري ماذا يفعل
سيف بحزن : طب أعمل إيه مش عارف افكر مش هينفع أحط النقاب علي ....صمت قليلاً وهو يتذكر شيء ما .....ليهتف بحزن ....ده اتحرق مع العربية وقت الانفجار ...طب اعمل ايه ...يا الله ساعدني
أقترب سيف منها وحملها بين يديه بهدوء وحذر شديد ونادي علي السيدة بصوت مرتفع نسبياً
سيف : يا أمي عايز طرحه تكون خفيفه من عندك ولو فيه حد مع جاسر يا ريت يستني بره
فهم جاسر ما يرمي إليه ليقول له : تمام يا سيف أنا كلمت عربية الاسعاف اللي معانا وهما علي وصول
سيف بتوتر : بسرعه يا جاسر الجرح هيتفتح تاني !
أتت السيدة تحمل في يدها طلبه وناولته إياه من خلف الباب فوضع سيف الحجاب علي وجهها وخرج وهو يحملها
جاسر بدموع: سيف أنت كويس ؟
سيف بحزن : لأ أنت عارف ..... استعجل يا جاسر بسرعه حرارتها مرتفعه اوي ونزفت كتير اكيد محتاجه نقل دم بسرعه
جاسر بقلق: طيب طيب ثم أخرج جهاز اللاسلكي وهاتف مروان بتوتر .....مروان اخبار عربية الاسعاف ايه وصلت ..... طيب تمام أوي هو هيخرج بيها دلوقت
جاسر بتوتر : يلا يا سيف عربية الاسعاف مستنيانا بره
أومأ سيف له واتجه ببصره الي السيدة يشكرها التي فهمت نظرته وابتسمت له ودعت الله أن يحميها ويحفظها له ثم غادر سيف و جاسر و وجدوا سيارة الإسعاف تنتظرهم فأخرجت الممرضة النقالة ووضع سيف أسماء عليها بحذر وصعد إلي جوارها بينما توجه جاسر إلي سيارة مروان وانطلقت السيارتان تشقان الطريق
عودة إلى الواقع
جاسر بهدوء : ولو لا إتصال حمزة بينا تاني لكنا في خبر كان
سيف بتعب : معاك حق ....أنهي كلمته ليعود بذاكرته لتلك الليلة. .....
عودة إلى الوراء
من داخل سيارة الإسعاف
كان يجلس إلي جوارها وهو يتابع عمل الممرضة التي تقيس لها الضغط وتوصل جهاز استشعار نبضات القلب بها
الممرضة بتوتر: لازمها نقل دم بسرعه وحرارتها مرتفعه اوي
سيف بتوتر : منا عارف .........صمت قليلاً ثم تحدث بتعجب ..... هو ماله ده بيسوق بسرعه اوي كدة ليه ....قالها سيف بسخرية ...ثم ما كاد أن يخاطبه كي يزيد من سرعته قليلاً حتي وجد السيارة تكاد تطير من شدة السرعه فقد كان السائق يقودها بسرعه رهيبة و غير معقوله !
فصرخ سيف بحدة : انت يا مغفل انت براحه ....أنهي كلمته ليقع بصره علي أسماء التي كانت تتحرك عن النقالة بعنف نتيجة القيادة المتهورة ليصرخ بحدة شديدة
سيف بغضب : وقف يا حيوان أنت !
الممرضة بقلق: هنموت كدة هو ماله بيسوق بسرعه كدة ليه ؟
كانت سيارة جاسر تسير خلف سيارة الإسعاف ولاحظ جاسر سرعتها المتهورة فتحدث بتوتر شديد
جاسر بتوتر : هو ماله السواق ده ؟
اجابه مروان الذي ينظر إلي السيارة : مش عارف ده شكله مجنون بيسوق كدة ليه ده ؟
جاسر بقلق: لا اللي بيحصل ده مش طبيعي في حاجه هتحصل ....أنهي كلمته ليتلقي اتصالا هاتفيا من حمزة
نظر جاسر الي الرقم ليزداد شكه ويرد علي الهاتف سريعاً
جاسر بقلق: قول اخبار كويسه بقا ! .......قالها جاسر برجاء
حمزة بتوتر : انا شاكك في حاجه كدة انتوا فين
جاسر بقلق: احنا رايحين على المستشفي بس سواق الإسعاف بيسوق بطريقه غريبة
حمزة بتوتر: خليه يوقف بسرعه حاطين قنبله فيها !
جاسر بصدمة : سيييييييف لأ لأ
مروان بقلق: في إيه ؟!
