رواية شيخ في محراب قلبي الحلقة السابعة 7 بقلم رحمة نبيل
رواية شيخ في محراب قلبي الجزء السابع 7 بقلم رحمة نبيل
رواية شيخ في محراب قلبي البارت السابع 7 بقلم رحمة نبيل
رواية شيخ في محراب قلبي الفصل السابع 7 بقلم رحمة نبيل |
رواية شيخ في محراب قلبي الفصل السابع 7 بقلم رحمة نبيل
ملحوظة :
البارت اللي فات غلطت وقولت إن ماسة 28 سنة بس هي من عمر رشدي يعني 27 سنة وكانت غلطة مني فبعتذر ....
______________________________________
دخل بخطوات بطيئة مترددة للعيادة يخشى أن يصل إليها ويضطر لابعادها عن أحضانه ...يضطر لفقدان ذلك الدفء الذي يحيط قلبه ..
تحرك هادي خلف الممرضة التي أتت له سريعا ترشده لغرفة جوار مكتب الطبيب بها فراش صغير يشبه ذلك الذي في المستشفى مع كلمة بسيطة وبسمة بشوشة مطمئنة :
_ ثواني والدكتور يكون موجود ..
انهت حديثها لتخرج بهدوء تاركة خلفها هذا الثنائي الغريب بنظرات اغرب فـ..شيماء كانت ترمق هادي بنظرات تبدو وكأنها تصادف وجهه للمرة الأولى بينما هادي كان لا ينظر إليها يخشى أن تفضحه نظراته كما فعلت خفقات قلبه قبل قليل ...لذا كان يدعي شروده بعيدا عنها و في الحقيقة هذا سهل الأمر على شيماء لتتفحصة أكثر محاولة تبين أي علامة تدل على إدمانه ...هالات سوداء اي نحافة زائدة أو أي شيء يثبت إدمانه كما علمت ....لكن لا شيء هو كما يبدو عادة بجسد قوي شامخ وجه غير ذابل وعيون طبيعية .
قاطع هذا الهدوء المريب والمرهق للاعصاب دخول الطبيب تتبعة الممرضة وهو ينظر لشادي ببسمة فهو جارة في نفس العمارة :
_ استاذ هادي اهلا بيك .
نظر له هادي ببسمة بسيطة وهو يرحب بيه ...استدار الطبيب جهة شيماء واقترب منها وأخذ يفحص قدمها تحت تأوهاتها التي تحاول كتمها لكن يبدو أن دموعها كانت متمردة لذا لم تستطع منعها ابدا ...
كم آلمه قلبه لرؤية تلك الدموع لذا سريعا خرج من الغرفة وهو يتحجج أنه سيجري مكالمة لرشدي ..خرج من الغرفة تاركا الطبيب مع الممرضة وشيماء ثم أخرج هاتفه وهو يحاول تهدأة نفسه ثم أجرى اتصال برشدي الذي صرخ برعب وهو يخبره أنه سيأتي سريعا ......
لتمر دقائق تقريبا ويجد رشدي يقتحم المكان بعنف وكأنه في إحدى غاراته على وكر عصابات صارخا :
_ شيماء حصلها ايه يا هادي ؟؟؟
أشار له هادي أن يهدأ وهو يحاول التحدث والابتعاد عن تلك الحالة التي تلبسته بمجرد قربها منه :
_ أهدى هي كويسة الدكتور قال مجرد التواء مش اكتر وهو بيرده جوا .. وكمان شوية خدوش في رجليها هتتعالج مع الوقت .
لو كان يظن أن كلماته تلك هدأت من روع رشدي فهو مخطأ حيث أخذ رشدي يتحدث بجنون وهو يسب ذلك الذي أذى صغيرته اللطيفة ...يبدو الأمر كأب تأذت ابنته .
خرج الطبيب من الغرفة بعد صرخات عالية من شيماء كاد رشدي يدخل على إثرها للغرفة ليجعلها حطاما لكن هادي منعه وأخبره أن هذا طبيعي لأن الطبيب يقوم برد قدمها مجددا في وضعها الطبيعي لعلاج الالتواء......
_ الحمدلله الآنسة كويسة وزي ما بلغت الأستاذ هادي مفيش اي خطر انا هكتبلها على مسكنات ومراهم للجروح ...هتحاول بس تتفادى أنها تمشي أو تضغط على رجليها لفترة دي ..الف سلامة عليها .
أنهى الطبيب الحديث ببسمة عملية هادئة ثم تحرك جهة مكتبه ليستكمل عمله الذي تركه لأجل تلك الحالة الطارئة بينما ركض رشدي للغرفة سريعا وهو يرى صغيرته تتسطح بوجه متألم ويلتف حول قدمها رباط ابيض كبير ....تقدم منها سريعا وهو يقبل جبينها بحنان شديد هامسا باسمها بلطف :
_ شيماء .....
