رواية إنها الوحدة يا سيدتي الحلقة الخامسة 5 بقلم لوجين محمود
رواية إنها الوحدة يا سيدتي الجزء الخامس 5 بقلم لوجين محمود
رواية إنها الوحدة يا سيدتي البارت الخامس 5 بقلم لوجين محمود
رواية إنها الوحدة يا سيدتي الفصل الخامس 5 بقلم لوجين محمود |
رواية إنها الوحدة يا سيدتي الفصل الخامس 5 بقلم لوجين محمود
_ نعم ؟!
_ مش قادر يا وحيد.
_ مش قادر ايه انت عايز تجنني دا انت يادوب كاتب كتابك.
_و المصيبة إني بحبها.
_اومال ايه بقي؟
_ عايزة تشتغل و انا رافض الفكرة و مش قابل النقاش فيها.
_ دا بجد.
_ وحيد متقللش من الموضوع لأنه مهم بالنسبالي انا مش هقبل إنها تشتغل قطعاً ،و هي راكبة دماغها و اختارت الشغل.
_ أولاً انا مش بقلل من المزضوع ...ثانياً انا شايفك بتتكلم بعصبيه انت بتتكلم معاها بنفس الأسلوب دا ؟
_ اه
_ يا بجاحتك.
_ عايزني اعمل ايه اسقفلها انا مش قادر اتقبل الفكرة افهموني.
_ و انت جربت تفهمها.
_ مش عايز افهم لأني مش هقتنع
_ ماهو طول مانت مش عايز تسمع يبقي براحتك البس بقي.
صمت وحيد،و بدا يهز احمد قدمه بتوتر،ثم نظر لصديقه يقول:
_ اتفضل اتكلم اهو هسمعك.
_ ايه وجهت نظرها من الشغل هي ليه عايزة تشتغل.
_ عشان خايفة.
_ منك ؟
_ لا بتقول مش ضامنين الظروف ممكن يجرالك حاجة،و انا عايزة يبقي عندي دخلي الخاص،و كلام ملوش لازمه.
_ ليه ملوش لازمه ما ممكن يكون عندها حق.
_ حتي لو عندها حق انا مش عايزها تشتغل.
_ طيب جربت في حل وسط.
_ ازاي.
_ انها تشتغل من البيت مثلاً، في شغل كتير اون لاين.
_ انا محاولتش احل معاها الموضوع الصراحة.
_ عشان ...استغفر الله العظيم يا بني افهم ، انت لازم تحاول معاها و تسايسها دا مفيش اسهل من إنك تسايس ست.
_ إلا دي دماغها ناشفة.
_ انت محاولتش اصلاً عشان تقول دماغها ناشفة ما يمكن بتعند بسببك.
_ اتفضل قول حل و انا هنفذه.
_ اسمعها و هي تسمعك بهدوء، و بقررلك تاني بهدوء يا احمد لحد ما توصلوا لحل وسط، و انا متأكد إنك طالما بتحبها و هي بنحبك، هتعرفوا توصلوا لحل .
_ هحاول
_ انا عارف إنك هتعمل كده و هتقدر توصل لحل لأنك بتحبها بجد دا انت صدعتنا يا اخي و للفتنا حاولين نفسنا لما روحت تتقملها و يوم كتب الكتاب كنت طاير بيها وماشي تزل العيال عشان بقيت متجوز و عمال تقول زي الاهبل: ( مراتي فين.... مراتي راحت... اصل مراتي بتتصل.... هسيبكوا بقي عشان اقابل مراتي )
عايز تنسي كل دا بسبب خلاف، لسه الخلافات جاية كتير يا احمد، خليك انت الطرف اللي بيحل ،ربنا خلقنا قوامين بنقدر نتحكم في مشاعرنا مش العكس.
_ هموت و اعرف عرفت دا كله منين؟!
_ الكتب مخلتش حاجه و محسوبك مثقف بقي.