جاسر بقلق: قول لبقيت العربيات تقطع الطريق علي عربية الاسعاف دي في جاسوس هنا بيناتنا وهو من رجالتك بسرعه يا مروان
هز مروان رأسه وأخرج اللاسلكي و أعط الأمر لجميع السيارات أن توقف تلك السيارة المجنونه والخارجه عن السيطره
بينما في داخل السيارة كان سيف يصرخ بانفعال شديد عندما رآه الدم يزداد ليغرق ثياب أسماء ، بينما فقدت الممرضة وعيها نتيجة صدمة رأسها بجدار السيارة ، كان سيف في حالة يرثي لها لا يعرف ماذا يفعل
لحظات و وجد جميع دوريات التي قد أرسلها صديقه مروان تقطع الطريق علي تلك السيارة المجنونه ، ليتوقف السائق أخيراً فيصطدم راس سيف بقوة وتقع أسماء من علي النقالة بعنف عقبه فتح الجرح وانهمار الدم منها كالشلال
بينما خرج جاسر من سيارة مروان سريعاً وهو يهرول حتي يخرجه قبل أن تنفجر حتي تمكن من فتح الباب فوجد سيف يحمل أسماء ويخفي وجهها في صدره ويبكي بحزن
سيف بدموع : الجرح اتفتح من جديد الغرز اتفكت بتنزف الحقني يا جاسر بسرعه ف فين عربية مروان
جاسر بدموع: اخرج اخرج بيها بسرعه يا سيف العربية هتنفجر
أنهي جاسر كلمته وهو يخرج سيف ويجذب يده معه بينما يحمل أسماء
حتي ابتعدوا عن السيارة ببضع خطوات بسيطة وكاد يعود جاسر ليخرج الممرضة وما كاد يخطو خطوه واحده حتي انفجرت السيارة
فزع جاسر بشده وتراجع للوراء فتحدث سيف بتعب وصوت مجهد
سيف بانتحاب: بسرعه وديني علي اقرب مستشفي يلا مفيش وقت نضيعه
أومأ جاسر له و صعد السيارة سريعاً بينما بقي مروان وعساكره يتولون التحقيق في هذا الانفجار المدوي
بعد مرور نصف ساعة وصل جاسر أخيراً إلي أقرب مشفي وساعد ت الممرضات في وضع أسماء علي النقالة بروية يتبعهم سيف إلي أعلي حتي وصلوا إلي باب غرفة العمليات فدلفت الطبييه سريعاً إلي الغرفه وكاد سيف أن يدخل الغرفه معهم فاستوقفته الطبيبه بعمليه وهي تقول: ممنوع يا فندم !
ثم دخلت وأغلقت الباب خلفها
بقي سيف جالساً والقلق والتوتر والخوف مشاعر كثيرة سيطرت عليه في آن واحد
مضت ساعتان قضاهم سيف كأنهم الدهر كله وعاشّ فيهم أسوأ لحظات حياته فمنذ أن بدأت العملية لم يخرج أحد ليطمأن هذا المسكين الذي تقطع قلبه و جفت دموعه فلم يعد لديه مزيد
قطع الصمت المريب صوت جاسر وهو يهتف بتوتر
جاسر بتوتر: إن شاء الله خير وهي هتكون كويسه
إن شاء الله
ما كاد سيف يرد عليه حتي فتح باب العمليات وخرجت الطبيبه ، فوقف سيف وجاسر معا واتجه سيف نحوها وهو يهتف بانفعال شديد
سيف بحدة : ده كله في إيه إيه اللي بيحصل جوه بقالكم تلت ساعات جوه ومفيش حد يطمني عليها
تحدثت الطبيبة بعملية: يا فندم ده شغلنا وبعدين المريضة حالتها كانت حرجه وأحنا عملنا واجبنا
تحدث جاسر وهو يحاول تهدئة صديقه: اهدي يا سيف مهو ده شغلهم بردو يعني هما بيلعبوا جوه
صرخ سيف بانفعال: اللي جوه دي روحي لازم يطمنوني عليها انا مش عارف أتنفس هموت من قلقي وهما طولوا اوي افهموني !
قالت الطبيبه بحزن : مقدره حالتك دي والله بس عمتا هي كويسه و أعضاءها الحيوية تمام مفيهاش حاجه وسيطرنا علي الوضع ووقفنا النزيف والحمدلله أنه مكنش نزيف داخلي ده سطحي بس ....
ابتلع ريقه بتوجس من سكوتها فجاءة ليقول بصوت مبحوح خافت
سيف بضعف : بس ايه ...
الطبيبة بحزن : مش عارفين ليه دخلت في غيبوبة ؟
اتسعت حدقة عينه بصدمة كبيرة وشعر كما لو أن الدنيا أظلمت فجاءة و عقبه شعوره بالدوار ليترنح ويقع علي الارض فاقد للوعي
فزع جاسر وهبط لمستواه واسرعت الممرضة تأتي بنقالة لكي يوضع سيف عليها الذي لم يتحمل الصدمة وبعد مرور يومان
استيقظ سيف وفتح عينه بوهن تطلع الي الغرفة بذهول ثم ما لبث أن نهض سريعاً وهو يقول بضعف : أسماء !
فاق جاسر من نومه علي صوته يهتف بإسم زوجته فاقترب منه ووضع يده على كتفه وقال له بهدوء : اهدي هي كويسه جدا واللهي
سيف بتوتر : أنا نايم بقالي قد ايه؟
جاسر. هما اربعه وعشرين ساعة انت كنت متعب اوي وكان لازم راحه فعلشان كدة طلبت منهم يخلوك تنام
..........