فتحت شيماء عينها ونظرت لرشدي ببسمة متوجعة وهي تقول بهدوء :
_ أنا كويسة يا رشدي والله هو بس رجلي اتلوت متخفش ...
نهض رشدي بهدوء وحملها ببطء شديد يخشى أن يؤلم قدمها لتلف هي يدها حول رقبته لا تخشى شيء ولا تخجل كما حدث مع هادي منذ قليل فهذا رشدي الذي حملها في حياتها أكثر مما كان يتنفس لذا لا ضير من اغماض عينها والسكون قليلا لكتفه الذي لطالما استقبل دموعها .......
خرج رشدي وهو يحمل شيماء بحنان ثم نظر لصديقه بامتنان شديد وكاد يتحدث لولا هادي الذي قاطعه وهو يلقي نظرة سريعة على ملاكه الصغير فقط ليطمئن قلبه لا اكثر :
_ خد شيماء انت...وانا هجيب العلاج واحصلكم ...
ابتسم له رشدي وهو رأسه ثم تحرك بهدوء جهة الخارج بينما تحرك هادي صوب الشخص الذي يسجل الأسماء وقام بدفع الأموال له ثم انتظر في الخارج حتى أحضرت له الممرضة الورقة المدون بها اسماء الأدوية وذهب ليحضرها سريعا بعد أن مر على مكتبه وتأكد أن لا أحد في انتظاره ثم ابلغ مساعده أن يهتم بالشئون هنا حتى يعود وهو لن يتأخر ...وسريعا اتجه لإحضار الأدوية لصغيرته .....
_______________
_ ماسة ؟؟؟؟؟
ابتسمت لها ماسة وهي تدخل للشقة وخلفها والدتها وماجد اخيها الذي يحمل هاتفه طوال الوقت لا ينزع عينه من عليه .....
_ مفاجأة مش كده ؟؟؟
ابتسمت اسماء بشدة وهي تهز رأسها بتأكيد ثم اتجهت لهم تعانقهما بحب شديد وكيف لا وهي لا تملك في هذه الحياة سواهم بعد عائلتها ولا تملك اغلى منهم بعد عائلتها .....وهذه الشقية ماسة التي لا تنفك تخرجها عن هدوئها تعدها بمثابة ابنة لم تنجبها ....لذا قالت بحب شديد :
_ مفاجأة قمر يا روحي ...بس مش قولتوا هتكونوا هنا بكرة !؟؟
ابتسمت سحر مشيرة لابنتها بغيظ شديد :
_ المفروض فعلا على أساس العربية بتاعة المرحوم هتخلص تصليح بكرة بس اقول ايه على بنتي ...راحت وقفت فوق دماغ الميكانيكي لغاية ما خلصها وجات و رأسها ألف سيف تيجي انهاردة وتعمل مفاجأة
ابتسمت لها اسماء بحب :
_ جدعة يابت يا ماسة كويس إنك عملتي كده ....ألا فين الواد ماجد ؟؟؟
أشارت ماسة بضيق لأخيها الذي سارع باحتلال الأريكة وهو مايزال ينظر في هاتفه الذي يصدر أصوات طلقات نارية وأسلحة وكأنه في حرب :
_ اهو متنيل بيلعب ....
ضحكت اسماء وهي تتجه له ساحبة اياه لتضمه بعنف مربتة على ظهره بحب ليخرج هو يده من خلف ظهرها ويكمل لعب وهو يقول :
_ ايه يا خالتي هخسر كدة اصبري ...
زجرته سحر بعنف على وقاحته لتضحك اسماء فهي لا تغضب ابدا من ذلك المشاكس الصغير فهو تربى برفقتهم حينما توفي والده فجأة وتعرضت اختها لمصاعب كثيرة هي وابنتها لذا اخذت هي الصغير وربته رفقة اولادها حتى كتب الله لأختها الاستقرار وجائت لتأخذه مجددا :
_ ايه يا سحر براحة على الواد ....العب راحتك يا قلبي
انهت اسماء حديثها وهي تمسك يده اختها بحماس شديد مشيرة لماسة ببسمة :
_ انا هاخد امك يا ماسة نجهز أكلة حلوة كده لينا كلنا وكمان اتكلم معاها لاحسن وحشتني وأنتِ خدي راحتك البيت بيتك مفيش حد هنا وشيماء خرجت تجيب طلبات وزمانها جاية مش عارفة اتأخرت ليه ؟؟
انهت حديثها وهي تسحب اختها للمطبخ مقررة الاتصال بابنتها لتطمئن ولكن بمجرد اتصالها صدر صوت هاتف من غرفة شيماء لتتحدث ماسة بصوت عالي وهي تتجه لإحدى الغرف :
_ التليفون بتاع شيماء هنا يا خالتي .....