كان وحيد يمشي علي الجسر يتأمل النهر، نظر حوله و هو يحدث نفسه يقول :
_ انتي فين ، انا محتاجك
قال شارداً:
_ انا اتغيرت و بقي حوليا صحاب و ناس بتسأل عليا، بس لسه مشتاق لصوت طيفك ،ليه سيبتيني انا مستعد ارجع مجنون تاني بس تبقي معايا.
رفع عينيه للسماء يقول:
_ انا عايزها يا رب انت العالم بحالي، مش عارف هي مين، و طلعت ازاي في حياتي، بس اجمعني بيها يا رب.
مشي من الجسر يحمل في قلبه حزناً علي فراقها، ظل يمشي حتي وقف ليقوم بعبور الطريق، و بينما هو يمشي لا يدري ما حوله شعر باصتدام قوي و لم يدري بأي شئ، سوي أنه شاهدها امامه، تنظر و الدموع في عينيها، ابتسم لأنه رأها حتي و إن كانت آخر شيء يراه، اغمض عينيه مستسلماً لشعور الالم اللذي داهمه.
فتح عينيه فوجد نفسه في غرفة بيضاء نظر للغطاء فوجده ابيض فقال و هو يمسك راسه :
_ انا مت لا ايه
_ بعد الشر انت كويس ...انا اسفه بجد والله حضرتك اللي طلعت قدامي فجائه و...
اكملت الكلام و هي تبكي بخوف فنظر لها ببلاها، لا يصدق أنها امامه،هل هي حقيقة؟ ام انه في حلم.
دخل الطبيب ليقول:
_حمد لله علي السلامه هنعمل فحص لحضرتك دلوقتي ؛عشان نطمن عليك.
_ لو في اي اضرار انا مستعدة اتكفل بيها.
رد الدكتور عليها يقول:
_ إن شاء الله مفيش اضرار
قال وحيد و هو يمسك يد الطبيب فجاءة :
_ هي بجد انت شايفها؟!
قالت و هي تبكي مجددا:
_ الراجل اتجنن يا مصبتي، والله هو ظهر قدامي، انا معرفش طلع امتي؟
رد الطبيب عليها :
_ اهدي يا فندم ،انا لسه معملتش الفحص .
قام الطبيب بفحصه تحت انظار الصدمه علي وحيد ينظر لها و لا يصدق أنها حقيقة امامه، قال الطبيب بعد انتهائه من الفحص :
_ حتي الآن مفيش مشكله،هخليهم يعملوا شوية اشاعة عشان نتأكد
كان هذا صوت الطبيب ثم خرج فنظرت هي له تقول :
_ حضرتك معاك رقم حد من قرايبك.
_ ها .
_ ركز الله يكرمك رقم حد من قرايبك معاك .
_ انتي إسمك ايه؟
شعرت بالتعجب من سؤاله فقالت برسميه
_ سهاد عيد
قام بارجاع راسه مريحاً علي ظهر السرير، نظر للسقف و هو يقول بهمس و هو مغمض العينين :
_سهاد
ثم تنهد يقول:
_ اخيراً
_ يا استاذ مجوبتش علي سؤالي.
_السلام عليكم
كان هذا صوت رجل يبدو عليه كبر السن، قامت سهاد من مكانها تحتضنه و هي تقول :
_ اتأخرت ليه يا بابا؟
_ معلش يا حبيبتي الطريق كان فيه مشكله .
_ احم احم
نظر والدها تجاه، الصوت امر ابنته بالخروج من الغرفة،ثم اتجه إلى الكرسي، و جلس مقابل السرير الذي يجلس فيه وحيد و هو يقول:
_ بنتي خبطتك بالعربية، بس هي قالت إنك ظهرت قدامها فجاءة و اظن هي ملهاش زمب، يعني ممكن ننهي الموضوع ودي.