قاطعه سيف وهو يقول بلهفه : و أسماء أسماء فاقت مش كدة
أمال جاسر رأسه للأرض بحزن شديد وقال : لأ مع الاسف الدكتورة قالت إنها كويسه جدا بس هي اللي اختارت تدخل في غيبوبة قالت إنها كمان اتعرضت لصدمه كبيرة وده أكيد ليه سبب في أنها تختار تدخل في غيبوبة
سيف بدموع : طب و مقالتش هتفوق منها إيمتي؟
جاسر بحزن : قالت ممكن تقعد اسبوع او اكتر علي حسب رغبتها هي عايزة تفوق منها إيمتي وقالت إنه الافضل ندخل ونكلمها يمكن تفوق
سيف بدموع : عايز أشوفها
جاسر بتوتر : مامتها عندها دلوقت استريح وهاخدك ليها
سيف بتعب : لا أسماء محتجاني أنا مش حد تاني
بينما في الخارج
كانت تقف أمام غرفتها تنظر إليها من زجاج الغرفه بدموع وهي تقول بوجع
دينا بدموع: يا حبيبتي يا اختي كنتي قدامي طول الوقت ... صمتت لتتذكر كيف ارتاحت عندما بكت في حضنها وكيف كانت تشعر نحوها بمحبة لا تعرف سببها
دينا بدموع: هتقومي إن شاء الله
كانت تركض باقصي سرعتها لا تدري ممن تهرب ظلت تسير بلا هوادة تبحث عنه كمن يبحث عن إبرة في كومة قش ، تعالت أصوات تنفسها ، لتنهج بصوت مرتفع كما الغريق الذي يحاول التقاط أنفاسه بصعوبة بالغة وهو أسفل الماء ، فجاءة يظهر أمامها باب من العدم ، فتتجه نحوه بدون تفكير ، وصلت أسماء إلي الباب ووقفت أمامه وهي تتنفس بصوت مرتفع وتشهق من بين تنفسها ، أحست بشعور غريب يجتاحها وهي تقف خلف هذا الباب كما لو أن من تبحث عنه قابعآ خلف الباب ، تأكد حدسها عندما شعرت بنبضات قلبها المتتالية والتي تنبض بالحب لمن ينتظرها خلف هذا الباب ، تنفست الصعداء و زفرت زفيرا طويلاً ثم توكلت علي الله وبدأت تفتح الباب بروية
ظلت تنظر حولها بانبهار لما تراه علي مرمي بصرها كان المكان مزينا بأكمله ومليء بالعديد من الأزهار الجميلة والجميع ينظر إليها بابتسامه صافية ويصفقون بحرارة لها ، لم تفهم شيء مما يحصل حولها ، فجاءة تأتي صديقتها علا لتحتضنها وتهمس بشيء لها في أذنها فتبتعد أسماء عنها وتنظر إلي ملابسها ، فتتسع حدقة عينها بذهول يتخلله الصدمة وهي تري نفسها ترتدي الفستان الابيض ، حدثت نفسها بزعر: اين ملابسي الملتخطة بالدماء ؟! ألم اتلقي طعنه من خالتي ؟! ألم أموت بعد ؟! ماذا يحصل لي ما هذا لم أعد أفهم شيء ؟! أين سيف ؟!
قالتها وهي توزع انظارها بحثا عنه من بين أولئك الحشود
أسماء بتوتر : سيف سيف أنت فين ؟!
قالتها و أحست بعدها بدوار شديد يفتك برأسها وفجاءة شعرت بمن يحتضنها بقوه من الخلف وسمعته يهمس لها بكلمه واحدة
سيف برجاء: اصحي بقا كفاية تعبت
قالها سيف لتعود أسماء من عالم الخيال وتستقر علي الواقع الأليم وهو ألم حبيبها وتعبه في غيابها
تساقطت العبرات من عينيه بعد أن أنهي كلمته
لتتساقط دموعها رداً عليه
تحدث سيف باشتياق: هونت عليكي تسبيني لوحدي ده كله قومي بقا في حاجات كتير مستنياكي أنا محضرلك مفاجأة بس اصحي إنتي يلا يا أسماء قومي ارجعي لي كفاية غياب بقا يعني أنا موحشتكيش !!!
شدت علي يده التي يمسكها وتساقطت دموعها ، شعر سيف بها وبحركة أناملها الصغيرة علي يده ، ليرفع رأسه ويتطلع إليها بسعادة غامرة ثم ما لبث أن نهض مثل المجنون و ضغط علي زر بجانب فراشها ، لحظات وأتت الطبيبة ومعها الممرضة
فتحدث سيف بفرحه : حركت أيديها وعيطت هتفوق مش كدة !
ابتسمت الطبيبة في وجهه وهزت رأسها إيجاباً وتحدثت بعمليتها المعتادة وهي تقول: إن شاء الله هتفوق ده رد كويس منها أنها حاضرة معاك وسامعه كل كلمه قولتها وبإذن الله هتفوق قريب أوي بس أنت كمل وشجعها ترجع
أومأ سيف لها والتفت إلى أسماء يتطلع إليها وفي قلبه أمل أن يزول الغياب وتعود إليه محبوبته وينتهي هذا العذاب
سيف بدموع : هانت فترة وهتعدي مش ده كلامك يلا يا أسماء قومي في حاجات كتير مستنياكي
أخفض رأسه ووضعها بجانب فراشها وهو يبكي و ...........