انهت حديثها وهي تفتح الخزانة في تلك الغرفة ثم نظرت لها بنظرات مفكرة وسريعا مدت يدها وسحبت بعض الثياب المريحة وتحركت خارج الغرفة لغرفتها هي ووالدتها لتبدل ثيابها بتلك التي اخذتها منذ قليل فللحق هي متعبة لدرجة عدم قدرتها على إفراغ الحقائب والبحث فيها عما يناسب المنزل ...لذا لا ضير في استعارة بعض الثياب .
أثناء ابدال ثيابها سمعت صوت الباب الخارجي يفتح ثم يغلق مجددا لتسرع في ارتداء الثياب ببسمة وهي تنطلق من غرفتها لرؤية ابنة خالتها الصغيرة ببسمة واسعة .....
بينما في الخارج تحرك رشدي بأخته التي غفت على يده من كثرة البكاء ...كعادتها عندما تبكي كثيرا ...لذا تحرك نحو غرفتها بهدوء ووضعها في فراشها وقبل جبينها بحنان شديد ثم استدار ليخرج وهو ما يزال ينظر إليها ...أغلق الباب ببطء وحرص ثم استدار وما كاد يعتدل في وقفته حتى وجد شخص يصرخ في وجهه وهو يهجم عليه بالاحضان ليفزع ويعود للخلف كردة فعل طبيعية صارخا برعب ......
بينما ماسة كانت تنتظر أمام الباب وحينما وجدته يُفتح لم تمنح نفسها حتى الفرصة لرؤية من خرج وسرعان ما هجمت عليه تحتضنه بعنف ليعود ذلك الشخص للخلف والذي تقسم أنه ليس شيماء ...فمنذ متى وكانت شيماء تمتلك معدة مسطحة تستشعر تقاسيمها من ذلك الحضن ومنذ متى كان جسد شيماء صلب بهذه الدرجة ؟؟؟وبعد تفكير لم يستمر ثواني كانت تعلم هوية ذلك الشخص ولم تكد تبتعد عنه حتى شعرت بيد حديدية تقيدها إليه أكثر جاذبة إياها لغرفة مجاورة وسرعان ما أغلق الباب ليشدد ذلك الشخص العناق وهو يهتف ببسمة وعشق :
_ والله ما هو راجع ....
فزعت ماسة لما حدث خلال ثوانٍ ولم تستوعبه سوى الآن لتهدأ قليلا وهي تسكن في ذلك الحضن الدافئ هامسة بنبرة جعلته يشدد عناقها حتى كاد يدخلها لصدره :
_ وحشتني اوي يا أباظة ......
وهذه ميزة تتفرد بها تلك القطة، كما تفردت بعرش قلبه ..فهي الوحيدة المسموح لها بذكر ذلك الاسم أمامه بل أنه وللغرابة يشعر بلذة غريبة حينما يخرج من فمها هي وفي أكثر لحظاتهم حميمية ....ابتسم بعشق :
_ واباظة ميت من غير قطته....
ضحكت بخوفت وهي تحاول الابتعاد :
_ بس يا رشدي بغير والله
ضحك رشدي وهو يهمس لها بعشق :
_ وحشتيني يا ماستي ...
ابتسمت ماسة وهي تهمس له بغيظ :
_ ولما انا اتنيلت على عين أهلي ووحشتك مكلفتش نفسك تيجي وتزرني ليه ؟؟؟
عض رشدي على شفتيه بغيظ من تلك التي تتفنن في إخراجه من أكثر لحظاته انسجاما ...ليجيب عليها بحنق وهو يبتعد قليلا دون تركها :
_ عشان اتنيل على عين أهلى واستريح من لسانك اللي عايز يتخلع من جذوره .
ضحكت ماسة بشدة على حدثه ثم ضمته لها مجددا وهي تهمس بدلال تتقنه جيدا وتعلم أنه يلعب على اوتار ثباته كما لم يفعل شيء قبلا :
_ بس إنت عارف يا أباظة إن إنت بالذات اللي مقدرش أكلمه كلمة من لساني اللي عايز خلعه من جذوره ده ....
ابتسم رشدي وهو يرتب شعرها بحنان :
_ وحتى لو قلتي يا ماستي فأنا عارف ازاي اسكتك...
ابتسمت له ماسة وهي تغمز له بوقاحة :
_ ايوة ايوة قلة أدب عارفة .... طول عمرك سافل ياض يا رشدي وما شوفتش تربية من ايام ما كنت بتقولي هاتي بوسة واحنا في حضانة
فتح رشدي عينه بصدمة هذه الفتاة لن تتوقف يوما عن مفاجئته ...ليبعدها عنه وهو يرفعها من ثيابها :
_ أنتِ لسه بتذلي اهلي بيها ؟؟ وياريتني خدت البوسة ده أنتِ فضحتي امي وقتها ...بعدين قلة أدب مين يا ختي ليه شاقطك من على الدائري ولا جايبك من كازينو ؟؟؟ده انتِ مراتي يا معفنة ...
