رواية سدفة الفصل الأول 1 بقلم آية شاكر

رواية سدفة الحلقة الأولى 1 بقلم آية شاكر
رواية سدفة الجزء الأول 1 بقلم آية شاكر
رواية سدفة البارت الأول 1 بقلم آية شاكر
رواية سدفة الفصل الأول 1 بقلم آية شاكر

رواية سدفة الفصل الأول 1 بقلم آية شاكر

بعد صلاة الفجر وفي جوٍ عليل كانت نسمات الهواء تلمس صفحة وجهي بحنان، وتداعب خصلات شعري السوداء الناعمة التي تبعثرت على وجهي وكادت تدخل لعيني.

كنتُ صبية في عمر الزهور، أقف في شرفة إحدى الغرف بمستشفى حكومي أرتدي منامتي الصيفية التي لم أجد متسعًا من الوقت لتغيرها وأحمل أخي الذي لم يتجاوز العامين بين ذراعيّ فقد هدأ للتو وتوقف عن البكاء..

كنت أشرئب برأسي بين حين وأخر لأرى أمي من خلف زجاج الشرفة، أمي الحبيبة التي لم أعتد على رؤيتها بمثل هذا الضعف كانت تسكن الفراش بوهنٍ وتعتني بها الممرضة فقد انتابتها الحمى واحتجزوها...

صرفت بصري عنها وكدت أجلس على الأرض فقد آلمني ذراعي أثر حملي لأخي، لكنه انخرط مجدًا في البكاء فعلمت أنه جائع، فتشت في حقيبتي عن أموال وخرجت لأشتري له أي طعام يسد جوعه لحين استيقاظ والدتي..

خرجت من المستشفى تحمله على كتفي وأُربت على ظهره ليهدأ، دخلت أحد المحلات واشتريتُ بسكويت للرضع، وأعطيته واحدة ليهدأ..

وقبل أن أدلف للمستشفى جذب انتباهي فتى يجلس على مقعد أمام بابها وجواره مقعد أخر شاغر، كان الفتى يُحملق أمامه في هدوء وسكون وكأنه الليل، وكان الحزن يغمر خلجات وجهه وعيناه تبرقان بالدموع...

ونظرًا لفضولي الزائد تجاه كل شخص تراه عيني اقتربت وألقيت السلام عليه فإجابي دون أن يلتفت نحوي.

جلست جواره في صمت كنت أتابعه بطرف خفي وهو يمسح كل عبرة تفر من عينه كي لا يلاحظه أحد، اشتد فضولي نحوه! أردتُ أن أفتح معه أي حوار فسألته بتردد:
"هـ... هو إنت بتعمل إيه هنا؟!"

أجابني باقتضاب ودون أن يُطالعني:
"كنت بصلي الفجر"

صمتتُ لبرهة ثم سألته بتلعثم:
"إ... إنت كويس؟!"

لم يرد عليّ بل ولم ينظر نحوي، تجاهلني فشعرت بالإهانة ابتلعت باقي كلماتي وصمتت، بكى أخي الصغير فقد انتهى من تناول ما بيده فأعطيته أخرى وأنا أربتُ على ظهره عازمة على النهوض والإنصراف من جوار هذا الليل، لكنه باغتني بخلع رداء الصمت وبدأ يجذبني للحديث ويفتح المجال لحوارنا...

والآن دعوني أخبركم من أنا وأروي لكم تلك الرواية بطريقة أخرى وبتفاصيل أدق♥️

«تمهيد»
يتبع....
لقراءة الفصل الثاني اضغط على : ( رواية سدفة الفصل الثاني )
لقراءة باقي الفصول اضغط على : ( رواية سدفة )
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-