_لا لا مش قادره أصبر
نطقت بتلك الكلمات دينا بعد أن نفذ صبرها
لتلتفت الي والدتها وتهتف بها
دينا باشتياق : انا هروح أشوفها مش قادرة خلاص
تحدثت عبير بدموع: ولا انا قادرة استحمل بس هنعمل ايه انا السبب في دخولها الغيبوبة دي
دينا بدموع: كلكم دخلتوا وشوفتوها واتكلمتوا معاها اشمعني انا ....هي مش اختي أنا عايزة أشوفها هو بيمنعني أشوفها ليه دي اختي
عبير بحزن: سيف معاه حق براحه واحدة واحدة كفاية كمية الصدمات اللي اخدتها اختك
دينا بضيق : لأ وانا لما شوفتوه قولتله ...
عبير بدموع: كفاية انا تعبت من المشاكل أنا عايزة بنتي ترجعلي
دينا بدموع: وانا عايزة اختي هو مش راضي يخليني أشوفها علشان لسه مسامحنيش مش طايق يشوفني ومش عايزاني أقرب من اختي
عبير بدموع: مش وقته الكلام ده الراجل متاخرش وانقذك و ده علشان أسماء اختك .... صمتت قليلاً لتبتسم بمرارة وهي تقول ...... أنا وإنتي يا دينا بنشبه بعض اوي ......المشاعر لما اتحكمت فينا عامتنا عن التفكير الصحيح بس قولي لي إيه اللي حصل معاكي من توهتي نسيت أسألك قدرية آذتك قالتلك ايه ؟
دينا بحزن : هحكيلك !
عودة إلى الوراء
دينا بدموع وصدمة : يعني أختي تبقي مرات خطيبي السابق
قدرية وهي تلوي شفتيها بتهكم: خطيبك ايه ؟
دينا بدموع: لا لا أكيد مش صح
قدرية بضيق: هو ايه ده اللي مش صح ؟
دينا بدموع: اكيد سيف حكالها عني وإني واحدة سيئة وانانية وبستغل غيري اختي اخدت انطباع وحش عني وهي متعرفش اكيد هتكرهني علشان جوزها اللي استغليته .....
صرخت قدرية بضيق: متفهمينا بقى جوز مين ده اللي بتكلمي عنه وخدعتيه
دينا بدموع: اسكتي مش عايزة أسمع صوتك إنتي اذيتي اختي قولي لي قتلتيها بجد
قدرية وقد تبدلت نبرة صوتها فجاءة للين: لأ مقتلتهاش مقدرش أصلا
رفعت دينا رأسها تنظر إليها باستغراب وفتحت فمها بصدمه عندما رأتها تبكي لتتحدث باستنكار مما تراه
دينا بعدم تصديق: انتي بتعيطي؟!
تحدثت قدرية بدموع : انا مقتلتهاش يا دينا هي اللي قتلتها مش انا
دينا بدموع: هي مين ؟!
قدرية بحزن : هي أنا !
دينا بدموع وعدم فهم: هي انتي أنا مش فاهمه حاجه
قدرية بدموع : انا بعاني من انفصام الشخصية مكنتش في وعيي بس أكيد جوزها أنقذها مش هو ظابط بردو
دينا بصدمة : انفصام الشخصية !!
قدرية بضيق وقد تبدلت نبرة صوتها للكره لتضحك بصخب وشكل هيستيري: ههههههههههه قالتلك إني بعاني من انفصام الشخصية صح
دينا بذهول : إيه مال صوتك كدة أيوة إنتي إللي قولتي دلوقت إنك بتعاني من انفصام الشخصية
قدرية بضيق: لأ دي أمك بتخرف انا مقولتش حاجه يلا بقا سلام كفاية عليكي كدة آه ومتنسيش تبقي تقراي الفاتحه على روح أختك هههههههههه
دينا بدموع: يارب احميها يارب
عودة إلى الواقع
دينا بحزن : بس انتي ليه مقولتليش أنها مريضة شيزوفرينيا
عبير بدموع: لأنها خفت منها يابنتي
دينا بدموع: مش عارفه يا أمي شكلها كدة والله أعلم لسه مخفتش منها
عبير بحزن : مش عارفه بس من كلامك ده شكلها فعلا مخفتش بس يا بنتي ده الدكتور المتابع حالتها من زمان قالنا أنها مبقتش تعاني من الانفصام أمال هي اتجوزت عبد الله ازاي مهي لو لسه مريضة كانوا هيرفضوا جوازها علشان هيخافوا منها علي أسماء
دينا بدموع: ربنا يهديها المهم اكملك بعدها بيومين لقيتها جاتلي وجبتلي أكل علشان اكل زعقت فيها كنت عايزة اعرف اي اخبار عن اختي .....