أبعدت ماسة يد رشدي عنها وهي تتخصر ساخرة :
_ وهل لاني مراتك ده يديك حق إنك تقل ادبك ؟؟؟
نظر رشدي لوضعيتها بحاجب مرفوع ثم هز رأسه برفض :
_ لا طبعا ميدنيش الحق بس يديني الحق إني اديكي بالجذمة...
رمقته ماسة بشر ليصرخ بها :
_ بت اتعدلي وأنتِ بتكلميني ...
اعتدلت ماسة سريعا وهي تنظر له بحنق شديد وهي تنفخ ثم قالت وهي تتجه للخارج :
_ انت بجد بقيت لا تطاق و.....
توقفت عن الحديث وهي تشعر به يجذبها من ثيابها من الخلف وهو يتحدث بصدمة يرمقها من أعلى لاسفل وكأنه لاحظها للتو :
_ يا مصيبتك السودة ؟؟؟؟ ده التيشيرت الجديد بتاعي ؟؟؟؟
نظرت له ببسمة غبية وهي تنظر لما ترتديه بصدمة :
_ هو ده جديد ؟؟؟ يا راجل وانا اقول الورقة التي في الضهر دي ايه ؟؟ فكرتك سايبها عشان ميفقدش قيمته .
صرخ بها رشدي وقد ملّ من ارتدائها الدائم لثيابه :
_ ده انا اللي هخلي قيمتك في الأرض دلوقتي يا صعلوقة يا شحاتة .... يابت ده انا بقيت اجيب لبسي وانا خايف مكنش اول واحد اجربه...اعمل فيكِ ايه ؟؟؟
ربنا ماسة على صدره بحنان :
_ أهدى بس إنت متعصبش نفسك عشان واحدة زيي أهدى بس الضغط هيعلي عليك ....
_ ما يتنيل يا ختي ما يتنيل وأنتِ مالك ؟؟؟ بعدين إيه ده ؟؟؟
كان يتحدث وهو يسحب حزام تضعه هي في منتصف التيشيرت لتضيقه من عند الخصر كفستان ...
_ حتى حزامي يا مؤمنة حتى حزامي ؟؟؟
ابتسمت ماسة وهي تبعد يده وتدور حول نفسها بفرحة :
_ بزمتك مش استايل حلو كمان الحزام لايق عليه ...
ابتسم رشدي وهو يهز رأسه برفض متحدثا بهدوء مصطنع :
_ على فكرة أنا عندي حزام تاني احلى ويليق عليه اكتر ...
ضيقت ماسة عينيها بتفكير :
_ ازاي ده ؟؟؟ انت قلبت دولابك كله ملقتش حاجة
كان رشدي يهز رأسه لها وهو يخلع حزامه الذي يرتديه لتلاحظه هي وتبتسم بتوتر وهي تتبلع ريقها متراجعة للخلف :
_ اه صح تصدقي إن ده احلى ؟؟ بس مش مشكلة خليك لابسة لما تقلعه يبقى أخده مش مهم ....
هز رشدي رأسه برفض :
_ والله ما يحصل هتاخديه دلوقتي يعني هتاخديه دلوقتي ....
_ ياراجل هامشي يعني مسقط البنطلون عشاني ...خلاص خليه
تحركت ماسة جهة الباب تزامنا مع انتهاء رشدي من فك الحزام ثم سريعا كانت تركض وهو خلفها وصياحهم يعلو في المنزل فكانت تركض حول الأريكة وهو يركض خلفها بينما ماجد يجلس على الأريكة ومازال يلعب في هاتف ده غير مهتم لما يحدث حوله ....و سحر واسماء لم تتدخل أي واحدة منهما فيبدو أنهما اعتادا كل هذا حينما يجتمع الاثنان سويا ....
_ اصبر بس هفهمك اصل انا كسلت افضي الشنطة وادور على لبس فملقتش غير لبسك ....يعني هتستخسر فيا تيشرت يا أباظة ؟؟؟؟
هدر رشدي فيها بغيظ وقد امسك بها :
_ اقولك على حاجة انا هقفل دولابي ده بقفل واياك سامعة اياك المحك في محيط دولابي باتنين متر ....
ابتسمت له ماسة وهي تهز رأسها بإيجاب ثم اندفعت وقبلت خده سريعا وهي تبتسم له بحب :
_ خلاص قلبك طيب ....
نظر رشدي سريعا لماجد بطرف عينه ليجده ما يزال ينظر في الهاتف الخاص به ...لذا اقترب منها سريعا وضمها بحب شديد وهمس لها ببسمة خبيثة :
_ طب ت......
قاطع حديثه صوت رنين الباب ليبعدها رشدي سريعا مشيرا لغرفتها بحزم :
_ ملمحش طيفك برة يا ماسة ...