اعتدل وحيد في جلسته يقول:
_ سيبك بقي من الحوار دا عشان في حاجه اهم عايز اتكلم فيها مع حضرتك ،بس مش هنا في بيت حضرتك مع كوبيتين شاي .
كان يقف معها علي الجسر الذي شاهد علي وحدته ،علي كل الم و فقد شعر به، سرد لها حكايته منذ أن ولد حتي اللحظه التي قام بطلب يدها للزواج.
_ عارفة اللي بيقول انا من ساعت ما شوفتك ما فرقتيش خيالي، اهو دا اللي حصلي بالظبط، انا حبيتك كده من غير شروط أو اسباب، قلبي اختارك و انتي نعمة الاختيار.
انتهي من السر فوجدها تنظر له و الدموع في عينيها تأبي الخروج رفع وحيد نظره لها فلمح دموعها قال و هو يلتفت يوليها ظهره واضعاً يديه علي الجسر قائلاً :
_ بلاش نظرة الشفقة دي.
لم يأتي منها اي رد سوي أنها احتضنته من ظهره تبكي بشده عليه ،فابتسم و ظل يربت علي يديها؛ليشعرها أنه بخير ثم التفت لها يأخذها بين احضانه لتهدا من نوبة بكائها و يهدا قلبه قليلاً من المه.
_ هتفضلي تعيطي كده كتير، هتندميني إني حكيتلك.
رفعت رأسها له تقول وسط دموعها :
_دي مش مجرد شفقه يا وحيد، انا حسيت بوجعك؛ عشان حبيتك لما اتقدمتلي اول ما بصيت في عيونك اطمنت، هو دا الإحساس اللي كنت مستنياه، إني اتطمن و لما بقيت تزورنا في البيت لما اتخطبنا كل يوم مشاعر الحب كانت بتذيد جوايا ،من كل مرة كنت بتثبت قد ايه إنك تستاهل بمعاملتك اللي كان فيها كل تقدير و احترام .
نظر لها بحب علي كلماتها التي اثلجت قلبه، اكملت تقول:
_ انا بحبك بجد و مش هتحس تاني إنك لوحدك، كله هيبقي تمام
_ انا واثق .
احتضنته مرة اخري فقال بمرح:
_ في اتنين يعيطوا بالشكل دا و فرحهم بكرة .
نظرت له بخجل تحرك رأسها نافيه فاسترسل الحديث قائلاً:
_ مش مصدق الفرحة اللي هتدخل قلبي بكرة.
_ لا صدق انت صبرت كتير و تستاهل فرحة كبية زي قلبك.
_يا بخت قلبي بحبك.
ينتظر وحيد قدومها و طلتها فستان الزفاف يشعر بالكثير من المشاعر، قلق، فرح ، وحماس يشعل قلبه .
_ ايه يبني التوتر الاوفر دا.
كان هذا صوت عمار فرد عليه كرم :
_ عريس يا عم بقي و كده عقبالي يا رب.
نظر له وحيد و قال :
_ ولا عينك دي هتبوظلي اليوم ،قل اعوذ برب الفلق.
_ يعني كنت اول واحد يتجوز .
ثم اشاح كرم بيده فنظر له وحيد يقول:
_ عارف عشان انا فرحان بس مش هرد عليك.
قاطعهم صوت فتاه تنبه وحيد ليأخذ عروسته.
توتر فجاءه فقال له عمار :
_ احني هنبداها كده و لا ايه ركز يا وحيد الله يكرمك، ادخل هاتها عشان منتاخرش.
دخل وحيد الغرفة التي بها العروس تقف في منتصفها، ظل يتقدم و هو يردد داخله
( مش هعيط )
مجرد أن شعرت به التفتت له علي مهل و هي تنظر بخجل شديد فقبض علي يده و اغمض عينيه ليستجمع قواه و لا يبكي،و لكنه لم يستطيع، فاقترب منها و اخذها بين احضانه يبكي علي كتفها ،فما كان منها إلا أن تربت علي ظهره بحنان، فهي تشعر به و بفرحته ،شدد من احتضانه و اطال قليلاً ليشبع قلبه،ثم ابتعد عنها و قبل جبينها و ابتسم يقول بهمس:
_ زي القمر
قالت و هي تشعر بالخجل:
_ و انت كمان
_ و انا كمان ايه؟
_ قمر .