عودة إلى الوراء
دينا بصراخ : مش عايزة أكل قولي لي أختي عايشه ولا لأ
قدرية بضيق: عايشة يا ختي اطمني
دينا بدموع الفرح: الحمدلله يارب
قدرية بضيق: متفرحيش اوي كدة بيقولوا في غيبوبة ويا عالم بقا هتصحي منها ايمتي
دينا بدموع: غيبوبة ليه تدخل في غيبوبة
قدرية بخبث: أمك السبب اختك اتعرضت لصدمة قوية وحست أن أمها بتكرهها علشان كدة اتخليت عنها وسابتها وحيدة فاختارت تدخل غيبوبة بإرادتها هي ده اللي عرفته
دينا بانتحاب: اااااااااااااخ
قدرية بضيق: أنا خارجه و احسن لك كلي انتي كنتي في يوم غالية عليا ...... أنهت حديثها وهي تغادر الغرفة موصدة الباب خلفها بالمفتاح
عودة إلى الواقع
دينا بحزن : الباقي انتي عارفاه بس اللي مفهمتوش جاسر عرف مكاني ازاي
تحدثت عبير بدموع: هقولك لما نقلوا أسماء علي المستشفي غير اللي كانوا حاجزين فيها فضلت قاعدة مستنيه إن حد ياجي منهم محدش جه وبعد وقت كدة لقيت التلفون بيرن كانت أم ملك قالتلي سيف مش ساكت وعمال يعيط وعايز أمه ولازم أروح اجيبه فمشيت وروحت البيت اخدته ولسه هرجع علي المستشفي علي أمل يكونوا وصلوا بس قبل ما اتحرك شفت سيف في العربية مصدقت إني شوفته روحت موقفه تاكسي وركبت انا وابنك ومشينا وراهم لحد أما وصلوا المستشفى وهناك .....
عودة إلى الوراء
عبير بدموع عندما رأته يحمل أسماء ويتجه بها للنقالة هتفت بحزن شديد: بنتي !
سيف الصغير ببكاء وهو يشد يدها لتلتفت له قال بدموع : ماما فين يا تيته؟
عبير وهي تحمله علي كتفها : ماما كويسه متخفش
أنهت كلمتها وهي تدلف الي المشفي ثم سألت عاملة الاستقبال عن ابنتها فارشدتها الي الطابق المتواجدين به
وعندما صعدت الي الطابق وجدت سيف يجلس خارجاً علي إحدي مقاعد الاستراحه في ذلك المشفي ويحني رأسه للأرض بحزن ويضع كلتا يديه علي رأسه ، و ما كادت تنطق بكلمه حتي وجدت الصغير ينتفض من بين يديها ويهبط من علي كتفها واتجه إلي سيف الجالس وتبدو عليه علامات التعب و الإرهاق وصرخ بإسمه تحت تعجب عبير مما يحدث لتتضح الصورة لها أن سيف من كان خاطبا لابنتها سابقاً هو وزوجته من كان يتحدث عنهم حفيدها باستمرار
سيف الصغير ببكاء : عمو سييييييف!
رفع سيف رأسه ونظر له بحزن فاندفع الصغير تجاهه يعانقه ويبكي بحزن وتحدث من بين دموعه بحزن
سيف الصغير بحزن : ماما مش موجودة مش لاقيها
سيف بتعب : هنلاقيها متخفش !
سيف الصغير ببكاء : هي راحت وسابتني
اقتربت عبير منهم وتحدثت و دموعها تسبقها: أسماء أسماء فين ؟
رفع رأسه وتطلع إليها بحزن ثم ما لبث أن تحولت نظرته للضيق عندما اتضحت صورتها له فمن شدة تعبه و ارهاقه كانت رؤيته مشوشه فكان ينظر إليها بضيق شديد لأنها السبب بما حدث لأسماء فقال سيف لها
سيف بضيق : بأي حق تسألي عنها
عبير بدموع: بنتي ولازم أسأل عنها كفاية بقا كلكم عليا
سيف بغضب : ملكيش بنات عندي دي مراتي وانا كل حياتها
عبير بدموع: متخلطش الأمور انا عارفه انك مسامحتش بنتي علي اللي حصل زمان وعارفه سبب غضبك بس أرجوك دي بنتي ...بنتي يا ناس
كان الصغير يقف بينهم لا يعي ما يجري من حوله وعن أي شيء يتحدثون فقال بدموع وشهقاته تعلو
سيف الصغير بانتحاب: ماما راحت عند الشريرة هي اخدتها
ألتفتت عبير له وقالت باستغراب : شريرة مين يا حبيبي
نهض سيف واتجه إلي باب العمليات ينتظر خروج أحدهم ليطمأنه
بينما عند عبير كانت تستمع لما قصه الصغير علي مسامعها فحدثها عن ما سمعه من والدته عندما هاتفت قدرية
اتسعت حدقة عينها بصدمة كبيرة لتقول بخوف شديد وتبكي بشدة
عبير بدموع: لا لاااااااااااااااا يا قدرية مش هيبقى العذاب مضاعف .... ااااااخ يا وجع قلبي علي ولادي ....يااااااارب عفوك !