هزت ماسة رأسها ببسمة هادئة ثم تحركت بهدوء ودون عناد كعادتها نحو غرفتها فهي تعلم جيدا أنها لا يجب أن تعارضه في هكذا أمور...نعم تمزح وتعاند وتشاكس لكنها تمتلك من النضج ما يجعلها تفرق بين المزاح والجد وهي تثق برشدي كثيرا لذا تطيعه دائما حتى لو تركت روحها بين كفيه ستكون واثقة أنه سيحافظ عليها بروحه ... وأن أوامره كلها تكون لأجلها ولمصلحتها هي ....
تحرك رشدي صوب الباب وهو يعلم الطارق جيدا...نظر خلفه يتأكد من دخول ماسة للغرفة ....حتى فتح الباب وهو يبتسم لهادي داعيا إياه للدخول بهدوء شديد وبسمة ...ليدخل هادي وهو يبادله الابتسام وعينه تدور في المكان على أمل أن يلمحها ...يعلم أن هذا مستحيل لكن هذا القلب الاحمق ما زال يبحث عن أي أمل ليروي ظمأه بمحياها..........
___________________________
_ ابوكِ اتصل ....
وكانت تلك الكلمة كفيلة لتنقلب ملامح فاطمة من التوتر الشديد للمقابلة بعد العشاء للغضب المكتوم..لتهمهم بعدم اهتمام :
_ اممممم
استمرت منيرة في التحدث رغم معرفتها لكره ابنتها ذلك لكن في النهاية هذا والدها بحق الله :
_ سأل عنك وقال هيبعتلك فلوس عشان تجيبي لبس للشتا وااا.....
توقفت وترددت عن اكمال حديثها لرؤية دموع ابنتها الحبيسة تتناول الطعام وكأنها تبتلع اشواك :
_ خلاص كملي اكل مش هفتح الموضوع ده تاني
هزت فاطمة رأسها بإيجاب وهي تمسح دموعها بثيابها تحاول اخفاء وجعها من ذلك الذي يسمى ظلما والدها ....لكم هي الحياة قاسية لا تعطيك كل شيء وإن فعلت لا تأمن غدرها فستجدها متربصة لك في أحد الأركان بانتظار أن تطمأن لها حتى تسحب اغلى شيء على قلبك بعيدا عنك مستمتعة برؤية تلك النظرة الموجوعة على وجههك ......
نهضت بهدوء من مقعدها تتجه لغرفتها وهي تردد بنبرة منخفضة :
_ هجهز عشان اروح للشيخ ......
واتبعت كلمتها وهي تختفي من أمام والدتها التي ندمت التحدث في ذلك الأمر فيبدو أن جرح ابنتها لم يبرأ بعد من جهة والدها .....
_____________
كان الجميع يتناول العشاء بهدوء شديد ليقطع هذا الهدوء صوت بثينة الحانق وهي تصب بعض الطعام للجميع :
_ مش الدكتورة شرفت ؟؟
انتبهت لها والدتها و زوجة عمها بعدم فهم لتجلس وهي ترمق هادي الذي يتناول طعام بهدوء شديد دون أدنى اهتمام ...
_ قصدي ماسة بنت سحر .
زفرت والدتها بضيق كبير وهي تتناول طعامها محذرة إياها :
_ واحنا مالنا بيهم يابنتي ....اسمعي يا بثينة بلاش مشاكل زي كل مرة مع ماسة أنتِ عارفاها مش بتسكت لا هي ولا امها واحنا مش نقصين وجع قلب الله يسترك ....
_ ايه ياما وانا قولت حاجة يعني ؟؟؟انا بقول انها جات انهاردة .
نظرت لها والدتها نظرة ساخرة :
_ لا ياحبيبتي مقولتيش حاجة بس انا عارفاكي كويس اوي يا بنت بطني وعشان كده بقولك بلاش مشاكل .
زفرت بثينة وهي تهز رأسها بعدم اقتناع ثم نظرت لهادي الذي لم يبدي أدنى اهتمام بما يقولون :
_ كل يا هادي بطاطس إنت بتحبها ...
ابتسم لها هادي بهدوء وهو يهز رأسه :
_ بأكل يا بثينة تسلم ايدك ...
ابتسمت بثينة باتساع من حديثه بينما هو كان شاردا في ذلك الملاك الصغير الذي يقع على بعد منزلين من منزله .....
رمقت والدة هادي بثينة بضيق وهي تمضغ طعامها لا يعجبها ابدا تصرفاتها اللزجة تلك تجاه ابنها ... لكن ماذا تفعل لا يمكنها قول شيء فهي حتى الآن لم تخطأ على الاقل أمامها .........
________________________
كانت تقف وهي تشعر أنه إن تأخر فتح الباب فستركض عودة لمنزلها ولن تهتم بأي شيء ...هي في الأساس أتت لهنا دون إرادة ...