_ يا وعدي .
ضحكت بخجل ثم قالت :
_ في ناس مستنيانا برة علي فكرة .
_ انا كنت فاكر لما متحوطيش ميكب الوضع هيخف، بس طلعتي ملاك اخرجك ازاي دلوقتي .
_ وحيد متهزرش هنتاخر و احني مصدقنا لقينا القاعة دي بطلوع الروح.
_ حاضر عشان خاطر عيونك بس.
امسك يدها و خرج بها فكان الجميع باستقباله في الخارج انهالت الزغاريط، و الفرحة، و ترحيبات اصدقائه شعر بالراحة بوجدهم قربه من بداية اليوم يساعدونه في تجهيز كل شئ قبل أن يطلب منهم.
صرخاتها تضج اركان المستشفي يقف علي باب العمليات متوتراً حتي سمع صوت بكاء طفل فابتهج قلبه.
_ مبروك يا صحبي
_ الله يبارك فيك يا احمد تعبتك معايا و قلقتك.
_ ايه الهبل دا يا وحيد، انت اخويا
تقدمت الممرضة من وحيد تسلمه ابنه و هي تقول :
_ يتربي في عزك ولد اللهم بارك .
اخذه وحيد بين احضانه، و جلس مكانه رفع راسه للسماء يحمد ربه و قلبه يرتجف من سكون الطفل بين يديه، بدا بالتكبير في اذنه ثم قال بهمس و هو يبكي :
_ كنت مستنيك بقالي كتير اوي، اي نعم طلع عيني بس كله يهون.
مسح دموعه و اكمل :
_طبعا ماما تعبت كتير ،و اكتر مني ميت مرة ،بس كانت عصبيه اوي ،و بعد ما تتعصب تعيط و انا كل مرة اهديها ،و طلبات الفجر بقي كنت بنزل الفجر عشان ادور علي تين شوكي و خنقات كمان عشان نختار اسمك .
ادمع عينيه مرة اخري و هو يقول :
_ بس انا خلاص قررت هسميك عبد الرازق، كلهم بيقولوا اسم كبير عليك، و ايه يعني مانت مسيرك تكبر و هتحب الاسم عشان انت رزق من ربنا اللي رزق وحيد بيه يا نور عين بابا، مشتاق اوي تقولي يا بابا.
ابستم نظر حوله فعلم أن صاحبه قرر أن ينسحب و يتركه مع ولده فقال:
_ عمك مشي و انا عمال ارغي معاك .
قام يقف و هو يقول:
_ يلا نروح لماما زمانها بتشتمني دلوقتي.
ارتفع صوته و هو يدخل إلي الغرفة التي بها زوجته يقول :
_ يا ام عبد الرازق.
ارتفع صوت وحيد يقول في خلفية المشهد:
(( بلاش تتمنوا الوحدة لأنها مش زي ما انتوا متخيلين هدوء و راحة لا ،دي خوف و قلق ممكن تصيب عقلك بالجنون ،و انت لوحدك مش لاقي اللي تشاركه فرحك بإنجاز عملته ،أو حد يطبطب عليك في وقت انت محتاج فيه اللي يطبطب علي قلبك بكلمه ،أو حد يكون جنبك وقت مرضك يراعيك،هتخاف تموت لوحدك و ميزعلش علي فراقك غير حيطان البيت،حب عيلتك و صحابك قرب منهم اوي و حس بنعمة ربنا ))
لقراءة باقي الفصول اضغط على : ( رواية إنها الوحدة يا سيدتي )