تحاملت علي ألم قدمها وتعبها فمهما كان هي امرأة كبيرة و اتجهت صوب سيف الواقف عند باب العمليات وقالت بدموع : بنتي بنتي عند قدرية أنقذها ارجوك
سيف بانفلات أعصاب تحدث بغضب شديد: و أنا مالي أنا ليا علاقة بأسماء وبس ومش متحرك من هنا ...صمت قليلاً ثم تابع بسخرية ....يا شيخه ده انتي بنتك اللي من لحمك و دمك بين الحياة والموت جوه ...أنهي كلمته وهو يشير لغرفة العمليات ....ثم تابع حديثه بسخرية ....فكري فيها شوي اييييه الانانيه بتاعتك دي يعني سبتيها زمان وحتي بعد ما لقيتها لسه قلبك بردو محنش ليها ايييه الجبروت ده ؟
تحدثت عبير بحزن: انا في نار يا ابني بنتي هنا وبنتي هناك في أيديها واختي مش مظبوطه عقلياً اعمل ايه. ......يارب ساعدني ...أنهت كلمتها لتجثو علي ركبتيها بتعب وهي تبكي بعنف
سيف بحزن : هكلم جاسر يروح ينقذها انا مش هسيب أسماء مستحيل ده اللي اقدر اعملهولك
أومأت برأسها وتنهدت بحزن ثم أخبرته عن المكان الذي تعتقد أنها متواجدة به
رفع سيف رأسه ينظر للسماء برجاء كبير وهو يدعو ربه و بعد وقت قصير دلف جاسر إليه فأخبره سيف عن ما يريد أن يفعله
سيف بتعب : جاسر عايزك تروح العنوان ده وتلاقي فيه مدام دينا ولو قدرية دي هناك عايزك تجيبها يلا بسرعه
أومأ جاسر له وذهب
عودة إلى الواقع
عبير بحزن: صدمتي كانت كبيرة لما قالولي أنها دخلت في غيبوبة
دينا بدموع: هتفوق إن شاء الله
عبير بدموع: لما دخلت اكلمها واحكيلها علي اللي حصل معايا عيطت كانت سمعاني
عودة إلى الوراء
دلفت الي غرفتها تسير ببطء كما المحكوم عليه الإعدام يجر قدمه واحدة تلوي الأخري ودموعها تنهمر بشده وتبكي بصوت مرتفع ثم إقتربت منها أكثر وجلست بالقرب منها وهي تطلع إليها بحزن واشتياق
عبير بدموع: يا حبيبتي يا بنتي ااااااخ يا وجع قلبي عليكي أنا يمكن في بالك مليييش مبرر بس والله كان يعز على فراقك سامحني يا بنتي أنا هحكيلك كل حاجه من البداية وأملي في ربنا كبير إن قلبك الطيب يقدر يغف رلي في يوم وتسامحيني الكره والعداوة دي بدأت من. ............
ثم شرعت تقصو عليها الحكاية من أولها لاخرها كانت تحكي لها وهي تبكي وتشهق بقهر ودموعها علي خدها لم تجف
عودة إلى الواقع
عبير بحزن: أنا قولتلها علي كل حاجه اتمني أنها تسامحني
دينا بدموع: انا نفسي اكلمها وادخل أشوفها يا أمي مهي بقالها اكتر من اسبوعين أهو من اخر مره روحنا و ...صمتت قليلاً وهي تقول بضيق ......و حضرته منعنا قال ايه بحجة أن نظام المستشفى بيكتفي بمرافق واحد بس
بينما علي صعيد آخر كان يجوب الممر ذهاباً و إيابا وهو يفكر في شيء ما وفجأة صرخ سيف بانفعال شديد
تحدث سيف بغضب شديد: إبن ال**** مش هرحمه
جاسر بقلق: الشريحه لسه في مكانها صح
ألتفت سيف له وقال بضيق: أيوة زي ما هي طبعا قولتلك ده جهاز حساس جدا
جاسر باستغراب : يعني يا سيف عارف مكانه وسايبه يلعب كدة
سيف بخبث: مهو لسبب بردو أنا مخطط لحاجه في بالي هتخلصنا منهم بضربة واحدة اصبر بس التقيل جي وري
جاسر بتوتر : طب وايه هي خطتك ؟
سيف بخبث : أسمع .......
جاسر بإعجاب: يخرب عقلك!
سيف بتهكم: الناس تقول ما شاء الله و ده ...صمت وهو يقلده ساخراً ...يخرب عقلك ... ده كلام ده !
جاسر بفرحه : هنخلص أخيراً وتجهز لفرحك يا كبير بقا ندي بدأت امتحاناتها أهو هتتجوزا معانا إن شاء الله
سيف بهدوء ثم أبتسم : أنا مخطط لحاجه كمان أسمع .......
جاسر بتوتر : متأكد من الخطوه دي
سيف وهو يتنهد بأمل: إن شاء الله واثق أنا بقولك إيه
جاسر بهدوء : علي خير إن شاء الله وانا معاك
سيف وهو يضع يده علي كتفه : هو ده عشمي فيك يا صاحبي المهم عايزك تجمعهم كلهم علشان نتفق
جاسر بتوتر : عمك حمدان مش هيقبل
سيف بابتسامه شابها الحزن : سيبه عليا أنا هقنعه عايزين نخلص من المشاكل دي بقا
جاسر بقلق: ادعي !