زفرت بضيق وهي تستدير للذهاب لولا سماعها لصوت وداد خلفها وهي تقول :
_ تعالي يابنتي معلش كنت بصلي المغرب عشان اتأخرت ....تعالى ادخلي زكريا مستنيكِ جوا ...
انهت حديثها وهي تتنحى جانبا مفسحة لها الطريق لتدخل وبمجرد دخولها وصل لها صوت جدال عالي نسبيا لتنظر بخجل صوب وداد التي تقدمتها بحنق شديد مردفة :
_ تعالي يا حبيبتي دول شوية عيال بتتخانق متقلقيش ...
تقدمت فاطمة خلفها بتعجب تتساءل أي اطفال تقصد ؟؟؟فهي تسمع صوت رجال ...وحينما وصلت لمصدر الصوت ادركت جيدا ما تقصده وداد بحديثها
_ هل تغش ؟؟؟ يالله هل تغش بهذا العمر ؟؟؟
كان هذا صوت زكريا الذي خرج متعجبا مما فعل والده فهما يلعبان لعبة معلومات دينية ....فاستغل لؤي استدارة زكريا وذهابه لإحضار ماء ودخل على الانترنت للتأكد من إجابته فحتى الآن زكريا متفوق عليه بنقطتين وبهذا الشكل سيخسر لا محالة لكن ما لم يتوقعه هو أن زكريا أمسك به وهو يحاول الغش ليبدأ الصراخ ....اجابه لؤي بحنق وهو يرفع رأسه له :
_ مش فاهم ايه يعني اغش في العمر ده ؟؟هو انا بركب عجل ؟؟؟
رمقه زكريا بغيظ :
_ وتمزح؟؟؟ مابك يا أبي المفترض أنك قدوتي هنا ...لما لجئت للغش ؟؟؟
نظر له لؤي بتفكير ثم قال مستهزئا :
_ يمكن عشان إنت سابقني بنقط كتير ؟؟
_ ليس مبرر ارجوك ... سوف نلغي هذا السؤال ونعيده منذ البداية وذكرني أن نتحدث فيما بعد عن عواقب الغش سيد لؤي .... ألا تخجل من نفسك يا ابي ؟؟؟
هز لؤي رأسه ببسمة قائلا ببرود :
_ لا ......
كانت فاطمة تقف بالقرب منهما ولم ينتبه لها أحد تفكر هل هذا الشخص طبيعي ؟؟؟ هل يتحدث الفصحى دائما ام ماذا ؟؟؟ خرجت من شرودها على صوت وداد التي سحبت يدها برفق متجهة صوب طاولة الطعام التي تقابل مقاعدهم وقالت بصوت حانق :
_ زكريا.... فاطمة جات
تنحنح زكريا بحرج فهو لم ينتبه لها منذ دخلت لينهض بهدوء متجها لطاولة الطعام ويجلس على بعد مناسب منها بينما جلست والدته مقابلهم وهي تقوم بخياطة بعض الملابس و لؤي في الخلف يتصفح هاتف زكريا بعدما تركه له ......
اجلى زكريا حلقه وهو يحمل أحد المصاحف من على الطاولة متحدثا بهدوء :
_ هل حفظتي ما طلبته منكِ ؟؟؟؟
رمقته فاطمة بتوتر ثم اخرجت مصحفها الخاص وهي تضعه أمامها مجيبة :
_ هو انا كنت ....اصل .....
رفع زكريا عينه يرمقها بترقب ثم انزلها مجددا وقال ببسمة :
_ محفظتيش ؟؟؟؟
تعجبت فاطمة بسمته لتهز رأسها بإيجاب ...أغلق زكريا المصحف وهو يتنهد بتعب ثم قال ببسمة لم تنمحي من وجهه :
_ حسنا اليوم سندرس الاحكام سويا قبل البدء في أي شيء ...حسنا ؟؟؟؟
هزت فاطمة رأسها بخجل .. و لم تخبره أنها بالفعل حفظت لكنها متوترة وبشدة لذا سعدت وارتاحت كثيرا حينما أجل الأمر .....
بدأ زكريا حديثه بهدوء شديد وقد أحضر سبورة صغيرة يحتفظ بها وشرع يشرح لها كافة الأحكام
وهي تراقبه باهتمام شديد تحاول أن تستوعب كل شيء يقوله لكن فجأة صدح صوت عالي في المكان يكسر هذا الجو الهادئ والذي كان صادرا من هاتف زكريا الذي يحتل يد والده ليرمق زكريا والده بحنق وهو يتحدث بهدوء واحترام :
_ حاج لؤي ...اعتذر على ازعاجك وتخريب جلستك لكن أنا أتحدث هنا لذا رجاءا.....