سيف بهدوء: بدعي يا جاسر
جاسر وهو يضع يده على كتفه: هتفوق قبل الموعد هتشوف ثق بالله !
سيف بتضرع: و نعم بالله
بينما في مكان آخر صرخ بانفعال شديد
_ شوية اوبااااش ملهمش تلاتين لازمه
تعالت أصوات ضحكه الصاخبه وهو ينظر له بسخرية شديدة ثم تابع
ماهر بخبث: مالك يا سعادة اللوي حصل ايه
ابو عاصم بمكر : أصله محصلش اللي كان مخططله والظابط خرج منها زي الشعره من العجين
ماهر بخبث: انت من زمان يا ؤفأيلو انت وانت غبي ايه الجديد يعني
رفأيلو بغضب : اسمي الجنرال رفأيلو يا حثاله انت
وقف ماهر بغضب شديد ثم أتجه نحوه وامسكه من تلابيبه وهو يصرخ به
ماهر بصراخ : مين اللي حثاله يا اوسخ خلق الله انت
ابو عاصم بهدوء : سيبه انا هوريه الحثاله هيعملوا فيه ايه بقا مش عارف تنفذ طلباتنا حتت ظابط مش عارف تخلصنا منه وصفقة السلام اللي مع المافيا مش هتعرف نسلمها علشان الباشا بقا مشكوك فيه وفي أوامره ...... أنهي كلمته ليشعر بألم شديد يكاد يفتك رأسه وألم صعب التحمل في ذراعه عقبها صعقة كهربائية شديدة شعر بها ليجثو علي الارض بتعب وذراعه ينذف بغزاره شديدة تحت صدمة أخيه مما يراه وابتسامه ساكته تعتلي محياه ذلك الواقف يضحك بتشفي وهو سعيد بما حصل له
فتحدث ماهر بخوف وهو يري أخيه نلقي أرضا يتذف بشدة و ينتفض جسده فقال له بهلع : ابو عاصم مالك في إيه
بينما كان جسد ابو عاصم يرتفع ويهبط عن الأرض بألم و ذراعه ينذف بغزاره شديدة وفي أعلي كتفه شيء ما يتوهج بإضاءة خافته تضيء وتختفي ثم تعاود الإضاءة
كان يقف علي بعد أمتار من مجلس اجتماعهم وتعتلي شفاهه بسمه انتصار ليحفظ ذلك التسجيل الذي سجله لهم صوت و صورة ويبعث إشارة رصاصة طائشة في الهواء لحظات واقتحمت الشرطة وعساكر الجيش المكان محاوطين ذلك المخيم الإرهابي تحت صدمة كلا من ابو عاصم و أخيه ماهر وذلك العميل الصهيوني ، ليقترب أحد الظباط من أبو عاصم المجثي أرضاً وهو ينظر لجميع رجاله الملقييين أرضاً ليعلنوا عن هزيمته ثم اخرج الظابط هاتفه ثم فتحه علي أحد مقاطع الفيديو فجحظت عيون أبو عاصم و من كان يدعي أنه لواء مصري شريف
محتوي الفيديو
( كان سيف يضحك بشده وهو جالس علي مقعد الاستراحه في ذلك المشفي ثم صمت قليلاً ....ثم ما لبث أن انفجر من شدة الضحك ليقول بأسف مصطنع
سيف بضحك : ابو عصومي وحشتنا يا راجل هههههههه مش عارف ليه يا راجل انت كل أما اشوفك ابقي هموت من الضحك هبقي اجي ازورك بقا لما الاقي نفسي مضايق علشان تفرفشني شويه هههههههه كنت فاكر هتخلص مني لما تفجرنا انا ومراتي هههه تصدق إنك غبي ومش عارف انت بتلعب مع مين أنا من ساعة ما هربت وأنا مراقبك وعارف بتحركاتك كلها والشريحه اللي زرعتهالك في دراعك ياعصومي سجلت فيها كل بلاويك وعرفت بقيت التنظيم بسهوله بسبب تعاونك الغير مقصود معانا شكرا بجد يا عصومي علي غباءك أما بالنسبه للاهبل اللي زرعتوه وسطينا ده فأحب اقولك أنه من اول يوم جه هنا وأنا عارف إنه صهيوني اسرائيلي يا ابو عاصم متفكروش أنكم هتخدعوا المخابرات أو تحدعوني انا هههههههه هقولك بقا عرفنا انكم هبل أوي كدة إزاي مهو احنا بردو مش اغبياء وسبناكم مفكرين إننا ا تخدعنا وأنكم أنتوا اللي ضحكتوا علينا و ده كان بسبب وهو إننا نعرف بقيت التنظيم و اه صح نسيت فاكر اللعبه الهبله دي اللي عملتوها اني أنا متجوزة ارهابيه والهبل ده احب اقولك اني كنت عارف قبلها واتفقت مع المدير نجدت علشان نخدعكم أن خطتكم نجحت وقدرتوا تنفذوا الغرض الأساسي وهو هروب ابو عاصم من سجن المخابرات والحمد لله طلعنا ممثلين شاطرين اهو .... صمت قليلاً ثم تابع بسخرية ...اقولك بقا كشفناك ازاي يا سعادة اللوي
عودة إلى الوراء
كانوا جمعيا مجتمعين يتراسون طاوله طعام فخمه
فكان جميع رؤساء سيف متواجدين وكان هناك احتفالية صغيرة بتولي لواء جديد لمنصب اللواء السابق
وبينما هما جميعا يتناولون الطعام لاحظ سيف شيء غريب في تصرف اللواء الجديد ومن طبيعته كظابط مخابرات أن يدقق في اقل الاشياء وابسطها
عودة إلى الواقع
سيف بسخرية: هههههه اظاهر معرفوش يدربوك كويس لانك غلطت غلطة عمرك لما مسكت العيش بايدك الشمال وسميت الله يا صهيوني مع إنك مش أعثر* اشول يعني *
من يومها وانا بدأت أدور وراك لحد ما عرفت تاريخ سلسفين ابوك ههههههههه مش عايز اطول عليكم بقا في قصر مستنيكم يا حلوين ومتخفش يا ابو عاصم يا حبيبي هبقي اجي ازورك علشان متخافش سلام يا شوية ....ولا بلاش الشتيمه علشان خساره حتي فيكم علي رايك يا حمزه ثم ضحك بشده فأغلق الظابط الفيديو ثم اخذتهم عناصر الشرطة وعساكر الجيش و تم إخلاء المكان تماما وتحرير النسوة والشباب من تحت سن الثامنة عشرة ...لينتهي بذلك شوط ليس بالصغير من روايتنا ومهو مقبل سوف يدهشكم أكثر
مر النهار سريعاً ليأتي الليل وهو يحمل بين سِـتٌـأّءرهّ الكثير من الأحداث ويزدل الستار ليكشف ما يحويه صفحات الماضي من أسرار يظن الإنسان أنه لن يأتي عليه الوقت الذي تكشف فيه كل تلك الأسرار مهما طال الزمن عليها
، فكان الجميع حاضر بلا استثناء فنجد علي اليمين عبير و دينا وفي الجهه المقابلة والد أسماء وبجانبه أخوه حمدان الذي كان يجلس وتعتلي ملامحه الامتعاض وبجواره ولده ربيع ف كان الجميع حاضر ما عدا من اجتمع هذا الاجتماع من أجلها وهي أسماء التي ما زالت في عالم آخر اختارت هي أن تبقي فيه لبعض الوقت ولا احد يدري إلي متي ستظل علي ذلك سوي المولي عز وجل غافلة عن قلوب تكاد تتقطع من كثرة الحزن علي ما أصابها ، بينما كان يترأس ذلك الاجتماع الأسري سيف وبجواره صديقه جاسر، فقطع سيف الصمت والنظرات المشتعله من الطرفين وقال بصوت جهوري صارم
سيف بصرامه: النهاردة المفروض كل حاجه تتحل مش عايز مراتي تفوق وتلاقي المشاكل دي كلها حلوا مشاكلكم واللي اتظلم هنرجعلوه حقه والمظلوم هيتعاقب وخلصين
تحدث العم حمدان بامتعاض: الحديت زين يا ولدي بس بردك صاحبة الشأن لازمن اتكون متواچده امعانا اهنا غير أكده مافي حديت يتحكي
سيف بتريث: يا عمي أنت كبيرنا و المفروض تسمع من الطرفين وتقرر مين فيهم المظلوم والظالم
العم حمدان بتنهيدة: وهي فين اللي المفروض اچرر علشانها
سيف بضيق : مش لاقيينها اختفت من بعد الحادثة
العم حمدان بضيق : يوبچي نوفضوها سيهرايه عاد !
تحدثت عبير بدموع: يا عمي اسمعن ...
قاطعها العم حمدان وهو يهتف بحدة : معتچوليش عمي عاد
عبير بانتحاب: يا عمي والله حرام اسمعوني محدش شاف العذاب اللي عشته ولا جربه سهل عليكم تلوموني وتقولوا اللي يعجبكم بس محدش منكم فكر ولو شوي ازاي انا عشت وانا عارفه إن بنتي بتعاني محدش منكم شافني وانا بتعذب وببكي كل ليلة علي مخدتي حزينه علي ضنايا بس كنت هعمل ايه ؟
سيف بهدوء: كل واحد هيحكي اللي عنده وهتتصافوا قولت أسماء مش لازم تصحي وتلاقي المشاكل دي وعيلتها مش طايقين بعض
العم حمدان بتنهيدة: زين وانا أهو بجولك احكي اللي عندك
تنهدت عبير وتحدثت بدموع : هقول على كل حاجه من الأول ........
قصت كل شيء علي مسامعهم تحت نظرات الاشفاق من البعض وبين نظرات أخري مستحقره
سيف بهدوء: كدة سمعنا منها ايه ردك يا عمي
_ مش هو اللي هيجاوب علي سؤالك !
ألتفتت أعين الجميع لصاحبة الصوت وافواههم مفتوحه على آخرها
أسماء بقوه : انا هجاوبك !
يتبع..
لقراءة الفصل الحادي والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية مقتحمه غيرت حياتي)