ابتسم لؤي له وهو يغلق الهاتف بخجل فقد فتح فيديو لمباراة قدم دون أن ينتبه وانسجم فيها ...:
_ اه بعتذر ما اخدتش بالي ...كملوا خلاص .
زفر زكريا واعاد نظره لفاطمة التي كانت تضيق بين حاجبيها بتعجب شديد من الاسم الذي سمعته للتو ....هل قال لؤي ؟؟؟ حسنا الأمر ليس غريبا ابدا لكن الغريب هو أنه سمى ابنه زكريا وهو اسمه لؤي ...
_ ايوة اسمي زكريا لؤي ....
انتبهت فاطمة على صوت زكريا الذي تحدث ببساطة لها يعلم جيدا بما تفكر لتتنحنح بخجل وهي تعتدل في جلستها وتكمل معه درس اليوم بينما نهضت وداد متجهة للمطبخ وقد اشتمت رائحة نضج الكعكة التي صنعتها لتقدم منها لفاطمة إلى جانب العصير ...
مرت دقائق أخرى ليتحدث زكريا وهو يلاحظ حيرة فاطمة وترددها :
_ فيه حاجة صعبة أو محتاجة تتعاد تاني ؟؟؟
نظرت فاطمة ارضا بخجل تهز رأسها بلا فهي ارهقته حقا كل دقيقة يعيد لها نفس الشيء ...علم زكريا أنها تكدب عليه ولم يكد يتحدث لها حتى سمع صوت صراخ يصدح في المنزل .........
____________________
_ كويسة دلوقتي ؟؟؟؟
نظرت شيماء جوارها تبتسم لماسة التي لم تتركها منذ علمت بحادثتها وهي تلازمها ....
_ والله يا ماسة انا كويسة ...روحي ارتاحي يابنتي أنتِ جاية من سفر ومرتاحتيش لغاية دلوقتي ..
هزت ماسة رأسها برفض للأمر وهي تنهض وتعدل من وضع الوسادة اسفل قدمها :
_ ملحوق على النوم يا بنتي المهم نقعد سوا زي زمان ....
ابتسمت لها شيماء بحب شديد لكم تحترم ماسة وتقدرها دائما ...لكن ما ينغص عليها الأمر هو شجارها الدائم مع بثينة التي كلما أتت تسبب لها المشاكل ....
وقفت ماسة أمام شيماء وهي تبتسم لها مفكرة في شيء :
_ إيه رأيك نعمل سهرة حلوة ونتفرج على فيلم رومانسي ؟؟؟
كادت شيماء تجيبها لولا رؤيتها لأخيها يقف خلف ماسة وهو يبتسم لتتحدث وهي تشير لماسة :
_ وليه ما تعيشي الفيلم حصري ؟؟؟
لم تفهم ماسة حديثها حتى شعرت بهمس في أذنها :
_ البنت شيماء دي بتفهم والله
كان ذلك رشدي الذي استند بذقنه على كتف ماسة ثم همس لها مجددا :
_ تعالي عايزك ...
أنهى حديثه وهو يعتدل جاذبا إياها ثم ابتسم لشيماء ووضع لها حقيبة كبيرة :
_ جهزي السهرة وانا معاكم بس هاخد ماسة دقايق ....
أنهى حديثه مقبلا رأس شيماء ثم خرج رفقة ماسة وهو يجذبها لغرفته ملقيا التحية على والدته و والده وخالته ...ثم دخل الغرفة واغلق الباب ليتحدث والده بحنق :
_ شوف الواد واخد البنت عيني عينك كده قدامنا مفيش احترام ابدا .
ضحكت اسماء وهي تعطيه بعض التسالي :
_ مراته يا ابراهيم مراته يا حبيبي وكله عارف كده وعملوا اشهار وكتبوا الكتاب يعني شرعا وقانونا وكل حاجة مراته كل انت بس واتفرج ...
رمقها ابراهيم بغيظ وهو يأكل .....
ليسمع الجميع جرس الباب ....نهض ابراهيم لفتح الباب بتعجب فالجميع هنا إذا من الطارق ...بمجرد فتح الباب ابتسم بلطف مرحبا بالزائر :
_ اهلا يا بوسي ادخلي شيماء جوا....
دخلت بثينة ببسمة وهي تحمل حقائب بها فاكهه :
_ هادي بلغني إن شيماء تعبانة فجيت اشوفها ....
ابتسم لها ابراهيم وهو يحمل الحقائب معاتبا :
_ ليه بس كده يابنتي تعبتي نفسك ....
_ تعبك راحة يا عمي ....هي فين شيماء ؟؟؟
أشار لها ابراهيم :
_ في اوضتها يابنتي ادخلي ليها ...
ابتسمت له ثم دخلت للغرفة بعد أن القت التحية على الجالسين لترد عليها أسماء بود وبسمة عكس سحر .....
دخلت بثينة لغرفة شيماء وهي تبتسم لها :
_ القمر اللي تعبان .....
ابتسمت شيماء بلطف لبثينة وهي تشير لها بالتقدم :
_ بوسي تعالي ....مين اللي قالك ؟؟؟
جلست بثينة ثم أجابت وهي تحاول أن تداري حنقها :
_ هادي بلغني إن فيه سواق ابن حرام خبطك وجري ...
_ الحمدلله انا بخير متقلقيش ....
ثم صمتت قليلا وقالت بتردد وخجل بعض الشيء :
_ هادي ربنا يسعده لولاه كنت فضلت كتير لغاية ما يوصل رشدي
همهمت لها بثينة بغيظ مخفي ثم قالت وهي تحاول تصنع البسمة والمشاكسة :
_ شالك ولا ايه ؟؟؟
نظرت لها شيماء بتفاجئ وخجل شديد لتكمل بثينة بضحكة ومزاح مصطنع تخفي خلفه غل وحقد :
_ اصل يعني أنتِ مكنتيش قادرة تمشي فاكيد يعني شالك .....
انهت حديثها لتنظر شيماء ليدها وهي تحركها بخجل ثم هزت رأسها بإيجاب لتشتعل بثينة من ردها وتقول دون تفكير :
_ طب كويس إنه مكانش لسه واخد جرعة لاحسن كان اتسطل ووقع بيكِ ...
رمقتها شيماء بصدمة لا تصدق أنها تقول هذا على ابن عمها حتى لو كان مدمنا بحق ....لذا قالت وهي تفكر في حديثها ذاك :
_ تعرفي مش باين خالص عليه أي حاجة ....
_ قصدك مدمن يعني ؟؟؟
هزت شيماء رأسها بإيجاب لتبتسم بثينة وهي على وشك بث المزيد من السموم لولا ذلك الصوت الذي تبغضه وبشدة .....
كانت ماسة على وشك الدخول لغرفة شيماء حتى سمعت حديث بثينة على هادي لتغضب وبشدة ...تعلم جيدا أنها تضع عينها على هادي ....وهادي عاشق لتلك الحمقاء التي تستمع لها كالمغيبة لذا لابد أنها تحاول أن تجعل شيماء تكرهه لكن هل وصلت لهذه الدرجة من الانحطاط ؟؟؟؟
دخلت سريعا وهي تشهق بتفاجئ :
_ يا مصيبتي ....هادي مدمن ؟؟؟
التفتت بثينة لماسة بصدمة وهي تنظر لها بتوتر فهي لم تكن ترغب في نشر الأمر فقط شيماء لتكرهه ....كادت تفتح فمها لولا صوت بثينة العالي :
_ لا لازم رشدي يعرف ده صاحبه برضو وكمان لازم ينصحه .....رشدي......يا رشدي ....رشدي تعالى بسرعة لو سمحت .
انهت حديثها وهي تنظر ببسمة خبيثة لبثينة جعلت بثينة تبتلع ريقها برعب .....
__________________
انتفض زكريا سريعا بسبب ذلك الصراخ والذي لم يكن سوى صراخ والدته ...ركض سريعا جهة المطبخ وقبل أن يصل له وجد والدته تخرج وهي تصرخ برعب :
_ فار ...فار في المطبخ يا زكريا فار .
وعلى ذكر الفأر انتفضت فاطمة بفزع وهي تركض بعيدا عن الطاولة ليشير لهم زكريا بالهدوء ويتجه مع والده للمطبخ تتبعه والدته، لكن استطاع الفأر الفرار منه و خرج من المطبخ للصالون حيث فاطمة التي أخذت تتحرك بخوف في المكان دون إصدار أي صوت لكن لم تتحمل الأمر فأخذت تصرخ باشمئزاز وهي تركض صوب المطبخ حيث الجميع ....
كان زكريا يبحث في المطبخ عن العصا التي يحتفظون بها تحسبا لأي ظرف كهذا .....واخيرا امسك بها وما كاد يسحبها من خلف الثلاجة حتى سمع صراخ فاطمة يقترب منهم .....
دخلت فاطمة المطبخ برعب وهي تتمسك في وداد متراجعة حتى اصطدم ظهرها في رف الأواني خلفها ......مما أدى لاختلالهم
كان زكريا يسحب العصا يتجهز للامساك بذلك الفأر لكن فجأة سمع صوت اصطدام بالرف الذي يمتد بعرض الحائط و قبل أن يتمكن من رفع رأسه كانت الأواني كلها تسقط على رأسه ليعلو صراخه في المنزل كله ....
ضربت وداد على صدرها بفزع وهي تصرخ :
ابني.....
يتبع...
لقراءة الفصل الثامن اضغط على : ( رواية شيخ في محراب قلبي الفصل الثامن )
لقراءة باقي الفصول اضغط على : ( رواية شيخ في محراب قلبي )